تشارك وزارة الصحة العامة ومؤسسات الرعاية الصحية والمؤسسات المعنية بالصحة الحيوانية وقطاع سلامة الأغذية والصحة البيئية والمؤسسات الأكاديمية وجميع القطاعات الأخرى ذات الصلة في «الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات» لعام 2023 تحت شعار «معا للوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات «، وذلك في الفترة من 18-23 نوفمبر الجاري. وفي هذا الإطار تنظم الوزارة بالتعاون مع شركائها العديد من الفعاليات والأنشطة التي تستهدف زيادة الوعي بمقاومة المضادات الميكروبية والاستخدام الأمثل لها بجميع المنشآت الصحية بدولة قطر، إضافة إلى تنظيم ندوة علمية، اليوم، بعنوان «معا للوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات». وتسعى وزارة الصحة العامة من خلال فعاليات هذا العام إلى تسليط الضوء على مقاومة مضادات الميكروبات والمضادات الحيوية باعتبارها مشكلة تمس العديد من القطاعات، وتمثل عبئا كبيرا على صحة الإنسان والحيوان وكذلك على الاقتصاد المحلي والعالمي. كما تهدف الفعاليات إلى تعزيز برامج الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات بطريقة فعالة بين مقدمي الرعاية الصحية، وصانعي السياسات، والمرضى، وكذلك القطاع الحيواني في قطر. ويعد الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات حملة عالمية أقرتها منظمة الصحة العالمية لتكون بالأسبوع الثالث من نوفمبر كل عام. وتهدف الحملة إلى زيادة الوعي بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية في العالم والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات بين صفوف عامة الجمهور والعاملين بالقطاع الصحي وغيره من القطاعاتّ ذات الصلة تجنباً لظهور المزيد من حالات مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها. يذكر أن مقاومة مضادات الميكروبات تشمل مقاومة الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض المعدية التي تسببها الميكروبات والطفيليات والفيروسات والفطريات.

قدّم خمسة وخمسون طالباً وطالبة في السنة الأولى من برنامج ما قبل الطب في وايل كورنيل للطب - قطر مشاريعهم البحثية التي أجروها، كجزء من مادة مختبر البيولوجيا، عن تأثير عدد من المواد الطبيعية كمضادات ميكروبات وذلك خلال جلسة الملصقات العلمية لهذا العام. فضمن مجموعات صغيرة تتألف الواحدة منها من طالبين أو ثلاثة، قام الطلاب بإجراء مراجعة استعراضية لمؤلَّفات بحثية منشورة وإعداد مقترحات بحثية بإشراف أعضاء هيئة التدريس، وذلك قبل إجراء تجارب عملية في المختبر. ومن ثمّ استعرض وناقش الطلاب النتائج البحثية أمام زملائهم وأعضاء هيئة التدريس في إطار جلسة الملصقات العلمية. وأُنجزت المشاريع البحثية على مدار فصلين دراسيّين وأثمرت عن 19 عرضاً لملصقات بحثية. وفي هذا الإطار، قدّم الطلاب يعقوب جاسم الجيدة وعبيدة العاني وميرا عباسي ملصقاً عن التأثير المثبّط لدهن العود الكمبودي على نوعين من البكتيريا هما بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية والبكتيريا الوتدية الأميكولاتومية.

أطلقت وزارة الصحة العامة حملة توعوية موسعة حول (التعامل مع مضادات الميكروبات بعناية)، بمشاركة مرافق الرعاية الصحية في دولة قطر. هدفت الحملة التي نفذتها الوحدة الوطنية للحماية من العدوى ومكافحتها ومقاومة مضادات الميكروبات بإدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى في الوزارة إلى تحسين الوعي بمقاومة مضادات الميكروبات وفهمها وتشجيع أفضل الممارسات بين الجمهور وأصحاب المصلحة وواضعي السياسات، الذين يلعبون جميعا دورا حاسما في الحد من زيادة ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات. جاءت الحملة في إطار الأنشطة التي نظمتها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع شركائها بمناسبة الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات، وذلك تحت شعار (مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات معًا). وتعمل وزارة الصحة العامة على تحديث خطة العمل الوطنية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2023. وفي هذا الإطار عقدت إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بوزارة الصحة العامة ورشة عمل لمدة يومين لتحديث خطة المرحلة التالية من التنفيذ بما يتماشى مع استراتيجية قطر الوطنية للصحة 2023-2030. تم تطوير أول خطة عمل وطنية في عام 2017 لتغطية الفترة بين 2018-2022 بعد مشاورات مكثفة ومداخلات من أصحاب المصلحة. واتبع النهج نفسه لبدء عملية تحديث خطة العمل الوطنية، حيث تم توجيه الدعوة للمشاركة في هذه المشاورات إلى أصحاب المصلحة من قطاعات متعددة مثل صحة الإنسان، وصحة الحيوان، وسلامة الأغذية، والأمن الغذائي، والصحة العامة، والمؤسسات الأكاديمية، والبحثية. وتعد ورشة العمل هي الأولى في سلسلة من حلقات العمل المزمع عقدها لاستكمال خطة العمل الوطنية. وأجرى المشاركون في الورشة تحليلا عميقا لتقييم الوضع الراهن من أجل مراجعة الأهداف الرئيسية الخمسة لبرنامج العمل الوطني للفترة 2018-2022 وصاغوا الخطة التشغيلية للمرحلة التالية بناء على نتائج التحليل والتقييم. وفي حلقات العمل اللاحقة، سيجري التشاور مع أصحاب المصلحة الإضافيين، وستدرج مداخلاتهم في خطة العمل الوطنية المقبلة روبات. كما شاركت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في الحملة من خلال تنظيم حفل خاص في المراكز الصحية مع الأطباء الذين تبادلوا الخبرات حول أهمية الاستخدام السليم لمضادات الميكروبات، وتم تقديم محاضرات لمختلف الأطقم الطبية، وتزيين المراكز الصحية التابعة للمؤسسة بملصقات تحمل مواد توعوية، إضافة إلى استخدام الشاشات داخل المراكز الصحية في عرض مقاطع قصيرة ورسائل لزيادة الوعي بين المرضى وعائلاتهم، ووضع ملصقات ومنشورات تحتوي على رسائل توعية حول مقاومة الميكروبات داخل المراكز وتنظيم مسابقات مختلفة لأفضل ملصقات التوعية بمضادات الميكروبات. وفي إطار الاحتفال شاركت مرافق الرعاية الصحية في حملة “Go Blue” للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات من خلال ارتداء اللون الأزرق عند المشاركة في الفعالية، كما شاركت قطاعات الصحة الحيوانية، وسلامة الأغذية، والصحة البيئية، والمؤسسات الأكاديمية في الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات وتشجيع الاستخدام الحكيم لمضادات الميكروبات وتعزيز التدابير الوقائية التي تعالج مقاومة مضادات الميكروبات، والعمل معا بشكل تعاوني من خلال نهج الصحة الواحدة.

شارك خبراء واستشاريون من عدة جهات بالقطاع الصحي بدولة قطر في ورشة عمل نظمتها وزارة الصحة العامة حول تغيير السلوكيات من أجل الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات وذلك بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية. وهدفت الورشة التي استمرت على مدى خمسة أيام إلى استخدام منهجية لتغيير السلوكيات الهادفة إلى اتباع أفضل الممارسات نحو الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات بين الجمهور والعاملين بالقطاع الصحي والقطاعات ذات الصلة تجنبا لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية والحد من انتشارها. كما هدفت وزارة الصحة من وراء هذه الفعالية إلى بناء القدرات للمتخصصين وأصحاب المصلحة المعنيين بمنهجية إجراء وتطوير التدخلات المطلوبة لتغيير السلوك نحو الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات، وتحسين الوعي والفهم لمقاومة مضادات الميكروبات من خلال الاتصال الفعال والتعليم والتدريب، وهو أحد أهداف خطة العمل الوطنية للتصدي لمقاومة الميكروبات لدولة قطر. وجاءت الورشة في إطار تطبيق الهدف الأول من أهداف خطة العمل الوطنية للتصدي لمقاومة الميكروبات لدولة قطر والمتمثل في تعزيز الوعي والفهم وتغيير السلوك الذي يستهدف استخدام مضادات الميكروبات بما يتفق مع الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022. وتمت خلال الفعالية مناقشة أفضل السبل للاستخدام الصحيح لمضادات الميكروبات بمشاركة خبراء من وزارة الصحة العامة ومؤسستي حمد الطبية، والرعاية الصحية الأولية، وإدارة الخدمات الطبية بكل من وزارة الداخلية، وقطر للبترول، والهلال الأحمر القطري، ومركز السدرة للطب، ومستشفى سبيتار بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة. وخلال الورشة قدمت الدكتورة أنا لينا لو هينيفا الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية عددا من المحاضرات حول استخدام مضادات الميكروبات كما ألقت الدكتورة نهلة شرف من إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بوزارة الصحة محاضرة عن استجابة دولة قطر لتعزيز الوعي بمقاومة مضادات الميكروبات.

أعلنت وزارة الصحة العامة عن العمل على إعداد مسودة مشروع خطة عمل وطنية للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات والتي تعد إحدى مراحل البرنامج الوطني للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، وتكييف هذه الخطة مع خطة العمل التي أقرتها منظمة الصحة العالمية. وتستلزم الخطة الوطنية تنفيذ حزمة من التدابير التشريعية والفنية والرقابية الشاملة على المستوى الوطني والمستوى المجتمعي، وذلك ضمن البرنامج الوطني للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، وعملا بالتوصيات التي أقرها مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية في هذا الشأن. ونظمت الوزارة ندوة علمية خاصة ببدء تأسيس البرنامج الوطني للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات باستخدام نهج صحي واحد والذي يشمل كل الجهات ذات العلاقة ومنها وزارة الصحة العامة والقطاع الصحي ووزارة البلدية والبيئة ووزارة الاقتصاد والتجارة. وشارك في الندوة أكثر من 120 من الممارسين الصحيين واستشاريي الأمراض المعدية والصيدلة الإكلينيكية والمختبرات والميكروبيولوجي بوزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب الهلال الأحمر القطري وإدارتي الثروة الحيوانية والشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة ومركز السدرة للطب والبحوث ومستشفى اسبيتار والمستشفيات الخاصة وقطر للبترول. وتضمنت الندوة محاضرات قدمها عدد من الاختصاصيين من المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إلى جانب محاضرة أخرى قدمتها الدكتورة جميلة الخويطر ضابطة الاتصال الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات والمديرة التنفيذية للوقاية ومكافحة العدوي بمؤسسة حمد الطبية حول الوضع الحالي لمقاومة مضادات الميكروبات في دولة قطر. وأكد المحاضرون أن مقاومة مضادات الميكروبات يزيد من فرصة حدوث تفشيات لأمراض خطيرة وينبئ بإمكانية عجز سلطات الصحة العامة على مستوى العالم عن السيطرة على الأمراض المعتادة أو المستجدة، كما يمتد نطاق الخسارة المتوقعة جراء مقاومة مضادات الميكروبات ليشمل فقدان الأرواح والممتلكات وسبل كسب العيش، بالإضافة إلى التأثير السلبي على صحه الأفراد والمجتمعات.