أصدرت وزارة الداخلية السعودية، اليوم السبت، بياناً قالت فيه إنه تم تنفيذ حكم القصاص في 47 إرهابياً ومحرضاً بينهم فارس الشويل ونمر النمر. واعتبر بعض المتابعين والمحللين على الشبكات الاجتماعية أن السعودية بإعدامها 47 من الإرهابيين بينهم نمر النمر، فتحت الحرب على أعدائها، وأن المواجهة دخلت أعلى درجات التصعيد. وتجيء هذه الخطوة وسط حرب دعائية متصاعدة بين السعودية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي دعا لشن هجمات بالمملكة، لكنها قد تؤجج أيضا التوترات مع إيران بسبب إعدام النمر. المتحدثون بأسم وزارتي الداخلية والعدل بالسعودية القضاء السعودي ومن جانبه قال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، إن المملكة تحكم بالشرع الحنيف، ونحن على ثقة تامة بما نقوم به ولا نهتم بنظر الآخرين لإجراءاتنا فيما يتعلق بالقضاء وتنفيذ الأحكام، ووزارة الخارجية هي من تتعامل مع هذه التصريحات غير المسؤولة من أي طرف. وفي بيان لها اليوم، قالت وزارة العدل السعودية "إن قضاءنا موضوعي لا يتطلع إلى عرق أو طائفة أو جنسية المتهم، وإن ما حصل اليوم ليس آخر الأحكام وسيتم تنفيذ أحكام لاحقة، وإن قرار إعدام المتهمين صدر من محكمة مختصة، كما أن محكمة الاستئناف نقضت 4 أحكام بالإعدام وستقوم الوزارة بدفع تعويضات لهم". آراء المحللين وبعد الإعلان عن حكم القصاص وإعدام الإرهابيين، تباينت ردود الأفعال من قبل رواد صفحات التواصل الاجتماعي والمحللين، وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، على صفحته الشخصية بموقع "تويتر": إن "إعدام النمر في هذا التوقيت هو رسالة سياسية بأن المواجهة مع إيران قد دخلت أعلى درجات التصعيد، مع جاهزية لدفع الكلفة على كل صعيد، ربنا يستر". وفي نفس السياق قال الصحفي المصري الناشط، جمال سلطان، إن تنفيذ الإعدام يعد رسالة سعودية لأعدائها بأن أمنها غير قابل للابتزاز. وقال مصطفى العاني المحلل الأمني القريب من وزارة الداخلية "هناك ضغط شعبي هائل على الحكومة لمعاقبة هؤلاء الناس. هي جمعت كل زعماء القاعدة وكل المسؤولين عن إراقة دماء. هي تبعث برسالة". مفتى السعودية ومن جانب آخر أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ اليوم، أن تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الجناة الإرهابيين هي رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفاً للشر عنهم ومنع الفوضى في صفوفهم . وأكد المفتي في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون السعودي، أن إحكام الإعدام، استندت على كتاب الله وسنة رسوله، مشيرا إلى أن في ذلك الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها. وقال: "ما سمعناه بياناً كافياً شافياً ووافياً، استند على الكتاب والسنة في الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها، ثم ذكر آراء العلماء وإجماعهم على هذه القضية". وشدد المفتي، أن هذا من الضروريات التي جاء الإسلام بها للمحافظة عليها وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال، مؤكدا أن "في تنفيذ أحكام الإعدام رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفاً للشر عنهم، ومنع الفوضى في صفوفهم". عضو هيئة كبار العلماء السعودية المستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق تنفيذ الأحكام الشرعية كما أكد عضو هيئة كبار العلماء السعودية المستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، أن تنفيذ الأحكام الشرعية اليوم بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة، يجسد تطبيق حدود الله ضد المفسدين في الأرض الذين دمروا ما أراد الله عمارته وأفسدوا ما أراد الله إصلاحه مؤكدا أن الإعدامات هي "علاج للمفسدين في الأرض". وقال المطلق في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس": إن "تنفيذ الحدود الشرعية فيه علاج لكل من تسوّل له نفسه أن يفسد في الأرض، وفيه ردع وإحجام للمفسدين الذين يريدون الإفساد في الأرض ويعملون على نشر فسادهم". وتابع: "لقد شهدت بلادنا ويلات عظيمة من هذه الطغمة الفاسدة جرّاء ما ارتكبوا من أعمال قتل للأبرياء من رجال الأمن وغيرهم، وتخريب للمنشآت، وتشويه لسمعة الإسلام والمسلمين، وترويع للآمنين"، موضحا أن "هذا العمل "إعدام 47 شخصا" هو الموعظة لمن لم يتعظ والجزر لمن يفكّر أن يسير في بحر الظلمات ويستسلم لوسوسة الشيطان الذي يدله على أصحاب الشر الذين خانوا دينهم ووطنهم".