ينتظر المنتخب السعودي اليوم، الثلاثاء، مهمة صعبة لخطف البطاقة المباشرة الأخيرة عن المجموعة الثالثة إلى نهائيات كأس العالم 2026 عن التصفيات الآسيوية، عندما يستضيف أستراليا على ملعب الإنماء بجدة في الجولة العاشرة الأخيرة. وتحتل السعودية المركز الثالث في المجموعة برصيد 13 نقطة وبفارق 3 نقاط خلف أستراليا الثانية التي تتفوق بفارق الأهداف (+8)، وبالتالي يحتاج أصحاب الأرض إلى الفوز بخماسية إذا أرادوا حرمان ضيوفهم من التأهل المباشر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب . وتحدث المدرب الفرنسي للسعودية هيرفيه رونار بنبرة متفائلة بعد أن حافظت على آمالها بالفوز على البحرين 2-0 الخميس في المنامة، قائلاً: الباب شبه مغلق، لكن يجب أن نحاول التأهل. ويدرك رونار، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، جيداً صعوبة المهمة خصوصاً أن السعودية سجلت 6 أهداف فقط في 9 مباريات، وبالتالي بحاجة إلى تحسين أدائها التهديفي إذا أرادت أن تحظى بفرصة التأهل مباشرة، فضلاً عن قوة المنتخب الأسترالي الذي خطا خطوة كبيرة نحو النهائيات بفوزه القاتل على اليابان (1-0) في الوقت بدل الضائع، وتفوقه اللافت في المواجهات المباشرة (5 انتصارات و4 تعادلات وخسارتان). ورغم ذلك، ستلعب السعودية من أجل الفوز وإنهاء دور المجموعات في المركز الثالث على الاقل أمام إندونيسيا التي تحل ضيفة على اليابان، وبشكل إيجابي بعد البداية المتعثرة التي دفعت ثمنها غالياً في الجولات الحاسمة. واوضح رونار يجب على الأخضر خطف بطاقة التأهل خلال مباراة أستراليا وتسجيل المزيد من الأهداف، فيما تبدو أستراليا أقرب إلى اللحاق باليابان والتأهل بعد تجاوز بدايتها البطيئة التي شهدت رحيل مدربها غراهام أرنولد وتولي توني بوبوفيتش المسؤولية. وقال بوبوفيتش علينا إنجاز مهمة في السعودية. نحن في وضع ممتاز، لكن علينا إنهاء المهمة بنجاح. لقد كانت فترة صعبة جداً منذ توليت المسؤولية، لكن الجميع يقدر ما نحن بصدد تحقيقه. ولم تتأهل أستراليا مباشرة إلى كأس العالم منذ عام 2014، بعد أن احتاجت إلى ملحق لحجز بطاقتيها في عامي 2018 و2022. ويتأهل أول منتخبين في كل من المجموعات الثلاث مباشرة إلى كأس العالم، في حين يُحدّد المقعدان المتبقيان لقارة آسيا عبر الدور الرابع في ملحق قاري يشارك فيه أصحاب المركزين الثالث والرابع.

واصل الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب السعودي تألقه وكتابة اسمه بأحرف من ذهب، هذه المرة مع المنتخب السعودي الذي حقق معه تأهلا مستحقا لنهائيات كأس العالم 2022، في مجموعة صعبة بوجود المنتخب الياباني، ليواصل الثعلب الفرنسي مكره وخداعه التكتيكي الذي تعلمه في المدارس الفرنسية وصقله في الملاعب والتجارب الإفريقية التي خاضها مع زامبيا وكوت ديفوار والمغرب، ليجد نفسه امام اختبار قوي وصعب وشبه مستحيل عندما واجه المنتخب الأرجنتيني المدجج بالنجوم في المباراة الإفتتاحية ببطولة كأس العالم ضمن مباريات الجولة، ورغم التحدي الصعب والذي كان يعتبر الجميع مستحيل تحقيقه إلا ان المنتخب السعودي استطاع ان يحقق المستحيل بالفوز على المنتخب الأرجنتيني بهدفين لهدف في مباراة سوف تبقى للتاريخ.. وسنحاول خلال هذا التقرير الكشف عن مسيرة هذا المدرب وكيف واجه الصعاب ليصبح احد افضل المدربين على المستوى العالمي. مدافع مع نادي كان الفرنسي خاض مدرب المنتخب السعودي وبطل إفريقيا مرتين مسيرة متواضعة على مستوى الإحتراف ولعب كرة القدم حيث لعب لنادي كان الفرنسي لمدة 7 سنوات من عام 1983 إلى غاية 1990، وقال زميله في الفريق انا ذاك غي لاكومب انا رونار كان واحدا من اللاعبين المميزين الذين كانوا يحظون بإحترام وتقدير الجميع، ولكن سرعان ما ودع مدرب المنتخب السعودي باعتزاله لعب كرة القدم لان وضعه الإجتماعي لم يكن جيدا ليتوجه للعمل اليومي من اجل كسب قوته، وودع رونار الميادين بعدما لعب أيضًا لعدة أندية مغمورة في فرنسا حتى أسدل الستار على رحلته في الملاعب وعلّق الحذاء في عام 1998. العمل في شركة تنظيفات كانت بدايات مدرب المنتخب السعودي صعبة للغاية مع مهنة التدريب والوضع الصعب الذي كان يعيشه، حيث اضطر للعمل في شركة تنظيفات للبيوت وجمع القمامة، وقال زميله في فريق كان سابقا اللاعب لاكومب لم يكن الأمر سهلا عليه، وجد نفسه يشرف على تدريب فريق دراغينيان خلال الفترة الممتدة من (1999-2001)، وعمل في المساحات والحدائق... كان الأمر صعبا للغاية! كان من الضروري الاستيقاظ في الساعة السادسة صباحا من أجل الذهاب إلى العمل، وفي المساء كان يدرب اللاعبين وصراحة أرفع له القبعة!.، وأضاف قائلا: لكوني كنت مدرسا لبعض مدربي فرق الدرجة الوطنية، كنت أشاهد البطولات في الدرجات السفلى إنها صعبة، نحظى بمديرين فنيين جيدين لكن للأسف، لا نعرف كيف نكتشفهم في فرنسا. لوروا يغير حياة رونار تغيرت حياة رونار بعد تعرفه على المدرب المخضرم كلود لوروا، الذي كان يبحث عن مساعد له في تدريب ناد في الصين، و بعد مقابلة مع صحيفة ليكيب الفرنسية، تلقى لوروا ما بين 60 و50 ترشيحا لهذا المنصب، أوضح لوروا أن بيار روميرو، وهو صديق مشترك وكيل عقارات في أنتيب Antibes، والذي عين هيرفي لتنظيف المباني والفلل في الليل، هو من أعطاني اسم رونار خلال أمسية الاحتفال بعيد ميلاده، وقال لوروا أن روميرو أخبرني عن مدرب يشرف على فريق في الدرجة الرابعة في دراغينيان. قلت له أن يأتي كي يراني في مدينة أفينيون. كان أمرا غريبا لأننا تحدثنا مطولا نحن الاثنين ثم في النهاية قلت له: أراك قريبا. بالنسبة لي إذا كنت قلت له ذلك، فكأنني فتحت له مجال التعامل معي. وتابع: عندما نزل، كانت زوجته تنتظره في الشارع، وقال لها 'حسنا'، قال لي الى اللقاء، هذا يعني إلى الأبد. بعد 48 ساعة اتصلت به لأقول له: ستأتي معي إلى الصين. بداية الظهور والـتألق كانت بداية 6 سنوات من السعادة المشتركة، التي قادت كلود لوراو ومساعده الشاب هيرفي رونار خصوصا إلى كامبريدج (2004-2005) وغانا (2006-2008)، حيث قادا المنتخب إلى المركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية التي استضافها عام 2008. بعدما بات رونار مستعدا لتحمل مسؤولية التدريب بمفرده، استعان مرة أخرى بلوروا، الذي فتح دفتر عناوينه الأفريقية، وأوصى به رئيس الاتحاد الزامبي، وبعد فترة أولى مميزة (2008-2010)، تمكن من قيادة زامبيا إلى إنجاز تاريخي في الفترة الثانية (2011-2013) بإحراز لقب كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخها عام 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية. التتويج قاريا مع زامبيا حقق المنتخب الزامبي مفاجأة كبيرة في كأس افريقيا عام 2012 عندما فازت بالتاج القاري بقيادة المدرب الفرنسي المحنك، الذي قاد الكرة الزامبية لانجاز تاريخي لن تحلم به لسنوات طويلة، ولم يكن المنتخب الزامبي من المرشحين للبطولة، ولكن الثعلب الفرنسي قاد زامبيا بذكاء وخاض البطولة مباراة بمباراة حتى حقق اللقب وكانت هذه اولى ظهور المدرب الفرنسي واكد انه سيكون اسما ورقما صعبا مستقبلا لانه تغلب على مدربين مخضرمين ومنتخبات قارية عريقة في تلك البطولة لتبدأ رحلة مدرب نجم مع المنتخبات العربية والإفريقية. تدريب سوشو الفرنسي عاد المدرب الفرنسي لبلده بعد التتويج والتألق مع منتخب زامبيا وظهر رونار المميز بقميصه الأبيض الضيق الذي يرتديه خلال المباريات، في الدرجة الأولى الفرنسية من خلال تدريب نادي سوشو الفرنسي موسم (2013-2014) لمحاولة إنقاذ النادي من الهبوط. ورغم فشله في ضمان بقائه في المرحلة الأخيرة، ترك بصمته في النادي، ويقول عنه لاعب سوشو السابق الدولي المالي، سيدريك باكامبوهو قائد الرجال. يعرف كيف يحفزك، لديه قدرة لا يتمتع بها كل المدربين. كما أنه جيد من الناحية التكتيكية، ليس مدربا لا يعرف سوى الصراخ والضغط على لاعبيه، في قيادته للمباريات، هو شخص يفكر كثيرا وهادئ جدا لقد أظهر لنا أن كل شيء ممكن في الحياة. اللقب القاري الثاني بعد خوضه لتجربة تدريبية مع نادي سوشو الفرنسي عاد الثعلب الفرنسي مرة أخرى لأدغال إفريقيا وخاض تجربة اخرى هذه المرة، مع منتخب ساحل العاج، وقاد هيرفي رونار منتخبا مدججا بالنجوم ولكنهم فشلوا في التتويج بالكأس الإفريقية من قبل بوجود ديديه دروغبا ويايا توري و..، ولكن المدرب الفرنسي حمس هؤلاء النجوم واستطاع ان يطير باللقب الإفريقي الثاني له كمدرب عام 2015، ليؤكد الفرنسي انه مدرب كبير وقادر على الفوز بالألقاب مع أي منتخب، وغادر بعدها افريقيا ليدرب نادي ليل الفرنسي ولم يمض سوى بضعة أشهر معه حيث تمت إقالته بسبب النتائج السلبية للفريق، كما درب إتحاد العاصمة الجزائري. إعادة المغرب للواجهة قرر الفرنسي هيرفي رونار العودة مجددا لإفريقيا من بوابة المنتخب المغربي الذي ألح على خدماته عام 2016، وعاد رونار إلى توهجه وفي القارة السمراء تحديدا، من خلال إشرافه على الإدارة الفنية لأسود الأطلس، وحقق نجاحا مطلقا قاد الفرنسي المغرب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 20 عاما من الغياب بعدما فشلت الكرة المغربية في الوصول لبطولة كأس العالم، وشارك في مونديال روسيا 2018 وبالرغم من خروجه من الدور الأول إلا انه قدم مستويات كبيرة في مجموعة قوية ضمت البرتغال وإسبانيا وإيران. نجوم الأرجنتين ضحاياه واصل المدرب الفرنسي ظهوره المميز بعد مغادرة المغرب نحو المملكة العربية السعودية وقاد الأخضر السعودي لبطولة كأس العالم 2022، في تصفيات قوية وفي مجموعة ضمت المنتخب الياباني، ووقع المنتخب السعودي في المجموعة الثالثة بالمونديال مع كل من الأرجنتين والمكسيك وبولندا، ولم يتوقع اشد المتفائلين ان يفوز المنتخب السعودي على حساب الأرجنتين في المباراة الافتتاحية لكن رونار كان له كلام آخر وجهز السعودي بطريقة جدية واستطاع ان يحقق فوزا تاريخيا بهدفين لهدف.