دخل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مساء السبت مجددا مدينة تدمر الأثرية بوسط سوريا بعد ثمانية أشهر من طرده منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وكالة فرانس برس. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "دخل تنظيم الدولة الإسلامية مساء السبت إلى مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي، وتمكن من السيطرة على الجهة الشمالية الغربية منها"، مشيرا إلى "اشتباكات بين الجهاديين وقوات النظام في وسط المدينة". وأفاد عبد الرحمن أن "الكثير من المدنيين عالقون حاليا بين نيران المعارك في المدينة". وشن تنظيم الدولة الإسلامية الخميس سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة على حقول للنفط والغاز في ريف حمص (وسط) الشرقي. وتمكن الجهاديون إثر ذلك من التقدم والسيطرة على حواجز لقوات النظام السوري وتلال ومواقع عدة، وتمكنوا السبت من دخول المدينة من الجهة الشمالية الغربية. واستعادت قوات النظام السيطرة على مدينة تدمر في مارس بدعم من غارات روسية، وتمكنت من طرد الجهاديين الذين كانوا قد استولوا عليها في مايو 2015. واستقدمت قوات النظام الجمعة وفق المرصد، تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها. ويحتفظ الجهاديون بسيطرتهم على مناطق في ريف حمص الشرقي، وغالبا ما يشنون هجمات على مواقع تابعة لقوات النظام، لكنها المرة الأولى التي يتمكنون فيها من السيطرة على مواقع قريبة من مدينة تدمر والتقدم داخلها. وكان عبد الرحمن قال في وقت سابق أن الجهاديين استغلوا انشغال الجيش السوري في حلب (شمال)، حيث يحاول طرد فصائل المعارضة المسلحة من الأحياء التي لا يزالون يسيطرون عليها في شرق المدينة.

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن 38 داعشيا على الأقل لقو حتفهم خلال الـ24 ساعة الماضية وسط استمرار قصف قوات الجيش السوري لمواقع تمركز عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مدينة تدمر الأثرية. وصرح مصدر عسكري سوري، رفض الإفصاح عن اسمه، إن طيارين سوريين استخدموا الطائرات الروسية الجديدة في الهجمات. وترددت تقارير أن روسيا كثفت من مساعداتها العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه ضغوطا متزايدة من تنظيم داعش بالإضافة إلى المعارضة المدعومة من تركيا ودول الخليج. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي إنها تراقب التعزيز العسكري الروسي في مطار قرب مدينة اللاذقية الساحلية والتي لا تزال تخضع لسيطرة النظام السوري. وناقش وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الجمعة الماضية الوضع في سورية خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. واعترفت روسيا بإرسالها معدات عسكرية إلى سورية، وأشارت إلى أن الغرض منها محاربة الإرهاب.

أكد مدير عام الآثار في سوريا، مأمون عبد الكريم، اليوم الثلاثاء، إن مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الأسبوع الماضي بخير ولم تلحق بها أضرار حتى الآن. لكنه أضاف أنه مازال يخشى أن يفجر التنظيم المتشدد أطلالا في تدمر بما في ذلك المدافن البرجية ومعبد بعل، وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء رويترز "المدينة الأثرية بخير.. لا يوجد أي أضرار حتى الآن". وتدمر من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).