ساد توتر، أمس الجمعة، في مدينة صغيرة تقع شمال غرب الولايات المتحدة وشهدت تظاهرات بعد مقتل مهاجر رجل مكسيكي مشرد برصاص الشرطة التي كان يرشقها بالحجارة. ووقع الحادث، الثلاثاء الماضي، في باسكو في ولاية واشنطن بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها شرطيون بيض ضد سود في الولايات المتحدة وأدت إلى تظاهرات في البلاد. وقال الطبيب الشرعي دان بلاسديل، في مقابلة مع صحيفة "سياتل تايمز"، "لا نريد فرجسون جديدة في باسكو"، ملمحا بذلك إلى المدينة الواقعة في منطقة سانت لويس، حيث قتل شاب أسود أعزل برصاص شرطي أبيض، مما أدى إلى تظاهرات عنيفة. وقتل المشرد المكسيكي الثلاثاء في المدينة الصغيرة، عندما تصدت الشرطة لأنطونيو زامبرانو مونتيز الذي كان يرشقها بالحجارة. وأظهر تسجيل فيديو 3 شرطيين يوجهون أسلحتهم إلى الرجل بعد مطاردته عند مفترق طرق. وقال الشرطيون إنهم حاولوا شل حركته بمسدس تيزر، لكنه واصل مهاجمتهم على الرغم من الصدمات الكهربائية. إلا أن الضحية ظهر في الفيديو وهو يرفع ذراعيه ويهرب قبل ثوان من إطلاق النار عليه.

أفادت صحيفة أمريكية، أمس السبت، أن الشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود الأعزل، مايكل براون "18 عاما"، في فرجسون، في حادث أشعل فتيل توترات عرقية وتظاهرات عنيفة في عموم البلاد، قدم استقالته من الشرطة. وقالت صحيفة "سانت لويس بوست-ديسباتش"، إن ويلسون أرسل رسالة إلى القيادة العامة للشرطة يبلغها فيها باستقالته لدواع أمنية. وكتب ويلسون في رسالته، حسبما نقلت الصحيفة، "كنت أود الاستمرار في العمل في الشرطة ولكن سلامة بقية عناصر الشرطة والمجتمع بأسره ترتدي أهمية كبيرة جدا بالنسبة لي". مضيفا، "لقد قيل لي إنني في حال استمررت في ممارسة مهنتي سأشكل خطرا على السكان وعلى عناصر الشرطة في فرجسون، وهو احتمال يتعين عليَّ أن أمنع حدوثه". وكان المحامي نيل برونتريجر وكيل الدفاع عن ويلسون، أعلن الأربعاء الماضي، أن موكله سيستقيل من سلك الشرطة ولن يعود إليه أبدا.

تتواصل الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المدن والولايات الأمريكية، للتنديد بقرار هيئة المحلفين، القاضي بعدم توجيه اتهام للشرطي "دارين ويلسون"، لإطلاقه النار على الشاب الإفريقي الأمريكي الأعزل، مايكل براون، ما أدى لمقتله، في الـ9 من أغسطس الماضي. واتسع نطاق الاحتجاجات في العاصمة الأمريكية واشنطن، إذ احتشدت جماعات من المحتجين في العديد من المناطق بالمدينة، بدعوة من مؤسسة أهلية من المدافعين عن حقوق السود تُسمى "مشروع الشباب الأسود 100". ونظم المحتجون هذه التظاهرات من أجل لفت الانتباه إلى أن إحدى الدراسات التي أثبتت أن أسودا يقتل على يد الشرطة الأمريكية كل 28 ساعة، ولحث الإدارات المعنية إلى اتخاذ خطوات جادة من أجل التصدي لهذه الظاهرة. واجتمع المحتجون أيضا أمام المؤسسات التي تملك في يدها صلاحية فرض عقوبات على الشرطة التي يتهمونها بممارسة تمييز عنصري ضد أصحاب البشرة السوداء في البلاد، وقاموا خلال وقفتهم بتمثيل مشهد لشخص قتيل لمدة 4 دقائق للفت الانتباه إلى أن جثة "براون" تُركت في الشارع 4 ساعات بعد قتله. وفي سياق متصل، أعلن مدير أمن مدينة "سانت لويس" بولاية ميزوري، في مؤتمر صحفي، عن توقيف 82 شخصاً على خلفية أعمال العنف التي تخللت التظاهرات مساء أمس الثلاثاء، مضيفاً أن 10 آلاف عنصر من الشرطة أدوا وظائفهم خلال احتجاجات فيرجسون. ومن جهته، دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى معاقبة الذين مارسوا أعمال عنف، أمس الثلاثاء، احتجاجا على الحكم بعدم توجيه تهم إلى شرطي أبيض، اتهم بالتورط في مقتل شاب أسود في مدينة فيرجسون، بولاية ميسوري الأمريكية. وقال أوباما، تعقيبا على وقوع أعمال شغب ونهب متاجر ومصادمات بين الشرطة والمدنيين في فيرجسون، "الإحباط الذي شاهدناه ليس متعلقاً بحادثة واحدة، بل له جذور عميقة في العديد من المجتمعات الملونة "الأقليات غير البيضاء" ممن تشعر بأن قوانين لا تطبق دائماً بشكل موحد أو عادل".

نزل آلاف الأمريكيين إلى الشوارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من سياتل إلى نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس أنجلوس، مساء أمس الإثنين، إثر قرار القضاء عدم ملاحقة شرطي أبيض قتل شابا أسود في فرجسون، في أغسطس الماضي. وبعد إعلان قرار هيئة المحلفين توجه مئات المتظاهرين إلى ساحة تايمز سكوير في نيوروك، حاملين لافتات سوداء كتب عليها "العنصرية تقتل" و"لن نبقى صامتين" وتندد بـ"عنصرية الشرطة". وردد المحتجون الذين تزايدت أعدادهم مع الوقت، "لا عدالة لا سلام"، فيما شبه البعض الشرطة بمنظمة "كو كلاكس كلان"، ووجهوا إليها شتائم. وكانت مروحية تابعة للشرطة الأمريكية، تحلق فوق أشهر ساحة في العالم وقد حضر قائد شرطة نيويورك، بيل براتون، إلى تايمز سكوير، حيث ألقى أحد المحتجين على وجهه طلاء أحمر. وتجمع المتظاهرون أيضا في ساحة يونيون سكوير، إلى جنوب مانهاتن، فيما قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التوجه إلى هارلم سيرا على الأقدام، فتقدمت في الجادة السابعة خلف لافتة تطالب بـ"العدالة من أجل مايكل براون"، الشاب البالغ من العمر 18 عاما الذي قتل بالرصاص في فرجسون في أغسطس. وفي واشنطن تجمع بضع مئات المحتجين أمام البيت الأبيض، هاتفين، "ارفعوا أيديكم لا تطلقوا النار"، الشعار الذي اعتمده المتظاهرون منذ وقوع المأساة في مدينة فرجسون الصغيرة في ميسوري. وأعلن قرار هيئة المحلفين بعدم ملاحقة الشرطي دارن ويلسون، خلال مؤتمر صحفي. ومن جهته، وجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما من البيت الأبيض، نداء طالب فيه بالهدوء، قائلا، "إننا أمة تقوم على احترام القانون"، داعيا جميع الذين يعارضون قرار القضاء إلى التعبير عن معارضتهم "بطريقة سلمية"، مشددا على أن عائلة مايكل براون نفسها دعت إلى تفادي العنف.

شارك مئات الأمريكيين باحتجاج في شوارع فيرجسون، بولاية ميزوري الأمريكية، أمس السبت، مطالبين بالعدالة، بعد 3 أسابيع من إطلاق ضابط شرطة أبيض وقتله المراهق الأسود الأعزل مايكل براون، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية. وقال المحتجون، على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن مسيرة أمس نظمت للاحتجاج على حالات القتل، التي تقوم بها الشرطة وحالات التستر. وقتل ضابط شرطة فيرجسون، الشاب الأسود، دارين ويلسون براون، البالغ من العمر19 عاما، في الـ9 من أغسطس الجاري. وفجر القتل احتجاجات عنيفة في ضاحية سانت لويس، وجذب الاهتمام العالمي نحو علاقات الأعراق في الولايات المتحدة. واشتبكت الشرطة مع المحتجين في فيرجسون، عدة لأيام، بعد وفاة الشاب الأسود، وانتقدت السلطات لقيامها باعتقالات جماعية واستخدام العتاد العسكري الذي وصفه بعض المراقبين بأنها طرق قاسية.

ردت واشنطن على الانتقادات التي وجهتها إليها القاهرة، اليوم الأربعاء، على خلفية الإضرابات العرقية التي تشهدها ضاحية فرجسون بولاية ميزوري، مؤكدة أن الولايات المتحدة تعالج مشاكلها "بنزاهة وشفافية". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، إنه "عندما تكون لدينا مشاكل وقضايا في هذا البلد فنحن نعالجها بنزاهة وشفافية". وأضافت هارف، أن "الناس أحرار في قول ما يريدون، هذه حرية التعبير، ولكن أنا اختلف تماما مع مقولة، إن ما يجري هنا تمكن مقارنته بالأوضاع في البلدان المذكورة". متابعة، "هنا في الولايات المتحدة، نحن نأخذ في الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بشفافية ونزاهة وصدق، مقابل ما يجري في أي دولة أخرى في العالم". وأضافت هارف، "هذه هي حلاوة حرية التعبير التي ننعم بها في الولايات المتحدة، إنها حرية التعبير التي لا يمكننا أن نقول إنها تحظى بنفس الاحترام في مصر". وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت، أمس الثلاثاء، أنها تتابع، عن كثب، الاحتجاجات في مدينة فرجسن بولاية ميزوري الأمريكية التي انتشرت فيها قوات الحرس الوطني إثر اضطرابات عرقية، مؤيدة دعوة للأمم المتحدة بضبط النفس واحترام حق التجمع.

قالت السلطات الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن الشرطة تعرضت لإطلاق نار كثيف، وألقت القبض على 31 شخصا، خلال احتجاجات في فيرجسون بولاية ميزوري، فجرها مقتل شاب أسود غير مسلح على يد ضابط شرطة أبيض قبل 10 أيام. وقال الكابتن رون جونسون، في مؤتمر صحفي، "لم يطلق الضباط حتى رصاصة واحدة رغم تعرضهم لهجوم شرس، مساء أمس الإثنين". واندلعت احتجاجات سلمية في معظمها، تخللتها أعمال عنف من مجموعات صغيرة منذ مقتل الشاب الأسود مايكل براون "18 عاما"، في واقعة مع رجل شرطة أثناء سيره في شارع سكني في فيرجسون، في الـ9 من أغسطس الجاري.

أطلقت الشرطة الأمريكية، أمس الإثنين، لليلة الثانية على التوالي، القنابل المسيلة للدموع باتجاه متظاهرين في بلدة فرجسون في ميزوري، حيث قتل شاب أسود برصاص شرطي منذ 9 أيام. وطلبت الشرطة، المدعومة من مدرعة لقوات التدخل السريع وطوافة، من الحشد المؤلف من حوالي 100 متظاهر التراجع، ورمى عناصر الشرطة وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين عمدوا إلى الفرار، وتم اعتقال شخصين، على الأقل. وتمركزت قوات الحرس الوطني التي نشرت، أمس الإثنين، في فرجسن، في مركز قيادة الشرطة ولم تتدخل. ووقعت الاضطرابات، مساء أمس، قرب الشارع الذي كان يسكنه الشاب، مايكل براون "18 عاما"، الذي قتله شرطي في فرجسن بضاحية سانت لويس. وقال خبراء شرعيون، كلفتهم عائلة براون، إن الشاب أصيب بـ6 رصاصات، بينها اثنتان في الرأس. وأدى مقتله إلى اندلاع احتجاجات واشتباكات ليلية، بشكل يومي، مع قوات حفظ الأمن، ما دعا محافظ ميزوري، جاي نيكسون، إلى طلب انتشار قوات الحرس الوطني.