رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا alsharq
رمضان منحة ربانية للتزود بالأخلاق الحميدة

يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة تستطيع الأسرة من خلاله ترسيخ الكثير من الأخلاق الحميدة، لدى أبنائها، حتى تعم في المجتمع، خاصة أن الله سبحانه وتعالى فرض الصوم من أجل الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها، ولتحمل مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر على جوانبه الرغبات والشهوات. يقول الدكتور مصباح عبد الفتاح أستاذ التفسير وعلوم القرآن: الصوم يدرب الأمة على أخلاق المجاهدة الذاتية، فلا يمكن أن نحقق النهضة المرجوة والرقي المبتغى إذا كانت البنية النفسية للأمة هشة سهلة الانكسار ، ضعيفة الأسس متضعضعة الأركان. ويشير إلى أن الصيام يلعب دورا مهما في تحصين شباب الأمة وحمايته وحفظه من أنواع المفاسد وجميع تأثيرات المناهج الجاهلية، حيث يعمل على قمع الشهوات وكبح جماح الغرائز ، من أجل توجيه هذه الطاقات نحو مجالات الخير وميادين الصلاح. ويوضح أن الصيام يعمل على إعداد الأمة من جميع الجوانب، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم "عليك بالصوم فإنه لا مثل له"، وبذلك يكون صوم رمضان مغنما للمسلم لا يمكنه أن يضيعه أو يفرط فيه بحال من الأحوال، وبهذا يكون الصيام فرصة حتى للارتقاء بمنظومة الفكر. يضاف إلى ذلك أن شهر رمضان شهر الذكر والقرآن وبه تحيا القلوب ، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وذكر القلب يثمر المعرفة ويبهج المحبة ويثير الحياة ويبعث على المخافة ويدعو إلى المراقبة أما ذكر اللسان وحده لا يوجب شيئا من هذه الآثار وإن أثمر شيئا منها فثمرة ضعيفة . ويقول: إن دور الجنة تبنى بالذكر، فإن أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء ، فإذا أخذ في الذكر أخذوا في البناء ، قال صلى الله عليه وسلم : "لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، لذلك فإن العبد إذا ذكر ربه شعر أنه قريب من الله تبارك وتعالى، ويحس أنه أقرب إليه من والده وولده والناس أجمعين، وهنا يتلذذ العبد بمناجاة ربه وبذكره وحب الخلوة به، هذا بالإضافة إلى أن شهر رمضان فرصة لتعلم الإكثار من العبادات والعمل الصالح ومن الفرائض والنوافل وخاصة قراءة القرآن وذكر الله تعالى ، وحينئذ تخرج تلك الشهوات إلى موضعها الطبيعي فيكون الاطمئنان والراحة والسعادة، خاصة إذا ما اقترن ذلك بإطعام المسكين وملاطفة اليتيم وخفض الجناح والتواضع والإحسان للآخرين وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين، فكل ذلك يوقظ النفس من غفلتها ويطرد عنها الأنانية والحسد والشح، ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم العلاج لمن جاءه يشكو قسوة قلبه، فقال له "أطعم المسكين وامسح رأس اليتيم".

1203

| 26 يوليو 2014