طالب السيناتور الأمريكي جون ماكين، بإمداد أوكرانيا بأسلحة أمريكية. وخلال زيارته الحالية للعاصمة الأستونية تالين، قال السيناتور الجمهوري اليوم الثلاثاء، إن عدم دعم واشنطن للحكومة الأوكرانية الموالية للغرب في كييف بالسلاح، يعتبر من الأمور "المخجلة التي لا تغتفر على الإطلاق". وتابع ماكين أن الأوكرانيين بحاجة إلى وسائل عسكرية حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم. تجدر الإشارة إلى أن ساسة في كييف ناشدوا الولايات المتحدة إمداد بلادهم بالسلاح لكن الإدارة الأمريكية لا تزال ترفض هذا المطلب حتى الآن. وطالب ماكين بوجود أقوى وأكثر تساويا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوروبا، وتحديدا في دول البلطيق الأعضاء في الحلف والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن توزيع ونقل قوات الحلف يجب أن يكتسب بعدا إستراتيجيا ومستديما. وفي نفس السياق، أعرب الرئيس الأستوني توماس هندريك الفيس عن تأييده لتعزيز وجود قوات حلف الناتو في الحدود الشرقية لدول الحلف وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية الراهنة.

قام حشد غاضب، بضرب مرشح للرئاسة الأوكرانية، معروف بمواقفه المتشددة المؤيدة لروسيا في وقت مبكر، اليوم الثلاثاء، اعتراضا على تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية. وتعرض أوليه تساريف، الذي أيد عضوية أوكرانيا في الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو بدلا من التكامل الأوروبي للهجوم بعد مقابلة مع قناة أي.سي.تي.في التلفزيونية الأوكرانية، إذ قال منتقدوه إنه بدا يدعم تدخل القوات الروسية في مناطق شرق أوكرانيا. ونفى تساريف، في وقت لاحق قول ذلك وقال إنه ضد إرسال قوات روسية إلى أوكرانيا بشكل قاطع. وتجمعت حشود غاضبة عند مكاتب الاستوديو، بعد مقابلته وزاد الغضب بعد تردد أنباء تفيد بأن الشرطة عثرت على أسلحة في سيارته. وانتظر تساريف "44 عاما"، ساعتين داخل الاستوديو قبل الخروج للحشد وعلى الرغم من حماية حراسه ألقت الجماهير البيض في وجهه ثم انهالت عليه بالضرب. ودفع بتساريف في سيارة إسعاف متوقفة، لكن أعضاء بجماعة القطاع اليميني القومية المتطرفة امسكوا به واقتادوه أولا إلى مقر جهاز أمن الدولة ثم إلى مكتب المدعي العام.

تراجع الذهب في التعاملات الآسيوية، اليوم الثلاثاء، عن أعلى مستوياته في 3 أسابيع، مع انحسار جاذبيته كأداة استثمارية آمنة في أعقاب صعود أسواق الأسهم، وبيانات قوية لمبيعات التجزئة في الولايات المتحدة. وسجلت مبيعات التجزئة الأمريكية في مارس، أكبر زيادة في عام ونصف في علامة حاسمة على أن أكبر اقتصاد في العالم ينتعش من تباطؤه المرتبط بالأحوال الجوية وهو ما يعطي دعما لأسواق الأسهم التي تعرضت لضغوط مؤخرا. وتنامي التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي، كان أحد العوامل في تراجع الذهب على مدى العام الماضي مع سحب الصناديق الاستثمارية أموالها من المعدن النفيس للاستثمار في الأسهم. لكن التوترات السياسية بين روسيا والغرب بشان أوكرانيا هذا العام، إضافة إلى القلق بشان الاقتصاد الصيني، أثارا طلبا على الذهب في الأسابيع القليلة الماضية. والمعدن النفيس مرتفع 10% عن مستواه في بداية العام. وانخفض سعر الذهب للبيع الفوري 0.4% إلى 1321.20 دولار للأوقية "الأونصة"، بعد أن كان سجل أمس الإثنين 1330.90 دولار وهو أعلى مستوى له في 3 أسابيع. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم بعد 5 جلسات متتالية من المكاسب، رغم أنه يبقى قريبا من أعلى مستوى له منذ أغسطس 2011 بفعل مخاوف من أن عقوبات أمريكية على روسيا -أكبر منتج للمعدن- قد تقيد الإمدادات ومع استمرار الإضرابات في المناجم في جنوب أفريقيا.

نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ترحيبه اليوم الثلاثاء بإشارات إلى أن الحكومة في كييف مستعدة للحوار مع إنفصاليين في شرق أوكرانيا واصفا ذلك بأنه "خطوة على الطريق الصحيح". وأضاف متحدثا خلال زيارة إلى بكين أن ترحيب كييف على ما يبدو "بحل كل المشاكل المرتبطة بالمطالب المشروعة للسكان في المناطق الواقعة بجنوب وشرق أوكرانيا عبر التفاوض هو بالتأكيد خطوة على الطريق الصحيح وإن كانت متأخرة".

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت عن 109 دولارات للبرميل، اليوم الثلاثاء، بعد أن سجلت أعلى مستوى في 6 أسابيع في الجلسة السابقة مع تطلع المستثمرين إلى اجتماع في جنيف يأملون أن يسفر عن حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا. وتدرس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فرض مزيد من العقوبات على موسكو بعد تجاهل انفصاليين موالين لروسيا أمس الاثنين مهلة لإخلاء مبان حكومية يحتلونها في شرق أوكرانيا. ومن المرجح أن يتوقف تشديد العقوبات جزئيا على نتيجة اجتماع جنيف اليوم والذي تشارك فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا. وقال تان تشي تات، محلل الاستثمار لدى فيليبس فيوتشرز في سنغافورة، "يجري الترتيب لإجراء محادثات بين القوى الغربية وروسيا وأوكرانيا لحل الأزمة الحالية بالجهود الدبلوماسية لذا تراجعت أسعار النفط الخام". وتراجع خام برنت 36 سنتا إلى 108.71 دولار للبرميل بعد أن صعد نحو دولارين ليغلق عند 109.07. وتراجع الخام الأمريكي 69 سنتا إلى 103.36 للبرميل تحت وطأة التوقعات لزيادة مخزونات الخام الأمريكية.

انتعشت الأسهم اليابانية من أقل مستوى في 6 أشهر، اليوم الثلاثاء، بعد بيانات قوية لمبيعات التجزئة الأمريكية ساعدت في تهدئة المخاوف وسط تصاعد الأزمة في أوكرانيا لينزل الين ويدعم أسهم المصدرين. وأغلق مؤشر نيكي القياسي مرتفعا 0.6% عند 13996.81 نقطة بعد تراجعه في الجلسة السابقة إلى مستويات لم يعهدها منذ أوائل أكتوبر. وزاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3% إلى 1136.09 نقطة والمؤشر الجديد جيه.بي.اكس-نيكي 400 بالنسبة ذاتها إلى 10342.16 نقطة.

تظاهر مئات الأشخاص، مساء اليوم الإثنين، في كييف مطالبين بتحرك أكبر ضد المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد وباستقالة وزير الداخلية، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. وأوردت وكالة "إنترفاكس-أوكرانيا" وموقع "أوكراينسكايا برافدا"، أن المتظاهرين انطلقوا من ساحة الميدان بوسط كييف، معقل التحرك الذي أدى إلى الإطاحة بالنظام الموالي لروسيا في نهاية فبراير، وساروا حتى مقر البرلمان. ثم أحرقوا إطارات، هاتفين "أفاكوف، استقالة" في إشارة إلى وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الموالية لأوروبا أرسين أفاكوف. وطالب المتظاهرون خصوصا بتحرك أكثر فاعلية ضد الانفصاليين الموالين لموسكو والذين سيطروا على مقار عامة في ست مدن من الشرق الأوكراني الناطق بالروسية، وفق المصادر نفسها.

أذكى المحتجون الأوكرانيون الموالون لروسيا المخاوف من احتمال تفكك البلاد باقتحامهم المزيد من المباني الحكومية في شرق أوكرانيا، فيما عرضت القيادة الموالية للغرب في كييف، اليوم الإثنين، فكرة إجراء استفتاء حول إقامة نظام فيدرالي واقترحت نشر قوات لحفظ السلام من الأمم المتحدة. وبعد أن توعد، أمس الأحد، ببدء عملية عسكرية في حال عدم إلقاء الانفصاليين لأسلحتهم اليوم، وقع الرئيس المؤقت أوليكسندر تورشينوف مرسوما يجيز لأجهزة إنفاذ القانون بدء "عملية ضد الإرهاب" في المناطق المعنية. كما اقترح تورشينوف إجراء استفتاء حول الشكل المستقبلي لأوكرانيا كدولة مركزية أو فيدرالية في نفس الوقت الذي يتم فيه إجراء انتخابات رئاسية في 25 مايو المقبل. في الوقت نفسه، صرح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم فلاديمير بوتين، لوكالات الأنباء الروسية، اليوم بأن الرئيس الروسي تلقى "الكثير جدا من الطلبات" من شرقي أوكرانيا، هم يطلبون التدخل بطريقة أو بأخرى.

تناول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره الأمريكي باراك أوباما، التطورات الأخيرة في الأزمة الأوكرانية، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، اليوم الإثنين. وأفاد مكتب رئاسة الجمهورية الفرنسية، في بيان، أن هولاند أعرب عن قلقه الشديد، حيال التطورات الجارية، في جنوب أوكرانيا، مؤكداً على ضرورة الحل السلمي وعدم زيادة التوتر في المنطقة. وأبلغ الرئيس الفرنسي، نظيره الأمريكي، أن بلاده عازمة على المضي في تطبيق سياسة التدرج في تشديد العقوبات على روسيا، وأبدى رغبته في عقد اجتماع دولي بهذا الشأن، قائلا: "أتمنى أن يساهم الاجتماع في دفع روسيا لحل الأزمة الأوكرانية بالحوار".

قال مبعوث موسكو لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم الإثنين، إن أي استخدام للقوة المسلحة ضد المتظاهرين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا يمكن أن يطلق شرارة حرب أهلية. وقال المبعوث اندريه كيلين للصحفيين إن القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكراني "ذكر أنه سيتم استخدام القوات المسلحة لمواجهة من يشاركون في المظاهرات وسيجري أيضا تنظيم وحدات من أناس شبه عسكريين سيتسلمون أسلحة وسيكونون تحت قيادة الضباط، سيكون هناك حسبما سمعنا حوالي 12 ألفا من هؤلاء، هذا خطير". وأضاف بعد اجتماع للمجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لبحث الوضع في أوكرانيا "في موسكو، نعتقد بقوة أن هذا قد يؤدي إلى حرب أهلية، نحن قلقون جدا".

قال مستشار لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة تدرس تقديم السلاح لأوكرانيا حيث تحمل الاضطرابات في المدن الشرقية آثار مسعى روسي لزعزعة الاستقرار هناك. وهدد الرئيس الأوكراني بعمل عسكري بعدما تجاهل الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يحتلون مباني حكومية في الشرق إنذارا بالمغادرة وهاجمت مجموعة أخرى من الانفصاليين مقرا للشرطة في المنطقة المضطربة. وسئل الدبلوماسي الكبير توماس شانون خلال زيارة لبرلين عما إذا كان من الممكن للولايات المتحدة أن تزود القوات الأوكرانية بالسلاح، فقال "من الواضح أننا ننظر إلى هذا كخيار.. لكن لا أستطيع أن أتوقع في هذه المرحلة ما إذا كنا سنفعل ذلك أم لا". واقترح السناتور الجمهوري جون مكين تقديم أسلحة للحكومة الأوكرانية التي تقول إن وقائع احتلال المباني بدأت، أمس الأحد، في إطار خطة تقودها روسيا لتفكيك البلاد وتقطيع أوصالها. وقال شانون الذي يحمل أيضا لقب مستشار: "من وجهة نظرنا فإن ما نراه في سلسلة من المدن يحاكي ما شاهدناه في القرم فيما يتعلق بكل من الأساليب والأشخاص المعنيين". وتابع: "هناك من وجهة نظرنا يد روسية واضحة للغاية في كل هذا وننظر إلى هذه الأفعال على أنها تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتنطوي على خطورة".

سيطر متظاهرون موالون لروسيا، اليوم الاثنين، على مطار محلي في مقاطعة دونتيسك بشرق أوكرانيا. وظهر في شريط مصور نشر على شبكة الإنترنت، متظاهرون وقد سيطروا على مطار في مدينة سلافيانسك، معلنين أنهم يحاولون حماية أنفسهم من قوات الأمن القادمة من العاصمة كييف. كما ظهرت صور للمطار الذي سيطروا عليه. في سياق متصل، طلب أحد قادة المتمردين الموالين لروسيا في مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا، المساعدة اليوم من روسيا ومن الرئيس فلاديمير بوتين، من أجل التصدي للحكومة الأوكرانية الموالية لأوروبا في كييف. وقال فياتشسلاف بونوماريف، الذي سيطر على بلدية سلافيانسك على رأس ناشطين موالين لروسيا، "نطلب من روسيا أن تحمينا وإلا تسمح بوقوع إبادة لسكان دونباس (شرق اوكرانيا).. نطلب من الرئيس بوتين أن يساعدنا". وأضاف بونوماريف، "سنقاتل النازيين"، داعيا السكان إلى "إلا يشعروا بالخوف".

قرر الاتحاد الأوروبي، الإفراج عن مليار يورو كمساعدات مالية لأوكرانيا. كما قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، في لوكسمبورج إلغاء كافة الجمارك تقريبا على البضائع القادمة من أوكرانيا.

صرحت الحكومة الألمانية، اليوم الإثنين، أن هناك "مؤشرات عديدة" على دعم من موسكو للمجموعات المسلحة التي تنشط في أوكرانيا. وقالت مساعدة الناطق باسم الحكومة كريستيان فيرتز، أن "هناك العديد من المؤشرات على أن مجموعات مسلحة ناشطة في شرق أوكرانيا تتلقى دعم روسيا"، بينما ما زال متمردون مسلحون موالون لروسيا يواجهون حكومة كييف الموالية لأوروبا في هذه المنطقة. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، إن روسيا تحرض بوضوح على زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا ودعا إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو. وقال هيج، لدى وصوله إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة الأزمة، "لا يمكن حقيقة أن يكون هناك أي شك في أن هذا شيء من تدبير وتنفيذ روسيا". وقال هيج، إنه يحاول إقناع نظرائه الأوروبيين المجتمعين في لوكسمبورج، بأن "تشديد العقوبات" يجب أن يكون "الرد" على موقف روسيا، لأنه "لا مجال للشك" في أن الاضطرابات في شرق أوكرانيا "مدبرة" من موسكو. وفي سياق متصل، دعا ديفيد كاميرون وأنجيلا ميركل، روسيا، اليوم، إلى أن تدين بشكل قاطع احتلال مبان حكومية في شرق أوكرانيا. وتحدث الزعيمان هاتفيا اليوم، لمناقشة تصاعد التوتر والتهديد بعمل عسكري أوكراني بعد احتلال مبان حكومية في شرق أوكرانيا من قبل انفصاليين موالين لروسيا.

قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الإثنين، إن المناطق الشرقية الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا، يجب أن تشارك في صياغة الدستور الذي سيطرح في استفتاء تجريه كييف بشأن الشكل الذي يجب أن تكون عليه أوكرانيا. وأضاف متحدثا في مؤتمر صحفي، بعد لقائه نظيره السوداني، أن تقسيم أوكرانيا ليس من مصلحة روسيا ولكن موسكو تريد أن تعامل كييف كل مواطنيها على قدم المساواة. ونفى المزاعم الأوكرانية والأمريكية، بوجود عملاء سريين لروسيا يثيرون اضطرابات في شرق أوكرانيا، وقال، إنه يطلب تفسيرا لتقارير إعلامية بزيارة جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لكييف. وأدان لافروف، النفاق والمعايير المزدوجة التي يعتمدها الغرب في التعامل مع الاحتجاجات في جنوب وشرق أوكرانيا، وأضاف، إن إطلاق كلمة إرهابيين على المحتجين في شرق أوكرانيا أمر في غاية الوقاحة.

تأمل ألمانيا والصين، في أن ينتج عن اجتماع القمة حول أزمة أوكرانيا المقرر عقده في جنيف، الخميس المقبل، عن عملية مفاوضات مستمرة. وخلال لقائهما في بيكن، روج وزير الخارجية الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، ونظيره الصيني، وانج يي، لتشكيل مجموعة اتصال دولية للبحث عن حل سياسي للأزمة الأوكرانية. وتجنب وانج يي، توضيح الجانب الذي تقف الصين معه في النزاع بين كييف وموسكو. تجدر الإشارة، إلى أن، اجتماع القمة في جنيف سيضم روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وناشد الوزيران، "التهدئة ونبذ العنف"، وذكر الوزير الألماني أن ألمانيا والصين تعتبران التغيير التعسفي للحدود سابقة خطيرة. ومن جانبه دعا الوزير الصيني، إلى إيجاد "صيغة تنسيق دولية لحين التوصل إلى اتفاق"، مناشدا موسكو وكييف عدم القيام بأي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع.

تحول اجتماع لمجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأحد، إلى حوار طرشان بين الروس والغربيين الذين اتهموا موسكو بالوقوف وراء التوتر في شرق أوكرانيا، في حين أن موسكو أنذرت كييف "لوقف استعمال القوة ضد الشعب الأوكراني". جدل وضغط وطلبت روسيا عقد هذا الاجتماع بعد تصريحات للرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف، أعلن فيها، "عملية ضد الإرهاب واسعة النطاق" ضد المتمردين المسلحين الموالين للروس في شرق أوكرانيا. وحذر السفير الروسي، فيتالي تشوركين، بأن "الدم قد سال ويجب تحاشي تصعيد جديد بشكل عاجل". وطلب من الغربيين ومن الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي، ممارسة الضغط على سلطات كييف، كي "تتوقف عن استعمال القوة ضد الشعب الأوكراني وأن تبدأ حوارا حقيقيا". وأضاف، "الغرب هو الذي سيحدد ما إذا كان بالإمكان تحاشي الحرب الأهلية في أوكرانيا". وبعد أن نددت "بالتضليل الإعلامي والحملة الدعائية الروسية"، اتهمت نظيرته الأمريكية، سامنتا باور، روسيا بأنها "خلقت ونظمت عدم الاستقرار" في شرق أوكرانيا، وقالت، إن التطورات الأخيرة في هذه المنطقة "هي نسخة طبق الأصل عن التكتيك الذي استعملته القوات الروسية في المراحل الأولى للأزمة في القرم". وأضافت، "نعلم من يقف وراءها: وحدها روسيا قادرة على القيام بمثل هذه العملية في هذه المنطقة". فتيل الأزمة أما السفير البريطاني، مارك ليال جرانت، فاعتبر، أن الأمر يتعلق بـ"تصعيد خطير في وضع محفوف أصلا بالخطر". وقال، أن "روسيا تتدخل مرة جديدة وبشكل مباشر في الشؤون الداخلية لأوكرانيا باستعمالها ذرائع والقوة العسكرية"، مطالبا موسكو بسحب جنودها الـ 40 ألف الذين حشدتهم على الحدود. وأضاف، أن "روسيا تسعى لفرض إرادتها على الشعب الأوكراني باستعمالها التضليل الإعلامي والتخويف والاعتداء، أنه أمر غير مقبول على الإطلاق". ومن ناحيته، اعتبر السفير الفرنسي، جيرار آرو، إن "السيناريو الذي نحن أمامه يذكرنا بما جرى قبل شهر من التطورات التي جرت في القرم". وبعد أن أشاد بـ"هدوء السلطات الأوكرانية"، دعا روسيا إلى "المساهمة بشكل حازم في نزع فتيل الأزمة، وأن تدين معا في هذا المجلس محاولات الزعزعة التي تقوم بها مجموعات مسلحة في شرق أوكرانيا". وأعرب عن أمله في أن يعقد الاجتماع المقرر في 17 أبريل في جنيف، بين روسيا وأوكرانيا، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن "يتيح التوصل إلى حلول". وقال، إن "هذا الاستحقاق حاسم وندعو جميع الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس". وهو عاشر اجتماع يعقده مجلس الأمن منذ بدء الأزمة بأوكرانيا نهاية فبراير الماضي، وقد تحولت كل الاجتماعات إلى مواجهات عقيمة بين الروس والغربيين.

اتهمت الدول الغربية روسيا، أمس الأحد، بحشد عشرات الآلاف من الجنود المجهزين بشكل جيد قرب الحدود الأوكرانية، استعدادا لغزو على غرار ماقامت به في القرم، في حين نددت روسيا بما وصفته بقيادة أوكرانيا التي تعاني من رهاب روسيا ومعاداة السامية. وقال مارك ليال جرانت، سفير بريطانيا بالأمم المتحدة، السفير البريطاني، في كلمة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، بشأن أوكرانيا، إن"صور الأقمار الصناعية تظهر وجود مابين 35 ألف و40 ألف جندي روسي بجوار الحدود مع أوكرانيا، مجهزين بطائرات قتالية ودبابات ومدفعية ووحدات للدعم اللوجيستي. "هذا بالإضافة، إلى الـ 25 ألف جندي روسي المتمركزين بشكل غير قانوني في القرم". وقال دبلوماسيون بالمجلس، إن موسكو كانت تريد أن يكون هذا الاجتماع مغلقا لكن فرنسا والدول الغربية الأخرى أصرت على أن يكون علنيا. وعقد المجلس العديد من الاجتماعات الطارئة بشأن أوكرانيا، ولكنه عجز عن القيام بعمل ملموس بسبب خلافات روسيا الحادة مع الولايات المتحدة وأوروبا.

اعتبر الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، اليوم الأحد، أن أوكرانيا دخلت في الحرب الأهلية. وقال يانوكوفيتش، في تصريحات صحفية، "إن الدم قد أريق وأصبحت بلادنا في وضع جديد، بالواقع، بدأت الدخول في الحرب الأهلية". واتهم الرئيس الذي أطيح به في فبراير الماضي بعد مظاهرات دامية في العاصمة الأوكرانية، كييف، الولايات المتحدة بالمشاركة مباشرة في الاضطرابات بشرق أوكرانيا. وأضاف: "أريد أن أتحدث عن الضلوع المباشر للولايات المتحدة في التطورات الأخيرة والتي لا تتدخل فقط في كل ما يجري في البلاد ولكنها تقول كيف وماذا يجب فعله في أوكرانيا". وأعلنت الحكومة الأوكرانية، اليوم، عملية ضد الإرهاب في شرق أوكرانيا ضد المتمردين المسلحين الموالين لروسيا.

قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد، إن إعلان السلطات في كييف أنها ستحشد الجيش لإخماد تمرد لمسلحين مؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا، هو "أمر إجرامي". وقالت الوزارة إن على الغرب أن يكبح جماح حلفائه في الحكومة الأوكرانية، وأضافت في بيان "إنها مسؤولية الغرب الآن أن يمنع الحرب الأهلية في أوكرانيا". وقال البيان أيضا، إن روسيا ستضع على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي مناقشة عاجلة للوضع في شرق أوكرانيا. كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، أن روسيا تريد اجتماعا "عاجلا" لمجلس الأمن الدولي يبحث الأزمة في شرق أوكرانيا، وذلك وفق مشاهد بثها التلفزيون الروسي. وقال المتحدث أن "الجانب الروسي سيثير الوضع المتأزم في جنوب شرق أوكرانيا في شكل عاجل أمام مجلس الأمن الدولي ولدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".