رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
عزام التميمي: عباس يناور إسرائيل بورقة المصالحة مع حماس

* التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل العقبة الوحيدة لإتمام المصالحة * مصر لا يمكن أن تلعب دور الوسيط.. والسيسي ونتنياهو وجهان لعملة واحدة * الشارع الفلسطيني وقوى إقليمية تضغط على السلطة وحماس من أجل إتمام المصالحة * جناح في السلطة يحاول إقناع المانحين بتغيير منهجية حماس من خلال الانفتاح عليها * أزمة الإخوان المسلمين شيء طبيعي جداً في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد * لا أعتقد أن هناك خلافًا داخل الجماعة بين ما يسمى تيار الثورية والإصلاحية فهذه تقسيمات مضللة * الإخوان المسلمون لا يسمحون ولا يجيزون استخدام العنف كوسيلة للتغيير في مجتمعاتهم * من ينكر وجود الإخوان في كل بلاد العالم كمن ينكر ضوء الشمس في «رابعة النهار» * التقرير البريطاني عن الإخوان لم يحمل أي إدانة للجماعة وما نشر ملخص له * كاميرون نشر كل سلبيات الإخوان في ملخص التقرير كي يشفي غليل قوى إقليمية من معاقبة الذين سفكوا الدماء واعتدوا على الأعراض * تحل المشكلة لو خرجت حركة تصحيحية في الجيش المصري تستأنف المسار الديمقراطي * يجب الإصرار على عودة المسار الديمقراطي وتمكين القانون ممن أخطأ في حق الشعب المصري * القضية السورية أصبحت "مدولة" بفاعلية.. وللأسف الطرف الدولي المؤيد للنظام هو الأقوى * لو تحررت تركيا من قيودها الداخلية والخارجية لتغير الوضع على الأراضي السورية * جميع القوى التي تؤيد الشعب السوري لا تستطيع أن تقدم شيئا بدون تركيا أشاد الكاتب والمفكر الدكتور عزام التميمي بالجهود القطرية لإتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس، لكنه أبدى تشككه في نجاحها في ذلك. وأرجع التميمي في حواره مع "الشرق" ذلك لاختلاف نظرة كل طرف لطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن وجود السلطة كان بهدف حماية الإسرائيليين وأنه لا يمكن وقف التنسيق الأمني بين السلطة وتل أبيب. وأكد أن المصالحة مناورة من السلطة للضغط على إسرائيل والتمسك بـ"أبو مازن" باعتباره الخيار الوحيد أمامها وإلا فالبديل حماس، موضحاً أنه لا يمكن لمصر أن تلعب دور المصالحة بين حماس وفتح، فالسيسي ونتنياهو وجهان لعملة واحدة.. وإلى نَص الحوار: احتضنت الدوحة منذ أيام جلسة حوار تمهيداً لإتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس برعاية قطرية، وخرجت تصريحات من قبل الطرفين بأنها كانت إيجابية جداً.. برأيك لماذا لا يعول الشارع الفلسطيني على هذه المصالحة ويرى أنها لن تتم برغم الجهود الهائلة التي تبذلها دولة قطر؟ شخصياً، أرى أنه لا يمكن إتمام المصالحة إلا إذا اقترب طرف من موقع الطرف الآخر، فللطرفين موقفان أيديولوجيان متناقضان في طريقة فهم الصراع، وهذا سيظل إشكالا كبيرا خاصة فيما يتعلق بفهم الطرف الآخر لطبيعة الصراع، وتصوره له، وما الذي يجعله يرسم ويخطط كيف يتحرك على الأرض. فلا يمكن أن يقنعني أحد أن السلطة الفلسطينية في رام الله من الممكن أن توقف التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، وهذا الأمر تحديداً هو المشكلة الرئيسية، وأكبر مشكلة على الإطلاق. السلطة.. وحماية الإسرائيليين وإذا ما رجعنا للتاريخ نجد أن السلطة أقيمت لمهمتين أساسيتين هما: تقديم خدمات بلدية للفلسطينيين، وحماية الإسرائيليين من الفلسطينيين، وهذا ما يحصل الآن بصورة واضحة، فعندما يشتبك الفلسطينيون مع الصهاينة لا تجد جنديا إسرائيليا واحداً يدافع عن الإسرائيليين، بل من يدافع عنهم هو رجل الأمن التابع للسلطة الفلسطينية. يفهم من كلامك أن التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل هو المشكلة الأساسية؟ بكل تأكيد. المصالحة.. والمناورة طالما أن السلطة لن توقف التنسيق الأمني ولا تريد المصالحة فلماذا يرسل أبو مازن وفداً من السلطة للتفاوض.. هل هو نوع من المناورة مع إسرائيل ورسالة بأنكم إذا فكرتم في استبدال شخصا آخر بي سأتفق مع حماس؟ هناك عدة سيناريوهات لهذا الأمر، منها ما طرحته في سؤالك، بمعنى أنه يريد أن يقول لهم إذا فكرتم في استبدالي فسأتفق مع حماس، أيضا هناك ضغط من قبل الشارع الفلسطيني عليه، لإيجاد مخرج للأزمة الحاصلة، كذلك فهناك ضغوط من المنظومة الإقليمية لإتمام المصالحة، وفي المقابل حماس عليها ضغوط أيضا من قبل سكان القطاع، في غزة بسبب الحصار، وضغوط على السلطة في الضفة جراء الاحتلال والاستيطان وفي المجمل المواطن الفلسطيني بشكل عام يشعر بالضغوط. وأنا أعلم عن كثب بأن هناك جناحًا في السلطة، يريد أن يقنع المانحين في الغرب، بأنهم يستطيعون تغيير منهجية حماس من خلال الانفتاح عليها، والتواصل معها، بل ويبلغونهم بأنها ستدخل بيت الطاعة قريباً. السيسي.. نتنياهو ترددت أنباء عن إسناد إسرائيل ملف المصالحة للنظام المصري حتى يظهر نتنياهو أمام الغرب بأنه غير معترض عليها وإنما الاعتراض من مصر.. هل تتفق مع هذا الكلام؟ دعني أقول لك: لا السيسي ولا نتنياهو يريدان المصالحة أن تتم، وكلاهما موقفه واحد، فإذا كانت إسرائيل ترفض المصالحة، وتريد أن تتعامل مع الأطراف الفلسطينية كل على حدة، فإن مصر أيضاً ترفض التعامل مع حماس باعتبارها جزءًا من الإخوان المسلمين، وبالتالي فلا إسرائيل تقبل بالمصالحة، ولا النظام المصري، الذي يعلن أنه لا يقبل بالتعامل مع حماس والتي يعتبرها جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين التي يحاربها في مصر. أزمة الإخوان على ذكر جماعة الإخوان المسلمين.. كيف تنظر إلى حالة الاختلاف الحالية داخل بنيتها؟ أنا أرى أن ما يجري داخل الجماعة شيء طبيعي جداً، خاصة في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، فالضربة التي تلقتها الإخوان شبه قاصمة، لذا فكيف لا يتوقع الناس أن تحدث مثل هذه الحالة من الارتباك؟ والارتباك معروف أنه يؤدي للاختلاف في الصفوف، ثم إلى اختلاف في الرؤى. السلمية.. والعنف يقال إن هناك تيارين داخل الجماعة أحدهما إصلاحي والآخر ثوري.. والصراع ينحصر بينهما؟ هذه تقسيمات خاطئة ومضللة، فالكل يريد الإصلاح، والكل ثوري، إذن ما الاختلاف... الاختلاف بين السلمية والعنف، فلا يمكن لأحد أن يدعي أنه ثوري، ويترك للآخرين تفسير هذه الثورية. ومن الغريب أن تجد بعض الناس يضرب مثالا بحركة حماس، واستخدمها للمقاومة، لكي يبرر العنف ضد النظام، وهو في الوقت ذاته يغفل أن حماس تقاوم محتلا أجنبيا، أما في مصر فهم أبناء عمومتنا وأبناء أخوالنا، وقد يكونون إخوتنا أيضا، ويعملون في أجهزة أمنية. فالعنف داخل المجتمعات مدمر، وأنا لا أعتقد بأن هناك خلافا داخل الجماعة بين ما يسمى تيار الثورية والإصلاحية، لكن الخلاف بين من يريد أن يستخدم العنف رداً على المظالم، ومن ينتهج السلمية في ثورته. إسقاط النظام لكن البعض يأخذ على الإخوان أنهم جعلوا السلمية "غاية"، وليست وسيلة وصار اهتمام قيادتهم بالحفاظ عليها أكثر من السعي لإسقاط النظام؟ دعني أقول لك شيئا، من خلال معرفتي بجماعة الإخوان المسلمين، هم لا يسمحون ولا يجيزون استخدام العنف كوسيلة للتغيير في مجتمعاتهم، وهم يرون أن من يعتقد غير ذلك فعليه الخروج من صفوفهم، ويعلن براءته منهم. وحتى من يدعو لاستخدام العنف من خارج الإخوان، لا يمكن للإخوان أن يصمتوا عليه، فلا يجوز أن أنتهج السلمية ثم أترك لـ "أ" أو"ب" أن ينتهج العنف، فهذا من وجهة نظري نفاق، كمن يقول أنا مع الديمقراطية ثم يتآمر عليها، مثل الغرب الذي يدعو لتطبيق الديمقراطية، لكنها عندما أتت إلى ديارنا أسهم في العصف بها وإسقاطها. الأردن.. والإخوان كيف تنظر لإعلان جماعة الإخوان في الأردن الانفصال عن الجماعة الأم بمصر؟ بغض النظر عن المسميات، الإخوان المسلمون موجودون في كل بلاد العالم، ولهم اسم مختلف في كل بلد. أما عن موضوع الأردن فجماعة الإخوان هناك وذراعها السياسية "جبهة العمل الإسلامي" حصل فيها انشقاق، وجزء منها ذهب لتأسيس جمعية، وادعى أنه المكون الشرعي، وأخذ الدعم على ذلك من النظام، ومع ذلك أخفق في جذب القواعد الباقية، ولم يذهب معهم إلا العشرات. أما الجناح الآخر فهناك اختلاف داخله حاليا، لكن في طريقه إلى الحل، خاصة أنهم على أعتاب انتخابات داخلية، ربما تكون بداية لحل المشاكل في بنية الكيان. كما قلت هناك إخوان في كل بلاد العالم، مع اختلاف المسميات، لأن الإخوان ليسوا تنظيماً أو جمعية، وإنما هي فكرة، ومن ينتسب لهذه الفكرة موجود في الصين وروسيا وماليزيا وفي كل بقاع العالم، ومن ينكر ذلك كمن ينكر الشمس في رابعة النهار، فوجودهم واضح لكل من يرى ويسمع. انشقاق الإخوان هل في رأيك الجماعة الأم في ظل ما تتعرض له من هجوم قابلة للانشقاق؟ هذا ممكن، فكما قلت الإخوان فكرة، وقد انقلب على الجماعة من قبل أفراد كثيرون، لكنهم أصبحوا حاليا في طي النسيان. وقد تكون الأزمة الحالية غير مسبوقة، لكن الانشقاق في حد ذاته ليس شيئا مريعاً، فماذا سيحدث لو حصل انشقاق؟ إذا ما استطاع المنشقون أن يكونوا كيانا، فسيسير الناس من خلفهم، وينتظرون ماذا يفعلون، والأصل ألا يخشى أي كيان من الاختلاف، طالما أنه في إطار سلمي وسياسي. عودة مرسي لكن هناك خلافات بدأت تظهر داخل صف الشرعية، بعضها متمسك بعودة الرئيس مرسي والبعض الآخر يعتبر رحيل السيسي فقط انتصاراً للثورة وعفا الله عما سلف؟ في تقديري الشخصي أنه يجب الإصرار على عودة المسار الديمقراطي، وتمكين القانون من معاقبة الذين سفكوا دماء الناس، واعتدوا على أعراضهم، وهذا المطلب تحديداً لا يمكن لأحد أن يختلف عليه، ثم بعدها ندع الناس تختار من تشاء. فأنا شخصيا أرى أن الرئيس مرسي ظُلم، والإخوان ظُلموا، ولكن هذه تفاصيل، لكن المهم الآن هو عودة الجيش إلى ثكناته، وعودة العمل السياسي المدني الديمقراطي، ثم يقرر الشعب ماذا يريد فيما بعد. رحيل الجيش دعني أتكلم واقعياً، هبّ أن حركة تصحيحية قامت عن طريق الجيش المصري، وقررت هذه الحركة أن تعيد زمام الأمور إلى الشعب، وتستأنف المسيرة الديمقراطية؟، إذن حُلت المشكلة، ثم إذا أراد الشعب عودة مرسي فليفعل، وإن لم يرد فهذا خياره. د. عزام أنت كمقيم في لندن وتعرف كيف تفكر الحكومة البريطانية.. كيف تنظر للتقرير البريطاني الخاص بجماعة الإخوان الذي صدر مؤخراً؟ ربما لا يعلم الكثير أن الذي صدر لم يكن التقرير الكامل، وأن ما ظهر في وسائل الإعلام جزء بسيط من التقرير الذي هو من مئات الصفحات، وهذا لأن كاميرون عندما علم أن التقرير لا يحتوي على إدانة واضحة للإخوان، ولا على ما تريده أطراف إقليمية، قرر نشر جزء من التقرير لكي يرضيهم، ويرضي المطالبين بإدانة الإخوان، لكن في الحقيقة الذي صدر لوسائل الإعلام ملخص التقرير، وللأسف بعض وسائل الإعلام العربية أخذت من هذا الملخص مقتطفات، ولم ينشروا الملخص كاملاً. تدليس كاميرون لماذا كان انطباع الرأي العام العالمي عن التقرير أنه يحمل إدانة للإخوان؟ لأن كاميرون أخذ كل السلبيات عن الجماعة في التقرير ونشرها، ولم يأخذ بإيجابية واحدة، لكي يقول لمن يريد الإدانة، لقد قمنا بما تريدون، ومع ذلك فإني أقول لك إن المخلص لم يذكر كلمة إدانة للإخوان ولا أنها جماعة إرهابية وضالعة في الإرهاب، برغم أن الإماراتيين كانوا يريدون هذه الكلمة، وبذلك يكون لا التقرير الأصلي ولا الملخص قد شفا غليلهم. وعندما أقول سلبيات فلا يعني ذلك إدانة للجماعة، فمثلا هناك جملة ذُكرت في التقرير تقول: إن الانتماء للإخوان المسلمين يمكن أن يجعل المرء قابلاً للتطرف، وبالتالي فإن المنتمي للإخوان "بحسب هذه الجملة" لا يكون متطرفاً، وإنما يمكن أن يكون قابلا للتطرف، وهذا في حد ذاته براءة للإخوان ولأعضائها من التطرف. براءة الإخوان لكن إجمالاً هل التقرير أنصف الإخوان أم أدانهم؟ مما أعلمه أن محامين للإخوان قالوا إن التقرير المفصل أنصف الإخوان، وذكر إيجابيات للجماعة، وهذا من خلال اطلاعهم على فقرات كبيرة من التقرير، ومن خلال مناقشاتهم مع من قاموا بإعداد التقرير. من الذي أعد التقرير.. هل هي شخصيات بريطانية أم جنسيات أخرى؟ التقرير أعده شخصيتان بريطانيتان هما جون جنكنز السفير البريطاني السابق في المملكة العربية السعودية وتشارلز فار رئيس مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب البريطاني السابق. والأول اشتغل على الإخوان في الساحة الدولية لما له من طابع دبلوماسي، والثاني عمل على الساحة المحلية البريطانية، لما له من خلفية أمنية. الثورة السورية أخيراً، كيف تنظر إلى الوضع السوري في ظل تخاذل دولي تام لوقف نزيف الشعب السوري.. وهل بالفعل المجتمع الدولي جاد في الضغط على القوى الإقليمية الداعمة للنظام السوري للإطاحة بالأسد أم أنه يناور؟ لاشك أن القضية السورية أصبحت "مدولة" بفاعلية، وللأسف الطرف الدولي المؤيد للنظام هو الأقوى، لأن الطرف الثاني الذي ادعى أنه مع الشعب السوري ومع حريته "نكص على عقبيه" وتخلى عنه، وأقصد بذلك الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، ومع ذلك من الممكن أن تتغير الأمور لصالح الشعب السوري، لو أن تركيا تحررت قليلاً من القيود التي تغل أياديها، لأن الأطراف الأخرى الداعمة للشعب السوري مثل قطر والسعودية لا تملك شيئاً بدون تركيا، وتركيا للأسف لديها قيود كثيرة داخلية وخارجية مثل ما يتعلق بأجهزة الدولة، والتي لا تزال غير متعودة على تلقي الأوامر من حكومة منتخبة ديمقراطياً، وهناك عامل الإرهاب أيضاً الذي بدأ يضرب في الداخل التركي بقوة، سواء من جماعات كردية متطرفة، أو من جماعات تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية. أيضا، فتركيا لديها قيود أخرى كونها عضوا في الناتو، ولأن أعضاء الحلف لا يريدون خوض صراع مع روسيا في سوريا، وهذا ما عبر عنه مؤخراً وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، ومما أسلفنا فإن هناك قيودا كثيرة على تركيا تجعل يدها مغلولة عن التدخل في سوريا، وجميع القوى الداعمة للشعب السوري لا تستطيع أن تقوم بشيء بدون تركيا، وهذا في حد ذاته يعقد حل الأزمة السورية، وربما يطيل عمرها.

1084

| 05 مارس 2016

تقارير وحوارات alsharq
د.التميمي: قيام محور قطري - سعودي - تركي سيخفف من غلواء الثورات المضادة

كشف الدكتور عزام التميمي مدير معهد الفكر الإسلامي في حواره لـ "بوابة الشرق" أن النظام المصري والسلطة الفلسطينية هما من يمنعان رفع الحصار عن غزة، بل وأوقفوا جميع الإجراءات التى كانت سترفع الحصار بعد العدوان الأخير خوفاً من إحتساب ذلك نصراً لحركة حماس .وتوقع التميمي ان إسرائيل في طريقها لتجاوز النظام المصري بعد أن اعلنت عن موافقتها إنشاء ميناء بحري وربما جوي في المستقبل، وانها في الايام المقبلة ستقبل بهدنة طويلة المدى مع حركة حماس . الدكتور عزام التميمي يتحدث لـ "بوابة الشرق"وشبه التميمي الوضع المصري بما حدث في تشيلي عام 73 بعد ان اطاح الجيش هناك برئيس منتخب، لكنه توقع ان يعود الشعب المصري الى رشده ويدرك ان ما حدث كان خطئاً .واعتبر التميمي ان العالم الغربي وايران قد ربحا من الاتفاق الاخير الخاص بالملف النووي، وان الغرب لم يعترض على النفوذ الايراني في سوريا والعراق .واشاد بالتغيرات التى حدثت في السعودية وخاصة فيما يتعلق بزيارة خالد مشعل لها، وإعادة النظر في العلاقة مع ابوظبي ورفض كل مطالب النظام المصري والى نص الحوار ... كونك فلسطيني لماذا الى الان لم يرفع الحصار عن غزة برغم ان هناك اتفاقا بعد العدوان الاخير على رفعه؟لان هناك قوتين اقليميتين لا تريدان للحصار أن يرفع،وهما النظام المصري والسلطة الفلسطينية، فبعد الحرب الاخيرة كانت هناك سلسلة من الاجراءات تؤدي لرفع الحصار، ولكن للاسف توجه النظام في مصر الذى استعدى حماس وغزة، وكذلك السلطة التى تعتبر رفع الحصار نوعا من الانتصار لحماس، وتعزيزا لمكانتها، حالا دون رفعه .وانا اعتبر العامل الاسرائيلي في الحصار عاملا ثانويا، بمعنى ان اسرائيل كان يمكن ان تضطر لرفع الحصار، لولا ان العامل العربي كان مساندا لها .حماس والنظام المصري تقول ان النظام المصري هو الذى يمنع رفع الحصار ومع ذلك نجد قيادات حماس لا توجه النقد له وكأنها في حالة رضى عما يحدث؟قيادات حماس تمارس دور السياسي، الذى لا يريد أن يفاقم من الازمة، فلو انتقد قياديو حماس النظام المصري بشكل مباشر لربما زاد هذا من الحصار، ومزيد من العقوبات، بحق أهل غزة، وما ألحظه ان قادة حماس يحاولون مد الجسور مع النظام المصري، ومع ذلك فان النظام المصري غير مقبل على ذلك .ولماذا السلطة الفلسطينية تمنع رفع الحصار عن غزة ؟لانها تريد أن تعود لحكم غزة، وهى تخشى إن رفع الحصار عن غزة الا تستعيد السيطرة عليها،فهى تستخدم الحصار للضغط على القطاع .كما ان السلطة الفلسطينية، تعتبر أن رفع الحصار سيرفع من شعبية حماس ويزيد من أسهمها، والسلطة بالطبع تعتبر حماس خصما، ومنافسا ومن ثم لاتريد لها ان تنتصر .لكن حماس في العدوان الاخير اعلنت رفضها توقيع أي اتفاق الا بعد رفع الحصار .. ثم بعدها وقعت ولم يرفع الحصار؟قلت لك من قبل ان حماس تمارس دور السياسي، والسياسي يتعامل مع الواقع، ولا يتعامل مع الاحلام، فالسياسي النزيه والوطني المخلص يعرف حدود ما يمكن أن ينزل اليه ولا يتجاوزه، ففيما عدا قضية الاعتراف بإسرائيل هناك اجتهادات، فيمكن أن يرى أن من مصلحته الا يصعّد، وفي ظرف آخر يمكن له أن تصعد .فعندما حدثت الحرب الاخيرة كان الكيان العربي للاسف يقف لصالح الكيان الصهيوني، وكلهم، إلا القليل جدا، كانوا يهدفون لتأديب حركة حماس وتقليم أظافرها، حتى لو أدى ذلك لتدمير قطاع غزة، لكن النتائج جاءت مخيبة لآمالهم فقد صمد اهل القطاع امام القوة الاسرائيلية العاتية الامر الذى ادى لرغبة عند الطرفين "حماس – إسرائيل" بالتهدئة لان المقابل هو التدمير عند الطرفين، وبالفعل حصلت التهدئة وبشروط، هذه الشروط كان الضامن لها الطرف المصري نظرياً، ولكن عمليا للاسف النظام في مصر دخل في حملة تشويه ضد حماس واتهمها بالارهاب، واعتبرغزة تهدد الامن القومي المصري، فما كان من الممكن ان يظل ضامنا للاتفاق، لذا فقد مات الاتفاق . لولا مساندة الأنظمة العربية لأرغمت أسرائيل على رفع الحصار غزة.. النظام المصري والسلطة الفلسطينية يمنعان رفع الحصار عن القطاع.. أصوات داخل اسرائيل توافق على انشاء ميناء بحري في غزة وهدنة طويلة الاجل وبرغم ذلك فقد ادى هذا الامر لنوع من التهدئة بين الطرف الاسرائيلي والفلسطيني متمثلا في حركة حماس دون تنفيذ أي من بنود الاتفاق نظرا لغياب الضامن الا وهو الطرف المصري .والان ونظرا للتغيرات الاقليمية في المنطقة، اصبح لاسرائيل رغبة جدية في العودة لاستئناف المفاوضات حول هدنة متوسطة او طويلة الاجل، بل والاكثر من ذلك أن هناك اصواتا داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية توافق من حيث المبدأ على إنشاء ميناء بحري وربما ايضا ميناء جوي، وفي يقيني لو كان الوضع في مصر غير الذى عليه الان او مساندا لغزة لحصلت غزة على اتفاق طويل المدى . وهل تتوقع أن تتجاوز إسرائيل النظام المصري وترفع الحصار؟أنا اسمع من بعض المصادر بأن الاسرائيليين يريدون تجاوز النظام المصري لان مصلحتهم في ما يظنه بعضهم تستوجب تهدئة طويلة المدى مع غزة، وتنفيذ فكرة السماح بالميناء البحري والتىهىبالاساس تجاوز النظام المصري، كما أن هناك حركة نشطة ما بين قطاع غزة والكيان الصهيوني من خلال عدة معابر، وهذا بالطبع خلافا لرغبة الجانب المصري .الوضع المصري ما نظرتك كمحلل سياسي للوضع المصري؟الوضع المصري الحالي يشبه لحد كبير ما حدث في تشيلي عام 1973عندما حصل هناك تحول ديمقراطي، وجيء برئيس منتخب لم يعجب الجيش، ولم يعجب رجال الاعمال، ولاالإعلام، فتحالفوا مع السي اى ايه واسقطوه، ونصّبوا بينوشيه رئيسا، والذى حكم بالنار والحديد وأذل شعب تشيلي وقتل منهم الآلاف، ثم بعد ذلك عاد الشعب الى رشده واستعاد وعيه، بعد أن كانت شيلي شبيهة بالوضع المصري من حيث حالة الاستقطاب والانقسام الحاد ما بين من يري ان هذا الرئيس المنتخب سيضر بمصالحة ومن يرى ان بينوشيه هو الاحق بالرئاسة وهو الفرصة الوحيدة للنهوض .وان أرى ان المشكلة الان في مصر ليست مع انقلاب عسكري انقلب على نظام ديمقراطي، وليست مع طبقة فاسدة تآمرت على خيار الشعب،وانما المشكلة الحقيقية مع قطاع كبير من الشعب المصري والذى صفق للانقلاب عندما وقع، ولم يكن يعي خطورة ما كان يجرى، وهذا ما يجعلنا نقول ان الامر يحتاج لوقت حتى يستعيد الناس توجههم الحقيقي، ولكى يدركوا أن هذه الانقلابات العسكرية لا تأتى بخير، وانا شخصيا متفائل واعتقد أن الامر مجرد وقت، وسيزول هذا الانقلاب وستستأنف مصر نهضتها، من خلال مسار ديمقراطي صحيح .الدعم الإسرائيلي لكن الكثير يقول ان الانقلاب لن يسقط على المدى القريب نظرا لوجود داعم قوي له الا وهو إسرائيل ؟دعم إسرائيل لا يكفي لاستمرار الانقلاب؟ وتثبيت النظام في مصر، فنظام مبارك كان مدعوما من إسرائيل واسقطه الشعب، كما أن إسرائيل وحدها لم تكن قادرة على إسقاط مرسي، او أي رئيس منتخب،فالذى اسقط الرئيس المنتخب ليست هى إسرائيل او أمريكا وانما المنظومة العربية التى خشيت من الربيع العربي، وهى التى موّلت ودعمت، فما كان من إسرائيل وأمريكا الا انهما رحبا، وانا لا اذيع سرا فمن خلال حواراتي مع مسؤولين إسرائيليين وامريكان انهما كانا على استعداد للتعامل مع نظام الاخوان في مصر، وكانوا على استعداد للتعامل مع الرئيس مرسي، وكانت إسرائيل تسعي لتوسيط دول اوروبية لفتح قناة حوار مع الرئيس مرسي، لان إسرائيل وأمريكا شعرت بان هذه الثورة جاءت بواقع جديد، لم يكن من مصلحتها أن تقف في وجهها، لكن الذى شجعهم للانقلاب عليها هو الموقف العربي، وموقف النخب التى خشيت من التحول الديمقراطي على مصالحها،وبالتالى لا ينبغى أن نلوم إسرائيل على كل ما يجرى في المنطقة . ما يحدث في مصر الان مشابه لماحدث في شيلي ابان حكم بينوشيه.. اوباما كان ينوى منذ اول يوم له في الرئاسة أن يحول إيران من عدو لصديق.. الغرب منع إيران من تطوير برنامجها النووي وخبراء اسرائيليون كانوا يشرفون على الاتفاق الملف النووي ننتقل الى الملف النووي..برأيك من الرابح في الاتفاقية الاخيرة هل هى ايران ام العالم الغربي؟كلاهما رابحان، فالغربيون ليسوا سذجاً كى يدخلوا في صفقة كهذه مع ايران، وايضا الايرانيون ليسوا كذلك، وربما الكثير لا يعلم أن سياسة اوباما من اليوم الاول الذى جاء فيه للرئاسة،هى تحويل إيران مع عدو الى محايد ان لم يكن صديقا وهذا من اليوم الاول .ولماذا هذا التوجه من قبل اوباما ناحية إيران ؟لانه يري إيران دولة كبيرة، ولها نفوذ إقليمي، ولها أذرع تمتد في لبنان وباكستان، وأفغانستان وآسيا الوسطى وأفريقيا،وبالتالىهى دولة ليست بسيطة،وبالتالى فان اوباما كان يخشى انه لو لم يتم التوصل لتسوية مع إيران فإن إسرائيل كانت ستجر العالم لحرب لا يرغب فيها، لان إسرائيل كانت تهدف للتصعيد مع إيران .وما الذى استفاده العالم الغربي وإيران من الاتفاق ؟إيران استفادت برفع الحظر الاقتصادي عنها، والغرب استفاد بمنع ايران من تطوير برنامجها النووي، وانا لا اصدق الدعاية الايرانية التى تقول ان إيران ستكون يدها مطلقة في البرنامج النووي، بل العكس هو الصحيح فلقد غلت يد إيران في برنامجها النووي بكل تأكيد وقد صرح بذلك الغربيون بان الاتفاقية كانت بالتشاور مع خبراء نوويين إسرائيليين، لتحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة للايرانيين، ايضا ايران تقول انه ليس من مصلحتها ان تقوم بتطوير برنامج نووي اذا بقيت العقوبات مفروضة عليها، وخاصة ان لديها حراكا شعبيا بدأ يضجر ويتذمر، ويشكو من الغلاء ومن الاوضاع المعيشية .العرب والإتفاق النوويوماذا عن رؤية العالم العربي وخاصة الخليجي من الاتفاق ؟ هناك وجهات نظر متضاربة، والسبب أن كثيرا من العرب بمن فيه الكثير من الاعلاميين للاسف، يتعاملون بعاطفة مع الاحداث، ولا يتعاملون من باب التحليل السياسي، وفهم حقيقة ما يجرى وتداعياته، فانهماذا كرهوا ايران كرهوا كل ما له علاقة بايران، والعكس صحيح، والسياسة لا تقوم على الحب والبغض، وانما تقوم على المصالح .وهل يتضمن الاتفاق جوانب وقضايا اخرى مثل تخلي ايران عن نظام الاسد مثلا او تراجع ايران عن تمددها في المنطقة؟انا أميل من وجهة نظري الى ان احد التنازلات الذي قدمه الغرب لايران هو السكوت عن نفوذها في سوريا وفي لبنان، وليس العكس، لان الغربيين كانت لهم اولويات في تفاوضهم، ومن خلال متابعتي لم أرَأي ضغوط على ايران اثناء المفاوضات لكى تقلص نفوذها في المنطقة، لان امريكا واسرائيل والغرب لديهم مصلحة في دور إيراني في سوريا وليس العكس.ماذا لدى الغرب من مصلحة في دور ايراني في سوريا ؟لسببين .. هما ان الغرب لايريد سقوط النظام السوري دون أن يتحقق بديل له مرضى عنه لديهم، ولا يحدد مصالح إسرائيل، وهذا ليس له علاقة بحب بشار او كرهه، لان الامر متعلق فقط بالمصالح. إيران تروج كذبا أن يدها مازالت مطلقة في البرنامج النووي بعد توقيع الاتفاق.. الغرب لم يضغط على ايران لتقليص نفوذها في سوريا والعراق وربما العكس صحيح.. "داعش" ظاهرة ناتجة عن حالة الإحباط التي أصابت العالم العربي بعد الانقلاب العسكري في مصرالسبب الثاني هو ظاهرة "داعش"وما يمكن ان يعتبر ضمن جوقتها ممن تعتبرهم امريكا تنظيمات ارهابية، وهذه التنظيمات يعتبر الغرب المقابل لها هو المد الشيعي وهذه موازنات يتعاملون معها .التغيرات في السعودية كيف تنظر للتغيرات الجديدة في السعودية وهل ستنعكس ذلك بشكل ايجابي على القضية الفلسطينية وباقى القضايا العربية؟لقد استبشر الكثير بالتغيرات التى حدثت في السعودية، بعد أن وصلت العلاقات العربية، وطريقة التعامل مع التمدد الايراني، لطريق مسدود قبيل وفاة الملك عبدالله ولكن للاسف جاءت مشكلة اليمن، التى استغرقت السعودية في شغل يومي، وربما هذا جعلها لاتتفرغ لقضايا اخرى ملحة، وهى محقة في ذلك، لان سيطرة الذراع العسكري لايران (الحوثي) على اليمن وهى الحديقة الخلفية للسعودية جعلها تتفرغ لهذا الامر وتصير المشكلة اليمنية اكثر الحاحا من المشاكل الاخرى .لكن بلاشك هناك مؤشرات إيجابية في هذه التغيرات ومنها ان هناك محورا قد تشكل لم يكن يخطر بالبال وهو محور (قطر –السعودية - تركيا) هذا المحور على الاقل يخفف من غلواء الثورات المضادة التى انهكت الجماهير العربية .من المؤشرات الايجابية ايضا الزيارة الاخيرة للاخ خالد مشعل للسعودية والتى تأخرت كثيرا نظرا للحدث اليمني،والتى تمخضت عن الافراج عن المعتقلين التابعين لحركة حماس في سجون السعودية.ايضا فإن التغيرات في السعودية جعلت المملكة لا تتوافق ابدا مع النظام الانقلابي في مصر مع كل ما يطلب، وفي كل ما يعمل، بل هناك تسريبات تشير الى ان المملكة حاولت ان تضغط لوقف بعض السياسات وخاصة ضد قطاع غزة .وايضا من المؤشرات اعادة النظر في التحالف بين ادارة ابوظبي والمملكة، لان هذا التحالف كانت له آثار سلبية على الربيع العربي والمنطقة .وماذا عن العلاقات الامريكية السعودية ؟اعتقد ان المملكة ستظل بالنسبة للامريكان حليفا مهما، وان كان هناك قلق بالنسبة للسعودية بشأن الاتفاق النووي، لكن اتصور على المدى البعيد ينبغي ان تفكر ادارة المملكة بالتصرف مع الايرانيين وغيرهم كند حكيم وحليم في نفس الوقت كما يفعل الاتراك مثلا .تنظيم الدولةكيف تنظر لظاهرة تنظيم الدولة "داعش" وتمدده في المنطقة ؟هذه الظاهرة كأي ظاهرة شبيهة في المجتمعات البشرية هى ناجمة عن حالة من الإحباط، فالعامل الاساسي هو العامل السياسي، وليس عاملا فكريا او ايدولوجيا كما يروج البعض، فالشاب العربي عندما يرى مسيرة سلمية للاصلاح "الربيع العربي" وتُستخدم القوة في مواجهتها، وبطشها، فان هذا الشاب يصبح فريسة للافكارالتى تقول له إن السلمية لا تجدي نفعاً وانه لابد من اللجوء للعنف حتى يتحقق ما يحال بينك وبينهم .وانا شخصيا اعتقد ان الانقلاب العسكري الذى جرى في مصر هو الذى جعل تنظيم كداعش والذى هو امتداد للقاعدة يظهر على السطح . لكن داعش ظهرت في العراق وسوريا ولم تظهر في مصر بعد الانقلاب؟ما حدث في مصر جعل المالكي يقتدي به مع العراقيين المعتصمين سلميا، وهو الذى ولد داعش مباشرة .والكل يعلم ان تنظيم القاعدة عندما بدأ الربيع العربي رحب به، وأيقن ان نظريته في التغيير كانت خاطئة، وان نموذج التغيير السلمي قد أحدث ما كان يرجوه بالعنف، لكن عندما اجهض الربيع العربي عادت رموز القاعدة وكثير من الشباب المتعطش للدماء للعنف مرة اخرى بدعوى ان السلمية لا تجدى نفعا .لكن الغرب يتفهم هذه الامور، ومع ذلك يدعم الانظمة القمعية التى تولد العنف ؟ إذا كنت تقصد صناع القرار السياسي في الغرب فهذا صحيح، لان هذه الحكومات تخشى من نجاح الديمقراطيات في العالم العربي حتى لا نعاملها بالند، لكنا الغرب ليس شيئاً واحدا، والشعوب تنظر الى الامر بوجهة نظر مختلفة عن حكوماتهم . الدكتور عزام التميميإذًا انت ترى عدم توافق بين السياسة الخارجية والداخلية للغرب ؟بالطبع نعم وهذه الجدلية الان تشغل العالم الغربي كثيرا ولقد دعيت لالقاء محاضرة في المخابرات البريطانية "MI5" في عام 2005،بعد تفجيرات الانفاق، وطلب منى ان القى محاضرة حول مفهوم الجهاد في الاسلام وهناك قلت لهم انكم يطلب منكم أن تحرسوا هذا البلد، ولكن الذين يطلبون منكم هذه المهمة هم الذين يتسببون بالكوارث لكم بما يمارسونه من سياسات، فاذا لم تتوافق السياسة الخارجية مع مفاهيم الديمقراطية والعدالة والحرية؛ فإن الخطر سيظل يهدد هذه البلاد وجهودكم ستكون بلا طائل .أخيرا هل كان بوجهة نظرك صعود التيار الاسلامي وتصدره للمشهد بعد ثورات الربيع العربي خطئاً ؟إطلاقا كيف يكون خطئاً ؟..، أنا اعجب من الذين يتعجلون الحكم على مفاصل تاريخية، فنحن امام مفصل تاريخي هى حياة الامة، وأعتبر أن قرار الاخوان المسلمون خوض التجربة في مصر مثلا قرار صائب، ومن المبكر جدا أن نحكم على التجربة الان، واعتقد ان ما قدمه الاخوان من سجن وقتل لاعضائهم هو ثمن لابد منه، فنحن الان ننسلخ من منظومة فاسدة، ظالمة، استبدادية حكمتنا لمدة قرنين من الزمن، لكى ننطلق لعصر جديد من النهضة والارادة .

623

| 31 يوليو 2015