كل شي مختلف هذا العام ، نظراً لتفشي وباء كورونا الذي شغل العالم بأسره ، وحصد حياة ما لا يقل عن 27 ألف شخص حتى الساعة ناهيك عن مئات الاف المصابين . وفي زمن الكورونا وأمام هذا الواقع المأساوي كثير من العادات والتقاليد تتغير ومنها ما بات يتلاشى شيئا فشيئا ،وهذا ما قامت به شركة غوغل الأميركية معلنة ربما للمرة الأولى أنها ستتخلى عما تسميه خدعة الأول من أبريل عبر منصاتها بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد وخلال السنوات الماضية ، جرت العادة أن تطلق الشركة كل سنة بيوم كذبة أبريل مجموعة من مقاطع الفيديو والمواقع عن معظم خدماتها تظهر فيها مزايا وأفكار منتجات جديدة تبدو خيالية في معظم الأحيان، في حين أن بعضها نفذتها فعلاً مثل بريد جي مايل الذي كان يأتي بمساحة تخزين هائلة مقارنة بالمنافسين، لكن أغلبها تبقى مجرد خدعة للتسلية وفقاُ لموقع بيزنيس إنسايدر وبما أن الولايات المتحدة الاميركية تتصدر أعداد الإصابات ، ارتأت الشركة أن الوقت ليس مناسباً الان للمقالب والسخرية ، أرسلت مديرة التسويق في غوغل لورين توهيل، في رسالة الكترونيه لموظفي الشركة تعلمهم فيها عن إيقاف الشركة كافة المشاريع المتعلقة بخدعة أبريل. قالت فيها :في الظروف العادية، يعد يوم كذبة أبريل أحد تقاليد غوغل، ووقتا للاحتفال بما يجعلنا شركة غير تقليدية لكن هذا العام، سنقوم بإجازة سنوية من هذا التقليد احتراما لجميع أولئك الذين يحاربون جائحة Covid-19. هدفنا الأعلى الآن هو أن نساعد الناس، لذلك دعونا نؤجل النكات لشهر أبريل ، والذي سيكون بلا شك أكثر إشراقا من ذلك. وبدأت غوغل تقليد خدعة أبريل عام 2000، عندما زعمت الشركة إطلاق خدمة قراءة أفكار الشخص لمعرفة الشيء الذي يريد البحث عنه ليُوفر عليه عناء كتابة جملة البحث في المتصفح بنفسه Google) MentalPlex) كما اعتادت غوغل أن تطلق عدد من الخدع الأخرى على مر السنين في يوم كذبة أبريل ، ومن بينها أن هناك تقارير عن خطة للاستيطان البشري للمريخ وإطلاق خدمة ترجمة غوغل للحيوانات.

تعرضت طالبات في مدرسة ثانوية لأكبر كذبة أبريل في نيوزلندا، عندما انتشرت شائعات بأن فرقة موسيقية عالمية ستزور المدرسة، ولدى وصول الفرقة المزعومة، تبين أن أعضاءها ما هم إلا مجموعة من المعلمين في المدرسة. وانتظرت الطالبات في مدرسة بلينهايم بمدينة مارلبورغ بفارغ الصبر وصول الفرقة الموسيقية الغامضة، وما إن وصلت السيارة المغطاة التي كان أعضاء الفرقة بداخلها، حتى تعالت أصوات الصراخ من قبل مئات الطالبات اللواتي تجمعن لهذا الحدث الهام. وسرعان ما شاعت أجواء من المرح، عندما ترجل 4 معلمين من السيارة، وراحوا يرشون قطع الحلوى باتجاه الطالبات اللواتي اكتشفن أنهن ضحية لكذبة أبريل بحسب ما أورد موقع ستاف الإخباري النيوزلندي. وقالت رئيسة نادي الطالبات لوسي بلاكستون إنها عملت على مدى أسبوعين مع المسؤولين في المدرسة على هذه الخدعة، ونشرت العديد من الشائعات بين الطالبات بأن فرقة موسيقية عالمية ستزور المدرسة في نهاية الفصل الدراسي. كما تناقلت الطالبات على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الشائعات، وازداد يقين الطالبات بالزيارة المرتقبة عندما بثت إحدى الإذاعات المحلية أنباء عن وصول طائرة خاصة إلى مطار مارلبورغ، وهبط منها مجموعة من الرجال الغرباء استقلوا بعد ذلك سيارة بنوافذ سوداء اللون. وعلى الرغم من خيبة أمل الطالبات اللواتي كن بانتظار إحدى الفرق الموسيقية الشهيرة، إلا أن هذا لم يضعف من حماسهن، بعد أن اكتشفن الخدعة الطريفة التي تعرضن لها.

داعب طلاب كلية أحد أساتذتهم في الأول من أبريل الجاري، وذلك بمناسبة الكذبة الشهيرة التي تحمل اسم هذا الشهر، وهو ما رصدته كاميرا في قاعة المحاضرات. ونشر الفيديو في الإنترنت ليحظى بما يزيد على 16 مليون مشاهدة خلال 3 أيام فقط. فقد وقع ستيفن باروز، بروفيسور مادة الاقتصاد الكلي في كلية مدينة غراندرابديز بولاية ميتشيجان الأمريكية، ضحية قاعدة وضعها هو بنفسه، تقتضي إغلاق الهواتف في أثناء المحاضرة، على أن يعاقب الطالب الذي لم يلتزم بهذه القاعدة ويتلقى مكالمة في أثناء المحاضرة بأن يضغط على زر مكبر الصوت ليسمع الآخرون الحوار. تظاهرت إحدى الطالبات بأنها تتلقى مكالمة، مما يعني أنها مجبرة على أن تجعل الحوار مع المتصل علنيا، ليسمع الجميع في الفصل "النبأ السعيد" بأن نتيجة فحص الحمل تفيد بأنها حامل فعلا. شعر البروفيسور بإحراج شديد وراح يقدم اعتذاره لطالبته التي بدأت تهون عليه بقولها إنها كانت تنتظر هذه المكالمة، حتى أنها قد اختارت اسم طفلتها المنتظرة وهو "April Fools"، أي "كذبة أبريل". انفجر كل من في القاعة بمن فيهم البروفيسور بالضحك.

أقدم موظف استعلامات في مبنى أمريكي على رمي جثة امرأة مسنة في المكب، اعتقادًا منه بأنها تمثال، كجزء من كذبة الأول من إبريل. وقال مايك بويتز، من مركز شرطة سان بطرسبورج، لشبكة "آي بي سي" الإخبارية، إن موظف الاستقبال، رونالد بنجامين البالغ "61 عامًا" شاهد جثة المرأة البالغة "96 عامًا"، عندما كان يأخذ استراحة لتدخين سيجارة، وعاد لعمله معتقداً بأنها دعابة. وأضاف "بويتز"، أنه عندما علّقت موظفة أخرى على الجثة، قال لها إنها جزء من مقلب، موضحًا أن صبيًا في الـ16 من العمر ساعده في نقل الجثة إلى المكب، حيث اعتقدا بأنهما يتخلصان من تمثال. غير أن عامل صيانة مرّ أخيرًا بالجثة، حيث لاحظ أنها حقيقية. ومن جهتها، قالت الشرطة في بيان، إن موظف الاستقبال اعتقد فعلاً بأن جثة الضحية كان تعود إلى تمثال، وأن الدم الذي عثر عليه في موقع الحادثة غير حقيقي، كجزء من مقلب عملي متقن في الأول من أبريل. وأضاف أنه بالتالي، لن توجه أية تهم جنائية في هذا الصدد. وعند تفتيش الشرطة شقة المرأة، عثرت على ملاحظة انتحار، ذهب ضحيته بدوره موظف الاستقبال الذي قالت الشرطة، إنه طرد من عمله جراء الحادثة.

يوم "كذبة أبريل" يحتفل به العديد من الدول في الأول من شهر أبريل من كل عام، ولكنه لا يُعد يوماً وطنياً أو مُعترف به قانونياً كاحتفال رسمي، إلا أنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض. ففي الأول من أبريل من كل عام تحدث مواقف كثيرة ‏معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم. كذبة أبريل في الخليج وكمثال لكذبة أبريل، ما حدث في بعض دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص في أبريل 2009 عندما أشيع أن مادة الزئبق الأحمر توجد في ماكينات الخياطة من نوع سنجر، القديمة، وأصبح الجميع يبحثون عن هذه الماكينات في كل مكان ووصلت أسعارها في بعض المناطق في السعودية لما يقارب المائة ألف ريال، وعرضت أغلب مواقع الإنترنت حتى منتصف أبريل من عام 2009 ماكينات للبيع بأسعار خيالية لا تقل بأي حال من الأحوال عن خمسة وعشرون ألف ريال، وهذا مثال لكذبة أبريل التي راح ضحيتها الكثير، وفي نفس الوقت اغتنى بسببها الكثيرون. تقليد أوروبي وذهبت آراء أغلبية الباحثين للتعريف بأصل هذه الكذبة، المُنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم، إلى أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل". وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة. ضحايا أبريل وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة أبريل. المساواة بين الأغنياء والفقراء والطريف في كذبة أول أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء ‏والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول ‏أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من ‏فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسة بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول ‏التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا. وفي سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صوراً لسجائر مشتعلة وجلس عن ‏كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لالتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض ‏الخشبية. ذكاء رئيس تحرير وفي رومانيا أيضاً وشعبها شغوف جداً بأكاذيب أول أبريل حدث أن نشرت إحدى الصحف ‏خبراً جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية في العاصمة هوى على مئات من ‏‏المسافرين قتل عشرات وأصاب المئات بإصابات خطرة. وقد سبب هذا الخبر المفزع الذي لم تتحر الصحيفة قبل نشره هرجاً وذعراً شديدين ‏وطالب المسؤولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الموقف بسرعة وبذكاء ‏فأصدر ملحقاً كُذِّبَ فيه الخبر وقال في تكذيبه كان يجب على المسئولين قبل أن يطالبوا ‏‏بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نشر فيه هذا الخبر فقد كان في الأول ‏من أبريل ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أبريل من كل عام.