اجتمع سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، أمس، مع كل من سعادة السيد نيكولاي تشولغينوف، وزير الطاقة في الاتحاد الروسي، وسعادة السيد رضا فاطمي أمين، وزير الصناعة والتعدين والتجارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسعادة السيد إحسان عبدالجبّار إسماعيل، وزير النفط في جمهورية العراق، وسعادة السيد غابرييل مباغا أوبيانغ ليما، وزير التعدين والهيدروكربونات في جمهورية غينيا الاستوائية. وسعادة المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية. وسعادة الدكتور داتو سري مصطفى بن محمد، الوزير في دائرة رئيس وزراء ماليزيا. وسعادة السيد إرنيستو ماكس تونيلا، وزير الطاقة والثروة المعدنية في جمهورية موزمبيق. وجرى خلال اللقاءات التي تمت على هامش قمة منتدى الدول المصدّرة للغاز، بحث العلاقات الثنائية في مجال الطاقة بين قطر وكل من روسيا وإيران والعراق وغينيا الاستوائية ومصر وماليزيا وموزمبيق، وعدد من القضايا المتعلقة بأعمال المنتدى ودفع أهدافه إلى الأمام.

عقد المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة مؤتمرا على هامش اختتام فعاليات النسخة السادسة من منتدى الدولة المصدرة للغاز، وذلك رفقة كل من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى المهندس محمد هامل الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، حيث تم الكشف عن تفاصيل هذه النسخة من المنتدى. وفي بداية المؤتمر الصحفي رحب سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة بالمشاركين في هذا المنتدى، قائلا إن المنتدى يعد فرصة حقيقية لمناقشة التحديات التي تواجه صناعة الغاز العالمية بهدف تعزيز جهود تحقيق المنتدى، مشيرا إلى المنتدى تم في ختامه اعلان الدوحة الذي أكد على دور الغاز الطبيعي كمصدر طاقة طبيعي وفير وموثوق ونظيف واقتصادي قادر على تلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة وعلى التصدي لظاهرة التغير المناخي، كما شجعت القمة على التوسع في استخدام الغاز الطبيعي في سد الفجوة في تحقيق الهدف السابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا في العالم، ولاسيما أولئك الذين لا تصلهم مصادر الطاقة الحديثة، كما قررت تعزيز المزايا البيئية للغاز الطبيعي من خلال الجهود المبذولة للحد من حرق الغاز، وانبعاثات غاز الميثان وتطوير تقنيات صديقة للبيئة بما في ذلك التقاط الكربون وعزله، مبديا سعادته بانضمام كل من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية رئيس اجتماع المنتدى الوزاري لعام 2022، والمهندس محمد هامل الأمين العام للمنتدى. وفي رده على ارتفاع أسعار الغاز وعلاقاتها بالأزمة الأوكرانية قال الكعبي إن مسألة ارتفاع أثمان الغاز الطبيعي المسال مزدوجة، حيث نبحث عن استقرار الأسعار والأسواق في نفس الوقت، مشيرا إلى أن هذه الزيادات ليست وليدة لهذه الأزمة، بل لطبيعة الاستثمار في هذا المجال التي لازالت بحاجة إلى بعض الأشياء ويجب على المستثمر في هذا القطاع التحلي بالنفس الطويل والتفكير على المدى البعيد، خاصة وان مثل هذه الاستثمارات تحتاج إلى الكثير من التمويلات. أما عن الأسعار فأكد الكعبي مرة أخرى ارتباطها بالعرض والطلب على الغاز الطبيعي المسال الذي يعد أحد أهم مصادر التحول الطاقوي في الوقت الراهن، وهو ما يصعب من عملية التوقعات على هذا القطاع، لافتا إلى أن الشركاء يعدون أساسا للسوق، حيث يتم التفاوض مع الدول المستهلكة مع الأخذ بعين الاعتبار كل مقترحاتهم وهو ما حدد في بيان الدوحة لكي يتم القيام بالأشياء على ما يرام. استعداد قطري وعن موقف الدول المصدرة للغاز في حال فرضت عقوبات اقتصادية من قبل الأمم المتحدة على أحد اعضاء المنتدى مثل روسيا صرح وزير الدولة لشؤون الطاقة بأنه أيا كانت القرارات التي سيتم اتخاذها تجاه احدى الدول المصدرة للغاز، فإن ذلك يبقى بعيدا عن المنتدى الذي لا يناقش السياسات بل يهدف إلى التأكد من استخدام الغاز وتفهم احتياجات الغاز بالنسبة للانسانية جمعاء، حيث يتم من خلال ذلك تسليط الضوء على العرض والإمدادات الموجودة بالنسبة للغاز أفضل الطاقات الأحفورية، مشددا على عدم تناول المنتدى لما يجري في أوكرانيا بأي من الأشكال. وبخصوص مباحثات توريد الغاز لبعض الدول الأوروبية، في حال كانت هناك مشاكل مع روسيا في المرحلة المقبلة، أكد الكعبي استعداد قطر لتوريد الغاز لكل الدول التي تحتاج منها ذلك، خاصة وأن قطر أثبتت لسنوات طويلة أنها مصدر موثوق في هذا المجال، وبالنسبة لأوروبا فإن هناك الكثير من الدول الأوروبية التي قامت بالاتصال بدولة قطر من أجل توريد الغاز اليها، لافتا إلى أن الوضع في أوكرانيا فتح الأبواب للحديث عن إمكانيات قطر في هذا المجال، وهي التي تلعب دوراً كبيراً في توريد الطاقة والغاز إلى أوروبا بنسبة تصل إلى 40% وليس هناك دولة اخرى تقوم بذلك ولدينا عقود واضحة، قائلا بأن قرار الاستثمار النهائي بزيادة الانتاج من الغاز إلى 110 ملايين طن وإلى 126 مليون طن، جعل البعض يعتقد بأنه خطوة مغامرة لكن العالم أثبت بأنه يحتاج إلى المزيد من الغاز الذي بإمكان الدوحة توريده لشركائها. السوق الأوروبي وتابع سعادته أنه ليست الدول الأوروبية التي تقوم بشراء الغاز وإنما القطاع الخاص، متسائلا عن إمكانية دخول الدول في ذلك، لافتا إلى وجود محادثات خلال الأسابيع الماضية، مبديا مرة أخرى استعداد قطر لتوريد الغاز بما نقدر عليه لأي جهة ما مع احترام التزاماتها كذلك، حيث يمكنها المساعدة عند الحاجة إليها، ضاربا المثال باليابان التي تم الوقوف بجانبها لسنة كاملة بعد أحداث فوكوشيما، إلى غاية تمكنها من إعادة استخدام المنشأة النووية، مبينا امتلاك قطر لمجموعة من العقود طويلة المدى وهي عقود واضحة لا يمكن تغييرها، وهي التي قد تمتد لمدة 25 سنة مع ارتباطها بكثير من الاشياء مثل التكنولوجيا، اما بالنسبة لبريطانيا هناك عقود خاصة ونحن نعلم ان هناك سوقا حرة في بريطانيا وهي تشتري من قطر الغاز المسال ومن شركات أخرى. خطط التوسعة وفي رد على سؤال حول تمويل توسعة حقل الشمال من الخارج واصدار السندات، صرح الكعبي نحن ذكرنا في السابق بأننا لن نذهب إلى الأسواق المالية لأن وضعنا المالي ممتاز ولم تكن هناك نية للذهاب للأسواق المالية للحصول على تمويل، ولكن لجأنا إلى ذلك عندما رأينا انخفاض أسعار الفائدة بشكل كبير جداً، ما شجعنا على اتخاذ تلك الخطوة التي حصلنا من خلالها على 12.5 مليار دولار بأسعار متدنية مع فترة سداد تتراوح بين 20 و 30 عاماً، بالتالي كان الأفضل بالنسبة لنا أن نأخذ القرض في ذلك الوقت لتطوير حقل الشمال واستفدنا من الأسعار المنخفضة، ولا توجد نية لإصدار سندات اخرى لمشروع تطوير حقل الشمال لأننا أخذنا ما نريده، متابعا إذا كانت هناك مشاريع إضافية سنفكر فيها في وقتها، كاشفا عن وجود قرض لتمويل مشروع للبتروكيماويات يجري العمل عليه حالياً في قطر، نافيا طرح قطر للطاقة لسندات خضراء في الأسواق المالية. من جانبه شكر المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على استضافة القمة السادسة لرؤساء الدول المصدرة للغاز، لافتا إلى نجاح المؤتمر في جميع الجوانب وهو ما وضحه البيان الختامي، الذي دعا إلى الاستفادة من الغاز الطبيعي المسال الذي تم الحديث عن أهميته بشكل كبير خلال هذه المنافسة، مع إيجاد مباردة سيتم طرحها في قمة المناخ بشرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم بمصر، وذلك تماشيا مع الأهداف المستدامة الخاصة بالغاز الطبيعي، ودخول في المخرجات المطلوبة في قمة المناخ القادمة. التصدير للبنان وفيما يتعلق بإنتاج مصر من الغاز الطبيعي قال الملا إن انتاج مصر حالياً يبلغ حوالي مليون قدم مكعب في اليوم، ما يغطي احتياجات السوق المحلي، مع إمكانية تصدير الفائض من خلال محطات الاسالة عبر البحر المتوسط، موضحا أن معدلات التصدير من مصر تنخفض في فترة الصيف حيث يزيد الاستهلاك المحلي من الغاز فيما تنخفض مستويات التصدير من الغاز في أوقات الأجواء المعتدلة. وعن توريد الطاقة إلى لبنان قال الوزير المصري: لدينا خط الأنابيب العربي الذي كان موجوداً قبل 2011، وكنا نقوم بتصدير الغاز المصري إلى لبنان ولكن خلال السنوات العشر الماضية ولأسباب بديهية تم وقف هذا الإمداد، وحالياً ما نقوم به مع اصدقائنا في لبنان هو أننا نقوم بالاستعداد من أجل إعادة تصدير الغاز الى لبنان مجدداً، وهناك عدة مستويات من التقدم والتحديات الفنية والتقنية، حيث إننا بحاجة لإعادة النظر في الانبوب الذي لم يستخدم لعدد من السنوات وهو قيد الإصلاح حالياً ونحن نعلم بأن المسألة ستنتهي في بعض الاسابيع المقبلة، وهناك ايضاً جوانب تجارية تعاقدية وسياسية وفي الأشهر الماضية قمنا بمناقشة كل شروط التعاقد فيما يتعلق التوازن ما بين الاطراف حسب التعاقد وليس هناك مشكلة، بينما سيتم التمويل عبر البنك الدولي، حيث إننا نعتقد بأننا نستطيع اعادة تصدير الغاز خلال الاسابيع المقبلة. بدوره نوه المهندس محمد هامل الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالمؤتمر، مشيدا بالدور الذي لعبته قطر في إنجاح هذه القمة بمشاركة تسع عشرة دولة من خلال سهرها على توفير جميع الإمكانيات اللازمة لذلك، مشيرا إلى أن اللقاء جاء للاحتفاء بالنمو الذي حققته الدول المنتجة للغاز في المرحلة الماضية، بالإضافة إلى البرهنة على المرونة التي يملكها أعضاء المنتدى في مواجهة جميع التداعيات التي خلفها انتشار وباء كوفيد - 19، مؤكدا أن الاجتماع اهتم بشكل كبير بضرورة التعاون بين الدول الأعضاء.