رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
القرة داغي: التوبة الصادقة وتفويض الأمور لله يمنع المصائب

دعا فضيلة الشيخ د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى التوبة والعودة إلى الله والإخلاص الذي اعتبره من شروط استمرار التوبة، بقوله: لو وجد فينا وفوضنا أمرنا إلى الله وعملنا له وحده وأردنا إرضاء الله دون الحاجة إلى إرضاء الناس، لما اصاب هذه الأمة ما أصابتنا من هذه المصائب. وأشار في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق ليب إلى أنه من أشد المصائب التي ابتليت الأمة بها ما حدث من غرس هذه الجرثومة السرطانية من خلال وعد بلفور حينما اختلف العرب والاتراك والمسلمون، حتى سقطت دولة الخلافة حينئذ تمكن الانجليز من إعطاء وعد بلفور وفي سنة 1847 حدثت نكبة الأمة وليست نكبة فلسطين، حينما اُعترف بالجرثومة في قلب الأمة الإسلامية وهذه الجرثومة تنتشر وكل ما يحدث اليوم في مصر والعراق واليمن وسوريا من وراء هذه الجرثومة ومن يقف معها أو يريد إرضاءها، ناعيا انشغالنا بقضايانا وجروحنا، ثم دعا الأمه فعلينا بالعودة إلى الله وليس غيره وان نعتمد عليه وحده لا على أمريكا ولا على الغرب فهم قد باعوا أقرب أصدقائهم من شاه إيران وغيره، وعلينا المساهمة بكل إخلاص في حل مشاكلنا ولم شملنا. المصلون خلال خطبة الجمعة باب التوبة مشرع وقد بدأ فضيلته خطبته قائلا:خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ضعيفا، ولذلك عامله بلطفه وبرحمته، وحينما يقع الإنسان في السيئات أو الخطيئات بسب ضعف يعتريه فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له أبواب التوبة وأبواب رحمته، فشرع الله التوبة، وأمر المؤمنين جميعا من الانبياء والصالحين والمجاهدين والربانيين والعصاة والطائعين بالتوبة دائماً، فقال سبحانه وتعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) ، أمرنا أن نرجع إليه وأن نتوب إليه توبة تتعمق في الجذور، وتصل إلى كل أجزاء الإنسان، وإلى مشاعره، بحيث يعود الإنسان ببدنه فتكون أعماله لله، ويعود إلى الله بقلبه وقلبه مرتبط بالله، ويعود الإنسان بنفسه فتكون لذة النفس لا بالشهوات بل تكون في الطاعات (أرحنا بها يا بلال) فكانت الصلاة راحة ولذة، وليست هناك شئ عند الصالحين والأنبياء والصالحين ألذ من المعيشة مع الله ومن طاعة وذكر الله . التوبة النصوح وجزاؤها وعرّف التوبة النصوح قائلا: هي التوبة الدائمة التي تتمكن من الجوارح، وتجعل هذا الإنسان مرتبطا بالله سبحنه وتعالى، وتجعل من هذا الإنسان إذا أخطأ أن لن يعود إلى خطئه مرة أخرى.أما الجزاء على هذه التوبة بفضل الله ومنته فيقول الله سبحانه وتعالى (عَسَى رَبُّكُمْ) وكلمة عسى بالنسبة للقرآن الكريم عندما يسند إلى الله فهي للتحقيق وليس لمجرد القرب كما هو الحال حينما يسند إلى فعل الإنسان. فالجائزة الأولى : (أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) والجائزة الثانية: (وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) جنات الفردوس مع الرسول والصديقين والانبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، والجائزة الثالثة: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) عدم الخزي لا في الدنيا ولا في الآخرة . واضاف " إن الله يستر عليك وعلى عيبوك في الدنيا ويدخلك الجنة في الآخرة مادمت مع الله، فلن يخزيك الله أبداً، الجائزة الرابعة: (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) فهؤلاء لهم انوار، هؤلاء المؤمنون التائبون التوبة النصوح الدائمة التي تجعل الإنسان يعود إلى الله بظاهره وباطنه وبقلبه وعقله وروحه ونفسه ولسانه وجوارحه وعينه، فيعطيهم الله أنوارا يُعرفون به بين الأمم، ويحسدهم حتى الانبياء السابقون من جمال هذا النور، ومن روعته ومن قربهم من الله سبحانه وتعالى ، وهؤلاء التائبون يطلبون المزيد ( يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) بأن يتتم الله لهم نورهم، وإتمام النور هو الفردوس الأعلى مع النبيين ومع الرسول وأعلى من ذلك التشرف بالرؤية والنظر إلى الله تعالى . شروط التوبة النصوح والتوبة النصوح: هي التوبة التتي تتوافر فيها شروطها وأول الشروط: الندم على ما فعلت والحس والندامة والبكاء على الذنوب والأعتراف بالخطيئة أمام الله ، والثاني: أن تقلع وأن تترك تماماً من كل هذه الذنوب ، الثالث: ألا تعود إلى هذه الذنوب أبداً، والأمر الرابع وهو الأخطر: فإذا كانت الذنوب في حق الله فتكفي الشروط الثلاثة من الإعتراف والإقلاع وعدم العودة إلى الذنب تكفي ولكن إذا كانت الخطئية في حق العباد فجرت سنته وهو قادر على كل شئ أن لا يغفر في حقوق العباد، وإنما حقوق العباد تعود إلى العباد، فإذا أكلت مال شخص فيجب أن ترده إليه، وإذا اعتديت بالغيبة والنميمة فعليك أن تستعفيه وتطلب من العفو. فإذا توافرت الشروط حينئد تدخل في التوبة النصوح، وإلّا فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) إذاً بين الله أن التوبة على الله، بنص القران الكريم الصريح الواضح الدلالة، حينما الإنسان يعمل السوء بجهالة وليس عن عمد، ولا كما يقال عن سبق الإصرار والترصد، فهذا له أمر آخر وأخطر منه ولن تفتح أبواب التوبة ابدا ولكن له جزاء أكبر ،ولا يدخل في هذا، فحينما يقع الإنسان في شئ بجهالة ثم يتوب من قريب فالله يتوب عليه وهو التواب الرحيم ولا شك في ذلك. استهزاء بالله وأشار إلى أن الكثير يتوب اليوم ثم يعود إلى نفس الخطيئة وكأنه يستهزئ والعياذ بالله، ويجب أن ننتبه إلى هناك بعض الوعاظ والدعاة يركزون على هذا الجانب وينسون الجانب الثاني، وبالتالي يحس الإنسان بأنه لا يهمه الذنوب، وأنه سوف يستغفر ربه في رمضان أو في الجمعة وتكفر السيئات وهذا صحيح، ولكن هذه لا تزيل حقوق العباد، ولا يجوز أن تتكرر السيئات، فمن يضمن لك أنك إن عملت المعصية أنك تتمكن من التوبة، لذلك يجب علينا أن ننظر إلى الآيات والأحاديث التي ترهبنا نظرة جدية مثلما ننظر إلى الآيات التي فيها الرحمة فنحن دائما يجب أن نكون بين الخوف والطمع.

1605

| 20 مايو 2016

محليات alsharq
د. القرة داغي: المسلمون بحاجة لإصلاح شامل للقلوب والعقول

دعا د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى تبني الإصلاح الشامل للفرد والأسرة والقبيلة والجماعة والمجتمع وكذلك داخل الأمة. وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب إن الإصلاح يشمل كل ما في داخل الإنسان من إصلاح القلب والنفس والعقل وكذلك إصلاح الخارج من حيث السلوك والأخلاق والتصرفات والأنشطة مع إصلاح المتخاصمين . وأضاف: يجب الإسراع بالإصلاح دائما الذي لو حدث على مستوى الأفراد والدول والأمم لما حدثت هذه المشاكل التي الآن في مصر ولو قامت الدول العربية ووقفوا مع الحق لما حدث ما حدث ولما وجدت المشكلة في سوريا . وقال إنه لو اتفق المسلمون والأمراء والعلماء والحكام ووضعوا شروطا واتفقوا عليها لما استطاع هذا المجرم الأسد أن يفعل ما فعل. ولو وقفنا وقفة واحدة مع قضيتنا الأولى لما استطاع الصهاينة أن يفعلوا ما يفعلون. وقال د . القره داغي إن أركان الإسلام والإيمان تنحصر من حيث العموم في ثلاثة أشياء أساسية هي الإيمان بكل ما أراده الله -تعالى- وأمر به، ثم العمل الصالح ثم الإصلاح. ولفت إلى أن الإصلاح يكون في كل مجالات الحياة. إن الإصلاح هي كلمة جامعة، لذلك ذكره الله -تعالى- ومشتقاتها في القرآن الكريم حوالي 180 مرة، والقرآن الكريم لا يعطي الأولوية والتكرار إلا للقضايا المهمة، فيذكرها بجميع أنواعها وألوانها وإمكانياتها. الإصلاح الحقيقي وأضاف: مجتمعنا اليوم على مستوى الفرد والأسرة والجماعة والدولة، وعلى مستوى المجتمع والأمة، وعلى مستوى الحكام والعلماء والشعوب، في أمس الحاجة إلى هذا الإصلاح الحقيقي بين الناس لأن عدم الإصلاح يؤدي إلى مزيد من التفرق والتمزق، وإلى مزيد من الهيمنة من أعداء الإسلام علينا، فهؤلاء لم يستطيعوا في السابق ولن يستطيعوا في اللاحق أن يهيمنوا على المسلمين إلا من خلال ما يفسد المسلمين فيما بينهم، وما يجعلون بين شعب وجماعة وجماعة ودولة من الفتن والمشاكل حتى لا تجتمع الأمة، وكلما كان هناك فرقة كلما كان هناك سيادة للأعداء، لأنه كما يقول هؤلاء: إذا كان المسلمون مختلفين ومتفرقين حينئذ يضعفون، وكل جماعة تريد أن تتقوى على الأخرى من خلال الاستقواء بالخارج وبالأعداء وحينئذ تكون الكارثة الكبرى. حرمة التفرق وقال إن التفرق نهى الله -تعالى- عنه، وحرّمه الله أشد التحريم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- سمّى أي شيء يؤدي إلى فساد ذات البين بالحالقة، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "أفلا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والحج؟ قالوا بلى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: إصلاح ذات البين" إصلاح ذات البين أفضل عند الله، لأنه من نتائج الصلاة الصحيحة، والزكاة الحقيقية، والصوم والحج الحقيقيين، كل ذلك يؤدي إلى إصلاح الأعمال، وإلى إصلاح النفوس، وإصلاح بين الناس، وإلى منع الفواحش والمنكرات عند الفرد وداخل الأسرة والمجتمع ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). إصلاح وتقوى وأشار إلى آيات الإصلاح قائلا: إذا قرأناها ما وجدنا آية إلا وتتضمن الأمر بالتقوى، إما قبل أو بعد، لأن الإصلاح بدون التقوى وبدون الإخلاص والتجرد لله -تعالى- لن تكون آثاره كبيرة، بل لن يكون هذا الإصلاح مجدياً إذا لم يربط بتقوى الله -سبحانه وتعالى-، وأن يتجرد الإنسان المصلح عن كل أهوائه ومصالحه. بيّن الله إذا لم تكن هذه النية الطيبة فسيكون الإصلاح فاشلاً، لذلك ربط الله الإصلاح في قصة الحكمين بين الزوج والزوجة فقال الله تعالى (إن يريدا إصلاحا)، فإذا كانت إرادتهم صافية على تقوى الله والإصلاح (يوفق الله بينهما)، لذلك كان سيدنا عمر إذا رتّب أو قضى بوجوب حكمين، ثم عادا ولم يوفقا، كان يرفع عصاه ويقول السبب يعود لكم لأنه كان في نفس أحدكما إشكالية، ولم يكن هناك تجرد، ولأن الله كان يوفقكما للإصلاح إن أردتم ذلك. وظيفة الأنبياء وأكد فضيلته على أن وظيفة الإصلاح هي وظيفة الأنبياء وشعار الأنبياء كما عبر عن ذلك سيدنا شعيب في سورة هود حيث يقول الله -تعالى- على لسان سيدنا شعيب (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، وقد حصر عمله ونشاطه في عملية الإصلاح ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، هذه الآية الكريمة تتضمن مجموعة من القضايا الأساسية، القضية الأولى: أن الإصلاح شعار الأنبياء والمقتدين بهم، ولا بد أن يكون شعار المسلمين والمؤمنين منحصرا في الإصلاح، لأن نتائج العبادات تنصب على صلاح الإنسان في الداخل، وإصلاح الإنسان لغيره، لذلك بيّن القرآن أن (الإنسان لفي خسر) (إلا الذين آمنوا) الركن الأول (وعملوا الصالحات) الركن الثاني ( تواصوا بالحق) والركن الثالث وهو الإصلاح أن توصي بالحق، والنتيجة (وتواصوا بالصبر) أي أن تصبر على الإيمان وعلى عمل الصالحات، وأن تصبر على الإصلاح بالحق، وبدون الصبر لن تتحقق النتائج المرجوة. الأمر بالمعروف وذكر أن ضمن هذا الإصلاح: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر فيها من الآيات بالمئات، ويدخل في ذلك أيضا النصح وفيها من الآيات والأحاديث بالعشرات، فلو جمعنا الآيات القرآنية التي تتحدث عن أهمية هذا الجانب من المسلم من عملية الإصلاح والتواصي بالحق والأمر بالمعروف والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، يكاد يصل حجمه إلى ثلث القرآن الكريم من حيث الأعداد ومن حيث الأهمية. نحن فقدنا إلى حد كبير هذا الجانب في مجتمعاتنا، وأصبحت هناك لا مبالاة، وأصبح البعض في ذلك مثل ما حدث لليهود، كانوا في الأول ينهون عن المنكر، أما في اليوم الثاني يجالسه فيؤاكله دون أن ينهى، فقد لعنهم الله سبحانه وتعالى على لسان داود وعيسى بن مريم لأنهم (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) .

552

| 13 نوفمبر 2015

عربي ودولي alsharq
قطر وتركيا تتبنيان مشروع مؤتمر دولي لمنع ازدراء الأديان

استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وفد لجنة السلم والاعتدال الدولية بحضور د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونائب رئيس اللجنة، تم خلال اللقاء بحث أوضاع الأمة الإسلامية وما آلت إليه من التفرق، والتمزق، والقتال المذهبي والطائفي، والتطرف القاتل، وقدّم القره داغي إلى الرئيس مشروع مؤتمر دولي حول منع الازدراء للأديان، يدعى إليه ممثلو جميع الأديان، والأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع الأهلي، والحقوقي والقانوني لصياغة اتفاقية تقدم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن خلالها إلى الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاقية دولية تمنع ازدراء الأديان دون المساس بالحريات العامة المعتبرة. وأضاف القره داغي أن هذا المشروع قدم إلى وزير العدل القطري آملاً أن يتم هذا المؤتمر برعاية قطر، وتركيا وقد رحب فخامة الرئيس بهذا المشروع ترحيباً شديداً، وقال: سنتبناه بالتنسيق مع دولة قطر.

203

| 14 فبراير 2015

اقتصاد alsharq
القره داغي: القرض بفائدة تجيزه الضرورة الشرعية المعتبرة

أفتى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الاوربي للإفتاء والبحوث بأن القرض بفائدة لا تجيزه الحاجة؛ وإنما الذي يجيزه هو الضرورة الشرعية المعتبرة، وقال ان الضرورة في نظر المحققين من العلماء سلفا وخلفا تتسع دائرتها للضروريات الجماعية كما تتسع للضرورات الفردية ، وأن الحاجيات العامة تنزل منزلة الضرورات الفردية، جاء ذلك في معرض إجابته على سؤال جاءه من بعض العراقيين وكان نصه:سؤال من بعض أهل العلم والفضل في العراق ممن يوثق بهم يشرح الأوضاع المؤلمة التي يعيشها أهلنا هناك والتي تشرح الظروف الاستثنائية التي يعيشها الناس والضرورات الملحة للمواطنين وذلك من خلال رسالة مطولة موجهة إلينا حول القروض الربوية للإسكان والمصانع ، وقد ساقت الرسالة مجموعة من المبررات والأحوال والظروف الاستثنائية بالاضافة إلى زيارة عدد منهم لنا أكدوا الحاجة الماسة لأهل المنطقة للبناء ، ونحوه . وبناء على الحيثيات التي ذكروها، فقد أفتينا بما يلى:إن مما لا شك فيه أن الربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع ، وأن القروض بالفائدة عن طريق البنوك الربوية محرمة، وتدخل في ربا النسيئة حسب قرارات المجامع الفقهية، بدءاً بمجمع البحوث الاسلامية التابعة للازهر الشريف، ومجمع الفقه الاسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامي، والمجمع الفقهي الاسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي .. الخ.ضرورات جماعية وفردية ولذلك فان القرض بفائدة لا تجيزه الحاجة؛ وإنما الذي يجيزه هو الضرورة الشرعية المعتبرة ،غير أن الضرورة في نظر المحققين من العلماء سلفا وخلفا تتسع دائرتها للضروريات الجماعية كما تتسع للضرورات الفردية ، وأن الحاجيات العامة تنزل منزلة الضرورات الفردية ، وقد صرح بذلك جمع من العلماء المحققين ، منهم إمام الحرمين حيث ذكر أن الحاجة العامة تنزل منزلة الضرورة الخاصة ، حيث قال نصاً : ( والحاجة إذا عمت كانت كالضرورة فتغلب فيها الضرورة الحقيقية ) ، ومثله قاله الزركشي في المنثور (2/24-26 ) ونقله عن إمام الحرمين ، والسيوطي في الاشباه ص88 وابن نجيم في الاشباه مع شرحها غمز عيون البصائر (1/293)الحفاظ على الهويةوبناء على ذلك فإننا نرى أن الحفاظ على الهوية ضرورة تتعلق بكلية الدين وبكلية النفس وربما ببقية الكليات. ومن المعلوم أن أهم أسباب مشروعية الجهاد هو دفع الفتنة، كما قال تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) سورة البقرة / الآية 193 ، وبين القران الكريم ان ( وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ) سورة البقرة / الآية 217 ، والمراد بالفتنة هو الابتلاء بسبب الدين ويدخل فيها ما يسمى القتل على الهوية. وبناء على ما سبق فإننا نقول : يجوز لهؤلاء أن يأخذوا هذه القروض من الدولة لبناء مساكنهم بالشروط الآتية: 1. أن لا يكون لدى المقترض مال كاف لبناء أرضه وتعمير مسكنه.2. أن لا يكون هناك بديل شرعي آخر، مثل توافر البنوك الإسلامية القادرة على هذه التمويلات . 3. إن هذه الفتوى قائمة على أن الربا حرام وأن سبب السماح مبني على أساس الضرورة الجماعية أو الحاجة العامة ، وبالتالي فما دامت الفتنة قائمة وحالة التربص بالآخر حاضرة، فالفتوى قائمة وعند زوال الضرورة أو الحاجة العامة تزول الفتوى ، ومن المعلوم أن هذه الفتوى تدخل ضمن قاعدة (ما جاز لعذر بطل بزواله) فلا بد من ملاحظة الظرف الذي يعيشه الان أهل المنطقة ومراعاة ملابساته ؛ فإذا تغير بطل العذر . ضرورات فرديةأما الحالات الفردية فحكمها كالآتي : 1. لأهل المختطف المهدد بالقتل إذا لم يجدوا محيصا ولا ملجأ لتحيصل أموال الفدية بطريقة مشروعة يجوز لهم الاقتراض بفائدة لاجل الحفاظ على كلية النفس .2. المريض والجريح إن كانا مهددين بالموت أو التلف أو نحوهما ولا يجدون مالا مشروعا فيجوز لهما أيضا الاقتراض بفائدة لأن ذلك داخل في حال الضرورة للحفاظ على كلية النفس . ومن المعلوم أن تقدير الضرورة الفردية ، والحاجة العامة المعتبرة يخضع إلى أهل العلم والفتوى .

3523

| 02 نوفمبر 2014

اقتصاد alsharq
القره داغي: المرابحة والمشاركة والمضاربة معاملات إسلامية شرعية

أبان فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الفرق بين المرابحة والمشاركة والمضاربة كأشكال للتعاملات الاسلامية المالية التي تقوم بها البنوك الاسلامية ولاتقوم بها البنوك التقليدية.. وذلك اجابة عن سؤال ورد لفضيلته لبيان الفرق بين هذه المعاملات..قال فضيلته.. المرابحة نوعان: المرابحة العادية، والمرابحة للأمر بالشراء التي تجريها البنوك الإسلامية. فالنوع الأول هو عبارة عن أن يكون لدى التاجر بضاعة فيأتي شخص إليه فيقول: أريد أن أشتري هذه البضاعة بالثمن نفسه الذي اشتريتها به مع ربح 10% مثلا، فيوافق التاجر على ذلك، فهذه المرابحة العادية التي تكون البضاعة جاهزة عند التاجر ويبيعها بالثمن الذي قامت عليه البضاعة مع ربح معلوم، وهذه المرابحة جائزة بالإجماع ولا خلاف ولا شبهة فيها، وهي كانت موجودة منذ عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم). أما النوع الثاني، أي المرابحة للأمر بالشراء، فهي تتكون من الخطوات التالية: يأتي العميل ويطلب من البنك أن يشتري له سيارة أو بضاعة، ويتعهد بأنه في حالة تنفيذ البنك هذه العملية أنه سيشتريها. ثم يقوم البنك بشراء تلك البضاعة أو السيارة وتقبضها وتدخل في ملكية البنك ، ثم يقوم البنك ببيع تلك البضاعة أو السيارة للعميل الآمر بالشراء بالثمن ونسبة ربح معلوم، فلنفرض أن البنك قد اشترى سيارة 100 ألف فيبيعها له 110 آلاف مقسطة على أقساط شهرية أو نحو ذلك.. فهذا النوع من المرابحات جائز أيضا، عند جمهور الفقهاء المعاصرين؛ لأنه عقد مشروع ليس فيه محظور شرعي إذا توافرت الشروط المطلوبة.أما المشاركة فهي عبارة عن مشاركة شخصين أو أكثر بأموال متساوية أو مختلفة على أن يكون الربح حسب المال عند الشافعية والمالكية أو حسب الاتفاق عند الحنفية والحنابلة، ويكون للشركاء الحق في الإدارة، كما أن لبعضهم الحق في التنازل عن الإدارة والاكتفاء بالشراكة المالية فقط .. وللمشاركة أنواع كثيرة ليس هذا مجال بحثها، ويمكن الرجوع إلى بعض الكتب التي تم تألفيها في هذا المجال، منها «فقه الشركات» للدكتور الخياط..أما المضاربة فهي مشاركة بين العمل والمال، يكون المال من طرف والعمل والخبرة من الطرف الثاني، على أن يكون الربح بينهما حسب الاتفاق، وصاحب المال في المضاربة ليس له الحق في التدخل، ولكن له الحق في فرض شروط ملائمة أو مناسبة للعقد هي جائزة بالاتفاق، والله أعلم.

3176

| 19 أغسطس 2014