حدد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مهلة لروسيا، حتى يوم الإثنين المقبل، الموافق 30 من يونيو الجاري، لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا. وقال رؤساء دول وحكومات الاتحاد في بيان خلال قمتهم اليوم الجمعة، في بروكسل، إنه يتعين حتى ذلك الحين أن تكون هناك "مفاوضات جوهرية" حول خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو.

أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، قرر تمديد وقف إطلاق النار 72 ساعة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين للروس في شرق أوكرانيا. وقال المصدر، إن "الرئيس بوروشنكو اقترح تمديد وقف إطلاق النار 72 ساعة، على أن تسمح هذه المهلة بتوفير بعض الشروط" مثل "الإفراج عن الرهائن" بمن فيهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وضبط الحدود الروسية الأوكرانية.

اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بعد توقيع أوكرانيا اتفاق شراكة تاريخيا مع الاتحاد الأوروبي، أن إرغام أوكرانيا على الاختيار بين روسيا والاتحاد الأوروبي دفع بها إلى "الانقسام". وقال بوتين في تصريح للتلفزيون الروسي، إن "الانقلاب غير الدستوري في كييف ومحاولات فرض خيار مصطنع على الشعب الأوكراني بين أوروبا وروسيا دفع بالمجتمع نحو الانقسام ومواجهة داخلية مؤلمة". وأضاف أن "في جنوب شرق البلاد الدماء تراق وهناك كارثة إنسانية حقيقية وعشرات آلاف الأشخاص يفرون من المعارك ويلجؤون إلى أماكن أخرى بما فيها روسيا". ودعا الرئيس الروسي، إلى تمديد وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين للروس الذي ينتهي اليوم. في سياق ذي صلة، هددت روسيا باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية اقتصادها من أي تأثيرات سلبية يمكن أن تلحق به بفعل تداعيات توقيع أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، على الشق الاقتصادي من اتفاقية الشراكة بين الجانبين والذي يتعلق بتحرير التجارة. وقال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم، إن هذه الإجراءات ستكون واضحة وستشمل كل ما هو ضروري لوقاية الاقتصاد الروسي. وتأتي هذه التصريحات بعد توقيع الاتحاد الأوروبي خلال قمته المنعقدة في بروكسل اليوم اتفاقيات لتعزيز الشراكة مع كل من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا الواقعة جميعها شرقي أوروبا.

دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في أوكرانيا بما يسمح بإجراء محادثات بين ممثلي السلطات في كييف والمناطق الشرقية حيث يقوم انفصاليون بتمرد مسلح. وقال بوتين أيضا خلال مناسبة دبلوماسية في الكرملين إن العنف أجبر عشرات آلالاف من الأوكرانيين على اللجوء إلى دول منها روسيا.

أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن أكثر من 54 ألف شخص نزحوا داخل أوكرانيا، فيما فر حوالي 110 آلاف إلى روسيا. وقالت المتحدثة ميليسا فليمينج، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن "المفوضية العليا للاجئين لاحظت زيادة كبيرة في حركات انتقال السكان في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن أقلية فقط من اللذين فروا إلى روسيا طلبوا رسميا اللجوء.

وقع الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، اتفاق الشراكة مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث، والتي تسعى إلى التقرب من أوروبا الغربية رغم ضغوط موسكو. وصرح هرمان فان رومبوي، رئيس مجلس أوروبا، "إنه يوم عظيم لأوروبا.. الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانبكم اليوم أكثر من أي وقت مضى"، وذلك قبل أن يوقع الاتفاق مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، ورئيسي حكومتي جورجيا إيراكلي جاريباشفيلي ومولدافيا، يوري ليانكا، بمناسبة انعقاد قمة أوروبية في بروكسل.

قال محلل عسكري، اليوم الجمعة، إن 4 جنود أوكرانيين قتلوا وجرح 5 آخرون في هجوم شنه خلال الليل مقاتلون انفصاليون على موقع عسكري في شرق أوكرانيا. وقال دميترو تيمتشوك، وله مصادر قوية وسط القوات الحكومية، إن الانفصاليين تدعمهم 8 دبابات روسية وقذائف المورتر اقتحموا قاعدة عسكرية قرب كراماتورسك في واحدة من عدة هجمات شنوها خلال الليل. وأضاف تيمتشوك في صفحته على موقع فيسبوك، "في رد القوات الحكومية على النيران تم تدمير دبابة إرهابية والاستيلاء على دبابة أخرى، قتل 4 من أفراد الخدمة العسكرية وأصيب 5". ولم تتوفر لديه تقديرات عن الخسائر في الأرواح في صفوف الانفصاليين، ولم يرد تعليق فوري من جانبهم. ووقعت الهجمات الليلية رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الأوكرانية منذ أسبوع. وفي معارك أخرى، قال تيمتشوك، إن الانفصاليين هاجموا مجددا القوات الأوكرانية المشاركة في "عملية مكافحة الإرهاب" التي تشنها الحكومة في تل قريب من مدينة سلافيانسك وأصيب جندي أوكراني بنيران القنص كما هاجم الانفصاليون قاعدة عسكرية في الساعات الأولى من الصباح في ارتيميفسك وصدت القوات الحكومية هذا الهجوم دون وقوع خسائر.

يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الجمعة، القادة الأوروبيين الآخرين في معركة ضد جان كلود يونكر يعتزم المضي فيها حتى النهاية رغم أنها خاسرة مسبقا، ليثبت للبريطانيين تمسكه بالدفاع عن مصالحهم في أوروبا. وحذر رئيس الوزراء البريطاني نظراءه خلال عشاء مقتضب، مساء الخميس، عشية القمة الأوروبية بأن المحادثات ستكون "قاسية"، بحسب ما أوردت عدة مصادر أوروبية. واقتصر اجتماع العمل الأول هذا على جولة أفق بعدما كان من المقرر ان يخصص لبحث أولويات الاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة. قرارات تحت ضغوط المعارضة وقال كاميرون"سيكون هناك تصويت وسوف نرى نتيجته، لكن من المهم للغاية أن يعلم الناس أنني أنفذ ما أقوله"، وفقا للبي بي سي. وأضاف كاميرون الخاضع لضغوط المعارضين للاتحاد الأوروبي من حزب استقلال بريطانيا "يوكيب"، الذي خرج منتصرا من الانتخابات الأوروبية في بلاده "وعدت بأننا سنتوصل إلى إعادة تفاوض" بشأن صلاحيات الاتحاد الأوروبي "وأننا سنجري استفتاء وأن الشعب البريطاني هو الذي سيقرر مستقبلنا الأوروبي" مضيفا "أنها المرحلة الأولى من حملة طويلة لضمان حصول تغييرات ومكانة أفضل لبريطانيا في أوروبا". وانتقد بدون تسميتهم رؤساء الوزراء الذين عارضوا يونكر في بادئ الأمر ثم أيدوه في اللحظة الأخيرة وقال "إن كنتم تدافعون عن وجهة نظر مفادها أنه الشخص الخاطئ والنهج الخاطئ والمبدأ الخاطئ، عندها تتمسكون بحججكم حول الطاولة مع الزعماء الـ27 الآخرين وتصرون على اتخاذ القرار الصائب". ومن المؤكد أن يفوز جان كلود يونكر "59 عاما"، رئيس وزراء لوكسمبورج السابق، الذي لطالما عارض الاستثناءات المتعددة التي يطالب بها البريطانيون، برئاسة المفوضية الأوروبية. دعم أوروبي رغم الانتقادات وبالرغم من انتقادات كاميرون اللاذعة لخيار نظرائه الذي يشكل بنظره "خطأ"، قام العديد منهم بمد اليد له منذ الخميس. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "علينا أن نعمل على إيجاد توافق واسع حول مضمون" السياسات الأوروبية خلال السنوات المقبلة، مضيفة "أظن أننا نستطيع إيجاد حل وسط وأن نخطو خطوة نحو بريطانيا". ودعا رئيس الوزراء الفنلندي المحافظ الكسندر ستوب، رؤساء الدول والحكومات إلى تحديد برنامج اقتصادي "ليبرالي" ليونكر يكون "أقرب إلى الموقف البريطاني". ويسعى مؤيدو سياسة التشدد المالي للاحتفاظ بالحليف البريطاني في مواجهة هجوم اليسار الأوروبي الداعي إلى ليونة أكبر في تطبيق القواعد المالية. وكان القادة الاشتراكيون الديمقراطيون، وعلى رأسهم الفرنسي فرنسوا هولاند والايطالي ماتيو رنزي، أعلنوا دعمهم ليونكر في نهاية الأسبوع الماضي، لكنهم يطالبون بمزيد من الليونة في تطبيق ميثاق الاستقرار من أجل دعم الاستثمار والنمو. وأكدت ميركل مرارا رفضها تعديل هذا الميثاق الذي "يحدد قواعد واضحة ويقدم عددا هائلا من إمكانات الليونة". ومن المتوقع بالتالي، أن تكتفي الدول الـ 28 بصيغة حد أدنى تؤكد على "وجوب استخدام الإمكانات المتاحة في سياق الإطار المالي الأوروبي الحالي من أجل إيجاد توازن بين الانضباط المالي والدعم الضروري للنمو"، بحسب مسودة القرارات الختامية للقمة. كما يحضر القادة الأوروبيون صباح الجمعة حفل توقيع الشق الاقتصادي من اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا واتفاقات مماثلة مع كل من جورجيا ومولدافيا. وهذه المراسم التي يحضرها الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، هي إشارة جديدة إلى تصميم الأوروبيين على دعم السلطات الأوكرانية التي تواجه حركة تمرد انفصالي في شرق البلاد، والتقرب من الجمهوريات السوفيتية السابقة الثلاث رغم الضغوط الروسية.

أطلق الانفصاليون في مدينة "دونيتسك" شرق أوكرانيا، سراح مراقبين تابعين لمنظمة "الأمن والتعاون في أوروبا"، اختطفوا الشهر الماضي، بينهم مراقب تركي. وقالت مصادر دبلوماسية، أن الانفصاليون أحضروا المراقب التركي "ممت كيليتش"، ومراقبين مختطفين آخرين تابعين لمنظمة "الأمن والتعاون في أوروبا"، إلى فندق في مركز مدينة "دونيتسك"، منتصف ليلة أمس، وسلموهم لمسؤولين في المنظمة. ومن المتوقع أن يتم نقل المراقبين، الذين أطلق سراحهم، إلى منطقة أكثر أمانا، غرب أوكرانيا، خلال الساعات المقبلة، ومن ثم ينقلون إلى العاصمة الأوكرانية "كييف". وكان انفصاليون موالون لروسيا، قد اختطفوا في 26 من مايو الماضي، 4 مراقبين تابعين لبعثة المراقبة الخاصة التي أرسلتها منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا"، إلى أوكرانيا، بينهم مراقب تركي، وبذلت وزارة الخارجية التركية جهودا كبيرة لإطلاق سراح المراقبين المختطفين.

أشاد الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، بـ"يوم تاريخي" لبلاده، عند وصوله الجمعة إلى بروكسل، حيث سيوقع اتفاق شراكة إستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي. وصرح بوروشنكو "أنه يوم تاريخي لبلادي، الأهم منذ الاستقلال"، وأشاد ب"التضامن" الذي أبداه الاتحاد الأوروبي إزاء الأزمة الأوكرانية.

قال رئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو، اليوم الخميس، إنه مستعد لإبرام اتفاق سلام مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء تمرد انفصالي موال للروس في شرق أوكرانيا وذلك قبل ساعات من انقضاء فترة هدنة. وقال الرئيس الأوكراني ردا على سؤال بشأن إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع بوتين، وذلك أثناء مقابلة بثتها مساء الخميس قناة سي إن إن الأمريكية، "أنا مستعد للسلام مع الجميع"، مضيفا، "أكره فكرة عدم اغتنام أدنى فرصة لاستعادة السلام في المنطقة".

أعرب الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، اليوم الخميس، عن أسفه للدعم غير الكافي الذي تبديه موسكو إزاء خطة السلام عشية انتهاء مهلة وقف إطلاق النار الهش الذي أعلنه في شرق أوكرانيا. وقال بوروشنكو في كلمة ألقاها أمام المجلس البرلمان لمجلس أوروبا في ستراسبورج إن خطة السلام لشرق أوكرانيا "لن تكون ناجعة إلا إذا لعبت روسيا دورها لكن حتى الآن ومع الآسف دعم موسكو ليس كافيا". وأضاف أن "الحرب غير المعلنة مستمرة حتى الآن، من خلال استدعاء المرتزقة الذين يجتازون الحدود الروسية". وأكد بوروشنكو "نريد أن نعمل من اجل السلام ونعتقد انه من الضروري العودة إلى إطار متحضر، فنستطيع عندئذ استعادة الثقة. نأمل في إحلال السلام على قاعدة خفض التصعيد. والخطوة الأولى هي وقف العنف"،وأوضح أيضا أن أوكرانيا تأمل في التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار".

أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس، أن على روسيا أن تثبت "في الساعات المقبلة" أنها تعمل على نزع سلاح الميليشيات الموالية لها في شرق أوكرانيا. وقال كيري إثر لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس: "نحن متفقون على أنه من المهم أن تظهر روسيا في الساعات المقبلة أنها تعمل على نزع سلاح الانفصاليين، وأنها تشجعهم وتدعوهم إلى تسليم سلاحهم والمشاركة في عملية مشروعة".

شددت روسيا على ضرورة تمديد الهدنة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين في الشرق، والتي تنتهي غدا الجمعة. ونقلت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" اليوم الخميس عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين قوله إنه ربما لم يحن الوقت بعد لإجراء مفاوضات بين القيادة في كييف والانفصاليين في شرق أوكرانيا. ورأى بيكوف أن ذلك ربما كان سببا في ضرورة تمديد الهدنة وأن "على أطراف الصراع الاستجابة لنداء الرئيس (الروسي) فلادمير بوتين بهذا الشأن". يشار إلى أن هذه الهدنة التي لا تكاد تبلغ مدتها أسبوعا كانت هشة للغاية حيث أسقط الانفصاليون مروحية عسكرية أمس الأول الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود حسب بيانات الجيش الأوكراني. كما تحدثت القيادة الأوكرانية عن وقوع اشتباكات مسلحة أخيرا، أدت إلى إصابة عشرة أشخاص.

اتهمت روسيا حلف شمال الأطلسي "ناتو" بدعم أوكرانيا "على طول الخط" أي بلا أي انتقادات. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية للأنباء، عن السفير الروسي لدى الحلف، ألكسندر جروشكو، قوله اليوم الخميس في موسكو، إن وزراء خارجية الدول الثمان والعشرين الأعضاء بالناتو تكتموا خلال لقائهم في بروكسل على الضحايا الكثيرة لـ"عملية مكافحة الإرهاب" التي يشنها الجيش الأوكراني في مناطق شرق أوكرانيا. كما أكد جروشكو أن الحلف دأب بدلا من ذلك على اتهام روسيا بأنها تدعم الانفصاليين مضيفا: "إن تجميد الحلف علاقاته مع روسيا يؤدي إلى كثير من السلبيات بالنسبة للأمن الدولي". كما أكد جروشكو أن بلاده ستبحث عن شركاء آخرين لتنفيذ المشاريع التي كانت تنفذها بالتعاون مع الحلف قبل تجميد علاقاته مع موسكو.

شهد، اليوم الأربعاء، حركة دبلوماسية مكثفة في محاولة لحماية الهدنة في شرق أوكرانيا الانفصالي، والمهدد باستمرار المواجهات، في حين حثت الدول الغربية كل من كييف وموسكو على توحيد جهودهما لإنهاء الأزمة. ودعا كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى "العمل سويا" لتنفيذ وقف إطلاق النار، وذلك خلال محادثة هاتفية "استمرت اكثر من ساعة"، وفق الرئاسة الفرنسية. خطوات ملموسة أما الولايات المتحدة، فدعت على لسان وزير خارجيتها جون كيري، روسيا إلى القيام بخطوات "ملموسة" وعدم الاكتفاء بالخطابات لإنهاء الأزمة الأوكرانية التي تهدد وحدة أراضي الجمهورية السوفيتية السابقة، التي اختارت التوجه إلى أوروبا بدلا من روسيا. وقد أسفرت المواجهات بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، عن مقتل اكثر من 400 شخص منذ إبريل الماضي. وبعدما هدد بوروشنكو بأبطال وقف إطلاق النار، أثر مقتل تسعة جنود في تحطم مروحية من طراز "أمي آي 8"، عاد وقرر الحفاظ على هذا الإجراء، وفق ما أعلن وزير خارجيته بافلو كليمكين من بروكسل. وعلى الفور رحب الرئيس الأوكراني بهذا الإعلان، مشيرا إلى أنه "خطوة أولى ملموسة"، نحو تسوية الوضع في شرق أوكرانيا. وأعربت وزارة الخارجية الروسية، على لسان مساعد وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين، عن أملها في أن "يتم الإصغاء للإشارات الإيجابية التي يصدرها الرئيس الروسي حاليا في العالم، وخصوصا في أوكرانيا"، وأن تؤدي إلى حوار. وعلى الصعيد الميداني دان الجيش الأوكراني انتهاكات "مكثفة"، لوقف إطلاق النار المؤقت الذي أعلنته كييف، وأورد أكثر من أربعين هجوما لمتمردين انفصاليين موالين لروسيا منذ، الإثنين، في شرق البلاد. والثلاثاء، تباحث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا مع الرئيس الأوكراني، حيث شدد على ضرورة "أن يكون هناك مراقبون على الأرض يرصدون انتهاكات وقف إطلاق النار" وأن يتم "وضع حد لإمدادات السلاح والمسلحين الذين يأتون من الجانب الآخر من الحدود" مع روسيا، وفق ما نقل البيت الأبيض. مفاوضات أساسية ومن جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوج راسموسن، اليوم الأربعاء، أنه "لم ير تغييرا" في موقف روسيا في الأزمة الأوكرانية، وأعلن أن الحلف "يواصل تعليق التعاون العملي مع روسيا"، الذي تقرر في إبريل على اثر ضم شبه جزيرة القرم. وخلال مكالمة هاتفية، اتفق الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون، على أنه "في حال لم تتخذ موسكو خطوات فورية لتهدئة الوضع في شرق أوكرانيا، فأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"، سيلجآن إلى تشديد العقوبات على روسيا. أما الرئيس الروسي، فدعا، أمس الثلاثاء، إلى تمديد وقف إطلاق النار والانتقال إلى "مفاوضات أساسية" بين الطرفين، الأمر الذي كان تطرق إليه أيضا، الجمعة، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، خلال لقائهما الجمعة، بحسب ما نقلت الخارجية الروسية. وتنتهي مهلة وقف إطلاق النار، الجمعة، اليوم ذاته الذي ستوقع فيه أوكرانيا اتفاق شركة استراتيجي مع الإتحاد الأوروبي من شأنه أن يبعدها عن روسيا.

حذر السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير شيزوف، من "عواقب" توقيع اتفاق تجارة حرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي الجمعة المقبلة، مشيراً على سبيل المثال إلى فرض تعريفة أكبر وعمليات تفتيش أكثر صرامة للصادرات الأوكرانية إلى روسيا. وقال شيزوف، لخدمة "انسايت ايه يو" التابعة لوكالة الأنباء الألمانية: "نحن لا نتكلم عن عقوبات بل عن عواقب"، مضيفا إن الاتفاق سوف ينتهك اتفاقات التجارة القائمة بين كييف وموسكو. وتابع، إنه "سوف يتم دراسة إجراءات انتقامية أخرى بلا شك في حال حدوث تأثير معاكس" وهذا يمكن أن يشمل إحالة أوكرانيا إلى منظمة التجارة العالمية لتسوية الخلافات. ومن المنتظر، أن يتناول وزراء روسيا وأوكرانيا، هذه القضايا في محادثات ثلاثية مع مفوض شؤون التجارة بالاتحاد الأوروبي، كارل دي جوشت، في بروكسل، في 11يوليو، بحسب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو.

قرر المجلس الأعلى للبرلمان الروسي (مجلس الاتحاد)، إلغاء قرار يجيز التدخل عسكرياً في أوكرانيا، وذلك بناء على طلب من الرئيس "فلاديمير بوتين". جاء ذلك خلال اجتماعٍ عقده أعضاء المجلس اليوم الأربعاء، من أجل مناقشة مسألة إلغاء القرار الذي سبق وأقر في 1 مارس الماضي، حيث صوت لصالح إلغاء القرار 153 عضواً، مقابل صوت واحد. وكان الكرملين أوضح في بيان نشره في موقعه على شبكة الانترنت، أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، أرسل رسالة إلى رئيس مجلس الاتحاد "فالنتينا ماتفينكو"، تضمنت اقتراحاً لإلغاء القرار الذي يجيز للقوات الروسية التدخل عسكرياً في أوكرانيا.

يشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بروكسل، اليوم الأربعاء، في اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" تطغى عليه الأزمتان في أوكرانيا والعراق حيث يشكل تقدم المسلحين المتطرفين "تهديدا وجوديا" لهذا البلد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي، إن كيري أجرى مباحثات في بروكسل مساء الثلاثاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون تطرقا خلالها خصوصا إلى "المشكلة الأمنية الخطيرة في العراق". وأضافت ساكي أن كيري، الذي سيلتقي نظراءه في الدول الـ28 الأعضاء في الحلف الأطلسي إلى غداء عمل مخصص لقمة الحلف التي ستعقد في سبتمبر في ويلز، ابلغ حلفائه الأوروبيين بـ"قلقه العميق من التهديد الذي تشكله الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، التنظيم الإسلامي المتطرف الذي سيطر على أنحاء واسعة من شمال العراق وغربه وأصبح على أعتاب العاصمة بغداد.

اتهمت أوكرانيا، الجنود الروس، بزرع ألغام أرضية داخل أراضيها، أثناء عملية ضم إقليم القرم إلى روسيا. وجاءت تلك المزاعم في تقرير تم تقديمه في الـ18 من الشهر الجاري خلال مؤتمر دولي عن الألغام الأرضية، عُقد الأسبوع الجاري في دولة "موزمبيق" الأفريقية. وورد في التقرير المذكور، أن روسيا أسست حقولا من الألغام الأرضية المضادة للدبابات والأفراد، في المساحة الممتدة بين إقليم "القرم"، والجزء المتبقي من أوكرانيا، وأنها قامت بمصادرة 605 لغم مضاد للأفراد كانت موجودة في مستودع عسكري تابع لأوكرانيا في منطقة "ساكي" بالإقليم. وأعربت أوكرانيا في التقرير عن قلقها البالغ حيال إمكانية إعطاء تلك الألغام "للمنظمات الإرهابية"، مشيرة إلى أن الألغام، وغيرها من المواد المتفجرة، تسببت خلال شهري أبريل، ومايو الماضيين في مقتل جندي أوكراني، وإصابة 3 آخرين. وذكر التقرير أن السلطات الأوكرانية تجري حاليا جهودا لتطهير تلك المنطقة من الألغام، لافتا إلى أن أوكرانيا دولة وقعت على الاتفاقية الدولية التي تحظر الألغام، وأنها ملتزمة ببنود تلك الاتفاقية، مضيفا "لذلك فإن الجنود الأوكرانيين معرضون للهجوم بالألغام، ولا يمكنهم الرد عليها". تجدر الإشارة إلى أن روسيا من ضمن الدول التي لم توقع على الاتفاقية المذكورة، التي تهدف إلى إنهاء إنتاج الألغام، أو تخزينها، واستخدامها.