تشهد مدونات الجزيرة، والتي تم تدشينها خلال الشهر الماضي تزايدًا ملحوظًا من جانب المدونين، والمستخدمين لهذا الموقع، والذي أطلقته قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني "الجزيرة نت" تحت مسمى "مدونات الجزيرة". وتمزج "مدونات الجزيرة" بين عدة مفاهيم للتدوين في البيئة العربية، إذ تحافظ على الأشكال التقليدية، كما تحتوي على أشكال جديدة للتدوين تتجاوز فكرتها مجرد "المقال المكتوب"، وذلك كله في إطار التجديد وتجاوز الأشكال التقليدية بمواقع التدوين. وتفرد "مدونات الجزيرة" مساحة واسعة للكتابة الحرة غير المرتبطة بالأجندة السياسية للأحداث، وتتيح للكتاب التعبير المطلق عن ذاتيتهم ورؤيتهم، بما يحفظ للتنوع بيئته الحاضنة، ويمزج بين قضايا السياسة وبقية قضايا الشباب العرب بشكل يعكس ريادة الجزيرة واحترافيتها. وتستهدف "مدونات الجزيرة" الحفاظ على أصالة كتابة الرأي وشخصيتها الرصينة والمؤثرة بعيدًا عن التسطيح والابتذال، وإنتاج محتوى عربي قادر على التأثير وملتزم بقضايا أمته أولا، ثم بما يهم الشباب العرب اجتماعيا وثقافيًا وسياسيًا. وتعمل "الجزيرة نت" عبر إستراتيجيتها للتطوير والتوسع إلى احتواء بيئة التدوين المتصاعدة في المنطقة العربية، وإطلاق منصة تعكس شخصيتها ورسالتها الإعلامية. وسبق أن دعا الإعلامي ياسر أبوهلالة، مدير قناة الجزيرة، المدونين إلى المساهمة في موقع مدونات القناة الأشهر في العالم العربي، باعتباره فضاء من فضاءات الجزيرة يتيح لهم فرصة الحديث لأنفسهم وللآخرين. وقال إن "الجزيرة بما لها من انتشار وحضور سنعمل، ليس وفق الذكاء الآلي، بل بناء على تقدير المحررين لأهمية المادة على دعم نشرها وترويجها. والجيل الشاب - خاصة من هم تحت العشرين - سيكون له تمييز تفضيلي". مؤكداً أن "ما يشهده العالم العربي من استقطاب حاد، ينفجر حروبا أهلية قائمة أو قادمة، لا يعالج بقرارات يصدرها حسنو النية، بل بمقاومة باسلة، هنا نقاوم الاستقطاب من خلال التنوع الحقيقي والاعتراف المتبادل والاحترام العام، لن نحشر الشباب العربي في تقسيمات سياسية وجغرافية وطائفية وأقوامية (إثنية) وغيرها، من حق كل شاب أن يكون "كما هو" بعيدا عن التصنيف". ولفت أبوهلالة إلى أن زيادة المشاهدين وزيادة الأرباح وزيادة الإعلانات أهداف مشروعة للمؤسسات، "لكن التركيز على الربح وحده قد يكون كارثة، وهذا ما حصل مع شركة ياهو، لقد تخلت عن التدوين مرتين لأنه لا يدر أرباحا، مرة مع موقع تمبلر ومرة أخرى مع موقع مكتوب". وأشار إلى أن نسبة الشباب العربي العاطل عن العمل تصل إلى ما يعادل سكان فرنسا واليونان معا، هذا الشباب من حقه علينا أن نسمعه، ونوصل صوته"، ومقابل هؤلاء العاطلين عن العمل ثمة ناجحون ورواد أعمال ومسيسون ومثقفون.. وفي عالم التدوين متسع لهم". تنوع طرق التدوين يحوي الموقع منصة للتدوين المرئي، وتتيح هذه المنصة للمدونين التعبير عن آرائهم بما لا يزيد على ستين ثانية، وهو ما يسمح بتنوع واسع في مساحات الرأي وطرق التعبير، كما يمزج هذه الأشكال مع برامج شاشة الجزيرة. كما يحوي الموقع أشكالاً متعددة للتدوين أكثر سلاسة وسهولة وأقرب لاستخدامات الشباب العربي على مواقع التواصل، كالتدوين "القصير" الذي يناقش قضية ما بنص لا يتجاوز 250 حرفاً، على الرغم من أن "المقال المكتوب" يشكل عصب الموقع الرئيسي وبيت نخبته.