رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
جامع عمرو بن العاص في مصر يتلألأ في العشر الأواخر من رمضان

على مدار أيام شهر رمضان المبارك، تلألأت المساجد التاريخية في مصر باستقبال المصلين في صلوات التراويح والتهجد في مشاهد إيمانية مميزة، لا سيما في مسجد عمرو بن العاص الذي يتمتع بمكانة خاصة في قلوب المصريين خلال الليالي العشر الأخيرة من الشهر الفضيل. فبهذه الأجواء الروحانية خلال شهر رمضان المبارك، تتسلط الأضواء على الدور المهم للمساجد التاريخية في مصر، منها جامع عمرو بن العاص، الذي كان أول مسجد تأسس في البلاد في العام 20 هـ / 641 م، حيث ظل منذ ذلك التاريخ من بين أكثر المساجد استقبالا للمصلين من المصريين والطلاب الأجانب الوافدين، خاصة في الاحتفال بليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من الشهر المبارك، واحتضانه المشهد الأبرز للدعاء في هذه الليلة. ويملأ عبق التاريخ هذا المسجد العريق الذي كان يعرف أيضًا بمسجد الفتح، والمسجد العتيق، وتاج الجوامع، حيث كان مركزًا للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي في قلب مدينة القاهرة التاريخية التي تعد واحدة من أهم المدن التراثية وأكبرها في العالم، بما تحويه من مساجد جامعة تروي تاريخا حافلا بالمجد والعزة منذ دخول الإسلام أرض مصر في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على يد الصحابي عمرو بن العاص عام 20 هـ / 641 م، والذي أنشأ هذا الجامع في قلب مدينة الفسطاط عاصمة مصر الإسلامية الأولى. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد الكحلاوي أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار في جامعة القاهرة ورئيس اتحاد الأثريين العرب، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن المساجد الجامعة أو مساجد الأمصار مثل جامع عمرو بن العاص لها قدسيتها عند جميع المسلمين في بلدانهم لأنها من تأسيس الصحابة أو التابعين، مضيفا أن هذه المساجد كانت تعرف بالمساجد العمرية نسبة إلى عمر بن الخطاب صاحب الفتح أو مساجد أهل الراية من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأشار إلى أن جامع عمرو بن العاص يأتي من بين أبرز هذه المساجد التي تشهد إقبالا كبيرا من المصلين على مر العصور تيمنا بما كان يفعله الصحابة، حيث توارث الشعب المصري هذه العادة الطيبة من الفتح الإسلامي ، لافتا إلى أن تعلق المصريين بجامع عمرو بن العاص والمساجد الجامعة يظهر جليا في شهر رمضان المبارك، وإحياء لياليه المباركة. وفي ذات السياق، يقول المؤرخ والباحث في مجال الآثار الإسلامية سامح الزهار، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن المصريين ارتبطوا بالمساجد التاريخية ارتباطا وثيقا في شهر رمضان، لا سيما جامع عمرو بن العاص أو ما يعرف بالجامع العتيق، نظر لأن الصحابة هم من قاموا ببنائه، كما أشرف على تحديد القبلة فيه أكثر من 40 صحابيا من صحابة رسول الله، مضيفا أن هذا الجامع له طبيعة شعبوية ويقصده عامة الناس، حيث كانت بداياته بسيطة ولم تكن طبيعته سلطوية. وأضاف أن جامع عمرو بن العاص خضع لتوسعات على مدار التاريخ، وكان يوجد به مدرسة لتعليم القرآن الكريم وباقي العلوم، كما كانت تعقد فيه المجالس العامة للمجتمع لحل مشاكل الناس، حيث كان بمثابة مقر للمحاكم العرفية لحل المشاكل، لافتا إلى أن هذا المسجد وغيره من المساجد التاريخية في القاهرة مثل جامع السلطان حسن، والجامع الأزهر، وجامع أحمد بن طولون، اكتسبت أهمية خاصة لدى المصريين نتيجة ارتباط الناس بها من الناحية الاجتماعية والشعبية نظرا لأدوارها المتعددة في خدمة المجتمع في مختلف نواحي الحياة. ويتمتع جامع عمرو بن العاص بمساحة كبيرة تبلغ 28500 متر مسطح، منها 13200 متر أروقة للصلاة، إلى جانب ساحات خارجية تستغل للصلاة في أيام الذروة والأعياد، بالإضافة إلى منطقة خدمات. واحتضن جامع عمرو بن العاص على مدار التاريخ دروسا لعلماء أجلاء مثل الإمام الشافعي، والليث بن سعد، وأبو طاهر السلفي، كما خطب فيه العز بن عبدالسلام، وانعقدت فيه حلقات علم لمختلف المذاهب، حيث ظلت أبوابه مفتوحة للدارسين، كما تميز بتقديم حلقة درس ووعظ للسيدات، كانت تقوم عليها إحدى النساء الشهيرات في زمانها، وهي أم الخير الحجازية عام 415 هـ. وعلى ضوء ذلك، ظل جامع عمرو بن العاص حاضرا بقوة كمنارة لنشر الدين والحفاظ على الهوية من قلب عواصم مصر الإسلامية التي بدأت بالفسطاط، وصولا إلى القاهرة.. مدينة الألف مئذنة التي فاحت فيها وفي أنحاء البلاد روائح الإسلام من قلب هذا الجامع العريق.

3506

| 19 أبريل 2023

دين ودنيا alsharq
تواصل محاضرات رياض الجنة في "كتارا"

ألقى فضيلة الشيخ أنس الكندري، أمس الأربعاء، في جامع كتارا محاضرة بعنوان "قبل أن تزول" تحدث فيها عن نعم الله التي لاتُعد ولاتُحصى، محاضرة ملأت القلوب سكينة وطمأنينة، وألهبت الألسن بحمد الله وشكرة وتذاكر نعمه العظيمة. بدأ الشيخ الكندري محاضرته بحديث الرسول عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين فقال: له عبد الله ألك إمراة تأوي إليها؟ قال نعم؟:. قَالَ: ألك مسكن تسكنه قَالَ: نَعَمْ . قَالَ: فأنت من الأغنياء، قَالَ: فإن لي خادمًاً. قَالَ: فَأَنْت مِنَ الْمُلوكِ. وشدّدَ الشيخ على وجوب تذاكر نعم الله والخير الذي نحن فيه وننكسر أمام الله قبل أن تزول النعمة ، وذّكر بالقصة المذكورة في الإسلام عن تلك القرية التي كانت آمنة مطمئنة يأيتها رزقها في كل وقت وحين ولكنها كفرت بنعم الله ولم تشكر فأزال الله النعمة وبدل حالهم وأذاقهم الله لباس الجوع والخوف. وأشار فضيلته على أنه بالشكر تدوم النعم وأن الناس فيما بينهم يشكرون بعضهم لمن اسدى إليهم معروفاً فكيف بنعم الله سبحانه وتعالى ،وذكر قصة سيدنا سليمان عندما أتاه الجن بعرش بلقيس وكيف شكر الله سبحانه وتعالى، مؤكداً أن الشكر على النعم هو في حد ذاته نعمه وبالنعم يختبر الله عباده هل سيشكرون أم سيكفرون بنعمه.

1335

| 23 يناير 2014