رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
من شاشة الجزيرة إلى قيادة "ثقافة" سوريا.. 8 معلومات عن محمد صالح فصيح العرب

لقد صمنا عن الأفراح دهرا وأفطرنا على طبق الكرامة، فسجّلْ يا زمان النصر سجّلْ دمشقُ لنا إلى يوم القيامة.. بلسان عربي فصيح كعادته تلا الإعلامي محمد ياسين صالح هذين البيتين خلال مراسم أداء اليمين القانونية وزيراً للثقافة، أمام الرئيس السوري أحمد الشرع، في قصر الشعب بدمشق مساء السبت. فمن هو محمد صالح؟ - مواليد عام 1985م (العمر 40 عاماً). - حصل على شهادة البكالوريوس في علم اللسانيات من جامعة لندن متروبوليتان البريطانية. - حصل على ماجستير في الترجمة من جامعة ويستمنستر البريطانية. - فاز بلقب فصيح العرب في برنامج فصاحة من إنتاج تلفزيون قطر. - إعلامي وشاعر ومولع باللغة العربية وآدابها. - عمل مذيعاً في قناة الجزيرة منذ عام 2012، وقدم برنامجي مرآة الصحافة والمرصد قبل إطلاق البرنامج الثقافي تأملات، الذي يُعنى بالأدب ومكانة اللغة العربية. - عمل في عدد من الصحف والمحطات التلفزيونية قبل التحاقه بشبكة الجزيرة. - في 29 مارس 2025 عينه الرئيس السوري أحمد الشرع وزيرا للثقافة في الحكومة السورية الجديدة. المصدر: الجزيرة + الأناضول

4064

| 30 مارس 2025

تقارير وحوارات alsharq
فصيح العرب لـ"بوابة الشرق": قطر انتصرت للغة العربية كما انتصرت للمستضعفين بالعالم

محمد ياسين صالح.. المتوج بلقب برنامج "فصاحة" في موسمه الأول: قطر كعبة للمضيوم حتى لو كان لغة أو تراثا أو أدبا قناة الجزيرة الأولى عربيا والرقم الصعب في فضاء الإعلام العربي لم أجد أي محاباة من قبل لجنة تحكيم فصاحة لأي متسابق الشيخ حمد بن ثامر أوقف نفسه ووقته لرسالة الجزيرة وهي الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه وتكريمه يعني لي أعلى مستوى تكريم الشيخ عبد الرحمن بن حمد رجل يجيد صناعة الإبداع ثم يحسن تطويعه هناك فائزون في فصاحة لم يأخذوا اللقب لكنهم فازوا بشرف المشاركة "فصاحة" جعل الجمهور يعيد النظر في تعاطيه مع اللغة العربية القطرية زينب المحمود تتميز بالقوة والثقة والذخيرة اللغوية الكبيرة يؤلمني ما يعتري أبناء وطني في سوريا من ظلم.. والوطن عندي هو المكان الذي أجد فيه كرامتي أنا بصدد طباعة ديوان سيصدر قريبا أفتخر عندما أقول أنا ابن دمشق الذي كتب شعر البادية هناك مفاجآت مرتبطة بفصاحة سيتم إعلانها قريبا في وقت وقعت فيه اللغة العربية بين مطرقة الجهل وسندان الأخطاء الفادحة ، أطلقت المؤسسة القطرية للإعلام برنامج "فصاحة" الذي تم عرضه على تليفزيون قطر على مدار 11 أسبوعا.. فكانت فصاحة البرنامج بمثابة إحياء للغة، وتبيان لجمالها وحافزاً لتشجيع العرب على الاهتمام بلغتهم ومعرفة تأثير الحرف في النفس، فكان المتسابقون يقدمون لوحات لغوية حملت معها رسائل لبني العروبة أن العربية هي ما يجمعنا فلنحافظ عليها بإحياء فصاحتها. البرنامج أخذ شكل مسابقة في الفصاحة تنافس بها 36 متسابقاً، توج في ختامها المتسابق السوري محمد ياسين صالح بالمركز الأول ، وجائزة قدرها 500 ألف ريال قطري، وحلت في المركز الثاني فصيحة قطر زينب المحمود، وجاءت المتسابقة غادة تهيمش من تونس في المركز الثالث، وتوج الفائزين بجوائزهم سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، والشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام. فصيح العرب وحامل اللقب محمد ياسين صالح كان بارزاً ولامعاً من الحلقات الأولى فحمل بفصاحة لسانه روعة الأدب، وخلد بجميل قصصه أحسن العبر، فأوجز وأبان، وبكى وأبكى، صاغ من الكلمات ما هو أهل لها، وأثرى النص بالمعنى القوي التأثير، فجعل يعانق كلماته مع سرعة الوقت وقوة اللفظ، لتحل في القلوب سكينة مشفقة... "بوابة الشرق" التقت صالح بعد تتويجه بالفوز فكان هذا الحوار: ظهر جلياً من خلال برنامج فصاحة حبك الكبير للغة العربية وللشعر وللكتاب في الوقت الذي لم تعد لهذه اللغة مكانتها وبريقها كما السابق حدثنا عن ذلك؟ كنت أحلم دائماً بمنصة أعبر فيها عن عشقي للغة العربية، لأني واثق أن اللغة العربية هي الصلة بيننا وبين الماضي المجيد للعرب، وبين كل الإرث الثقافي القديم، وهذا الإرث جاءنا عن طريق الكتب، والكتاب هو الذاكرة، وبالنسبة لنا عندما نقول كتاب وعندما نتكلم عن ثقافتنا وذاكرتنا فنحن نتكلم عن اللغة العربية بطبيعة الحال لأننا عرب، والكتاب واللغة العربية هما الذاكرة التي تحفظ لنا الماضي حتى ننطلق منه لبناء حاضر جديد. آمنت بأن المخزون اللغوي والعشق المعتلج بداخلي تلقاء هذه اللغة لا بد له يوما من أن يتبلور بطريقة ما، إما على شاكلة رواية، أو مقالات أو سلسلة رسائل، وبالفعل كنت قد هممت بكتابة سلسلة من الرسائل، هذا إلى جانب الشعر الذي يحتل جزءً كبيراً من يومي، وإذا كان جميل بوثينة يقول: ولو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتها، لبثنة حبُ طارفٌ وتليدُ فأنا أقول: ولو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتها ، لعمرك شعرٌ طارفُ وتليدٌ. كيف جاءت مشاركتك في برنامج فصاحة؟ عرفت بالبرنامج عن طريق الصدفة البحتة، فزميلتنا الإعلامية خديجة بن قنة كان لديها مجموعة من الكتب، أحدها بعنوان "حياتي في الإعلام" للكاتب والإعلامي عارف حجاوي وهو عضو في لجنة تحكيم برنامج فصاحة، وبقيت جالساً 6 ساعات حتى أنهيت الكتاب كله، ومن ثم اتصلت بالأستاذ عارف وهو لا يعرفني ، وكان الرجل متواضعا جداً ودعاني لفنجان قهوة وتناقشنا في حيثيات كتابه، وبعد ذلك قلت له: رجل بمستوى لغتك وعلمك لابد أن يكون عضوا في لجنة تحكيم تُعنى باللغة العربية، ولم يكن لدي أي فكرة عن برنامج فصاحة حينها، فتفاجأت بأنه يقول لي: نعم حقاً هناك برنامج يخص اللغة العربية، والمؤسسة القطرية للإعلام هي الآن بصدد التحضير له. هل كنت قلقاً أثناء المقابلة الأولى أم لأنك مذيع في قناة الجزيرة وعلى دراية بهذه المواقف تجاوزت هذه المرحلة من الخوف؟ كنت قلقاً جداً لأنني مذيع، وهذا ما لم يعان منه باقي المتسابقين، أولاً أنا مذيع في قناة الجزيرة، وقناة الجزيرة هي الأولى عربيا والرقم الصعب في فضاء الإعلام العربي، ولذلك كنت في صراع نفسي، هل سأراهن على هذا المكان الذي أنا فيه؟ وكنت أفكر كيف يمكن أن أضع نفسي وأخاطر في منافسة مع متسابقين لا تضرهم فكرة المراهنة على المشاركة والخروج المشرف، فبعض المشاركين مازالوا طلاباً في الجامعة، ومن بين المتسابقين شبابا لم يكملوا الثامنة عشرة من عمرهم، وكلهم أكن لهم كل الحب والتقدير، ولكن جميعهم لا تعنيهم المخاطرة كما تعنيني مع إحترامي لهم، وحدثتهم بأنني عندما كنت في مثل عمرهم لم يكن لي ربع ما لهم اليوم من الفصاحة، ولكن الأمر كان بالنسبة لي في غاية الصعوبة، مما جعلني مرتبكاً وخائفاً من المشاركة. حدثنا عن ما جرى عند مقابلتك للجنة التحكيم للمرة الأولى؟ يوم الاختبار الأول ذهبت متأخراً لظروف عملي، ووصلت إلى مكان المقابلة الأولى، وتمكنت من إدراكهم قبل أن يفرغوا من استقبال المتسابقين، دخلت وأنا متوتراً جداً لأنني كنت لا أعلم ماذا سيطلب مني، وطلبوا مني إلقاء قصيدة من قصائدي، ثم طلبوا قصيدة أخرى، وطلبوا مني قراءة نص على أن لا أسكن فيه حرفاً واحداً، إلا ما ينبغي تسكينه من أجل أن يتأكدوا أني لا ألحن في النحو، وأيضاً سئلت عن رأيي في فصاحة المذيعين بشكل عام في العالم العربي، وتحدثت عن أمر يبدو بأنه قد راق للجنة، وهو الفرق بين المذيع الحقيقي المثقف وبين قارئ النشرة الذي لا يجيد غير القراءة، وحتى القراءة لا يجيدها إذا لم تكن النشرة الإخبارية مشكولة الأول والوسط والآخر. تم اختيارك مع 35 آخرين من بين 700 متقدم..كيف ترى أداء لجنة التحكيم في اختيار المتسابقين الـ36 ؟ لم أجد أي جانب من جوانب المحاباة من قبل اللجنة لأي متسابق، بل على العكس هم كانوا يتعاملون مع الجميع على سوية واحدة، وكانوا ملتزمين بما الزموا به أنفسهم، وهي معايير الاختيار الأربعة: الأداء، والصوت، والمحتوى، والإقناع، وهذا كل ما يهمهم. ما هي أصعب المراحل التي مرت بك في البرنامج؟ أصعب المراحل كانت مرحلة الأربعة متسابقين، والتي يُقصى فيها متسابق واحد، فقد كانت من أشد المراحل وطأة، لأننا كنا نعلم مسبقاً أن هؤلاء الذين عشنا معهم طوال هذه الأشهر سيقصى منهم اثنان، فمن بداية الحلقة كنا نشعر بغيمة من الإحباط تخيم على المكان. وبالفعل غادر في هذه الحلقة الصديق العزيز عبدالله العتيبي، وصديقنا سليمان الشريقي وحزنت جداً لفراقهما. ما هو أكبر تحد واجهته في البرنامج؟ كل تحد فرضه البرنامج كان يلامس الوجدان من ناحية التسمية، فالتحديات الذاتية تعني أن تعبر إلى ذاتك العميقة، ذاتك الحقيقية، ذاتك المتصلة بالمعنى، يوم علم الله سبحانه آدم عليه السلام الأسماء كلها اتصلت ذات البشر بالمعنى عن طريق ذلك العلم وهذه الذات الذي ينبغي أن تصل إليها. بعض الأقلام اتهمتك بأنك تستعطف لجنة التحكيم والجمهور من خلال ذكرك لجدتك وحلب ووطنك المثكول؟ الفكرة ليست استعطاف أحد، ولكني كنت أعبر إلى ذاتي، وألزمت نفسي الصدق وبأن آتي بما أجده في ذاتي، وفي ذاتي الحقيقية كان التحدي الأول (من أنت) وعندما عبرت إلى داخلي وجدتني أقول أنا ذلك الطفل الذي كان يلعب مع أخيه عند القبور، وتتدحرج الكرة وتختبئ بين شواهد هذه القبور، وفعلاً عندما كنت صغيراً لم يكن للمقبرة سور، ولكن هذا لا يكفي لإيصال المعنى، فيجب أيضاً تضع خبرتك الإعلامية واللغوية وتضع خبرتك المنطقية في الأمر، فرددت الأعجاز على الصدور في آخر النص وقلت: "بنوا سوراً للمقبرة، ولكن المقبرة تمردت وخرجت خارج السور"، وهنا أوضح عمق المأساة، وليس الهدف هو رسم بكائيات كما سمعت من بعض أصحاب الأقلام، وكما قرأت في بعض الصحف بأنني أؤلف البكائيات وأستعطف الناس. الفكرة ليست أن تستجدي دموع الخلق، بل الفكرة هي أن تكون قادراً على إيصال المعنى بصورة صادقة وحقيقية، وقد أخذوا عليّ أنني استخدمت حلب، علماً أنني لم أذكر حلب إلا مرة واحدة وفي سطر واحد ولم أقل حلب، بل قلت: "وطني الشهباء حاضرة الحمدانيين وقد أصبحت أشلاءً وغبارا، وإذا بآخر طريق الحرير أول طريق الدم"، هذا كل ما قلته عن حلب في طيلة الستة أشهر، والإنسان بطبيعة الحال لا يستطيع أن يخرج من جلده، يعني هذه ذاتي وهذا ما فيها، ولو أني كنت شخصاً فرنسياً مثلا أو إسبانيا لأتيتك بذات أخرى ومحتوى آخر. هل ما يميز محمد صالح عن بقية المتسابقين هو العبور إلى الذات؟ أنا لا أستطيع أن أدعي أن محمد صالح تميز عن غيره، فلست أنا الذي يقرر إن كنت تميزت أم لا، ربما رأت فيّ اللجنة ما ينسجم ويتلاءم مع المعايير التي وضعتها، وربما خدمتني الكلمات، وخدمتني النصوص التي أتيت بها، لكن لا أدعي أني أتميز عن أي زميل آخر من الاثني عشر، فكلهم فصحاء وماهرون، وعندما وصلنا إلى مرحلة الستة قلتها مراراً كلنا كأسنان المشط، والتحدي هو أن تتفوق على نفسك. هل من كان ينافس محمد صالح في البرنامج هو محمد صالح نفسه؟ تحدي الذات هو أصعب التحديات، إذ تنتهي مهمتك بنيل إعجاب اللجنة ورضا الجمهور، ثم لا تلبث أن تجد نفسك مرة أخرى مطالبا بان تعجبهم في الحلقة القادمة وتنال رضاهم من جديد.. ويبدأ ذلك السؤال الصعب: هل سأتفوق على نفسي في الحلقة القادمة؟ هل سأستطيع أن آتي بشيء جديد؟ هل ما زال لدي شيء من عناصر المفاجأة للحلقات القادمة. بماذا كانت تتميز المتسابقة القطرية زينب المحمود والتي نافستك على المركز الأول وبماذا تميز بقية المنافسين؟ زينب تتميز بالقوة والثقة والعاطفة والذخيرة اللغوية الكبيرة، أما غادة فتتميز بالتدفق والثقافة العالية، وعبد الله العتيبي معلم فصيح مثقف عميق له حضور مميز جدا، وأحمد الكلباني صاحب صوت رائع وحضور آسر وثقافة عالية، كذلك الصديق سليمان الشريقي من أروع المتسابقين لغة وأخلاقا وثقافة وشعرا، جميعهم أقوياء وكل واحد فيهم تميز في جانب من الجوانب، وكلهم زملاء فصحاء أعزاء أكن لهم كل التقدير والاحترام. كيف تصف حضور سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، وسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة للحلقة الأخيرة من البرنامج وتكريمك؟ سعادة الشيخ حمد بن ثامر هو ركن الجزيرة الركين والرجل الذي يستوعب كل ضوضاء الساحة الإخبارية أوقف نفسه ووقته لرسالة الجزيرة وهي الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، والتكريم من قامة بحجم الشيخ حمد بن ثامر هو تكريم يعني لي أعلى مستوى إعلامي في الوطن العربي قاطبة، أما سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد فهو العقل المدبر لهذا العمل الضخم وهو الرجل الذي يجيد صناعة الإبداع ثم يحسن تطويعه، وأنا مدين له بجزيل الشكر على وقفته معي ومع باقي الزملاء المتسابقين على امتداد حلقات فصاحة، لقد كان لكلماته أبلغ الأثر في تحفيزنا وتوقنا للنصر وحرصنا على تقديم ما يليق، والنصر عند عبد الرحمن بن حمد لا يعرف النهاية، فكل نصر عنده بداية لانطلاقة جديدة، وهناك مفاجآت مرتبطة بفصاحة سيراها الجمهور ويسمع بها عما قريب إن شاء الله. وأود هنا التأكيد على أن الفوز الحقيقي في النهاية لم يكن اللقب، هناك فائزون آخرون في فصاحة لم يأخذوا اللقب لكنهم فازوا بشرف المشاركة في هذا العمل العظيم الذي جعل عامة الجمهور تعيد النظر في تعاطيها مع هذه اللغة. في ظل ما تعانيه اللغة العربية الآن.. كيف ترى ما قامت به المؤسسة القطرية للإعلام من إطلاق برنامج "فصاحة "؟ البرنامج جاء في وقت ظلمت فيه اللغة العربية، وعندما نتكلم عن الظلم تبحث لا شعورياً عن الفزعة ويخطر على الأذهان مباشرة السياسة التي تتعاطى بها قطر مع نفسها داخليا وخارجيا وهي فكرة كعبة المضيوم، وأقول هذا الكلام عن قناعة تامة، ومن فضل الله عليّ أن الأقدار ساقتني إلى هذا البلد الطيب، وكما وقفت قطر لغزة في العام 2009، ولا أنسى حينها كلمة "حسبي الله ونعم الوكيل" على لسان سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، عندما قالها عن نصاب القمة العربية الطارئة الذي ما كان يكتمل حتى ينقص، كما وقفت قطر للأسرى من معلولا في سوريا إلى جيبوتي، ووقفت قطر للاجئين سنداً وناصراً، وكما وقفت لكل قضايا المستضعفين، هي اليوم أيضا تقف وقفة ثقيلة وغالية للغة العربية من خلال برنامج فصاحة، فقد ظهر برنامج فصاحة عندما كانت اللغة العربية تظلم على الألسن والصحف، فشا اللحن في اللغة، وفشت الركاكة وابتعد الناس عن لغة القرآن وابتعدت الناس عن الفصاحة، فجاء البرنامج ليثبت أن قطر لا تعتبر نفسها كعبة للمضيوم من البشر فقط وإنما حتى للغتنا وثقافتنا وأدبنا. من الشعراء الذين يؤثرون في محمد صالح ويرحل إلى عالمهم وهو يقرأ لهم؟ المتنبي هو صديق كل ليلة، وهو الصديق الذي لا أمله أبداً، ومن إبداع هذا الرجل أنني في كل يوم أفتح فيه ديوانه أكتشف عمقا جديدا، وأكتشف بأن أبياتاً كثيرةً تصلح كل منها لأن تكون قصيدة بمفردها، وفي الحلقة الأخيرة من برنامج فصاحة آثرت أن أذكر تلك الأبيات الرائعة له عندما قال: أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت ** وإذا نطقت فإنني الجوزاء وإذا خفيت على الغبي فعاذر** ألا تراني مقلة عمياء شيم الليالي أن تشكك ناقتي ** صدري بها أفضى أم البيداء يطربني هذا الرجل ، ويجعلني أعبر إلى المعنى عندما أقرأ قصائدة. وأيضاً أحب أن اقرأ لذلك الشاعر الساكن في وجداني الأمير طلال بن عبد العزيز الرشيد رحمه الله، هذا الشاعر الرائع يسكنني بقصائده وأسلوبه وصوته، وأكن له كل الحب والإحترام، ومن الشعراء الذين تأثرت بهم أيضا نزار قباني وطائفة من الشعراء لا تنتهي عند هذا الأخير بل بعده ولا تبدأ عند السموأل بل قبله. قلت بأنك ابن دمشق وتقول شعر البادية، كيف لابن تلك المنطقة الباردة الخضراء أن يلم بشعر البادية ومفردات الصحراء؟ عندما بدأت أفهم هذا الشعر وجدت فيه ضالتي، وجدت فيه ما تصبو إليه نفسي من كل القيم وكل التقاليد التي تصلنا بالماضي الجميل للعرب، في هذا الشعر من الشهامة والكرم والفروسية والرجولة الكثير، وهذا أمر يهمني جداً وأعشقه وأحب أن أتمثل به، وأن أكتبه وأن أقرأه وأحفظه لأنه يمثل قيمنا وأصالتنا وتقاليدنا، فلذلك بقيت أتذوق الشعر النبطي منذ تسع سنوات وحتى يومنا هذا، بقيت أتذوق هذا الشعر حتى صارت عندي ملكة الكتابة، نعم كتبت الشعر النبطي ولي محاولات فيه، فكتبت مرثية في الشاعر طلال بن عبد العزيز الرشيد رحمه الله، وكتبت أيضاً قصيدة كانت بسبب موقف بيني وبين أحد الأصدقاء، وكتبت قصيدة ثالثة عن قطر هذه البلد التي أحبها والتي جئتها منذ أربع سنوات وجعلني أهلها في أحسن جوار، اللهجة النبطية هي لهجة فصيحة كلماتها كلها أصيلة منتمية إلى الفصاحة العربية القديمة، وهي جزء مهم من تراثنا ومن ثقافتنا وأنا أفخر أنني أكتب الشعر النبطي، وأفخر عندما أقول أنا ابن دمشق الذي كتب شعر البادية. وطنك سوريا يحترق في كل يوم وآلام الشاعر ربما تختلف في التعبير والتصريح عن سواه، هل تفكر في إصدار ديوان شعري يحكي عن وطنك المجروح؟ يعنيني جداً ما يعتري أبناء قومي من ظلم، وتضيق الدنيا بما رحبت لآلامهم، وأنا بصدد طباعة ديوان سيصدر قريبا، وما تمر به سوريا اليوم هو جزء من الإدراك والوعي بالنسبة لي، والشاعر لا يستطيع أن ينفصل عن نفسه وعن وعيه، ووطني سيكون موجوداً في الديوان سواءً رمزياً أو صراحة. الوطن عندي هو المكان الذي أجد فيه كرامتي، والوطن الذي بداخلي هو الطفولة، وعندما فتحت مغلاق ذاكرتي وولجت إليها بحثت عن الوطن فوجدته الطفولة، وبحثت عن الوطن في الطفولة فوجدت أنه يعود ليصبح قليلاً من الكرامة وهكذا في دائرة اتخذت لنفسها دهليزا في الذاكرة. دائما عندما أسترجع وطني من الذاكرة، أجد في دمشق رسالة يرسل بها عبد الملك بن مروان إلى واليه على تخوم الصين، ويَـنفـُذ الأمر، وجدت دمشق حاضنة وعاصمة للعالم، وطني قبر في حمص يستلقي فيه خالد ابن الوليد، هذا هو وطني. وهل ستكتب الشعر النبطي في ديوانك الجديد؟ الديوان الجديد لا أعلم إذا كان سيضم بعض القصائد النبطية، لأني أؤمن بالقصيدة النبطية منبرياً، أؤمن بها منطوقة لا مكتوبة، وأشعر أنها تعيش في الذهن وفي الوجدان وعلى اللسان لكن لا أجدها تعيش على ورقة في ديوان، وربما من المشاريع القادمة إنشاء قناة على "يوتيوب" أجعل فيها لكل قصيدة إطارا من الصور والموسيقى والإلقاء في إخراج مناسب، وهذا كان من المشاريع التي عزمت عليها في بداية هذا العام.

7024

| 28 مايو 2016

محليات alsharq
بالفيديو: محمد صالح يتوج بتاج "فصاحة" وفصيحة قطر بالمركز الثاني

توج المتسابق السوري محمد ياسين صالح بالمركز الأول في برنامج المسابقات "فصاحة" الذي يعرض على تليفزيون قطر، وجائزة قدرها 500 ألف ريال قطري. وحلت في المركز الثاني فصيحة قطر زينب المحمود، وجائزة قدرها 300 الف ريال، وجاءت المتسابقة غادة تهيمش من تونس في المركز الثالث وجائزة قدرها 200 ألف ريال. وتوج الفائزين بجوائزهم سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، والشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام. وكانت المؤسسة القطرية للإعلام أطلقت من خلال تلفزيون قطر برنامج "فصاحة " والذي يعد أضخم البرامج الثقافية على الشاشات العربية ويعني بتكريس الاهتمام باللغة العربية وإبراز النماذج المميزة في هذا الجانب. ويهدف البرنامج إلى تقديم أمثلة حقيقية من الشباب الموهوبين في مجال قوة الحضور على الشاشة بصورة وسمات المثقف العربي المعتز بهويته وانتمائه أمام ذاته ومجتمعه وأمته والعالم. وتدور فكرة المسابقة وأسئلتها حول اكتشاف قدرات الفصاحة، خاصة القدرات الثقافية والمهارات التنفيذية التي يمتلكها المتسابق من وعي وإدراك وفصاحة لسان وقدرة في التعبير عن نفسه وشخصيته وما يمتلكه من فطنة وذكاء وسرعة بديهة. وكان البرنامج الذي انطلقت أولى حلقاته 13 مارس الماضي قد شهد مشاركة 36 متسابقا من عدد من الدول العربية، تم اختيارهم بعد عدد من الاختبارات التي أجرتها اللجان المتخصصة معهم في قطر وعدد من الدول العربية، وتم اختيار المشاركين من بين أكثر من 700 متسابق تقدموا للمشاركة في البرنامج. وبحلقة اليوم يسدل تليفزيون قطر الستار على الموسم الأول لفصاحة» الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، بعد أن أحدث صدى وأثرا كبيرا بين نخب المثقفين وجموع المشاهدين في العديد من الأقطار العربية. زينب المحمود تتوج بالمركز الثاني غادة تهيمش تتوج بالمركز الثالث

2323

| 22 مايو 2016