اهتمت وسائل الإعلام الجزائرية بمشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في اجتماعات الدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، مبرزة التطور الإيجابي في العلاقات القطرية الجزائرية والتعاون المثمر بين البلدين في عدد من المجالات الحيوية. كما كشفت التقارير الإعلامية افتتاح مشاريع قطرية جزائرية مما يدعم الشراكة الإستراتيجية. وتطرقت وسائل الإعلام الجزائرية إلى الملفات الهامة التي تطرحها القمة وعلى رأسها الملف الفلسطيني ومن المنتظر أن تشهد هذه القمة تقديم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أفكاراً جديدة لإصلاح الجامعة العربية. سلط تقرير لتلفزيون النهار الضوء على وصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واستقباله من قِبَل رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، في مطار هواري بومدين الدولي. وقال: تأتي زيارة أمير قطر في إطار القمة العربية التي تحتضنها الجزائر يومي الثلاثاء والأربعاء، والتي تصادف احتفالات البلاد بالذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية. من جهتها عنونت صحيفة الشروق الجزائرية تقرير: بوادر نجاح قمة الجزائر.. حضور قوي وملفات ثقيلة وبين أن القادة والمسؤولون العرب يواصلون، التوافد تباعًا على الجزائر، من أجل المشاركة في الدورة الـ 31 للقمة العربية. وبلغ عدد القادة المشاركين في القمة 16 قائدا عربيا بينهم الرئيس عبد المجيد تبون رئيس القمة، إلى جانب مسؤولين من المستوى الثاني هم رؤساء حكومات ووزراء خارجية. وتابع التقرير: أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سيقدم عددا من الأفكار لإصلاح الجامعة العربية، في قمة الجزائر. وأوضح لعمامرة في ندوة صحفية عشية افتتاح أشغال القمة، أن الجزائر تولي لموضوع إصلاح الجامعة العربية أهمية كبيرة. وبخصوص إعلان الجزائر الذي سيصدر فجانب من ختام القمة، قال لعمامرة: لهذا الإعلان مكانة خاصة في تطوير العمل العربي المشترك، دون أن يكشف عن تفاصيل ما تتضمنه الوثيقة. من جهة أخرى، أكد لعمامرة أن الناجح الأكبر في قمة الجزائر، سيكون الشعب الفلسطيني الشقيق، على اعتبار أنه يمثل الجهة التي تتمتع بدعم كل الشعوب العربية. وبخصوص التحضير للقمة العربية التي ستعقد بالجزائر، أكد لعمامرة مستوى التحضير للقمة العربية تجاوز المعتاد، ومستوى التوافق الذي تم تحقيقه بين وزراء الخارجية العرب كبير جدا. بدورها قالت صحيفة الخبر إنه تم وضع حجر الأساس للمستشفى الجزائري القطري الألماني حيث كشف وزير الصحة عبد الحق سايحي، أن المستشفى الجزائري القطري الألماني جاء تجسيدا لرغبة الرئيس عبد المجيد تبون وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد للارتقاء بالعلاقات بين البلدين الشقيقين. وأكد ذات المسؤول، أن المستشفى الجزائري القطري الألماني يستوعب 400 سرير وسيكون مجهزا للحالات المستعصية والحرجة. كما أشارت صحيفة آخر الساعة إلى أن الرئيس تبون وحضرة صاحب السمو يشرفان على التشغيل النهائي لمركب بلارة وسط توقعات ببلوغ إنتاج المصنع 2 مليون طن من الحديد. وذلك بمناسبة أشغال القمة العربية المنعقدة بالجزائر. وسيقوم الزعيمان بالإشراف على إعطاء إشارة انطلاق التشغيل الرسمي لجميع ورش مصنع “بلارة” للحديد والصلب بجيجل والذي تم إنجازه بشراكة جزائرية قطرية. وفي هذا الصدد كشف موقع “سبق برس” أن عملية التدشين ستكون انطلاقا من المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال في حضور إطارات من الشركة الجزائرية القطرية وربط مشاهد التشغيل بالصوت والصورة مع المصنع. وتقدر الطاقة الإنتاجية للمصنع حاليا بنحو مليوني طن سنويا، ويستهدف مضاعفتها إلى 4 ملايين طن وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجزائر وقطر فبراير 2022 على هامش زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى دولة قطر بدعوة من سمو الأمير. وكان مركب “بلارة” الذي يعتبر ثمرة شراكة جزائرية قطرية بقيمة 2 مليار دولار قد بدأ الإنتاج سنة 2017 وتمكّن من تسويق ما يزيد على 247 ألف طن من حديد التسليح ولفائف الأسلاك الحديدية في 2020 في حين يسعى إلى إنتاج 1 مليون طن من الحديد في 2021 و2 مليون طن في 2022. * برنامج القمة من جهتها قدمت صحيفة الشعب فكرة عن برنامج القمة وأوردت: تنطلق بالجزائر العاصمة، أشغال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الدورة 31 بحضور مميز لرؤساء وملوك الدول العربية، إلى جانب ضيوف شرف، وتعد هذه القمة الرابعة التي تنعقد على أرض الجزائر، واختارت شعار «لمّ الشمل» في غرة نوفمبر، حيث تحيي ذكرى اندلاع ثورتها التحريرية الحاضرة في وجدان كل الأمة العربية، لتكون انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك، وتعزيز التلاحم والتكامل العربيين. تعرف الجلسة الافتتاحية لأشغال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، تسلم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رئاسة الدورة 31 من نظيره التونسي قيس سعيد رئيس الدورة السابقة، ويلقي كل واحد منهما كلمة بالمناسبة، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، كما تتضمن الجلسة كلمات مختصرة للمراقبين والضيوف. أما اليوم الثاني، فسيخصص لعقد جلسة تشاورية أولى، يفسح فيها المجال للقادة العرب لإلقاء كلمات حسب أولوية الطلب، وثانية مغلقة، يتم فيها اعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشته، واعتماد مشاريع القرارات، ومشروع إعلان الجزائر، الذي يعلن في نسخته النهائية أمام وسائل الإعلام في جلسة مسائية، يتم الإعلان فيها عن الرسائل والبرقيات الموجهة إلى القمة. وتختم الأشغال، بكلمة لرئاسة القمة العربية المقبلة الدورة 32، وكلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رئيس الدورة العادية 31. * لم الشمل العربي وأبرز تقرير للإذاعة الجزائرية أن هذه القمة تأتي على أرض الجزائر بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات ونصف بسبب جائحة كورونا، فيما عقدت آخر قمة عربية اعتيادية في تونس عام 2019. ومن المنتظر أن تشهد هذه القمة تقديم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أفكاراً جديدة لإصلاح الجامعة العربية، حسب ما كشف عنه الإثنين وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة. وتابع: قال لعمامرة إنّ الجزائر تولي لموضوع إصلاح الجامعة العربية أهمية كبيرة، مؤكداً أنّ عمل المجتمعات المدنية العربية “له قوة كبيرة كون النخب العربية والشباب والعنصر النسوي تشارك فيه، حيث يفتح آفاقاً على عصرنة العمل العربي المشترك”. وبخصوص “إعلان الجزائر” الذي سيتوج أشغال القمة العربية، قال لعمامرة إنه يحظى بمكانة خاصة في تطوير العمل العربي المشترك. ومنذ اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، تم إثراء “إعلان الجزائر” وتعديله ليتخذ مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة قرارا بشأنه. وانعقدت الإثنين جلسة مشاورات مطولة لوزراء الخارجية لبحث هيكلة ومضمون هذه الوثيقة، حيث كان الاتفاق على المحاور الكبيرة والتوجهات الأساسية وما ينتظر من هذه الوثيقة المهمة. ويريد رئيس الجمهورية أن تكون هذه القمة “محطة فارقة” في العمل العربي المشترك وأن تستجيب لتحديات كبيرة وجديدة، تتطلب الشجاعة الحقيقية والحرص على تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية. وتتصدر القضية الفلسطينية أجندة عمل القمة العربية، حيث أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أنّ قمة الجزائر ستكون قمة فلسطين، وثمَّن دور الجزائر وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون في لمّ الشمل الفلسطيني. واعتبر عدد من المسؤولين العرب أنّ الجزائر أحد المؤهلين القلائل للمّ الشمل العربي، ويبقى على العرب تغليب إرادة التوافق على كل الخلافات.