نشرت الجريدة الرسمية في العدد رقم 1 لسنة 2025 الصادر اليوم الأربعاء 8 يناير نص قرار سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة رقم 44 لسنة 2023 م بتأسيس مجلة الدوحة واعتماد نظامها الأساسي، الصادر بتاريخ 23/6/1446 هجرية الموافق 24/12/2024 ميلادية. المادة 1: تُؤسس هيئة ثقافية تسمى مجلة الدوحة، تتبع وزارة الثقافة. المادة 2: يُعتمد النظام الأساسي لمجلة الدوحة المرفق بهذا القرار. المادة 3: على جميع الجهات المختصة/ كُل فيما يخصه، تنفيذ هذا القرار. ويعمل به من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية، ويلغى كل حكم يخالف أحكامه النظام الأساسي لمجلة الدوحة وبحسب النظام الأساسي لمجلة الدوحة، فإنها تتمتع بشخصية اعتبارية ومدتها غير محددة، ومقرها الدوحة ويجوز بعد موافقة الرئيس، أن تنشئ لها فروعاً في دولة قطر وخارجها. وتهدف المجلة إلى النهوض بدور الثقافة في البناء الحضاري والارتقاء بمستوى الحراك الثقافي في جميع المجالات وتنمية الوعي الثقافي المجتمعي، ولتكون مركز إشعاع ثقافي وفني ومنصة للمثقفين والمفكرين والمبدعين. ويدير شؤون المجلة مجلس إدارة يشكل برئاسة وزير الثقافة، ونائب رئيس وعدد من الأعضاء لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد عن سبعة ويصدر بتعيينهم وتحديد مدة عضويتهم ومكافآتهم قرار من الرئيس. ويشترط في عضوية مجلس الإدارة ما يلي: 1- أن يكون قطرياً. 2- أن يكون حسن السيرة وطيب السمعة. 3- أن لا يكون قد سبق الحكم عليه نهائياً في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة. 4- أن لا يقل عمره عن 35 سنة. 5- أن لا يجمع بين إدارة المجلة وإدارة هيئة ثقافية أخرى تخضع لإشراف الوزارة. ويجوز للرئيس وفقاً لمقتضيات المصلحة العامة، الاستثناء من الشروط المنصوص عليها في البنود 1 و4 و5 من هذه المادة. ومدة العضوية في مجلس إدارة مجلة الدوحة 4 سنوات تبدأ من تاريخ التعيين.

ألقت وزارة الثقافة الضوء على تاريخ مجلة الدوحة، كونها أول مجلة ثقافية في قطر تُعنى بشؤون الثقافة من المحيط إلى الخليج، وفي المهاجر العالمية المختلفة. وتحت عنوان بصمات قطرية في المشهد الثقافي، وصفت الوزارة عبر حسابها على تويتر مجلة الدوحة بأنها كانت نقطة البداية للتعبير عن الفنون والآداب العربية وتراثها وتنوُّعها. وذكرت أنها صدرت في 5 فبراير عام 1969 وكانت الراصد الثقافي الذي من خلاله يتعرف كبار المثقفين العرب على التوجهات الثقافية السائدة واللبنة المؤسسة للصحافة الثقافية. وعن بصمتها في إثراء المشهد الثقافي. أكدت الوزارة أن مجلة الدوحة تعبر عن الفنون والآداب العربية وتراثها وتنوعها. وصدر العدد الأول من المجلة عن إدارة الإعلام- الإذاعة بتاريخ 5 فبراير من عام 1969. وفي سنة 1986 توقفت عن الصدور، ثم عاودت الصدور مجددًا سنة 2007. وسواء في تاريخها أو حاضرها تبقى مجلة الدوحة واحدة من أهم المجلات الثقافية العامة في الوطن العربي. فمن منطلق شعارها التأسيسي (ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية) وكذلك توجهها إلى قراء الثقافة العرب من المحيط إلى الخليج وفي المهاجر العالمية المختلفة تشكل مجلة الدوحة، نافذة قطر على الثقافة العربية والعالمية، وجسرًا قويًا بين ثقافة المشرق وثقافة المغرب. واستمرارا لحضور مجلة الدوحة في المشهد الثقافي تسعى المجلة إلى الوصول إلى أكبر شريحة من القراء سواء عبر الطبعة الورقية التي تعمل، بالإضافة إلى دورها في التثقيف والتنوير، على تغذية الأرشيف الوطني والعربي الذي يشكل مرجعية أساسية للأجيال اللاحقة فيما يتعلق بالحفاظ على الهوية وخصوصية الوجدان الثقافي. فضلا عن كون النسخة الورقية في توزيعها الميداني في فضاءات المدن العربية تعد واجهة ثقافية بارزة لتعزيز دور قطر وإسهامها في تكريس الثقافة بما تحمله من قيم إنسانية تعزز الحوار والتعايش.

أصدرت إدارة الإصدارات والترجمة في وزارة الثقافة العدد رقم 179 لشهر أكتوبر من مجلة الدوحة، والذي احتفت عبر صفحاته بملاعب كأس العالم 2022، والمقامة على أرض قطر، وذلك من خلال ملف خاص حمل عنوان كأس العالم FIFA قطر 2022.. مسارح الساحرة المستديرة. وخلال هذا الملف، ألقت المجلة الضوء على ما تتمتع به ملاعب المونديال من خصائص معمارية متنوعة، تجعلها تحفة فريدة من نوعها في عالم العمارة والرياضة، حيث أفرد العدد صفحاته لاستعراض الجوانب المعمارية في ملاعب كأس العالم، وغيرها من خصائص تتميز بها الملاعب. وتناولت المجلة خصائص استاد البيت تحت عنوان خيمة ليست كباقي الخيام، فيما تساءلت عن ملعب لوسيل سحر الكرة أم سحر المكان فيما وصفت استاد أحمد بن علي بأنه بوابة الصحراء، بينما جاء الحديث عن استاد الجنوب تحت عنوان استاد الجنوب بين الماضي والمستقبل. أما استاد الثمامة فأفرد له العدد موضوعا تحت عنوان استاد الثمامة بطاقيّة عربيّة فيما جاء الحديث عن استاد المدينة التعليمية تحت عنوان استاد المدينة التعليمية.. حيث تلتقي كرة القدم بالعلم والمعرفة، فيما وصفت ملعب خليفة الدولي بالعراقة والحداثة، بينما تناول استاد 974 تحت عنوان استاد 974 في بيان الاستدامة. كما حفل العدد بالعديد من الموضوعات الثقافية العربية والدولية الأخرى المتنوعة، وذلك بمختلف أشكال الطرح.

صدر حديثا العدد 174 من مجلة الدوحة، لشهر أبريل الجاري، عن إدارة الإصدارات والترجمة بوزارة الثقافة، وتضمن باقة من الموضوعات الثقافية المتنوعة. وجاءت افتتاحية العدد، التي كتبها خالد العودة الفضلي رئيس تحرير المجلة، تحت عنوان قوة خير في العالم ودعت فيها إلى أهمية وجود صحوة كبرى للضمير العالمي، تعيد الأمل بإعادة قطار البشرية إلى مساره الصحيح والآمن، في ظل وضع دولي يشهد استفحال بؤر التوتر الإقليمية والدولية، وأنه لن تتحقق النجاحات بدون القيم التي صيغت في مواثيق الأمم المتحدة ومبادئها، والهادفة إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين. وأشادت المجلة بسياسة دولة قطر وتشبثها بالدعوة إلى الحوار والوسائل السلمية، في مواجهة كافة الأزمات والنزاعات وجهودها على النطاق العالمي في تعزيز الحوار، وكذا المبادرات التي قدمتها قطر لتحقيق هذا الهدف، ومنها إنشاء اللجنة القطرية لتحالف الحضارات في عام 2010، ومن قبل ذلك تأسيس منتدى الدوحة سنة 2000، والذي أصبح اليوم منصة حوار عالمية. ونددت المجلة في عدد أبريل بالحروب وآثارها على الإنسان من خلال العديد من المقالات، فكتب الفيلسوف إدغار موران: كيف نعلن الحرب على الحرب؟، وكتب آدم فتحي لا تصدق أن الحرب من أجل السلام، وقال ألكساندر كلوج في حوار: الفائز ليس من يربح المعارك، كما تساءل مايكل والزر في حوار، هل يمكن أن تكون الحرب عادلة؟. وأجرت المجلة في عددها الجديد عددا من الحوارات مع مفكرين عرب وأجانب ، بالإضافة إلى مناقشة قضايا مثل الترجمة والرواية العربية والعالمية، والسينما والعمارة في إفريقيا، ودور بني تميم الثقافي في الأندلس.

تناولت الإبداع المعرفي في إصدارها الجديد اختارت مجلة الدوحة قضية الحروب السيبرانية (الالكترونية) وتأثيرها على العلاقات الدولية لمعالجتها في عددها رقم 122 الصادر حديثا لشهر أكتوبر الجاري.وأرجعت المجلة اختيارها لهذا الموضوع نتيجة للأحداث الدولية المتتابعة خلال العامين الماضيين التي دفعت قضايا الأمن السيبراني إلى واجهة الأجندات الدبلوماسية والاستراتيجية نتيجة أعمال القرصنة المتكررة التي تعرض لها رواد التكنولوجيا وتضمن الملف عددا من الموضوعات المترجمة منها: موضوع بعنوان الجغرافيا السياسية للصراع السيبراني للباحثة جوليان نوسيتي بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والمنشورة في مجلة السياسة الخارجية بفرنسا، كما عرض ترجمة لموضوع بعنوان تداعيات الحرب السيبرانية للباحثة نيكولا ارباجيان، فضلا عن حوار مترجم مع الباحث مارتن لي ا فضلا عن موضوع بعنوان «السايبربانك» عن المحاولات العربية في أدب الخيال الذي تناول هذا الموضوع. وجاءت افتتاحية المجلة، التي كتبها فالح بن حسين الهاجري رئيس التحرير عن جماليات الإبداع المعرفي والبحث العلمي والذي أكد فيه أن الإبداع جزء من البنية الكونية، وأن جماليات البحث العلمي وصناعة المعرفة الاجتماعية والتربوية والفنية والتقنية والتطبيقية والاستفادة منها هي ضرورة حياتية ملحة لخدمة قضايا المجتمعات.

خلال جديد كتابها بين ثقافتين للسوداني معاوية نور جاء كتاب بين ثقافتين.. مقالات وقصص للكاتب السوداني معاوية محمد نور (1909-1941)، والصادر مع العدد الأخير لمجلة الدوحة عن شهر يوليو الجاري، ليعكس انتصاراً للقيم النبيلة، من خلال تطرقه إلى مختلف القضايا الفكرية والأدبية التي شهدها القرن العشرين. الكتاب، وإن كان يضم بين دفتيه مقالات وقصص كتبها معاوية محمد نور بالصحف المصرية، فإنها ليست كل ما كتبه، إذ أفرد الكتب لبعض منها، وهو الإصدار الذي قدم له الباحث الطاهر محمد علي البشير. مفردات كتاب معاوية نور حملت قدراً كبيراً من المعاني العذبة، ذات الذوق الرفيع، والفكر البليغ، والتي تعامل معها نور بدور المثقف المسؤول الذي يربط الأدب والفن بالحياة، ويلمس فيها القارئ اهتمامه بالدعوة إلى إحياء الآداب والفنون، وإخراجهما من المحلية الضيقة إلى العالمية الواسعة، باعتبارها السبيل المنفتح، لتمثيل الأديب لخصائص أمته الشعورية والفكرية، مع ضرورة المثقافة عبر ترجمة الآداب العالمية. الملاحظة الفارقة التي يلمسها المتلقي لكتاب معاوية نور انحيازه للأدب القومي، والذي يراه ضرورياً للكاتب، كونه يمثل خصائص هويته، ارتياداً لآفاق جديدة في الأدب، عملاً على ذيوع الآثار الأدبية الحية، وخدمة حرية الفكر. وفي هذا السياق، فقد كان معاوية نور واحداً من المخلصين لهذا التيار الأدبي، حيث كان أحد المنشئين لجماعة الأدب القومي في مصر، مطلع العقد العشرين من القرن الفائت، علاوة على سعيه الحثيث لتشكيل جمعية العشرين، رفقة الأديبين محمود تيمور وتوفيق الحكيم وآخرون، وذلك مطلع العام 1932. وشكل وجود معاوية نور في أوساط المثقفين المصريين توثيقاً لعرى العلاقات الثقافية بين مصر والسودان، وربما كان هو الأديب السوداني الوحيد الذي استطاع أن يعيش بين اخوانه المصريين، وكأنه فرد منهم، ما جلعه شاهداً على مختلف المعارك الأدبية التي سادت هذه الفترة بين المبدعين، وكان هدف الجميع وقتها ارتياد آفاق جديدة في الأدب، والعمل على ذيوع الآثار الأدبية الحية وخدمة حرية الفكر، وهو الهدف الذي كان نصب أعينهم جميعاً، على نحو ما عبر عن ذلك تحديداً معاوية نور في مقالاته وقصصه التي ضمها الكتاب، محاولاً خلالها المزج بين الثقافتين العربية والأوروبية، وهو ما يعكس ثقافته العربية، وانفتاحه على الأخرى الأجنبية. ولعل في استجابة نور لجيله وللثقافة العربية - كما يقول المصري الراحل أنور الجندي- حين اشترك مع الكتاب المصريين في الدعوة إلى الأدب القومي ، دوراً في تشجيع الأديب المثقف الواعي الذي أحرز قدراً كبيراً من الثقافة العالمية، واستطاع أن يحبط بتياراتها المختلفة، وأن ينقل ذلك إلى الأدب العربي في أسلوب دقيق، وعبارة نقية. وربما كان الجدل الفكري السائد خلال عصر معاوية نور، أحد المعطيات التي شكلت زاداً لكتاباته، ففي الوقت الذي كان يتحدث فيه عن المعارك الأدبية في العالم العربي، كان يجمع بينها وبين النظرة الحديثة الشاملة، المقتبسة من الغرب، ملبوراً هذا الجمع في حديثه عن الشخصية الأدبية العربية التي تحمل طابعاً يرتكز إلى الماضي، ولا يغفل الحاضر، مستشرفاً من خلالهما المستقبل.

ضمن كتاب مؤلفه أسكتلندي ومترجمه لبناني من الكتب التاريخية المترجمة، والتي حرصت مجلة الدوحة على إحيائها، لتقدمها إلى قرائها بالعالم العربي، يأتي كتاب سر النجاح، لمؤلفه الطبيب الاسكتلندي صموئيل سمايلز، والذي ترجمه اللبناني يعقوب صروف سنة 1877. الكتاب، الذي صاحب المجلة في عددها الجديد لشهر يونيو الجاري، يطرح فكرة الاعتماد على النفس باعتباره سر التقدم والرخاء في الحياة. ولذا فهو يحتوي على العديد من سير الشخصيات البارزة، راصداً لقصص نجاحها، والتي أضاف إليها المترجم يعقوب صروف في هذه الطبعة شروحاً وأمثالاً عربية، تتعلق بذات الموضوع. ومن بين ما أضافه مقتبسات وسيراً لشخصيات ملهمة من الشرق والغرب في هذه الطبعة الثانية، والتي تعد طبعة مزيدة ومنقحة، حرص خلالها المترجم يعقوب على الاهتمام بها ، حيث كنت أراعي الأصل تارة ، وأخالفه تارة أخرى، وفق ما يقتضيه اختلاف اللغتين العربية والإنجليزية وأفكار أهلهما، وأنا أشهد لأبناء وطني أنني لم أنتفع بكتاب قدر ما انتفعت بهذا الكتاب. الدكتور كرنيلوس فان ديك، مهد للكتاب بتعبير وجيز وصف فيه هذا الإصدار بأنه من أنفع الكتب التي يحتاج إليها المرء ، ورأى ذلك كثيرون من علماء أوروبا، وترجموه إلى أكثر من لغاتها، فسعيت أنا في ترجمته إلى اللغة العربية وطبعه فيها (العالم العربي)، أملاً في أن ينتفع أهلها به، كما انتفع غيرهم من الأمم الغربية. وفي هذا الإطار، فقد ترجم يعقوب صروف هذا الكتاب بإيعاز من د.كرنيلوس فان ديك، والأخير مستشرق وأديب وعالم ومدرس أميركي، ساهم بشكل فعال في النهضة العربية وأسس المدارس العربية والمستشفيات في لبنان وكتب كتباً أكاديمية باللغة العربية، كما كان من المساهمين في تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت. وقدم كتاب سر النجاح فصولاً حول الاعتماد على النفس ، وأمثالاً لشخصيات في العديد من الصناعات المختلفة، علاوة على شخصيات أخرى ، كانت لها إسهامات بارزة في التصوير والأعمال، وغيرهم ممن كانت لهم إسهامات بارزة، قهروا أمامها التحديات المختلفة. كما قدم الكتاب نماذج تحث قراءه على الشجاعة والعمل والنشاط والثبات، وكيفية استعمال المال، إلى غير ذلك من وصفات تعين أصحابها على النجاح، كما وصل إليه الأقدمون بالعالمين العربي والغربي.