عثرت الشرطة الفرنسية، على هاتف جوال به رسالة نصية يعتقد أن أحد المشاركين في اعتداءات باريس أرسلها قبيل بدء الهجمات، وذلك حسبما أكدت تقارير فرنسية، اليوم الأربعاء. ووفقا لصحيفة "لوموند" فإن الرسالة هي "انطلقنا وسنبدأ"، وتم العثور على الهاتف في سلة مهملات بالقرب من مسرح باتاكلان، حيث قتل ما لا يقل عن 129 شخصا خلال سلسلة الهجمات التي وقعت الجمعة الماضي. وذكر موقع "ميديا بارت" الإخباري، الذي كان أول من كشف عن العثور على الهاتف، أنه يحتوي أيضا على خريطة مفصلة لباتاكلان، وقاد الهاتف الشرطة إلى فندق في ضواحي باريس يعتقد أن المنفذين أقاموا فيه. وذكرت "لوموند" أنه وفقا لنظام تحديد المواقع فإن الشخص الذي كان يحمل الهاتف كان متواجدا في الفندق قبل الهجمات.

سادت حالة من الرعب في ساحة الجمهورية بباريس أثناء تجمع المئات، وأنباء عن انفجارات جديدة، وإطلاق نار بالقرب من مسرح باتاكلان في باريس، حيث أكدت وكالة الأنباء "رويترز" أن مئات الأشخاص يغادرون سريعا تجمعا في ساحة لا ريبوبليك بباريس والسبب مجهول. وقد أظهرت لقطات تلفزيونية في وقت سابق تجمع مئات الأشخاص حول نصب تذكاري لضحايا الهجمات التي وقعت، يوم الجمعة، لكن لقطات أظهرت في وقت لاحق الساحة شبه خالية، حيث أكد مسؤول من خدمات الطوارئ إن بعض الناس اعتقدوا إنهم سمعوا إطلاق نار ولكن لم يرد تأكيد على حدوث أي إطلاق نار. من جانبها أكدت الشرطة الفرنسية أن التدافع في ساحة الجمهورية وسط باريس نتج عن انذار كاذب، موضحة أن حالة الذعر في ساحة الجمهورية قد يكون سببها سماع أصوات ألعاب نارية ومفرقعات. #فرنسا | #عاجل - لحظة فرار الفرنسيين من ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية #باريس pic.twitter.com/sUsaSl7QLw — INC Arabic آي إن سي (@INCArabic) نوفمبر 15, 2015

بعد نجاتها من مجزرة مسرح باتاكلان الفرنسي التي وقعت يوم الجمعة الماضي، وراح ضحيتها أكثر من 130 قتيلاً، روت فتاة فرنسية أشدّ لحظات حياتها رعباً، حيث ارتمت أرضاً وتظاهرت بأنها "ميتة" لمدة تجاوزت الساعة، كي تتمكن من النجاة بحياتها من موت يحاصرها من كل الجهات. وفور خروجها من المسرح، ذهبت لمنزلها وشاركت الطالبة من جنوب إفريقيا إيزابيل بوادري (22 عاماً) بصورة للقميص الذي كانت ترتديه يوم المجزرة المشؤوم ملطخاً بالدماء على صفحتها على فيسبوك، واصفة اللحظات الكارثية التي عاشتها وهي ترى عشرات الأشخاص يسقطون واحداً تلو الأخر بجوارها غارقين في برك من الدماء. وتقول إيزابيل "رقدت وسط دماء غرباء قتلى حولي، أنتظر بخوف ورعب شديدين رصاصة طائشة تستقر في جسدي" لتنهي مشوار حياة شابة عمرها 22 عاماً، "مرت في مخيلتي في تلك اللحظة وجوه كل من أحببت في حياتي وهمست قائلة أنا أحبك". إيزابيل، أضافت أنها اعتقدت وغيرها من الموجودين داخل المسرح بأن الأعيرة النارية هي جزء من عرض فرقة "إيجلز أوف ديث ميتال" التي كانت تحيي الحفل آنذاك، لكنها سرعان ما أفاقت على كابوس خلف وراءه عشرات القتلى.

أكد احد الشهود الذي كان في مسرح باتاكلان الباريسي، عندما تعرض لهجوم، مساء أمس الجمعة، أن المهاجمين كانوا يقولون قبل ارتكاب المجزرة بين الجمهور: "أنها مسؤولية هولاند، لا يجدر به التدخل في سوريا!"، مضيفًا: "كانوا ثلاثة على ما اعتقد". وأضاف بيار جانازاك مقدم البرامج على الإذاعة والتلفزيون الفرنسية، "كنت احضر الحفل الموسيقي مع شقيقتي وأصدقاء، كنا جالسين في الطابق العلوي، مضت حوالي ساعة على بدء الحفل، حين سمعنا طلقات نارية في الأسفل، ظننا في البدء أن ذلك جزء من الحفل، لكننا سرعان ما أدركنا ما يجري". وأوضح جانازاك: "كانوا ثلاثة على ما اعتقد وكانوا يطلقون النار مباشرة على الحشد، كانوا يحملون بنادق ضخمة، اعتقد أنها كلاشنيكوف، كانت تبعث دويا هائلا وراحوا يطلقون النار بدون توقف"، "كانت الدماء في كل مكان، والجثث في كل مكان.. كان جحيما". وأكد أن المهاجمين لم يكونوا ملثمين، مضيفا "فتحوا النار على الحشود بكل بساطة، بدون توقف، يتهيأ لي انه كان لديهم الكثير من الذخائر"، مضيفًا "اختبأت في الحمامات في الطابق العلوي، كنا أربعة في الحمامات، لم ياتوا إلى هناك" وقال "سمعتهم يحاولون التفاوض مع الشرطة من النافذة، سمعتهم بوضوح يقولون للرهائن (هذا بسبب هولاند، هذا بسبب رئيسكم، لا يجدر به التدخل في سوريا) وذكروا العراق أيضا"، وتابع: "ثم سمعنا إطلاق نار حين تدخلت الشرطة. كان الرصاص ينطلق في كل الاتجاهات ودوت انفجارات من جديد".

أظهر فيديو صادم استطاع صحافي في جريدة "لوموند" الفرنسية تصويرة من شقته مطلة على مخرج الطوارئ لمسرح باتاكلان الذي شكل بالفعل مسرحاً لأحد التفجيرات في باريس، مساء أمس الجمعة، حيث يظهر الفيديو هروب بعض الرهائن الذين كانوا محتجزين داخل المسرح. ويظهر الفيديو حالة من الخوف والذعر انتابت الهاربين، فيما أجساد البعض ملقاة على المدخل، وليس واضحاً إن كانوا جرحى فقط أم في عداد الموتى وسط سماع طلقات الرصاص وقد أظهرت الصور محاولاتهم المستميتة للنجاة بأنفسهم زحفاً أو قفزاً من النوافذ. الجدير بالذكر أن المسرح شهد أبشع مجزرة، مساء أمس، وقعت مجزرة رهائن داخل المسرح راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل.

أبدى المهاجم الفرنسي الدولي أنطوان جريزمان سعادته وارتياحه لنجاة شقيقته التي كانت متواجدة في مسرح باتاكلان الباريسي خلال مهاجمته أمس الجمعة وسقوط نحو 80 قتيلا في داخله. وكتب جريزمان على تويتر: "الحمد لله، تمكنت شقيقتي من الخروج من باتاكلان، أصلي من اجل الضحايا وأسرهم". وكان حفل مسرح باتاكلان ممتلئا بـ1500 مشاهد سقط منهم نحو 80 شخصا بحسب التقديرات. وكان جريزمان، مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني، يخوض مواجهة ودية ضد ألمانيا في ملعب "استاد دو فرانس" الذي كان قريبا بدوره من اعتداءات أخرى شهدتها العاصمة، فيما شقيقته داخل المسرح تتابع حفل فرقة ايجلز اوف ديث ميتال (فرقة روك أمريكية).