رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
مريم الصادق المهدي لـ"الشرق" :قطر دولة مهمة وقادرة على الوساطة بين الحكومة ونداء السودان

نائب رئيس حزب الأمة السوداني المعارض د.مريم الصادق المهدي لـ"الشرق": قطر دولة مهمة وقادرة على الوساطة بين الحكومة ونداء السودان عندما نتحدث عن دولة لديها اهتمام وهَمّ بالسودان نتحدث عن قطر الحوار الوطني في السودان بعد 32 شهرا لم ينتج سوى أشياء معممة بداية الإصلاح في السودان هو إنهاء دولة الحزب الحاكم إلى دولة الشعب السوداني لابد من إجراء تصالح حقيقي في مصر وعدم التمترس وراء الانقلاب مصر لا يمكن أن تكون وسيطًا في السودان..لأنها لا تتعامل مع كل الأطراف خاصة المسلحة ندين بشدة ما يرتكبه النظام السوري من قتل الأطفال وتدمير البلاد الشعب السوداني شعب مسلم من حقه أن يحكم بالشريعة الإسلامية ندعو إلى الدولة المدنية والتي كان رئيسها الرسول صلى الله عليه وسلم طالبت نائب رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الدكتورة مريم الصادق المهدي، قطر بقيادة مسيرة العملية السياسية بالسودان، بالاشتراك مع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، واستضافة اجتماعات الوساطة بين الحكومة ونداء السودان بالدوحة، خاصة بعد فشل الحوار الوطني في إحراز أي تقدم ملموس. وقالت في حوارها مع "الشرق" من الخرطوم، إن قطر دولة مهمة وقادرة على الوساطة بين الحكومة ونداء السودان، وعندما نتحدث عن دولة لديها اهتمام وهَمّ بالسودان نتحدث عن قطر. وأوضحت أن ذلك ظهر جليا في الصبر والدأب في وساطة قضية دارفور، والأموال والمساعدات التي قدمتها للإقليم، ونحن كحزب أمة ندعو قطر لأن تكون حاضرة دائما في كل مراحل العملية السياسية السودانية. كما أكدت أن من حق الشعب السوداني أن يحكم بالإسلام، لافتة إلى أن حزب الأمة يدعو إلى الدولة المدنية والتي كان رئيسها الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ الإسلام المدخل لتحقيق الوحدة الوطنية، حيث احتفى بالتنوع والحريات واستوعب كل الثقافات. وإلى الحوار... ما تقييمكم للدور القطري في العملية السياسية بالسودان؟ بداية دعنا نتجاوز فشل ما أسموه الحوار الوطني والذي انتهى إلى لا شيء رغم الهالة الإعلامية والدعائية التي صاحبته على مدى 32 شهرا، ولنتحدث الآن عن دولة مهمة بالنسبة للشأن السوداني، ألا وهي قطر، فهي الدولة الوحيدة القادرة على أن تلعب دورا فاعلا باستضافة اجتماعات الوساطة بين الحكومة ونداء السودان، ونحن دائما ندعو قطر لأن تكون موجودة ضمن المراقبين باستمرار، ومنذ عام ونصف العام طالبنا الآلية الإفريقية الرفيعة بدور فاعل لقطر كشريك لها في العملية السياسية في السودان، وقيادة محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة. نعم إن قطر لديها اهتمام وهَمّ كبير بالشأن السوداني، وقد وضحت هذه المسألة في الصبر والدأب في وساطتها في قضية دارفور، وحجم المساعدات للإقليم، رغبة في حل القضية، وحقيقة كان هذا أمرًا محل ترحيب، ولكنها في الوقت ذاته محتاجة لأن تظهر اهتمامًا أكبر بالأحزاب التي هي خارج الحكومة مثلنا؛ وأن تمد جسور العلاقات مع جميع الأطراف في العملية السياسية السودانية، وبالمثل نتمنى أن تكون قناة الجزيرة متوازنة في تغطيتها للملف السوداني، وقد كانت في الماضي تسعى للوصول إلى كل الأطراف والآن لم يعد الأمر كذلك. الدور المصري وماذا عن الوساطة المصرية، خاصة مع تقارب المعسكرين؟ لقد كان لمصر وليبيا أواخر القرن الماضي دور في العملية السياسية السودانية ومنظمة الإيجاد، لكن مصر الآن لديها أولويات داخلية تحتم عليها التعامل مع نظام السودان، ومن غير النظر للمصلحة الاستراتيجية، وهي حرب الجماعات "الإرهابية" والتي تعتقد أن السودان له يد فيها، والثانية حرب مياه النيل، مع أن لدى النظامين تعارضا في ملفات أخرى، كرؤيتهما للوضع في ليبيا والتوجهات الأيديولوجية، وعدم الثقة بينهما رغم أن النظامين انقلابيان. أما من جهة الوساطة فمصر لا يمكن أن تكون وسيطا نزيها أو غير نزيه؛ لأنها لا تتعامل مع كل الأطراف خاصة المسلحة، ونحن نسعى الآن لإجراء لقاءات بكل دول الجوار، ودول عربية مثل قطر والسعودية والإمارات ودول إفريقية مثل أوغندا وكينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وننظر إلى تجارب الحوار في المنطقة والعالم للاستفادة منها، مثل حوار الصخيرات، وبصورة أساسية في تجربة تونس والمغرب وحتى تجربة اليمن، ونستفيد من الجوانب الإيجابية فيما تم، علاوة على تجربتنا الثرية في السودان؛ وكل ذلك لأجل أن نتكلم على حوار لا يكون استهلاكا للكلمة، كما استهلكت كلمات أخرى في حياتنا السياسية كالانتخابات والحرية والمساواة حتى أضحت أقرب للابتذال، وبالتالي سرى الإحباط للجماهير الأمر الذي ساعد ويساعد في ترسيخ الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية. د.مريم الصادق المهدي تتحدث لـ"الشرق" الانقلاب في مصر ما رؤية حزب الأمة للانقلاب في مصر؟ رؤيتنا أنه لا بد أن تخرج مصر نفسها من حالة الانقلاب واللا انقلاب، لإجراء تصالح حقيقي، هناك تغيير تم في مصر بإرادة الناس منذ 25 يناير 2011م عموما، وحدثت إحباطات، وبالتالي التمترس حول الانقلاب هو أكبر الأزمات وهو مشابه لما عندنا، صحيح أنهم هنا وهناك انقلابيون لكن الوقوف عند هذه الحقيقة وعدم تجاوزها أمر غير مفيد؛ فنحن نتعامل معهم ونعرف أنهم انقلابيون، وندعو المصريين إلى التعامل معهم أيضا. كما أنه لابد للحكام في مصر أن ينظروا للإخوان المسلمين كقوة مجتمعية وسياسية مهمة يجب الاعتراف بها وإشاعة الاحترام المتبادل، والعمل على إيجاد صيغة للتعايش مع بعضهم البعض بنوع من الموضوعية والاحترام لتاريخهم ولأنفسهم، وهذه الصيغة نطرحها لمصر ونطرحها لأنفسنا، وإلا فالبقاء حول الحديث عن هؤلاء الانقلابيين وتقسيمهم للسودان وإساءتهم للشعب، سيؤدي إلى هلاك البلاد. لكن الانقلابيين لا يعترفون بجدوى الحوار أو حتى بوجود معارضة؟ نعم..هذه الحالة عامة للشموليين في كل دولة، فالحل أن نستفيد من تجارب المواجهة السلمية، ونحن على مدى 27 سنة أثبتنا للانقلابيين أنهم هم من لا وجود لهم في المجتمع السوداني وهكذا تكون المواجهة رغم صعوبتها وحاجتها لمدى زمني أطول لكن نتائجها مبهرة. ما موقفكم من نتائج الحوار الوطني الأخير؟ في الحقيقية إن اثنين وثلاثين شهرًا من المداولات لم تنتج سوى أشياء معممة تصلح لأن تضعها لأي مكان في العالم، ولو حذفت اسم السودان ووضعت أي اسم آخر لما ضر ذلك؛ والغريب في الأمر أن ما جاء في الوثيقة ظل مكرورا ومعادا في كل دساتيرنا السابقة وبما فيها الدستور الحالي الانتقالي لسنة 2005م، وبالتالي فإنه أمر مدهش بعد 32 شهرًا، لا شيء. كما أن الوثيقة خالية من أي مراجعات أو أي إلزامات حقيقية، ولا حديث عن تغيير حقيقي، فهي مجرد كلمات طيبة حول أن الجو جميل والطقس رائع، أو كما يقول نجيب محفوظ إن لها "سلبيات وإيجابيات سلبيات"، فضلا عن أن كل من حضر فله غرض في العلاقات مع السودان، لا لأجل المصالحة والتغيير. بصراحة هل توافقون على التوصيات؟ نحن أعلنا أننا على استعداد للنظر فيها، فالمشكلة ليست في المخرجات، المشكلة كيف تم الوصول إلى هذه المخرجات؛ فلا بد أن نبدأ بداية صحيحة لكي نبني ثقة واحتراما حقيقيين بيننا وبين بعضنا البعض، وهذا مدخله الأساسي وقف العدائيات وتوصيل الإغاثات للمواطنين؛ فالشروط المهيئة للمناخ في مصلحة الجميع بما فيها الحكومة. ما مطالب المعارضة؟ نعتقد أنه يجب تغيير السياسات، فتغيير الوضع في السودان أمر لا مفر منه شئنا أم أبينا... فالتغيير في حالة الحرب مهمة احتراما للإنسان السوداني ومهمة للإنتاج. ثانيا إنهاء دولة المؤتمر الوطني إلى دولة الشعب السوداني، وإنهاء سيطرة الحزب الواحد وسياسة التمكين. ثالثا: إصلاح الحالة الاقتصادية والعمل على الاقتصاد الإنتاجي لا الاقتصاد الطفيلي السمسار؛ فعقلية السمسار القائم على الكسل واستغلال حاجة الناس يجب أن تنتهي لصالح الاقتصاد الإنتاجي المتنوع اعتمادا على الزراعة كمرجعية بصورة أساسية. رابعا: إجراء تصالحات حقيقية في السودان؛ فلكي ننجز سلاما في السودان يرافقه استقرار لا بد من عدالة؛ وبالتالي فالحديث عن "عفا الله عما سلف" لن يصلح الأمر؛ فلا بد من تبني العدالة الانتقالية بما فيها من جبر الضرر والتعويضات ومحاسبة الجناة من الدولة العميقة. خامسا: المطلوب حوار مجتمعي حقيقي يقود للتغيير عبر الوسائل المدنية، والحوار في الوقت نفسه تحميه حراسة الشعب عبر الانتفاضة الشاملة التراكمية المبوصلة الهادفة؛ لتكون ملاذا في حال فشل الحوار. أما وسائل الحوار فيأتي عبر تهيئة المناخ المحددة في اتفاقية أديس أبابا 4 سبتمبر 2014م وتبناها مجلس الأمن والسلم الإفريقي بالقرار رقم 456، خاصة المادة 14 والتي تتحدث عن إيقاف الحرب بوقف العدائيات وتوصيل الإغاثات ثم بسط الحريات. ولكي يكون الحوار ذا جدوى لابد أن يتم عبر خارطة الطريق المقدمة من أمبيكي والمشرفة عليها الآلية الإفريقية الرفيعة، ولعل هذا موقف كل السودانيين. كما لا بد أن تكون رئاسته محايدة، ومتفقا على ضمانات الحوار والمشاركين فيه. منطقة وسط انشقاقات الأمة وماذا عن انفصال السيد مبارك الفاضل عن حزب الأمة وتأييده لنتائج الحوار الوطني؟ السيد مبارك كان قياديا في حزب الأمة حتى يوليو سنة 2002م، وفي هذه السنة أسس حزبا وانسلخ من حزب الأمة وانضم للحكومة التي حاولت عن طريقه الطعن في حزب الأمة لكن ذلك باء بالفشل، وحتى حزبه تقسم إلى ستة أجزاء معظمها في الحكومة وبعد إقالته من الحكومة، حاول العودة إلى المعارضة لكنه لم يفلح ويعيد الآن التجربة ذاتها للأسف مع الإنقاذ، فالاثنان يحاولان تسويق بعضهما، بأن يصبغوا عليه أنه حزب الأمة ويعلن هو انضمام الحزب للحكومة، فيحدث الاختراق. الأمة.. والتغيير ما موقف الحزب من التغيير في هيكليته؟ نحن حزب منفتح على التغيير، لكل الشعب السوداني على أساس الكفاءة والعطاء والبلاء، والترقي فيه طبقا لقواعد قانونية معمول بها دون محاباة أو مراعاة للصلات الاجتماعية أو غيرها، عبر الانتخاب أو التعيين. وماذا تقولين وأنتِ نائبة الحزب ووالدك رئيس الحزب؟ هذه محاولة من السيد مبارك عبدالله المهدي، وهو عمي، حاول أن يتكلم عن توريث الحزب فوالدي عنده عشرة من الأولاد، ست بنات وأربعة أولاد، وأنا الوحيدة التي أصبحت نائبة للرئيس وطرحت نفسي عبر بلاء وعطاء قدره الحزب في آخر انتخابات للمكتب السياسي وكانت سرية، وحصلت على أعلى الأصوات، وكنا 38 شخصا نتنافس في 28 مقعدا، وحصلت على أعلى الأصوات بفارق كبير، وأنا في حل عن التحدث عن نفسي وجهودي وهي متاحة لمن أراد التعرف عليها، لا أني كونه بنته أو مفروضة على الحزب، فهذا مرفوض تماما. وهل ستتركين مقعدك لو فاز آخر به؟ نعم.. فالمعيار هو العطاء والبلاء والانتخابات الداخلية في الحزب، ولا دور لصلة القرابة أو التوريث البتة، ولك أن تسأل عني وهذه محاولة عمرها 14 سنة، وأمي، رحمها الله، كانت قيادية في الحزب، وهذه قضية قابلة للصدق والكذب يرجح أحدهما دوري وعطائي في الواقع السوداني، ولديكم هذا الواقع وشبكة المعلومات "الانترنت" لتتعرفوا عليّ عن قرب. الأمة.. وسوريا ما رأيكم في مجازر بشار في سوريا ؟ هل تتوقع أن نرضى بهذا، طبعا نحن ندين بشدة ما يفعله نظام بشار في سوريا، وقتل الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية. تطبيق الشريعة وأخيرا.. ما موقف حزب الأمة من تطبيق الشريعة الإسلامية؟ موقف حزب الأمة واضح فمرجعيته إسلامية؛ بصورة لا لبس فيها، وهو يرى أن معظم أهل السودان مسلمون ومن حقنا أن نسعى لأن نحكم أنفسنا بالشريعة الإسلامية. وما ماهية الشريعة؟ الشريعة الإسلامية المتوافق عليها القائمة على الأصول والثوابت فيما يخص العبادات والمعاملات، ونعتبر المواطنة أساس الحقوق والواجبات وهذا أساس له مرجع واضح في الشريعة الإسلامية. كما ندعو إلى الدولة المدنية وهي الفكرة التي قامت عليها دولة المدينة ورئيسها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فنحن لا نتكلم على مظاهر إنما نتكلم على أسس وأصول؛ فمن حق المسلمين في السودان، أن يحكموا بالشريعة.

1689

| 27 أكتوبر 2016

عربي ودولي alsharq
الأمة السوداني: اقتياد مريم المهدي لجهة غير معلومة

قال المكتب الخاص لنائبة رئيس حزب الأمة القومي، مريم الصادق المهدي، إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني اقتادها ليل أمس الثلاثاء إلى جهة غير معلومة فور وصولها مطار الخرطوم قادمة من باريس. كانت مريم المهدي ضمن وفد من حزبها برئاسة الصادق المهدي في مباحثات مع قيادات الجبهة الثورية أفضت إلى توقيع "إعلان باريس" الجمعة الماضي. ووقع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ورئيس الجبهة الثورية السودانية مالك عقار إعلانا، التزمت الجبهة الثورية بموجبه بوقف الأعمال العدائية لمدة شهرين في جميع مناطق العمليات لمعالجة الأزمة الإنسانية وبدء إجراءات صحيحة للحوار والعملية الدستورية. وقال مكتب مريم المهدي في تعميم: "لقد تم اقتياد الحبيبة مريم الصادق من سلم الطائرة من قبل جهاز الأمن لجهة غير معلومة بعد أن وصلت بالطائرة القطرية أمس الاثنين ولم يعرف مستقبلوها الخبر إلا بعد خروج الركاب وتأخرها لأن هاتفها مغلق". يذكر أن حزب الأمة القومي كان قد انسحب من مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس عمر البشير في يناير الماضي بعد اعتقال رئيسه الصادق المهدي شهرا بسجن كوبر، لانتقاده قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات.

609

| 12 أغسطس 2014