سيطر متمردون موالون لروسيا، اليوم الخميس، على 4 مناجم للفحم في شرق أوكرانيا الذي يشهد حراكا إنفصاليا، وطالبوا العمال بتزويدهم بالمتفجرات، وفق ما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية. وجاء في بيان للوزارة، إن "الإرهابيين الذين هددوا (العمال) بالسلاح، يطالبون بالمتفجرات" في منطقة لوجانسك، بالقرب من الحدود الروسية. وأشارت الوزارة، إلى أن المناجم تابعة لشركة "ليسيشانسكوجول".

طالبت أوكرانيا مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لمناقشة الشأن الأوكراني حيث قال رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك، اليوم الخميس، في العاصمة كييف إن دلائل تواردت خلال هذه الأيام التي تسبق الانتخابات الرئاسية في البلاد تشير إلى "أعمال تخريبية روسية". وأضاف ياتسينيوك: "سنقدم خلال الجلسة أدلة على أن روسيا لا تزال تعتزم إفشال الانتخابات الرئاسية من خلال تصعيد النزاع". يشار إلى أن روسيا نفت مرارا الاتهامات الموجهة إليها بأنها تسعى لعرقة التصويت في الانتخابات الرئاسية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه أمر بسحب وحدات الجيش الروسي من الحدود مع أوكرانيا "من أجل تهدئة الوضع".

قتل 12 جندياً أوكرانياً وجرح أكثر من 30 آخرين، اليوم الخميس، في هجوم شنه اليوم مسلحون انفصاليون موالون لروسيا، على حاجز للقوات الحكومية بالقرب من بلدة "فولنوفاكها" التابعة لمدينة "بلاهوداتنا" بإقليم "دونيتسك" شرق البلاد. وأكدت وزراة الدفاع الأوكرانية وقوع الهجوم دون أن تذكر تفاصيل عن الضحايا. وقال شهود عيان؛ إن الانفصاليين استخدموا الأسلحة الثقيلة في الهجوم الذي تعرضت خلاله مدرعات وشاحنات تابعة للجيش للتخريب، مضيفين أن حالة بعض الجرحى خطيرة. وكانت حكومة كييف قد أعلنت في وقت سابق بدء عملية عسكرية تستهدف الانفصاليين الموالين لروسيا، الذين يسيطرون على العديد من مباني الهيئات العامة في مدن شرق أوكرانيا منذ أوائل أبريل الماضي. وستشهد أوكرانيا الأحد المقبل انتخابات رئاسية، أعلن الانفصاليون في إقليمي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي البلاد أنهم لن يسمحوا بإجرائها على أراضي الإقليمين، الذين أعلنا استقلالهما عن أوكرانيا تحت اسم "روسيا الجديدة"، بعد استفتاء نظمه الانفصاليون بهما الأحد قبل الماضي.

وصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأربعاء، إلى قبرص لإجراء محادثات حول مفاوضات السلام بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، وحول أوكرانيا أيضا وخصوصا العقوبات الغربية ضد روسيا. وصرح بايدن، الذي وصل آتيا من بوخارست، للصحفيين لدى نزوله من الطائرة، أنه "حان الأوان لكي يتوحد القبارصة في فدرالية من منطقتين ومجموعتين". وإذ أعرب عن الأمل في "مساعدة (القبارصة) على إيجاد حل" لازمتهم، فإن بايدن لم يأت "ليعرض أي حل أو ليفرض أي حل". وقال أيضا، "أتيت إلى قبرص اليوم لأني أعتقد أن ذلك يمكن أن يكون مختلفا هذه المرة، لكن ذلك سيتوقف على سكان هذه الجزيرة". وقبرص مقسمة إلى شطرين منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي في يوليو 1974 ردا على انقلاب نفذه قبارصة يونانيون قوميون بهدف ضم الجزيرة إلى اليونان. وخلال زيارته، سيلتقي بايدن الخميس الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس "القبرصي اليوناني" وسيجري محادثات أيضا مع الزعيم القبرصي التركي درويش أروغلو في نيقوسيا، آخر عاصمة مقسمة في أوروبا، للتطرق إلى المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة بهدف إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية.

تعهد رجل أعمال، هو الأكثر ثراء في أوكرانيا بتنفيذ حملته ضد الانفصاليين، اليوم الأربعاء، بعدما أعلن المتمردون الموالون لروسيا في مدينة دونيتسك بشرق البلاد، أنهم قرروا تأميم أصوله. وقال قطب المعادن والتعدين رينات أحمدوف، في بيان، إن المزيد من الأفراد سوف يخرجون ضد الانفصاليين الذين اتهمهم بالتصرف مثل الأشخاص الذين يتسمون بالوحشية. وقال أحمدوف في مقطع مصور نشرته شركة "سيستم كابيتال مانيجمنت" الشركة القابضة التي يسيطر عليها ومقرها دونيتسك: "هناك محتالون أخذوا (منطقة) دونباس بأكملها رهينة ويرهبون (سكانها)". يلقي أحمدوف باللائمة على الانفصاليين في المشاركة المتدنية في سلسلة من الاحتجاجات نظمها موظفوه في المنطقة أمس الثلاثاء. وقال: "أعلم أنكثيرين آخرين كانوا يريدون المشاركة ولكن جرى ترويعهم بالبنادق والأسلحةالآلية". وتكهنت وسائل الإعلام الأوكرانية اليوم بانشقاقات وانقسامات خطيرة داخل المعسكر الانفصالي بعدما انتقد عمدة سلافيانسك الذي نصب نفسه الزعماء فيدونيتسك علانية. واشتكى فياتشيسلاف بونوماريوف، الذي جرى اختياره عمدة شعبي لمعقل المتمردين سلافيانسك، أمس الثلاثاء بانه يتم تهميشه من قبل جمهورية دونيتسك الشعبية. وقال خلال مؤتمر صحفي تم نشر مقاطع مصورة له عبر وسائل الإعلام المحلية: "أريد أن أرى ممثلي سلافيانسك هناك".

توقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ألا تعود علاقات بلاده مع أوكرانيا لطبيعتها سريعا بعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، المقررة يوم الأحد المقبل. وقال بوتين، خلال زيارته لمدينة شنغهاي اليوم الأربعاء: "ستكون العلاقة مع أشخاص وصلوا للسلطة على خلفية عملية عسكرية ضد السكان في جنوب شرق أوكرانيا، عقدة". ورفض بوتين الاتهامات الموجهة له بعدم سحب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية قائلا: "الوحدات تعود إلى ثكناتها حتى لا تكون هناك تكهنات بأننا نعيق الانتخابات الرئاسية". في هذه الأثناء، بدأت في مدينة نيكولايف جنوب أوكرانيا الجولة الثالثة من محادثات المائدة المستديرة الرامية للتغلب على الأزمة في أوكرانيا التي كانت يوما ما إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا. وقال الدبلوماسي الألماني، فولفجانج إشنجر، قبل بدء الجولة إن القيادة الأوكرانية تؤكد بهذه المحادثات أنها مستعدة للحوار وحث الأوكرانيين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية. ولم تتمخض اللقاءات السابقة في كييف وخاركوف عن نجاح. وأرجع مراقبون، ذلك إلى عدم دعوة ممثلين عن الانفصاليين إلى هذه المحادثات في حين تؤكد الحكومة المركزية في كييف، أن المشاركة في مثل هذه اللقاءات ممكنة فقط بالنسبة للقوى "التي لم تلطخ أيديها بالدماء".

أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على 12 روسيا على علاقة بوفاة الحقوقي الروسي ورمز مكافحة الفساد سيرجي ماغنيتسكي، الذي قضى في السجن قبل 4 أعوام. ووضعت وزارتا الخارجية والمالية لائحة بأسماء 12 شخصا ستجمد أرصدتهم في الولايات المتحدة، وسيمنعون من دخول الأراضي الأمريكية، بحسب ما جاء في بيانين. وتضاف هذه الأسماء إلى لائحة سابقة من 18 مسؤولا أعلنت في أبريل 2013 بموجب القانون الذي يحظر دخول مسؤولين ضالعين في موت المحامي المالي ماغنيتسكي إلى الولايات المتحدة أو متهمين بعمليات أخرى في مجال حقوق الإنسان. ومن بين الأشخاص الذي أدرجوا على اللائحة الأخيرة مسؤولون طبيون في سجن بوتيركا في موسكو، حيث توفي المحامي من بينهم لاريسا ليتفينوفا مديرة مستشفى السجن وديمتري كاتروف المدير الطبي وألكسندرا غوس وهي طبيبة جراحة. كما شملت العقوبات أشخاصا آخرين بتهمة المشاركة في الفساد المالي الذي سلط عليه الضوء سيرغي ماجنيتسكي. وأشار راديو سوا اليوم إلى أن هذا المحامي الذي أصبح رمزا لمكافحة الفساد في روسيا، اعتقل في العام 2008 بعد كشفه عمليات فساد بقيمة 5.4 مليارات روبل أي 130 مليون يورو، ارتكبها مسؤولون في الشرطة والمالية على حساب الدولة الروسية.

أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على أنها تعول على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجهود الدبلوماسية المبذولة لتهدئة الصراع في أوكرانيا. وفي مقابلة مع صحيفة "لايبتسيجر فولكس تسايتونج" الألمانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، قالت ميركل: "أتحدث بشكل منتظم مع الرئيس الروسي حول الأزمة في أوكرانيا، وأحدثه عن مدى المسؤولية الكبيرة لروسيا في إعادة الهدوء للوضع في أوكرانيا"، مضيفة أن متطلبات الموقف الراهن هي التي تحدد موعد المحادثات التالية لها مع بوتين، سواء المحادثات الهاتفية أو الشخصية.

عبّرت الصين وروسيا، اليوم الثلاثاء، عن القلق البالغ بشأن الأزمة السياسية في أوكرانيا. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا، عن بيان مشترك صدر بعد المحادثات بين الرئيس الصيني، شي جين بينج، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في بكين، أن الجانبين يحثان كل الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنّب تصعيد النزاع والسعي إلى تسوية سلمية وسياسية للمشكلات الراهنة. ودعا البيان، كل المجموعات المحلية والاجتماعية السياسية في أوكرانيا للمشاركة في حوار وطني شامل، وتطوير مفهوم مشترك من أجل التطور الدستوري المستقبلي للبلاد، كجهد للحماية الكاملة للحقوق والحريات الأساسية للمواطنين.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية، بدأت في تفكيك مخيماتها بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من إصدار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمرا بسحب القوات، ينص على عودة الجنود من المناطق الحدودية إلى قواعدهم العسكرية في روسيا. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، عن الوزارة قولها، إن انسحاب القوات سيتم على نحو متزايد. ومن جانبه، أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنه لم يشهد أي تحرك للقوات الروسية من مواقعها.

شكا قيادي انفصالي موال لروسيا في شرق أوكرانيا ضعف الاستعداد للقتال لدى مواطني مناطق شرق أوكرانيا، وقال إن استعداد سكان مدن محورية مثل مدينة سلافيانسك ومدينة كراماتورسك للدفاع عن مناطقهم ذات الصبغة الروسية ضد الحكومة المركزية في كييف ضعيف. وناشد ايجور ستريلكوف الذي نصب نفسه وزيرا للدفاع في "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون سكان مدن شرق أوكرانيا، في رسالة مصورة الانضمام في أسرع وقت ممكن إلى المقاتلين الانفصاليين ضد حكومة كييف و"إنقاذ الشعب الروسي". وقال ستريلكوف:"لم أكن أظن أبدا أنه ليس هناك ولا حتى ألف رجل مستعدون للمخاطرة بحياتهم، وبدلا من ذلك فإن مئات الآلاف في المنطقة يجلسون على الأريكة أمام التلفاز ويتابعون المعارك من منازلهم". غير أن ستريلكوف رأى أن "واجب كل مواطن شرق أوكرانيا الدفاع عن شرفه وكرامته"، وقال إن مجموعة صغيرة فقط من المتطوعين من روسيا وأوكرانيا هي التي تقاتل حتى الآن، مشيرا إلى أن هؤلاء "ينتظرون ببساطة الجيش الروسي القادر على فعل كل شيء من أجلهم". ووصف ستريلكوف رجال مناطق شرق أوكرانيا بالجبناء وقال إن الكثير من المواطنين هتفوا في البداية قائلين: "أعطونا سلاحا" وإن "هناك الآن ترسانة كاملة من الأسلحة ولكن لا يكاد يكون هناك من يحملها للدفاع عن الأرض الروسية، أين الشباب؟". ونظرا لقلة المقاتلين طالب ستريلكوف النساء بالانضمام لصفوف المقاتلين ودعا لمقاتلة القوات الحكومية التي قال إنها تعتمد على أموال الأثرياء في مواصلة "عملية مكافحة الإرهاب" وأنها مستعدة لقتل الروس.

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير خارجية موسكو سيرجي لافروف، قوله اليوم الاثنين، إن هناك حاجة "لإعادة النظر" في علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في ضوء الخلافات العميقة بشأن أوكرانيا. وأضافت الوكالة أن لافروف قال في اجتماع مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك: "تتطلب هذه العلاقات إعادة نظر كبيرة ونحاول مع شركائنا من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وإجراء تحليل من أجل فهم أفضل للنقطة التي نقف فيها وأين تتطابق تقديراتنا وأين نختلف".

قال ضابط في حلف شمال الأطلسي، اليوم الإثنين، إن الحلف لا يرى مؤشرا على عودة قوات روسية إلى قواعدها بعد مناورات أجرتها قرب حدود أوكرانيا، مما يتعارض مع تقرير نشرته وكالة أنباء روسية في وقت سابق اليوم. وقال الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه: "لم نشهد أي تحرك يثبت صحة". وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر قوات عسكرية روسية شاركت في مناورات في 3 مواقع على الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى قواعدها الدائمة.

قالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، اليوم الإثنين، إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر القوات الروسية التي شاركت في مناورات في 3 مناطق على الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى قواعدها. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الأمر يعني أنه سيكون هناك عدد أقل من الجنود قرب الحدود مع أوكرانيا، حيث قال حلف شمال الأطلنطي إن روسيا حشدت نحو 40 ألف جندي. وقال الحلف والولايات المتحدة، إنه لا توجد بوادر لخفض القوات، بعد أن قال بوتين في 7 مايو إن القوات انسحبت من الحدود.

تجددت، الاشتباكات في مدينة "سلافيانسك" شرق أوكرانيا، بين القوات الحكومية التي تحاصر المدينة والانفصاليين الذين يسيطرون عليها، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد. وتمركزت الاشتباكات في منطقة "كاراتشون" الواقعة على أعلى تلة في المدينة، والتي توجد بها محطات البث الإذاعي والتلفزيوني وأبراج الاتصالات، وقرب بلدة "سمانوكا" التي يعيش فيها أتراك الأهيسكا، واستخدمت في الاشتباكات الأسلحة الثقيلة، بما فيها قذائف الهاون. وتحاصر القوات الحكومية مدينة سلافيانسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون، في إطار "عملية مكافحة الإرهاب" التي بدأتها في الثاني من مايو الجاري، وتندلع اشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين من حين لآخر.

لم يتمكن تتار القرم الأتراك، الذين باتوا غرباء في أراضيهم التاريخية، من إحياء الذكرى السبعين لنفي أجدادهم في الثامن عشر من مايو عام 1944، على أيدي السلطات السوفيتية. كانت أراضي شبه جزيرة القرم الغنية بجمالها الطبيعي وتاريخها، والتي تتمتع بموقع جغرافي هام، محط أطماع الروس منذ زمن بعيد. ففي عام 1783 وبعد انهيار خانية القرم، احتلت روسيا شبه الجزيرة، وتم تهجير سكانها من التتار الأتراك ليحل محلهم القادمون من ولايات روسيا الداخلية ومن ألمانيا وبوهيميا وإستونيا وإيطاليا، ما نجم عنه تناقص عدد التتار في شبه الجزيرة بشكل كبير. وتعرض تتار القرم للمأساة الأكبر في تاريخهم خلال الحرب العالمية الثانية، حيث اتهمهم السوفيت بالتعاون مع الألمان، وأصدر ستالين قرارا بنفيهم من شبه جزيرة القرم، وهكذا تم تهجير حوالي نصف مليون من تتار القرم من بلادهم في الفترة من 18 إلى 20 مايو 1944، حيث انتزع التتار من منازلهم دون أن تتاح لهم فرصة حمل أمتعتهم معهم، وأُجبروا على ركوب عربات القطار المخصصة لنقل الحيوانات، ورحلوا عبر جبال الأورال إلى سيبيريا ووسط آسيا. وتسببت عملية الترحيل تلك في مقتل حوالي 200 ألف من تتار القرم، بسبب الجوع وسوء التهوية في عربات القطار التي نقلوا بها. ولمدة عشر سنوات لم يسمح للتتار المهجرين بالابتعاد ولو لعدة كيلومترات عن المناطق التي نفوا إليها، وتم التفريق بين أبناء العائلة الواحدة، وتعرضوا لمعاملة قاسية غير إنسانية، ويقول نشطاء تتار القرم إن 46% من التتار فقدوا حياتهم في تلك الفترة. وفي حين كان التتار يمثلون الأغلبية العظمى من سكان شبه جزيرة القرم في القرن الثامن عشر، تراجعت نسبتهم إلى 44% في القرن التاسع عشر، لتصل إلى 19.4% عام 1939. ما بين عامي 1967 و1968 تمكن ما بين 250 و300 عائلة تترية من العودة إلى القرم بعد حصولها على أذونات خاصة من الحكومة السوفيتية، إلا أنه لم يسمح لهم سوى بالاستقرار في الأراضي الوعرة وغير الخصبة. وفي نفس الوقت عاد عدد من التتار إلى القرم دون إذن الحكومة السوفيتية، ومن ثم تعرضوا إلى الترحيل من شبه الجزيرة، واستقر عدد كبير منهم في "هيرسون" الأوكرانية و"كراسنودار" الروسية القريبتين من القرم، ووصل عدد التتار الذين تمكنوا من العودة إلى القرم رغم الحظر ما بين عامي 1985 و1986 إلى 17 ألف شخص. ومع إتباع الرئيس السوفيتي "ميخائيل جورباتشوف" لسياسة "البيريسترويكا"، اكتسبت مطالب التتار مزيدا من القوة، وعاد عدد كبير منهم إلى القرم بشكل جماعي. ويبلغ عدد تتار القرم الذين يعيشون في المنفى حاليا 150 ألف شخص أغلبهم يقيمون في أوزبكستان ومنطقة كرانسودار في روسيا. ومع تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، أصبحت شبه جزيرة القرم جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لأوكرانيا. ولا يزال التتار يعانون في بلادهم من مشاكل في تملك الأراضي. وصلت الأزمة التي بدأت في أوكرانيا في نوفمبر الماضي، إلى شبه جزيرة القرم، حيث أعلن برلمانها الموالي للروس في السادس عشر من مارس الماضي الاستقلال عن أوكرانيا من طرف واحد، ثم انضمت شبه الجزيرة لروسيا بعد إجراء استفتاء على ذلك، وعارض تتار القرم قرار الضم. ومنعت حكومة القرم الحالية زعيم تتار القرم والنائب في البرلمان الأوكراني "مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو" من دخول القرم، كما هددت "نتاليا بوكلونسكايا"، النائب العام للقرم، التي عينتها موسكو، بإغلاق المجلس الوطني لتتار القرم. وفي آخر حلقة من القرارات المعادية للتتار، قرر رئيس وزراء القرم "سيرغي أكسينوف" قبل يومين من الذكرى السنوية السبعين لنفي تتار القرم، منع جميع الفعاليات العامة التي كان التتار يخططون لتنظيمها في تلك المناسبة. وهكذا تحدد الحكومة الموالية لروسيا، كيف وأين يمكن لتتار القرم إحياء ذكرى النكبة التي حلت بهم على أيدي السوفييت قبل سبعين عاما.

أعلن الانفصاليون الأوكرانيون الموالون لروسيا، عن تخصيص مقر لقواتهم المسلحة، في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، التي سبق أن أعلنوها "جمهورية دونيتسك". وبسط الانفصاليون المسلحون سيطرتهم على مبنى في المدينة، وأعلنوه مقراً لـ "قوات الحرس الوطني في المنطقة"، بعد أن أخلته القوات الأوكرانية في وقت سابق، لدواعٍ أمنية. وكان "مجلس الشعب" في دونيتسك انتخب أمس "ألكساندر بوروداي" رئيس وزراء لـ"جمهورية دونيتسك". جدير بالذكر أن منطقتي دونيتسك و لوهانسك الأوكرانيتين، أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا، تحت اسم "روسيا الجديدة"، وذلك عقب الاستفتاء الذي تم تنظيمه الأحد الماضي.

بدأت جولة ثانية من محادثات المائدة المستديرة، في مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، للبحث عن حل للأزمة في الجمهورية السوفيتية السابقة. يأتي ذلك بعد فشل الجولة الأولى من هذه المحادثات، والتي جرت يوم الأربعاء الماضي في العاصمة كييف. ويشارك في الجولة الجديدة، التي تجري بالقرب من منطقة يسيطر عليها قوى مقاتلة موالية لروسيا، شخصيات سياسية بارزة، يأتي في مقدمتها وفقا لما أعلنه التلفزيون الرسمي، رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك، والدبلوماسي الألماني فولفجانج إيشنجر، والرئيسان الأوكرانيان السابقان ليونيد كرافتشوك وليونيد كوتشما. وصاحبت الجولة الجديدة احتجاجات لناشطين موالين لروسيا.

قال متحدث باسم قوات حرس الحدود الأوكرانية، إنها احتجزت فاليري بولوتوف زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا لكن أنصارا له تمكنوا من إطلاق سراحه بعد معركة بالرصاص عند نقطة تفتيش على الحدود. وقال المتحدث باسم حرس الحدود أوليه سلوبوديان، اليوم الخميس، أن بولوتوف الذي أعلن نفسه حاكما لمنطقة لوهانسك الشرقية احتجز على الحدود عند عودته من روسيا حيث عولج من جروح أصيب بها في هجوم يوم الثلاثاء. وتوجه نحو 200 انفصالي مسلح لنقطة التفتيش وطالبوا بالإفراج عنه ثم اندلعت اشتباكات استخدم فيها الانفصاليون قنابل وبنادق آلية. وقال سلوبوديان "أطلقوا سراح بولوتوف ونحاول تحديد ما إذا كان هناك ضحايا".

قال أندريه ديشيتسيا القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني، في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، إن الغرب يجب أن يفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا التي تشن "حربا خفية" في شرق أوكرانيا. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة مجموعات من العقوبات على روسيين، وبعض الشركات الروسية، واتهمت الرئيس فلاديمير بوتين، بإثارة حركات تمرد في شرق أوكرانيا، وهو ما نفاه الأخير. وقال ديشيتسيا في نسخة مسبقة من المقابلة، التي ستنشر اليوم السبت: "يجب أن يفرض الغرب عقوبات أكثر صرامة تضرب قطاعات اقتصادية بعينها مثل البنوك وتستهدف صناع القرار في روسيا، ومن المهم أيضا فرض عقوبات وقائية قبل أن تتسبب روسيا في مزيد من الضرر". وذكر ديشيتسيا أن "السياسيين الألمان يجب أن يدركوا أن روسيا لن تتوقف عند لوهانسك ودونيتسك"، وأضاف أنهم "إذا أرادوا ألا يتحملوا مسؤولية زعزعة استقرار المنطقة، ينبغي على الحكومة الألمانية أن تكون أكثر صرامة مع روسيا".