اختطف المخرج المجري انودي ألديكو "الدب الذهبي"؛ الجائزة الكبري لمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ67، حسب ما أعلنت لجنة التحكيم. وفاز ألديكو بالجائزة عن فيلم "علي جسد الروح"، ويحكي قصة حب تدور في مسلخ بمدينة بودابست عاصمة المجر؛ حيث يوحد الحب شخصين يعيشان أزمات بروحين معذبتين إلى درجة التوحد في ظل المشاعر والأزمات. وذهب الدب الفضي (جائزة لجنة التحكيم الكبرى) إلى المخرج آلان غوميس عن فيلم الدراما الإفريقية "FELICITE"، وهو إنتاج مشترك فرنسي بلجيكي سنغالي ألماني لبناني، ويركز على ألبوم للمغنية الكونغولية التي تذهب في بحث محموم عن ابنها المراهق في شوارع كينشاسا بالكونغو. وفازت المخرجة الهولندية أجنيز سكا بالدب الفضي أيضا (جائزة ألفريد باور) بفيلم الجريمة "بوكوت"، ويدور حول امرأة عجوز تعيش وحدها في وادي ترتكب فيه جرائم غامضة. وقالت المخرجة أثناء تسلم الجائزة: "نحن نعيش في أوقات مضطربة. ونحتاج لأفلام يصنعها سينمائيون شجعان يستطيعون التطرق لموضوعات هامة لكوكبنا". أما جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج فنالها المخرج الفنلندي اكي كوريسماكي عن فيلم "الجانب الاخر من الأمل". وعلق كوريسماكي على فوزه ببساطة: "سيداتي وسادتي، شكرا جزيلا لك." وفي وقت سابق، صرح بأن الفيلم الفائز سيكون الأخير له في عالم السينما. وفازت الكورية الجنوبية كيم مين بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة عن فيلم "في ليلة مظلمة علي الشاطئ" للمخرج هونج سانج سو. واختطف الممثل النمساوي جورج فريدريك بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن فيلم "ليلة وليلة" للمخرج توماس ارسيان. وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى سيباستيانو ليلو عن فيلم "اونا موهير امرأة رائعة"، وهو من إخراج جونزالو مازا، وانتاج مشترك بين شيلي والولايات المتحدة وإسبانيا.

شن الممثل الفرنسي المخضرم جيرارد ديباردو، هجوما شرسا على صناعة السينما في هوليوود لأنها تلعب دوما في مساحة الأمان، وانتقد الممثل جورج كلوني لانخراطه في شؤون السياسة، فيما ظهر الممثل في مهرجان برلين السينمائي للترويج لفيلمه الجديد. وفي مؤتمر صحفي أعقب عرض فيلمه "سينت أمور" الذي يلعب فيه دور مزارع، أشار ديباردو، إلى أن كلوني التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين الأسبوع الماضي لمناقشة أزمة اللاجئين، وقال: "رأيت أن السيد كلوني أراد أن يقابل السيدة ميركل. أشعر بالقلق من أن يكون اللقاء مضى بشكل سيء، إنه لأمر جيد الآن أن تكون ممثلا وعالما بيئيا وسياسيا، يمكنك القيام بكل شيء". ومن جانب آخر انتقد ديباردو، أيضا فيلم "ذا ريفينانت" الذي يقوم ببطولته الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو، ويلعب فيه دور صياد ينجو من هجوم دب عليه ويقوم برحلة مذهلة وسط الغابات والثلوج لينتقم لمقتل ابنه. وقال ديباردو في إشارة إلى المشاهد العنيفة في الفيلم والتقارير عن أن الممثلين اضطروا للعمل في ظروف شاقة "الأمر مختلف بعض شيء عما هو عليه في السينما بوجه عام في الوقت الراهن". وتابع قوله "بالنظر إلى الأوسكار فإن فيلم "ذا ريفينانت" وطاقم الإنتاج المسؤول عنه والتدفئة في مواقع التصوير وكل هذه الضجة بشأن "تغطيةأنفسهم بالقاذورات" أنا واثق أن القاذورات كانت معطرة وأنت مغطى بوحل معطر وتم تدفئته".

تنطلق المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي، اليوم الجمعة، بعرض الفيلم الكوميدي الرومانسي التونسي "نحبك هادي"، الذي تدور أحداثه عن قصة أم متسلطة تجبر ابنها على الزواج المرتب له. ويعد فيلم "نحبك هادي" لمخرجه محمد بن عطية المولود في تونس، واحدا من 18 فيلما يتنافسون على الجوائز الكبرى لمهرجان برلين السينمائي، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. وتدور أحداث الفيلم في أعقاب الثورة التونسية في عام 2011، حول الشاب هادي الذي يبدو أن حياته تدار من جانب أشخاص آخرين ومن بينهم رئيسه في العمل ووالدته التي رتبت له الزواج من عروس. لكن هادي يتمكن فجأة من فرصة للسيطرة على عالمه عندما يلتقي بامرأة أخرى أثناء رحلة عمل.

بيع فيلم "تاكسي" للمخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي، الذي حاز، السبت الماضي، جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، في أكثر من 30 بلدا حتى الآن، في حين أن عرضه ممنوع في إيران، حسبما قال موزعه. وتم شراء الفيلم الذي يعرض للمجتمع الإيراني من خلال تطواف سائق سيارة أجرة في طهران، في حوالي 20 بلدا أوروبيا، فضلا عن روسيا وتركيا، حسبما ذكرت شركة "سيليلويد دريمز" المكلفة بمبيعات الفيلم العالمية. وسيوزع الفيلم، خارج أوروبا، في تايوان وهونج كونج والصين وفي البرازيل وكولومبيا، وبيع أيضا إلى شركة توزيع في الشرق الأوسط. وممنوع على جعفر بناهي تصوير الأفلام ومغادرة بلاده. وأعرب جعفر بناهي، أول أمس الأحد، عن سروره الشخصي "وللسينما الإيرانية" بعد فوزه بجائزة الدب الذهبي، معربا في الوقت نفسه عن أسفه، لأن مواطنيه عاجزون عن مشاهدة أفلامه الممنوعة في إيران.

أصبحت الخطوط الفاصلة بين التلفزيون والسينما أقل وضوحا هذا العام في مهرجان برلين السينمائي الدولي، إذ أتاح الفيلم الأوروبي الذي يقام على هامش المهرجان، مساحة كبيرة للدراما التلفزيونية للمرة الأولى. وتضم لجنة التحكيم المقرر أن تعلن الجوائز الرئيسية مساء اليوم السبت، ماثيو وينر كاتب المسلسل التلفزيوني "ماد مين"، وعرض مسلسل "بريكينج باد" في منتدي "برلين الخاص". وقال ماثييس فوتر نول مدير سوق الفيلم الأوروبي، إنه تم تخصيص يومين من فعاليات السوق، لمبيعات مجموعة منتقاة من الدراما التلفزيونية. وأضاف "نعرف أن كثيرا من الناس الذين يشاركون في السوق يعملون رسميا في مجال الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، ويحظون بنفس الموهبة، نعرف أن الكثير من أهل التلفزيون في برلين خلال المهرجان، ففكرنا لماذا لا نبدأ هذا القطاع من السوق؟"

تختتم، اليوم السبت، المسابقة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي بحفل كبير على غرار حفلات هوليوود لتسليم جوائز المهرجان الكبرى. وبرزت مجموعة من الأفلام تبدو أنها الأوفر حظا للفوز بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم من بين الأفلام الـ19 المشاركة في المسابقة الرسمية. ومن بين هذه الأفلام فيلم "45 عاما" للمخرج البريطاني أندرو هيج والذي يدور حول زواج في أزمة وفيلم "تاكسي" للمخرج الإيراني جعفر بناهي الذي تحدى حظرا مفروضا عليه في بلاده وقام بتهريب الفيلم إلى برلين وفيلم "اكسكانول" للمخرج جايرو بوستامانتي من جواتيمالا. وهناك منافس آخر هو فيلم "تشا فا كون فا" للمخرج الفيتنامي فان دانج دي، والذي عرض في اليوم الأخير للمسابقة الرئيسية بالمهرجان. أما فيلم "إكسكانول" الذي يصور منطقة سفح بركان، للمخرج بوستامانتي، فهو أول فيلم جواتيمالي يشارك في المسابقة الرئيسية بمهرجان برلين السينمائي الممتد على مدى 65 عاما. ويعد مهرجان برلين واحدا من أهم 3 مهرجانات سينمائية في العالم إلى جانب مهرجاني كان والبندقية. ويتردد أيضا أن مهرجان برلين، الذي عرض حوالي 440 فيلما على مدى الأيام الـ10 الماضية، ربما يكون أكبر مهرجان سينمائي في العالم.

من المقرر عرض فيلم اليوم الخميس، في مهرجان برلين تدور قصته حول كيف كان يمكن لرجل أن يغير مسار التاريخ باغتيال الزعيم النازي هتلر عام 1939. وتدور أحداث الفيلم "13 دقيقة" للمخرج الألماني اوليفر هيرشبيجل حول قصة جورج السير، الذي زرع قنبلة وراء طاولة هلتر في قبو بميونيخ في الثامن من نوفمبر 1939 في محاولة لقتله، ولكن هتلر ، الذي كان في قمة قوته، غادر القبو قبل 13 دقيقة من انفجار القنبلة، الذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص . ويأتي هذا الفيلم الذي يقوم ببطولته "كريستينا فريديل"، حيث يؤدي شخصية السير، بعد 10 أعوام من عرض فيلم "داون فول" لهيرشبيجل الذي رشح لجائزة أوسكار، وتدور قصته حول آخر 10 أيام عاشها هتلر في غرفة محصنة تحت الأرض، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية. ويعد فيلم 13 دقيقة، الفيلم السابع لهيرشبيجل منذ عرض فيلمه "داسإكسبيرمنت" عام 2011، الذي حاز على إعجاب النقاد .

من المقرر عرض فيلم تدور أحداثه في رومانيا أثناء القرن الـ19، في مهرجان برلين السينمائي اليوم الأربعاء، ليكون بذلك ثاني فيلم يتم عرضه لدولة من وسط أوروبا. وتدور أحداث الفيلم، ويحمل عنوان " أفيرم"، الذي أخرجه المخرج رادو جودي، الذي ولد في رومانيا، حول رجل شرطة يتمتع بجاذبية وابنه المراهق المنطوي، حيث يقوم بعملية بحث عن عبد من الغجر هارب، مما يسلط الضوء على تحيز المجتمع أثناء رحلتهما في أنحاء الريف. وقال المخرج في بيان صاحب عرض الفيلم "المجتمع الروماني لن يتعافى بصورة تامة إلا عندما يواجه الماضي بصدق وشفافية". يشارك فيلم افيرم ضمن 19 فيلما للحصول على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في المهرجان، والتي سوف يتم الإعلان عن الفائزين بها السبت المقبل. ويشار إلى أن أفيرم، يعد ثالث فيلم طويل يخرجه جودي، وكان فيلمه الأول "ذا هابيست جيرل إن ذا ورلد" قد عرض في مهرجان برلين عام 2009 في قسم المخرجين الصاعدين.

تجري الاستعدادات والترتيبات النهائية، في العاصمة الألمانية برلين، على قدم وساق قبل ساعات قليلة من انطلاق الحدث الأكبر الذي تنتظره المدينة كل عام، ويترقبه عشاق السينما في أنحاء العالم، حيث يجري مساء اليوم الخميس، افتتاح فعاليات الدورة الـ65 من المهرجان، والتي تستمر من الـ5 وحتى الـ15 من الشهر الجاري. ويتميز مهرجان برلين عن المهرجانات الأخرى، لاسينما كان وفينسيا، بعرض ما يزيد على 440 فيلماً روائياً طويلاً وقصيراً في برامجه الـ15، أي بما يعادل عدد الأفلام والبرامج التي تعرض وتقام في كان وفينسيا معاً، وإذا قمنا بإضافة ما يعرض في سوق الفيلم الأوروبية ربما يصبح عدد الأفلام المعروضة بالمهرجان أكثر من 1000 فيلم. وفي دورته لهذا العام تم توزيع الأفلام على النحو التقريبي التالي، 388 فيلماً طويلا وقصيراً في 4 مسابقات، و11برنامجاً خارج المسابقات. وفي مسابقة الأفلام الطويلة يعرض المهرجان 21 فيلماً، وفي مسابقة الأفلام القصيرة 27 فيلماً، وفي مسابقة أفلام الشباب 33 فيلماً، وفي مسابقة أفلام الأطفال 33 فيلماً، وخارج المسابقة فيلمان، وفي عروض خاصة 10 أفلام، وفي البانوراما 53 فيلماً، وفي الملتقى 47 فيلماً، وفي امتداد الملتقى 32 فيلماً، وفي آفاق السينما الألمانية 14 فيلماً.