انتهى الشيخ خالد بن محمد بن غانم بن علي آل ثاني من تحقيق كتاب "بدائع الإنشاء ويليه رياض الناظرين في مراسلات المعاصرين" والذي يتضمن الرسائل المتعلقة بقطر وأعلامها. وقال الشيخ خالد بن غانم إن الكتاب مهم جداً للتاريخ القطري لاحتوائه على مراسلات بين المؤلف "الأمام أبي المعالي محمود شكري بن عبد الله بهاء الدين الآلوسي" وبين كلاً من المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، والشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، والشيخ محمد بن حسن المرزوقي ـ رحمهم الله تعالى وكذلك على ما ورد من معلومات عن قطر في أثناء المراسلات الأخرى بين المؤلف وبين علماء ووجهاء عصره. الكتاب تضمن 281 رسالة تشتمل علي الأدب الجم والعلم والتاريخوأضاف: "تكمن أهمية المراسلات بما تحتوي عليه من معلومات جمّة تُبيّن الأسلوب الكتابي للشيخ جاسم ـ رحمه الله ـ، وكذلك عقيدته الصافية التي أوردها في مراسلاته، وحبه لنشر العلم والذي كان سبباً لتعرف الشيخ جاسم بالمؤلف. علاقة المؤسس بالعلماء وأوضح الشيخ خالد أن هذه المراسلات تظهر علاقات الشيخ جاسم ـ رحمه الله ـ الواسعة بالعلماء والأدباء ومراسلته لهم، وتقديمه يد العون إليهم، واستضافته لهم في قطر كاستضافته للشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ وغيره، ومن الرسائل المهمة رسالة الشيخ محمد بن حسن المرزوقي إلى المؤلف والتي يخبره فيها بوفاة المؤسس الشيخ جاسم ـ رحمه الله ـ وتاريخ وفاته. المراسلات تظهر علاقات الشيخ جاسم ـ رحمه الله ـ الواسعة بالعلماء والأدباء ومراسلته لهم، وتقديمه يد العون إليهم، واستضافته لهم في قطر كتاب بدائع الإنشاء هو كتاب يحتوي على مراسلات العلّامة محمود شكري الآلوسي وكذلك بعض مراسلات والده عبد الله بهاء الدين الآلوسي، وقد قسّمه مؤلف إلى قسمين، يقول في تقديمه للقسم الأول خطب سديدة، ورسائل مفيدة والقسم الثاني كتاباته مع أبناء العصر من الأدباء.. وقال المحقق الشيخ خالد إن للمؤلف كتاب آخر في المراسلات باسم: رياض الناظرين في مراسلات المعاصرين، وقد ألحق في آخر تحقيقه لكتاب "بدائع الإنشاء" المراسلات التي لها تعلق بقطر وأعلامها، ليكون الكتاب شاملاً لمراسلات المؤلف المتعلقة بقطر وأعلامها في كتابيه: بدائع الإنشاء، ورياض الناظرين. وأشار إلى أن هو الإمام أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بهاء الدين بن محمود شكري أبي الثناء الآلوسي ويتصل نسبه بسيدنا الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ، وجده هو الإمام المشهور صاحب تفسير روح المعاني والمشهور كذلك بتفسير الآلوسي. لماذا بدائع الإنشاء؟ وبشأن إختياره للكتاب قال "بداية تعرفي على الكتاب كان عن طريق كتاب آخر للمؤلف الآلوسي اسمه: تاريخ نجد، ذكر فيه قطر، وجاء فيه عن المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، قوله: وهو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعته، مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرات كثيرة على المسلمين، لافتاً إلى أنه بدأ العمل على الكتاب عام 2011م إلى أن أكمله عام 2013م وجلست بعدها سنة أُعيد قراءته ومراجعته وتنسيقه للإخراج النهائي. 281 رسالة رصينة وأضح الشيخ خالد أن الكتاب إشتمل على مراسلات متبادلة بين المؤلف الشيخ محمد شكري الآلوسي وكذلك والده وبين علماء وحكام ووجهاء عصرهم، وهي تشتمل على 281 رسالة تقريباً، وأقدم المؤرخ منها سنة 1270هـ وآخرها سنة 1339هـ. كما اشتمل الكتاب على أدب وعلم وتاريخ فيتميز الكتاب بذكر المؤلف لتراجم وسير بعض الذين كانت بينه وبينهم مراسلات، وتعتبر هذه التراجم في غاية الأهمية لقلة الكتب التي تناولت تراجم العلماء والأدباء في تلك الفترة الزمنية. وأكد أن الكتاب مهم بالدرجة الأولى لعلماء اللغة والمهتمين بالأدب والإنشاء، ولعلماء التاريخ والتراجم، وكذلك للباحثين عن تاريخ قطر لما يشتمل عليه من مراسلات مع المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني والشيخ محمد بن عبد العزيز المانع والشيخ محمد بن حسن المرزوقي، وما ورد فيه من ذكر قطر أثناء المراسلات المختلفة. وأشار إلى أن الكتاب مطبوع بالقطع المتوسط، قائلاً: وقد اجتهدت غاية الجهد في إخراجه بحلة قشيبة تسر الناظرين، ويقع في 719 صفحة.. وزاد القول "بذلت غاية جهدي لإخراج الكتاب بصورة صحيحة، ويمكن أن ألخص عملي بالنقاط التالية: 1- نسخ المخطوط، ومقابلته لإخراج النص بحسب ما أراد مؤلفه. 2- أعدت كتابة بعض الكلمات التي كتبت بالرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الحديث، وكذلك بعض الكلمات التي كتبت بخلاف الرسم المتعارف عليه، مع التنبيه على ذلك. 3- أكملت كتابة التاريخ، فالمؤلف يكتب التاريخ المذيل في أواخر الرسائل في كثير من الأحيان، هكذا: 309، فكتبتها: 1309. 4- جعلت صفحة المخطوطة المقابلة للنص المحقق بين معقوفتين، ليسهل الرجوع إلى موضع النص في المخطوط. 5- أضفت بعض الكلمات لحاجة السياق إليها، وجعلتها بين معقوفتين. 6- البحث عن مصادر أخرى لمقابلة النص عليها؛ حيث إن الكتاب ليس له نسخ أخرى.. إضافة إلى جهود كبيرة أخرى . مميزات العمل التحقيقي وأوضح الشيخ خالد أن هذا العمل هو أول عمل تحقيقي يضيف الصور والخرائط في التحقيق ليزيد التحقيق وضوحاً وجمالاً.. وقد اجتهدت بعمل عدة أنواع من الفهارس لتسهيل الرجوع إلى المعلومة والحصول عليها من قبل القارئ والباحث، وأنواع الفهارس وهي: فهرس الآيات، وفهرس الأحاديث الشريفة، وفهرس الأعلام، وفهرس الأماكن، وفهرس الأشعار، وفهرس الكتب والصحف، وفهرس الرسائل بحسب الاسم منه أو إليه، وفهرس الرسائل بحسب التاريخ، وفهرس الفوائد، والفهرس العام. وقال إنه بسبب عدم ترتيب المؤلف للمراسلات بحسب اسم الشخصيات التي تبادل معها الرسائل، وكذلك لم يرتبه بحسب تاريخ هذه الرسائل، فقد قمت بعمل فهرس خاص بالرسائل بحسب الاسم سواء كانت مرسلة منه أو إليه؛ حتى يستطيع الباحث الوصول إلى جميع المراسلات التي تمت بين المؤلف وهذه الشخصية في الكتاب، كما قام بعمل فهرس للرسائل بحسب التاريخ، ليعلم الباحث ترتيب هذه الرسائل زمنيًّا. ولفت إلى الكتاب سيكون متوفر الآن في معرض الكتاب بجناح دار الثقافة رقم B56، وسيكون في الجناح يوم السبت القادم من الساعة 7 إلى 9 مساءً حفل توقيع الكتاب. واختتم الشيخ خالد بالقول إنه يقوم حالياً بطباعة رسالة الماجستير لي، وهي بعنوان: مدونات الأسرة الحاكمة في قطر، مدونتا: الشيخ جاسم بن محمد والشيخ علي بن عبد الله نموذجًا دراسة وتحقيق.. وقال: وسيطبع قريبا كتابي عن حياة الشيخ عبد الله بن جاسم ـ رحمه الله ـ وفترة عصره، وهو باسم: أدلة المعالي في سيرة الشيخ عبد الله آل ثاني، وأعد حاليًّا لرسالة الدكتوراة في التاريخ وكذلك رسالة الدكتوراة في الشريعة.