أعلنت رئاسة الجمهورية في أفريقيا الوسطى، "دعمها" لما وصفته بـ "حرفية" القوات الأفريقية والفرنسية في التعامل مع أعمال العنف في البلاد. وفي بيان نقلته الإذاعة المحلية، أدانت الرئاسة في جمهورية أفريقيا الوسطى ما ترتكبه ميليشيات "أنتي بالاكا" من "انتهاكات في حق المواطنين التشاديين العائدين إلى وطنهم". كما عبرّ البيان، عن "أسف الرئاسة بخصوص رحيل الأجانب عن البلاد بسبب العنف الذي يتسبّب فيه بعض الأشخاص". وكانت البعثة الدولية لمساندة أفريقيا الوسطى "ميسكا" أعلنت الأربعاء الماضي عن قتلها لـ 11 شخصا تابعين لـ "أنتي بالاكا" على الحدود مع الكاميرون، مشدّدة على أنّ العملية تمّت في إطار دفاع شرعي أثناء حراستهم لقافلة التي كانت تقلّ مسلمين من أفريقيا الوسطى ومن التشاد. وفي بانجي، اندلعت يومي الثلاثاء والأربعاء مواجهات عنيفة بين القوات التشادية وعناصر "أنتي بالاكا".

قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، في اجتماعها الطارئ الذي عقد في مقر الأمانة العامة في جدة، اليوم الخميس، إيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة وزير خارجية غينيا، لونسيني فال، للقيام بزيارة عاجلة إلى العاصمة بانجي، وذلك للتضامن وتقييم الوضع والتواصل مع السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى، والإسهام في الحوار والتقارب.. كما قررت تلك اللجنة تعيين ممثل للأمين العام لقيادة جهود حل الأزمة وبناء السلام في البلاد. وقال، إياد بن أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، مخاطبا الاجتماع إن التطهير بحق المسلمين المتمثل في الإبادة الجماعية متواصل حاليا، مشيرا إلى أن العاصمة بانجي، تم تفريغها من سكانها المسلمين، ولم يتبق سوى ربعهم في مخيمات النازحين، كما قام عشرات الآلاف من المسلمين في الأقاليم الأخرى بجمهورية أفريقيا الوسطى بالنزوح الجماعي إلى "تشاد والكامرون ومالي والسنغال والنيجر ونيجريا والسودان". وطالب الأمين العام للمنظمة، في ظل التدهور السريع والحاد في الوضع الأمني والإنساني في جمهورية أفريقيا الوسطى، المجتمع الدولي بالعمل على نحو جماعي لمساعدة السلطات الجديدة على استعادة النظام وتحقيق الاستقرار في البلاد.

طالب، وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، دول منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك بشكل عاجل في إفريقيا الوسطى - التي تشهد أعمال عنف ضد المسلمين - لوضع حد لتلك الأعمال؛ ودعا السلطات في الجمهورية والدول المجاورة لها للتنسيق فيما بينها لتنفيذ تلك المهمة. جاء ذلك، في كلمة ألقاها داود أوغلو خلال مشاركته في الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية الموسعة لمنظمة التعاون الإسلامي - لبحث آخر تطورات الأوضاع في أفريقيا الوسطى - ودعا فيها الأمين العام للمنظمة "إياد مدني" الدول الإسلامية إلى التحرك لإنقاذ المسلمين من دوامة العنف التي يتعرضون لها في الجمهورية المضطربة. وعبر داود أوغلو، في مؤتمر صحفي، بعد الاجتماع عن قلقه من تردي الوضع في أفريقيا الوسطى واعتبر أن البلاد تواجه خطر التقسيم، لافتاً إلى " أن عشرات الآلاف من المسلمين قد فروا إلى الدول المجاورة خوفاً من تعرضهم للقتل؛ وهو ما دفعه للاتصال بالأمين العام لمنظمة المؤتمر وطلبه منه عقد اجماع طارئ لبحث ما يمكن فعله حيال هذا الوضع ". وأوضح داود أوغلو، أن الاجتماع الأول جرى بحضور 6 دول، تلاه اجتماع بحضور جميع الدول الأعضاء وتم اتخاذ قرار بإرسال وفد إلى الجمهورية المضطربة، لتحضير تقرير شامل عن الوضع الإنساني والأمني والسياسي القائم فيها، مشيراً إلى أن المنظمة ستقدم اقتراحاتها بهذا الشأن للاتحاد الأوروبي بعد عودة الوفد من جولته.

نظم طلاب تابعون لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، مساء الخميس تظاهرة تضامنا مع مسلمي "أفريقيا الوسطى وبورما". وردد المشاركون الذين تجمهروا في ميدان "العودة" وسط رفح، هتافات تدعو لـ"نصرة ونجدة" المسلمين هناك. ورفعوا لافتات كتب على بعضها: "بورما بالأمس واليوم أفريقيا الوسطى والمسلمين والعرب نيام"، و"أين انتم من مسلمي أفريقيا الوسطى؟"، و"قطع الرؤوس لن يقطع الإسلام". ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانجي، عاصمة دولة أفريقيا الوسطى، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهدف المسلمين منذ تنصيب المسيحية، كاثرين سامبا بانزا، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد الشهر الماضي، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية. ودُمرت العديد من المساجد في العاصمة بانجي، ونهبت العشرات من منازل المسلمين.

سمع دوي إطلاق نار كثيف بالأسلحة الرشاشة، وانفجارات صواريخ وقنابل يدوية صباح، اليوم الأربعاء، في محيط مطار بانجي، حيث أقام متظاهرون حواجز أمام القوات الدولية. وسمع أزيز الرصاص قرب جنود فرنسيين يتولون حراسة المدخل الرئيسي لمنطقة المطار، ما أدى إلى إعلان التأهب للرد، فيما أثار إطلاق النار حركة ذعر في الأحياء القريبة من المطار بحسب مصادر عسكرية. وأفادت مصادر عسكرية، أن إطلاق النار جرى بين جنود القوة الأفريقية "ميسكا" وميليشيات "أنتي بالاكا" "صد السواطير"، في الإحياء القريبة من المطار. ولجأ نحو 100 شخص يقيمون في مخيم للنازحين قريب إلى المطار مما أدى إلى تدخل الجنود الفرنسيين الذين طلبوا منهم العودة إلى المخيم. وأقامت مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين يحتجون على عمليات القوة الفرنسية "سنجاريس" ضد ميليشيات "أنتي بالاكا" حواجز على المحور الرئيسي المؤدي إلى المطار. وعلى بعد مئات الأمتار من مدخل المطار، ندد ما بين 200 و300 شاب بقوة بتحرك القوات الفرنسية "سنجاريس" والأفريقية "ميسكا" وسياسة السلطات الانتقالية.

قالت الرئيسة المؤقّتة لجمهورية إفريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا إن حكومتها "عاجزة" عن "ضمان سلامة" المسلمين الذين يغادرون البلاد، جراء الأحداث التي تشهدها. وفي تصريحات لها عقب لقائها بالرئيس التشادي إدريس ديبي، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة التشادية نجامينا، قالت "بانزا" إنّ "مسألة الأمن وعودة السلام هي من أهمّ القضايا المطروحة اليوم، فغياب الأمن هو ما يدفع أشقّاءنا المسلمين الذين يعيشون في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى مغادرة البلاد، بهدف الحصول على ملجأ في بلد غالبا ما لا يعرفونه، لأنّهم لم يولدوا فيه ولم يترعرعوا على تربته". وأضافت في التصريحات التي بثتها موجات الإذاعة التشادية الرسمية: "الكثير من التشاديين يعيشون في إفريقيا الوسطى منذ أجيال، لذا فإنّ رؤيتهم يغادرون لأمر يمزّق القلب". كما أقرّت "بانزا" التي تقوم بزيارة حاليا لدولة تشاد بـ"عدم القدرة" على منع المسلمين من مغادرة البلاد بسبب "العجز عن ضمان سلامتهم". في المقابل، وعدت رئيسة إفريقيا الوسطى، بأنّه "حين تستعيد البلاد أمنها"، فسيكون من مسؤوليتها شخصيا ومسؤولية شعبها "العودة نحو هؤلاء ودعوتهم إلى الرجوع من جديد إلى وطنهم الذي هو جمهورية إفريقيا الوسطى".

أسفر اشتباك وقع بين ميليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية، وجنود من القوة الإفريقية في إفريقيا الوسطى عن مقتل 11 شخصا، الأحد الماضي، في بلدة كانتونييه على الحدود مع الكاميرون، بحسب بيان لهذه القوة، اليوم الثلاثاء. وجاء في البيان أن قافلة مدنية تواكبها القوة الإفريقية "تعرضت لهجوم من مسلحين ينتمون إلى أنتي بالاكا"، ما أدى إلى رد "في إطار الدفاع عن النفس" وكانت الحصيلة "11 قتيلا بين المهاجمين المسلحين وإصابة 12 مدنيا بجروح طفيفة". وفي وقت سابق، أفاد مصدر في الدرك عن سقوط 8 قتلى في اشتباك وقع عند نقطة تفتيش للميليشيا المسيحية عند الحدود مع الكاميرون. لكن القوة الإفريقية رفضت التعليق على هذا الأمر.

عُثر على عدد من الجثث، في نهر "أوبانجي"، بعاصمة أفريقيا الوسطى "بانجي"، أمس. وعثر على الجثث في مركب بالنهر، وبذا يرتفع عدد المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في أفريقيا الوسطى، خلال الأسبوع الماضي إلى 3 مقابر. وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت، مقتل أكثر من 1000 شخص، وتشريد 210 آلاف آخرين، منذ بدء الصراع في البلاد، في مارس الماضي. كما قالت المنظمة، إن قوات حفظ السلام الدولية، فشلت في وقف التطهير العرقي، الذي يستهدف المدنيين المسلمين غرب البلاد. وعلى صعيد آخر، تستعد السلطات السنغالية لتنظيم عملية إجلاء جديدة لمواطنيها من أفريقيا الوسطى، وقال المسؤول عن السنغاليين المقيمين في الخارج "سوري كابا"، إن السلطات السنغالية تقوم حاليا بجمع معلومات، حول عدد السنغاليين المعرضين للخطر في أفريقيا الوسطى، ووسائل النقل المناسبة لإعادتهم إلى بلادهم. وأشار كابا، إلى قيام السنغال بإجلاء 700 من مواطنيها من أفريقيا الوسطى في وقت سابق.

قتل 7 من ميليشيات "أنتي-بالاكا"، على الأقل، في مواجهات مع قوات بعثة المساندة الدولية لإفريقيا الوسطى "ميسكا"، في المنطقة الحدودية مع الكاميرون. من جهته، أفاد مصدر عسكري كاميروني، فضّل عدم ذكر اسمه، في الكاميرون، أنّ "عناصر من الأنتي-بالاكا لقوا حتفهم" على الحدود مع الكاميرون إثر مواجهات اندلعت بينهم وبين وحدات البعثة الدولية. وكشف المصدر في تصريحه صباح اليوم الثلاثاء، أن المواجهات وقعت الأحد الماضي في أفريقيا الوسطى، غير بعيد عن "غاروا- بولاي" وهي مدينة كاميرونية حدودية. وأضاف، أنّ وحدات البعثة الأممية كانت تحرس قافلة مؤلّفة من عدّة شاحنات تحمل على متنها تشاديين وماليين في طريقهم نحو التشاد عبر الكاميرون، إلاّ أنّ القافلة تعرّضت إلى هجوم من طرف مناهضي بالاكا في محاولة لمنعها من مغادرة أفريقيا الوسطى، ممّا اضطرّ القوات الإفريقية إلى الردّ، وهو ما أسفر عن وقوع موتى في صفوف مناهضي بالاكا. المصدر العسكري الكاميروني، قال بأنّهم "لا يمتلكون أرقاما دقيقة بشأن عدد الموتى أو الجرحى، إلاّ أنّ شهود عيان أفادوا بوجود حوالي عشر جثث في موقع الاشتباكات".

أوضح وزير الدفاع الفرنسي، "جان إيف لودريان"، أن مهمة الوحدات الفرنسية العسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى، ستستمر أكثر من المتوقع، نظرا لأن "مستوى الكراهية والعنف" في هذا البلد، كان أكبر مما يتوقعون، على حد تعبيره. جاء ذلك في تصريح لإذاعة "فرانس انتر"، حيث لفت الوزير أن توقع مدة العمليات العسكرية، صعب أثناء الجلوس إلى الطاولة، وينبغي التكيف مع الظروف المتغيرة على الأرض. وكانت فرنسا قررت إرسال 400 عسكري إضافي إلى "أفريقيا الوسطى"، لدعم 1600 عسكري من قواتها الموجودين حاليا في هذا البلد، فيما من المنتظر أن يصادق البرلمان الفرنسي، على تمديد مهمة القوات الفرنسية، خلال الشهر الحالي.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ن التطهير الطائفي يهدد جمهورية أفريقيا الوسطى، مشيرا إلى الهجمات التي ارتكبت على نطاق واسع ضد المسلمين في المناطق التي لم يتمكن حفظة السلام من الانتشار فيها. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المسؤول الأممي أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ، اليوم الجمعة، والتي قال فيها "تنتشر عمليات الإعدام العلنية بدون محاكمات، وبتر الأطراف وغيرها من أعمال العنف المروعة، الخوف والفوضى، وكل الضحايا سكان أفريقيا الوسطى، من المسلمين والمسيحيين على حد سواء". ومضى مون، قائلا "ومؤخرا وقعت هجمات على نطاق واسع ضد المسلمين في بلدات لم يتمكن حفظة السلام من الانتشار بها"، معربا عن قلقهالبالغ بشأن "دائرة الانتقام والأخذ بالثأر. إن مجتمعات مسلمة بأسرها تفر إنقاذا لحياة أفرادها". وأشار الأمين العام، إلى وصف فرار المسلمين من جمهورية أفريقيا الوسطى، بأنه نزوح على نطاق تاريخي، وقال "يتعين أن نفعل أقصى ما يمكن لمنع وقوع مزيد من الفظائع والعنف الانتقامي وخاصة الاستهداف الواسع والمنسق للمجتمعات المسلمة."

عثر على 13 جثة لم يعرف أصحابها في خزان فارغ في معسكر ببانجي، يحتشد فيه مقاتلون ينتمون إلى حركة سيليكا السابقة، كما أعلن مصدر قضائي، اليوم الجمعة. وفي تصريح، قال المدعي العام لجمهورية بانجي، جيسلان جريزينجوت، "عثر على 13 جثة في الخزان الفارغ الذي يبلغ طوله 10 أمتار والذي يستخدم صهريجا للبنزين". وأضاف، أن الجثث التي بلغت حالة تحلل متقدمة أو باتت هياكل عظمية "كانت في أماكن مختلفة من الخزان، وهذا ما يحمل على الاعتقاد أن أشخاصا ألقوهم أحياء ولاقوا حتفهم فيه". وتتيح فتحة صغيرة فقط النزول إلى الخزان. وتحت إشراف قضاة وعمال وجنود من القوة الإفريقية، سيرفع جزء من غطائه الأسمنتي، حتى تتأممن رؤية شاملة للخزان الذي يبعد 10 أمتار عن منزل يقيم فيه مقاتلون من سيليكا تحت إشراف جنود من كتيبة جمهورية الكونغو الديمقراطية في القوة الأفريقية. وقد أعلن المدعي، أمس الخميس، أن "جنودا من القوة الأفريقية يتولون حراسة الموقع (...) لفتت نظرهم الروائح النتنة المنبعثة من الخزان" هم الذين عثروا على الجثث.

قال القائد الفرنسي لقوة عسكرية صغيرة، يعتزم الاتحاد الأوروبي إرسالها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، إن القوة ستركز على إنشاء ملاذ آمن في جزء من العاصمة بانجي في أسرع وقت. وقال الميجر جنرال، فيليب بونتييه، اليوم الخميس، إنه سيكون أمام القوة التي يبلغ قوامها 500 جندي 6 أشهر فقط كي تعمل بشكل كامل للمساعدة في تحسين الوضع الأمني ومن ثم تحقيق "نتائج مرئية بسرعة كبيرة". وأضاف في مؤتمر صحفي، "الهدف هو أن نقيم في منطقة عملياتنا نوعا من الملاذ الآمن (في منطقة محدودة في بانجي) يمكن للناس أن يشعروا فيه بالأمن". ونزح ما يقرب من مليون نسمة، أو ربع سكان المستعمرة الفرنسية السابقة، بسبب القتال الذي اندلع بعد أن استولت جماعة سيليكا المتمردة التي يشكل المسلمون أغلبية أعضائها على السلطة في مارس العام الماضي. ومن بين المهام التي ستضطلع بها القوة الأوروبية، توفير الأمن في مطار بانجي حيث يعيش ما يصل إلى 100 ألف شخص في ظروف صعبة بعد أن فروا من أعمال العنف.

أعرب مجلس النواب البحريني، عن استنكاره وإدانته لما يقع في جمهورية أفريقيا الوسطى، من مجازر إبادة جماعية وعرقية للمسلمين على يد ميليشيات من المتطرفين، داعيا المجتمع الدولي، بمنظماته ومؤسساته، وهيئاته وشخصياته، إلى التدخل العاجل والسريع، وتحمل مسؤوليتهم في حماية المسلمين. وشدد المجلس في بيان، اليوم الخميس، على أن ما يحدث في أفريقيا الوسطى يعكس قانون الغاب، وروحا وحشية غير حضارية وغير متسامحة، وتعبر عن عنصرية مقيتة وتطرف ديني وإرهاب دموي ضد المسلمين، وتمثل استفزازًا صارخا لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم. وأكد مجلس النواب، أن هذه الأعمال الإجرامية ستؤدي إلى نشر مشاعر الكراهية والانتقام بين أتباع الديانات السماوية والمعتقدات المختلفة، وهو ما يؤدي إلى انهيار الأمم والمجتمعات، داعيا المنظمات الحقوقية الدولية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى القيام بدورهم لإغاثة المسلمين هناك، ودعوة المجتمع الدولي لتنفيذ القانون على مرتكبي الجرائم ضد المسلمين والإنسانية في أفريقيا الوسطى.

استنكر مفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور شوقي علام، بشدة ما يقع في جمهورية أفريقيا الوسطى من مجازر إبادة جماعية وعرقية للمسلمين على يد ميليشيات من المتطرفين. ودعا مفتي الجمهورية في بيان له، مساء اليوم الأربعاء، الحكومة والمسؤولين في أفريقيا الوسطى، إلى التدخل العاجل والسريع، وتحمل مسؤوليتهم في حماية المسلمين، كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، والإتحاد الأفريقي بالتدخل لحماية المسلمين هناك من هجمات المتطرفين. وأضاف فضيلة المفتي، أن ما يحدث في أفريقيا الوسطى يُعبر عن روح ضيقة وغير متسامحة، كما أنها تمثل استفزازًا ليس لمسلمي أفريقيا الوسطي فحسب، بل لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم، وتعبر عن عنصرية وتطرف ديني وتحريض ضد المسلمين. وأكد مفتي الجمهورية، أن هذه الأعمال الإجرامية تؤدي إلى تفكيك البلاد وانتشار مشاعر الكراهية والانتقام بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يؤدي إلى انهيار الأمم، داعيًا مواطني أفريقيا الوسطى بالبعد عن النعرات الطائفية ومشاعر الكراهية وأن يطبقوا قيم المواطنة والمحبة التي تدعو إليها كافة الأديان السماوية.

أوضح بيان صادر عن منظمة العفو الدولية، أن قوة حفظ السلام الدولية، العاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى، فشلت في منع ارتكاب تطهير عرقي ضد المسلمين. وأضاف البيان، الصادر عن المنظمة، التي تتخذ من العاصمة البريطانية "لندن" مركزاً لها، أن على قوة حفظ السلام الدولية، إحباط محاولات المجموعات التي تعمل على تهديد المسلمين بأفريقيا الوسطى، مشيراً إلى أن العنف الممارس ضد المسلمين، يؤدي إلى هجرات جماعية، تؤدي إلى عواقب وخيمة. وانتقد البيان، ما أسماه "المواقف اللامبالية من الفظائع المرتكبة ضد مسلمي أفريقيا الوسطى"، وعجز قوة حفظ السلام عن حماية المسلمين من التهديدات التي تحيق بهم، مشيراً إلى ضرورة إرسال تعزيزات عسكرية، إلى المناطق التي يقطنها مسلمون. من جانبه، قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، اليوم، إن الأزمة الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى بلغت "مستويات تعجز الكلمات عن وصفها". وأضاف في نهاية زيارته لجمهورية أفريقيا الوسطى: "اتسم العنف بالأعمال البربرية والوحشية والهمجية الصادمة". وزعزع القتال بين تحالف سيليكا المتمرد المسلم والجماعات المسيحية استقرار الدولة الأفريقية. وفي السياق ذاته، بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نقل الغذاء جوا إلى بانجي بهدف إحضار 1800 طن من الحبوب على مدار الأسابيع الأربعة المقبلة لإطعام 150 ألف شخص لمدة شهر.

قتل ما لا يقل عن 75 شخصا منذ، يوم الثلاثاء، في مواجهات بين مدنيين مسيحيين ومسلمين في بودا ، على مسافة 100 كلم غرب بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى، فيما لا تزال أعمال العنف متواصلة، بحسب ما أفاد مصدر ديني، اليوم الإثنين. وقال الأب كاسيان كاماتاري، كاهن رعية القديس ميخائيل في بودا، "قتل ما لا يقل عن 60 شخصا وأصيب العديدون بجروح، بينهم 15 توفوا جراء إصاباتهم في مستشفى بودا"، مشيرا إلى أن أعمال العنف "لا تزال جارية" في هذه المدينة.

يجتمع قادة أفارقة، اليوم السبت، في أديس أبابا، للبحث في جمع أموال للقوة الإفريقية في إفريقيا الوسطى، البلد الذي يعاني منذ 10 أشهر من أعمال عنف دامية يخشى أن تزعزع استقرار المنطقة. وقال إسماعيل شرقي، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي لدى افتتاح الاجتماع، "لا شك أن انهيار القانون والنظام يهدد وجود إفريقيا الوسطى وقد تترتب عنه عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين". وأضاف، أن "الوضع الأمني مقلق جدا مع استمرار الهجمات على المدنيين الذين بدورهم يزيدون في تفاقم التوترات الدينية والطائفية". وينعقد الاجتماع في سياق قمة الاتحاد الإفريقي الخميس والجمعة، في مقر المنظمة في العاصمة الإثيوبية التي دعت إلى تسوية عاجلة للأزمة في إفريقيا الوسطى. ويعتبر انتشار القوة الإفريقية لدعم إفريقيا الوسطى "ميسكا"، التي تعد حاليا 5500 رجل إضافة إلى 1600 جندي فرنسي من عملية سنجاريس، حاسم لمنع هذا البلد من أن "تسوده فوضى عارمة"، وفق ما قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريم ديسالين، عندما وعد بدفع 500 ألف دولار "370 الف يورو" للقوة الإفريقية.

أعلن الصليب الأحمر في مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة، أنه جمع جثث 30 شخصا وعاين 60 جريحا في شوارع بانجي في الأيام الثلاثة الماضية. وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يورجوس يورجانتاس، أنه "يشعر بقلق كبير"، من تدهور الوضع في عاصمة أفريقيا الوسطى، مشيرا إلى "مستوى غير مسبوق من العنف". ومع دعوته سلطات أفريقيا الوسطى والقوة الدولية إلى "تحمل مسؤولياتهما"، طلب يورجانتاس من السكان المدنيين، "احترام شعار الصليب الأحمر والعاملين فيه خلال قيامهم بعملهم". وقال "عندما نعبر حواجز لإجلاء جرحى يتوجب علينا في كل مرة إجراء مفاوضات طويلة وشاقة للتقدم وهذا الأمر يعرض حياة الكثير من الجرحى للخطر ويسبب ضغطا عصبيا كبيرا للعاملين". والحصيلة التي أعلنها، هي الحد الأدنى لعدد القتلى، إذ أن العديد من العائلات في بانجي تقوم بدفن موتاها بنفسها، أو لا تستطيع نقل الجرحى من أفرادها إلى المراكز الصحية بسبب غياب الأمن في بعض المناطق. وبسبب حظر التجول المفروض اعتبارا من 6 مساء، يتوجب على الجرحى الانتظار حتى الصباح ليحصلوا على العلاج.

قال مبعوثون للأمم المتحدة، إن الجماعات المسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى، جندت حوالي 6 آلاف طفل وأجبرتهم على ارتكاب أعمال وحشية على أسس دينية، في صراع يهدد بالتحول إلى إبادة جماعية. ويحتاج أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة إلى المساعدة، كما فر حوالي مليون شخص من ديارهم، بعدما استولى متمردو سيليكا الذين يغلب عليهم المسلمون على السلطة في مارس، في انقلاب أطاح بالرئيس السابق، فرانسوا بوزيز. وقالت ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، "كان تأثير الصراع على الأطفال شديدا بمستويات من الوحشية لم يسبق لها مثيل". وأضافت، أن التقديرات الأخيرة أظهرت أن حوالي 6 آلاف طفل ربما ارتبطوا بالجماعات المسلحة، وقالت "استغلهم الجانبان وانقسموا على أسس دينية". وقال آداما دينج، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، المعني بمنع الإبادة الجماعية لمجلس الأمن، أنه صدم من مستوى الكراهية بين المسيحيين والمسلمين. وزار دينج جمهورية أفريقيا الوسطى في ديسمبر مع زروقي، وزينب بانجورا، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للعنف الجنسي في الحروب.