استعرضت النسخة السابعة من الملتقى البحثي السنوي الذي تنظمه وايل كورنيل للطب – قطر التحوّل الفارق في مسار بحوث الطب الحيوي في قطر والإنجازات اللافتة لعلماء الكلية وباحثيها طوال السنة الماضية. ويُعدّ هذا الملتقى أحد أبرز الأحداث ضمن السنة الأكاديمية للكلية لتمكين الباحثين من التعريف ببحوثهم وتقاسُم نتائجها مع نظرائهم في قطر وعلى نطاق العالم. شمل الملتقى البحثي ما مجموعه 92 ملصقاً بحثياً أعدّها أخصائيو بحوث وطلاب وزملاء ما بعد الدكتوراة ومساعدون بحثيون من وايل كورنيل للطب – قطر، وتناولت الملصقات مجالات علمية مختلفة واختُتم الحدث بالإعلان عن الفائزين بمسابقة الملصقات البحثية ضمن ثلاث فئات. إلى جانب ذلك، قام قسم البحوث في الكلية بتدريب 130 أخصائياً بحثياً، 28 منهم من المواطنين القطريين، واستهدف القسم أولئك الذين يبدون رغبة قوية بالعمل في مجال البحوث ويرغبون في أن تكون مهنة لهم. كما أن برنامج تدريب المواطنين يتيح للكلية تعيين القطريين المتميزين والواعدين في وظائف دائمة، وهو أحد أهم أهداف البرنامج المذكور منذ انطلاقته. إلى جانب ذلك، شكّل الباحثون المتدربون في برامج تدريب البحوث المختلفة في وايل كورنيل للطب – قطر نواة العديد من البرامج البحثية الوطنية في مؤسسات قطرية ريادية منها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، مؤسسة حمد الطبية، مركز السدرة للطب والبحوث وغيرها، وهو ما يسهم في توافر قدرات بحثية مستدامة ومؤهلة ومدرّبة تدريباً عالياً في قطر.

التحق 23 طالباً وطالبة قطريين في نسخة هذا العام من برنامج قطر لمستكشف الطب أحد برامج إثراء المعرفة التي تطرحها وايل كورنيل للطب – قطر منذ عام 2008. وتتيح هذه البرامج للطلاب الواعدين في الصفوف التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر فرصة الدراسة في الكلية لمدة أسبوعين، يتابعون خلالها محاضرات ودروساً في الرعاية الصحية بحيث تجعلهم هذه التجربة يكتشفون ما إذا كانت مهنة الطب هي الأنسب لهم. ينتسب الطلاب الذين شاركوا في البرنامج إلى المدارس التالية: أكاديمية قطر، أكاديمية المها للبنات، مدرسة مايكل إي ديبايكي الثانوية في قطر، برنامج الجسر الأكاديمي، مدرسة الإيمان الثانوية المستقلة للبنات، مدرسة قطر الثانوية المستقلة للبنات، مدرسة البيان الثانوية للبنات ومدرسة مصعب بن عمير الثانوية المستقلة للبنين. وقد رشّحتهم مدارسهم للمشاركة وفقاً لأدائهم الأكاديمي واهتماماتهم المهنية المستقبلية. ونوّهت السيدة نهى صالح، مديرة استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي في وايل كورنيل للطب – قطر، بأهمية برنامج قطر لمستكشف الطب وما يتيحه من فرصة رائعة لمعرفة طبيعة دراسة الطب إلى جانب المتطلبات الأكاديمية الخاصة بها. وقال الدكتور رشيد بن ادريس، العميد المساعد لشؤون استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي والبرنامج التأسيسي في وايل كورنيل للطب – قطر بعد أن سلّم الطلاب المشاركين شهادات إكمال البرنامج: "أبدى الطلاب اهتماماً طوال البرنامج يستحق الإشادة وهُم اليوم أكثر دراية بالحياة الجامعية لطلاب الطب ومهنة الطب، وأيضاً أكثر إدراكاً لما تتطلبه كلية الطب من دراسة صارمة وعمل دؤوب ومثابرة. ونحن على يقين بأنهم أصبحوا مدركين لنُبل مهنة الطب ودور الطبيب في التخفيف من آلام الآخرين وعلاجهم من الأمراض المختلفة. نشكرهم على مشاركتهم معنا كما نشكر أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الكلية على تطوعهم بوقتهم وجهدهم لتحقيق النجاح المنشود من هذا البرنامج". تعرّف المشاركون هذا العام على أُسس البحوث العلمية واكتسبوا تجربة عملية في تشغيل أجهزة المحاكاة الطبية، كما قاموا بزيارة إلى واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا للتعرف على مفاهيم الجراحة الروبوتية. وبالإضافة إلى المحاضرات النظرية، شارك طلاب الصفوف الثانوية في مختبرات علم الأحياء وتعرفوا على التقنيات الجراحية، وتباروا في مناظرات طلابية إلى جانب عدد آخر من الأنشطة المختلفة.

عقد النظام الصحي الأكاديمي دورة تدريبية متقدمة في البحوث الإكلينيكية على مدار خمسة أسابيع في نادي مؤسسة حمد الطبية بمدينة حمد بن خليفة الطبية بهدف إثراء الخبرات البحثية الطبية في قطر. وقد شارك أربعة وعشرون من كبار المختصين في مجال الرعاية الصحية في قطر من تخصصات طبية مختلفة، في الجلسات التدريبية المكثفة حيث طُبقت معايير صارمة في اختيار المشاركين من بين قرابة مئة متقدم من المؤسسات المنضوية تحت النظام الصحي الأكاديمي. شملت الدورة التدريبية محاضرات تفاعلية في مجالات عدة، منها على سبيل المثال الوبائيات والإحصاءات الحيوية وتصميم الدراسة والكتابة العلمية إلى جانب التجارب الإكلينيكية، حيث انعقدت كل جلسة بعدد محدود من المشاركين لتدريبهم على كيفية صياغة مقترحات بحثية إكلينيكية بمساعدة باحثين استقصائيين متمرسين. وانعقدت الدورة التدريبية في إطار برنامج التدريب في مجال البحوث الإكلينيكية والتطبيقية المنبثق عن النظام الصحي الأكاديمي في قطر الذي يسعى إلى إرساء بنية تحتية أساسية متقدمة مقرونة بثقافة راسخة في مجال البحوث الطبية في قطر. وفي إطار هذا البرنامج الناجح عقد النظم الصحي الأكاديمي خلال العامين الماضيين عدة دورات تدريبية تمهيدية ومتقدمة في مجال البحوث الإكلينيكية، تدرَّب خلالها أكثر من 500 باحث مشارك. وتهدف الدورات التدريبية التمهيدية إلى تعريف المشاركين من تخصصات مختلفة بالمفاهيم والمنهجيات الأساسية في مجال البحوث الإكلينيكية، فيما تتخذ الدورات التدريبية المتقدمة منحى عملياً لدعم المختصين في مجال الرعاية الصحية في مستهل مهنهم البحثية الإكلينيكية أو في سعيهم إلى إحراز تقدم بها. وفي هذا الصدد، قال البروفسور إدوارد هيلهاوس، رئيس الشؤون العلمية والأكاديمية والتدريسية بمؤسسة حمد الطبية: "يتوافق البرنامج التدريبي البحثي الذي عقده النظام الصحي الأكاديمي بشكل كامل مع سعي النظام الرائد إلى الربط بين الصحة والتعليم والبحوث والاستفادة من خبرات المؤسسات الشريكة له. وأودّ الإشادة بالبرنامج وسعيه الدؤوب لتزويد الباحثين الاستقصائيين الإكلينيكيين في قطر بالمهارات الأساسية لتنفيذ مشاريع بحثية إكلينيكية بما يصب في منفعة المرضى". أدار الدورة التدريبية المتقدمة الدكتور شاهراد طاهري أستاذ الطب في كلية طب وايل كورنيل في قطر، وقام بتدريس مساقاتها خبراء من مؤسسة حمد الطبية وكلية طب وايل كورنيل في كل من قطر ونيويورك. وشدد الدكتور طاهري على أن الهدف الأول من الدورة التدريبية هو اكتساب المختصين في مجال الرعاية الصحية للمهارات العملية والمعرفة اللازمة لإدارة مشاريع بحثية إكلينيكية يمكن أن تقود إلى ابتكارات حقيقية في طرق تقديم الرعاية الصحية. وأشاد المشاركون بقيمة وأهمية الدورة التدريبية، ومن هؤلاء الدكتور عبدالعزيز الخليفي رئيس قسم جراحة القلب والصدر في مؤسسة حمد الطبية الذي قال: "أتاحت لنا الدورة التدريبية تجربة ثرية واستفدنا منها إلى أبعد الحدود. يمثل المشاركون بالدورة التدريبية نطاقاً عريضاً من التخصصات الإكلينيكية وغير الإكلينيكية، لذا كان النقاش ثرياً كما تبادلنا الأفكار والآراء". من جانبه، نوَّه الدكتور محمود زرعي الاستشاري الأول ورئيس قسم الغدد الصم والسكري في مؤسسة حمد الطبية بأهمية الدورة التدريبية قائلاً: "الدورة التدريبية مهمة للغاية خاصة لزملائنا الذين بدأوا رحلتهم مؤخراً مع المهن الأكاديمية أو البحثية، فقد تعرف المشاركون على طرق التخطيط للمشاريع البحثية وتصميمها وتنفيذها وإنجازها بنجاح". وفي الخطوة التالية سيُطلب من الذين شاركوا في هذه الدورة التدريبية المتقدمة ومثيلاتها في السنة الماضية تقديم طلباتهم للحصول على تمويل لتطوير مشاريع بحثية إكلينيكية تعاونية تحت إشراف وتوجيه باحثين استقصائيين إكلينيكيين متمرسين من النظام الصحي الأكاديمي، الأمر الذي سيسهم في تطبيق الباحثين للمعرفة المكتسبة على مسائل بحثية إكلينيكية وثيقة الصلة بقطر، وتوثيق وتعميق الصلات البحثية على امتداد النظام الصحي الأكاديمي. من جانبه، قال البروفسور إبراهيم الجناحي المدير التنفيذي للبحوث في مركز الأبحاث الطبية بمؤسسة حمد الطبية: "لدينا في قطر عدد كبير من المختصين المتميزين في مجال الرعاية الصحية، ويمتلك العديد منهم أفكاراً متميزة لمشاريع بحثية إكلينيكية فائقة التأثير. ومن المهم أن نوفر لهم التدريب المطلوب كهذه الدورة التدريبية المتقدمة لترجمة تلك الأفكار إلى حقيقة ملموسة".