في مشهد مؤثر ينضم إلى مسلسل المآسي المتكررة للاجئين قرروا الفرار إلى أوروبا، هرباً من جحيم الحرب والاضطهاد في بلادهم، جلس عراقي يبكي زوجته بحرقة بعد غرقها قرب سواحل تركيا أثناء محاولتهم العبور إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. ونشرت وسائل اعلام مختلفة، مقطع فيديو مؤثر لجد عراقي يبكي فراق زوجته البالغة 65 سنة، وهي ممددة على أحد الشواطئ التركية، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة أمام أحفادها وأبنائها الذين حاولوا دون جدوى إنعاشها عقب غرق القارب المطاطي الذي استقلته العائلة رفقة 40 شخصاً آخرين. ويظهر في الفيديو حالة الحزن التي سيطرت على عائلة الجدة الغريقة، فيما كانت إحدى العاملات في المنظمات الإنسانية التركية تواسي جدهم الحزين. وذكر أهالي الضحية أن "المهربين دفعوا بالكثير من الأشخاص إلى القارب المطاطي الصغير ما تسبب في امتلائه بالمياه وغرق جدتهم"، وفق موقع القبس الكويتية. يأتي هذا في وقت لقي فيه 12 مهاجرا اليوم حتفهم، بعد غرق مركبهم قبالة السواحل التركية، بينما كانوا في طريقهم الى اليونان، في حين نجحت قوات خفر السواحل التركية في انقاذ 25 مهاجراً آخراً. وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد ذكرت أن نحو 400 ألف شخص وصلوا إلى اليونان هذا العام. ويحاول آلاف اللاجئين الفارين من سوريا والعراق وأفغانستان الهروب من ويلات الحروب والاضطهاد، إلى جزر اليونان القريبة من سواحل تركيا، عبر بحر "إيجه" في رحلة قصيرة لكنها دائما مجهولة النهاية.

روى والد الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا وأثارت صورته صدمة في العالم، أن ولديه "انزلقا من بين يديه" حين انقلب المركب الذي كان يقلهم الى اليونان. وأضاف عبدالله شنو، متحدثا لوكالة دوجان للأنباء التركية "كان لدينا سترات نجاة لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الناس نهضوا.. كنت أمسك يد زوجتي لكن ولداي انزلقا من بين يدي". والد الطفل إيلان ينخرط في البكاء بعد خروجه من المشرحة وأثارت صورة جثة الطفل البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. وكان بين مجموعة من 12 مهاجرا سوريا غرقوا ليل الثلاثاء الأربعاء بعد انقلاب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية. عبدالله الكردي والد الطفل السوري الغريق وعثر على الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب "5 سنوات" ووالدتهما ريحانة. وقال الوالد "كان الظلام مخيماً والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي، حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهدياً بالأضواء لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت الى اليابسة"، مضيفا "ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت بالكارثة". والد الطفل السوري وقال الرجل المتحدر من مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا، أنه حاول عبثاً في السابق الوصول إلى اليونان مع عائلته غير أن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا مركبهم.