رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
الفنان علي حسن: زملائي الفنانين.. أحتاج إلى دعواتكم

طمأن الفنان القدير علي حسن الأسرة الفنية والجمهور العريض في قطر ودول الخليج على صحته بعد الوعكة التي تعرض لها، وقال في مكالمة هاتفية أجرتها معه الشرق إن وضعه الصحي مستقر حاليا، بفضل عناية الله، وبفضل جهود الطاقم الطبي وفريق الرعاية والتمريض في مستشفى الوكرة الذين يتابعون حالته، ويحيطونه بكامل الرعاية. وعبر عن شكره لزملائه الفنانين الذين اتصلوا للاطمئنان على صحته، كما خص بالشكر الإعلامي تيسير عبدالله الذي زاره في المستشفى، مشيرا إلى أنه بحاجة الى دعواتهم. وبدورها تدعو أسرة الشرق أن يمن الله على الفنان علي حسن بالشفاء وأن يلبسه لباس الصحة والعافية حتى يعود الى أسرته الكبيرة والصغيرة وهو بكامل صحته. وكان الفنان علي حسن قد تعرّض في العام 2020 لأزمة صحيّة انتقل على أثرها للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعد الفنان علي حسن من الفنانين الرواد وكان من أول المشاركين في أوائل الأعمال المسرحية والتلفزيونية، حيث شارك مع زملائه الرواد في تأسيس الحركة المسرحية في قطر، ويعتبر أحد مؤسسي فرقة المسرح القطري التي كانت أول فرقة مسرحية رسمية في الدولة. كما قدم للتلفزيون مسلسل «الطيور المهاجرة» من إخراج إبراهيم الصباغ، الى جانب العديد من الأعمال التلفزيونية القطرية والخليجية والعربية، وقام ببطولة فيلم سينمائي قطري بعنوان «الشراع الحزين» من إخراج محمد نبية، ويُعد هذا الفيلم من أوائل الأفلام السينمائية في قطر وهو الفيلم الذي حصل على الجائزة الفضية عام 1978 في مهرجان شاليمار في باكستان. وطالما كانت أعمال الفنان علي حسن محط إعجاب وتقدير من الجمهور والنقاد، ما أهله لتلقي الكثير من الإشادات وحصوله على العديد من الجوائز، كما تم تكريمه في العديد من المحافل على المستوى المحلي وكذلك المستويين الخليجي والعربي.

1892

| 26 أبريل 2023

ثقافة وفنون alsharq
السينما القطرية.. أحلام كبيرة وإنجازات محدودة

في عام ١٩٥٢ نظمت شركات البترول العاملة في الدولة مثل شركة شل عروضا سينمائية أجنبية مختلفة، وكانت الشركة تدعو موظفيها لحضور أمسيات سينمائية وضعت فيها شاشات عرض في الهواء الطلق، مما أدى ذلك إلى إثارة الفضول لدى الأهالي ودفعتهم إلى اقتناء أجهزة تعرف باسم (١٦ملم) وشراء الأفلام التي كانت تأتي من مصر ولبنان. وفي ستينيات القرن الماضي ظهرت دور العرض السينمائية الصيفية، مثل دار الأندلس، والأهلي، وأمير، وبعدها بعشرِ سنواتٍ وفي مطلع السبعينات، بدأ أرسال التلفزيون، فتأسست فرقة المسرح الوطني، والتي جمعت الممثلين والممثلات. وصاحب تلك الفترة ظهور أول رول لفيلم قطري، والذي أنتج عام ١٩٧٤ بعنوان الشراع الحزين والذي يعتبر أول فيلم روائي سينمائي طويل، من بطولة الفنان علي حسن ومن إخراج محمد نبيه، وتأليف رمضان خليفة، ودارت قصته حول العلاقة بين الإنسان القطري والبحر، وجُسدَّ ذلك من خلال أسرة قطرية ارتبط مصيرها بالبحر، وفاز الفيلم بجائزةِ مهرجان شاليمار في باكستان عام ١٩٧٨. وفي السبعينات وتحديدًا عام ١٩٧٦ تأسست شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام والتي قامت بدورها بافتتاح داري عرض الخليج والدوحة اللتين كانتا تعتبران في وقتها من أضخم دور العرض السينمائي في المنطقة وأحدثها تجهيزًا بآلات العرض ونظام الصوت. وفي نفس الفترة تأسست شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام، وهي شركة حكومية تشرف على دور العرض القائمة، وتساهم في بناء دور عرض جديدة. أما مطلع الثمانينات، عام ١٩٨٣ قام المركز الخليجي لتنسيق التدريب الإذاعي والتلفزيوني بمحاولة لإنتاج فيلم روائي قطري ثاني، بعنوان حارس الفنار، تحت إشراف المخرجَين المصريين كمال أبو العلا، وفهمي عبدالحميد، ودارت أحداث الفيلم في داخل فنار، يعيش فيه حارس الفنار مع ابنه في عزلة تامة، وإثر زيارة قام بها الابن للمدينة قام بعضه كلب ضال، فيصاب بمرض الكلب، ويضطر الأب إلى قتل ابنه في النهاية. وقرب نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي مع ظهور القنوات التلفزيونية ودور السينما بدأت قطر تشهد طفرة نوعية وانتقالية في دور السينما، بحيث أصبحت تضم ما يقارب الـ٣٠ دار عرض حديثة، وحتى وصلت في الفترات الأخيرة إلى انتاج عدد من الأفلام الوثائقية في مختلف المجالات كقناة الجزيرة الوثائقية وقناة الجزيرة للأطفال. وفي وقتنا الحالي وضعت الدولة العديد من الخطط بهدف تطوير السينما والاعتراف بها عالميا، واتخذت عدة اجراءات لتنفيذ خطة طويلة المدى لتطوير البنية التحتية وإتاحة الفرص للمواهب المحلية، وذلك من خلال دعم مؤسسة الدوحة للافلام، وعقد العديد من الورش العمل والمهرجانات سعيا للنهوض بها. ومن أبرز الأفلام في الألفية الثانية كان فيلم عقارب الساعة للمخرج خليفة المريخي في عام 2010 وتم إنتاجه من قبل وزارة الثقافة القطرية، ويستعرض الفيلم التراث القطري والخليجي من خلال البحث عن أصل فن الفجري، وجاء ذلك انعكاسًا لحقبة تاريخية للخليج حينما كان الغوص وتجارة اللؤلؤ هما العملان الرئيسيان. وفي الوقت الحالي شكلت جائحة كورونا تأثيرًا كبيرًا على صناعةِ السينما العالميّة والعربية بشكلٍ عام، والمحلية بشكلٍ خاص، فلم يؤثر فقط على غلقِ دور العرض، أو تعطيل تصوير الأفلام بحسب، بل غيّر كذلك من شكل الايرادات تمامًا في شباكِ التذاكر خصوصا مع ظهور العديد من منصات العروض الرقمية. يجمع العديد من صنّاع الأفلام والمخرجين على الوقت اللازم الذي تحتاجه السينما القطرية للتدرج في الصعود عربيًا وعالميًا وأخذ مكانٍ لها بين عروض السينما المعروفة، إضافة إلى الدعم المادي الذي لا يُلبي طموح بعض صناع الأفلام والمنتجين، وجيل الشباب الجديد الذي بدأ يرى النور السينمائيّ، كلها صعوباتٌ يواجهها العاملون في هذا المجال. يستعرض التحقيق الحاليّ آراء عددٍ من صنّاع الأفلام والمخرجين والعاملين في هذا المجال، ورؤيتهم إزاء السينما المحلية وكيف يمكن التقدّم والتطوّر فيها ودعم إنتاجها، وأعربوا عن أملهم بتحسن مستقبل السينما المحلية، وذلك من خلال اطلاق تجارب سينمائية جديدة لإنتاج أعمال طويلة تسهم في النهوض بها. شيماء التميمي: السينما لدينا تحتاج وقتاً لتخرج للنور ترى صانعة الأفلام شيماء التميمي أنَّ معيار النجاح في السينما القطرية مُختلفٌ عن غيرها، فهي لا تقارن بـ هوليود، وتحتاج للوقت الكافي حتى تخرج للنور بقوة، قائلةً: نحتاج دومًا لتصحيح المفاهيم حول السينما، عشت موجة بناء خطوات قدمتها مؤسسة الدوحة للأفلام لصنّاع الأفلام من مختلف الوطن العربيّ. وتضيف: إن ما يشاهده الناس في شاشات العرض مختلفٌ تمامًا عما تقدمه الأفلام المستقلة، وهو ما يدفع صنّاع الأفلام لتثقيف أنفسهم والآخرين حول كيفية كتابة فيلم صحيح من كل الجوانب المتمثلة بالقصة والصناعة والكيفية وغيرها، وهو ما يحتاج لسنواتٍ من العمل الجاد. وتطرقت التميمي للحديث عن السينما الإيرانية التي احتاجت نحو 15 عامًا لتظهر على الساحة السينمائية بقوة، في حين تسير السينما في قطر بخطوات صغيرة لكن لها نتائج على المدى الطويل وعن وجود أفلام قطرية تنافس عالميا، تقول: علينا التفريق بين الأفلام القصيرة والأفلام الطويلة، فحتى الآن هناك العديد من المشاريع حول الأفلام الروائية الطويلة وتحتاج لوقت لإتقان القصة وكل ما يتعلق بالفيلم، وهناك أفلام ستأخذ صداها بقوة لكنها تحتاج للوقت خلود العلي: نحتاج جهات أكثر لدعم المواهب المحلية وتتفق معها كاتبة ومخرجة الرسوم المتحركة خلود العلي بقولها: التجارب السينمائية المحلية تسير في الطريق الصحيح، وأتابع كل سنة التطور في القصة والتصوير والإخراج وتوجد صعوبة باعتبار أن هناك جهةً واحدةً فقط داعمة للأعمال السينمائية والمتمثلة بمؤسسة الدوحة للأفلام. وتضيف: بالرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه المؤسسة للمبدعين إلا أن وجود داعمٍ واحد فقط لن يغير من الواقع السينمائي كثيرًا ما لم تنضم جهات ُأخرى وتقوم بدعم المواهب المحلية. وتؤكد العلي ضرورة التركيز على التخصصات في صناعة الأفلام، خاصةً أن من يكتب الفيلم هو من يخرجه وينتجه في حين أن التركيز على التخصصات في العمل الفني والتطور فيها عامل مهم لتطوير صناعة السينما والأفلام، نافيةً أن تستطيع السينما القطرية الحالية المنافسة عالميًا. هند فخرو: الأفلام القصيرة ناجحة والناس يحبونها وتختلف معها صانعة الأفلام هند فخرو التي ترى أن القطريين مميزون في صناعة الإبداع، موضحةً: هناك سينما أمريكية وهندية ومصرية قوية، لكن لا توجد سينما تمثل الخليج. وتشير إلى أن أي شخصٍ يعمل في مجالٍ مُعيّن فهو يحتاج لسنواتٍ طويلة حتى يتمكن من إثبات نفسه وبنائها في هذا المجال، وهو ما لا تُستثنى منه السينما القطرية التي لم تكن ضمن عادات وتقاليد المجتمع القطري. وتضيف: هناك العديد من الكتّاب والمخرجين المُبدعين، إلا أنَّهم يبذلون جهدًا مُضاعفًا لاختلاف متطلبات السينما محليًا وطرق تعليمها عما هو في الخارج، وهو ما يستدعي منها المزيد من الوقت لتتطوّر وتتقدم، إضافةً إلى اقتصار الدعم الماديّ على مؤسسة الدوحة للأفلام والذي لا يعد كافيًا لتغطية العديد من جوانب الصناعة مثل السفر والممثلين. وتبيّن صانعة الأفلام أن ما خلّفته جائحة كورونا أثَّر بشكلٍ كبيرٍ على السينما التي تحتاج للسفر والتنقل وإيجاد الممثلين، كما أنَّ تباين أعداد المصابين حتى الوقت الحاضر، صعّب من إمكانية وضع جدولٍ واضحٍ للعمل ومواعيد التصوير. وتضيف: من الصعب إيجاد ممثلين قطريين، وإذا وجدنا من الجيل الجديد فسيكونون رجالا لا فتيات، ولا يمكننا رواية القصة دون أشخاص. وتشرح فخرو مدى الصعوبة في نجاح الأفلام محليًا وعالميًا؛ وذلك لأن غالبية الأفلام التي تشارك في المهرجانات لا تتناسب مع ما يفضله الجمهور، وهذا يجعل الاختيار بين المشاركة في الأفلام والجمهور محكوم من حيث القصة والإنتاج والإخراج، مؤكدةً أننا نحتاج للبدء في صناعة الأفلام حتى نطورها، الأفلام القصيرة ناجحة جدًا والناس يحبونها. دانة المير: السينما القطرية قادرة على المنافسة عالمياً أما مخرجة الأفلام دانة المير فترى أنَّ السينما القطرية تسير في الاتجاه الصحيح، مشيرة إلى أن ما يميزها هو الذوق والعمق للسينما في قطر، إضافةً إلى فهم الجمهور للسينما واطلاعهم الكبير وحبهم للأفلام ومتابعتهم الدائمة لمهرجانات السينما العالمية. قائلةً: لو تم استخدام هذه الميزة بطريقة صحيحة في قطر ستكون لدينا سينما كبيرة وجميلة نتنافس فيها مع الدول العربية والعالمية. وتلفت إلى دور السينما في نشر الثقافة القطريّة والعربية والإسلامية، إذ إنها العامل المُساعد في إيصال الثقافات الأُخرى لنا، وإيصال ثقافتنا للعالم. وتقول: بهذه الطريقة وصلت لنا الثقافات الأخرى وعرفنا عنها مثل هوليوود وبوليوود، وكذلك الأنميشن الياباني والأفلام الكورية والفرنسية والإسبانية. وتعتقد المير أن السينما القطرية الحالية قادرةٌ على المنافسة عالميًا، على الرغم من وجود الجوانب التي يمكن العمل عليها أكثر خاصةً وأن العديد من صنّاع الأفلام القطريين المبدعين قدّموا العديد من الأعمال في السنوات الماضية. وفيما يتعلق بالمعوقات التي تواجه السينما فتحصرها بقلة المصادر والمرافق التي من الممكن أن تُحفّز القدرة على التعلّم، وفتح المجال بشكلٍ أوسع لصناعة الأفلام والأنميشن ودراسات السينما المطلوبة بشكلٍ كبير، إضافةً إلى نقص في الممثلين والممثلات القطريات، وعدم امتلاك جامعة أو مدرسة مختصة تحتضن الفنانين وتعلمهم، كما أنَّ المجتمع القطريّ محافظ وهو ما يدفع لصناعة الأفلام دون المس بالعادات والتقاليد خليفة المري: تتجه نحو الطريق الصحيح يقول المخرج خليفة المري إن هناك تنوعا كبيرا في التجارب السينمائية القطرية وعلى الرغم من أنها في بداياتها إلا أنها تتجه نحو الطريق الصحيح بتمهل، مضيفًا: المميز في معظم الأفلام هو كونها فريدة من نوعها بحيث تكون معظمها من تجارب شخصية وقصص حول أحداث أو أشخاص حقيقيين من حياة صانع الأفلام نفسه. ويتابع الحديث عن قدرة السينما الحالية على المنافسة عالميًا، خاصةً مع وجود الفكر والوعي والثقافة والتي تعد من المقومات التي ترفع مستوى الأفلام، مستدركًا: إذا أردنا أن تتطور السينما لدينا فيجب أن نبدأ بالتركيز عليها ويبدأ ذلك من توفير أكثر من مساحة وأكثر من مهرجان ليعبر الجميع عن آرائهم ويشاركوا نقاش أفلامهم. نورة السبيعي: كلما زاد التعاون نقترب من النجاح وتؤكد مخرجة الأفلام نورة السبيعي أن الأفلام العربية والسينما القطرية باتت الأكثر شهرةً في جميع أنحاء العالم، وهو ما ساعد على الاعتراف عالميًا بقطر من خلال السينما ودفع للتركيز على القصص في هذه المنطقة، قائلة: كان هذا واضحًا من الأسئلة والتعليقات التي تلقيتها من حضور مهرجانات الأفلام المختلفة. وتقول إن الأفلام تدور حول تحريك الأشخاص وإلهامهم، خاصةً عندما تكون الموضوعات عالمية مثل؛ الحب والحركة والحزن وغيرها وإذا تم ذلك بشكل فعال، فسيتحقق النجاح محليًا ودوليًا، مضيفةً، هذا هو المكان الذي يمكن أن يؤدي فيه الدعم إلى إطلاق الطاقات الكامنة في صناعة السينما المحلية، وكلما زاد التعاون لدينا، يمكن أن تكون قصصنا وأفلامنا أفضل. بعد إعادة فتح شباك التذاكر ودور السينما، ينتظر المتابعون السينما القطرية ويتطلعون لمشاهدة أفلام سينمائية طويلة، لتكون مرآة عاكسة لتراث ومجتمع الدولة، ويرتقبون وصول السينما القطرية للضوء اللامع في آخر النفق، وأن يجتهد الصناع في البحث عما يسعد الجمهور ويساعدك على حصد العديد من الجوائز العربية والعالمية ونشر الثقافة المحلية، فهل سيخبئ لنا المستقبل فيلمًا قطريًا ينافس على الأوسكار؟ أم ستكون مجرد آمالٍ لصنّاع أفلام توقفت عند سقف الدعم وحداثة السينما القطرية؟.

4792

| 27 يناير 2022

ثقافة وفنون alsharq
الشرق تكشف سر خلاف موسى زينل وعلي حسن

على مدى 25 عاماً تقريباً، كانت هناك حالة من القطيعة شبه التامة بين الكاتب والناقد موسى زينل، أول مدير لإدارة الثقافة والفنون والفنان الكبير علي حسن، أحد رواد الحركة المسرحية المحلية، ولم تكن تلك التجمعات الفنية التي تجمعهما بمثابة تقارب بينهما، بقدر ما كانت استحضارًا لخلافات الماضي، وهو الأمر الذي كان يعمق من هوة هذا الخلاف. ظلت هذه القطيعة بين قطبي المسرح طوال ربع قرن مضت، إلى أن كانت لحظة العناق، وطي صفحات الماضي بالمصالحة بينهما أثناء تكريم وزارة الثقافة والرياضة وفرقة قطر المسرحية لعدد من كبار المسرحيين، في اختتام اجتماعات الجمعية العمومية للفرقة، لانتخاب رئيس الفرقة ونائبه، وكان من بين هؤلاء المكرمين الفنان علي حسن ، والسيد موسى زينل، ليكون هذا التكريم بمثابة اللحظة التي تتجلى فيها أخلاق الكبار بالتسامي فوق كل خلاف، ليتعانق الطرفان، وسط سعادة غامرة عمت وجوه الحضور، فحظيت بالدعم والتأييد من الجميع. الشرق حرصت من جانبها على التعرف على أسباب هذا الخلاف الذي ظل محتدمًا طوال عقدين ونيف من الزمان بين رائدين من رواد الحركة الثقافية والفنية في الدولة، وذلك ليس نبشًا في خلافات الماضي، بقدر ما هو استحضار لما جرى، للاستفادة منه، خاصة وأن أسبابه لم تكن شخصية، بقدر ما كانت حرصًا من الجانبين على الحراك المسرحي، والرغبة في تطويره، وعدم تقييده أسيرًا للنمطية والعشوائية. بداية الخلاف الخلاف مع الفنان علي حسن يصفه السيد موسى زينل لـ الشرق بأنه «كان مجرد خلاف في وجهات النظر، وانتهى إلى غير رجعة». ويحدد زينل بدايات هذا الخلاف في واقعتين الأولى، تمتد إلى تكريمه مع الفنان الراحل موسى عبدالرحمن في مهرجان الخليج الرابع، «وبعدها علمت أن بعض الإخوة من الفنانين غضبوا من هذا التكريم، وقاموا بمقاطعتي، ومنهم الفنان علي حسن». أما الواقعة الثانية، فكما يتذكرها السيد موسى زينل بأنها كانت إبان وزارة الإعلام والثقافة، عندما كانت هناك أربع فرق مسرحية، هي (المسرح القطري، السد، الأضواء، الفرقة الشعبية للتمثيل)، ووقتها كانت هناك أزمة اقتصادية، تم التقشف على إثرها، ما تسبب في توقف عدة مجلات، وتخفيض النفقات، «وبالتالي كنا مجبرين على تخفيض نفقات الفرق، وذلك بعد نقاشات طويلة ودراسات استلزمت وضع الحلول، تجنبًا لأي ضربة قاصمة، لذلك كان القرار بدمج الفرق المسرحية، في فرقتين، بدلًا من أربع، ليكون نتاج هذا الدمج فرقتي «الدوحة» و»قطر» المسرحيتين. ويواصل السيد موسى زينل شهادته التاريخية بالتأكيد على أن «هذا القرار أغضب بعض الفنانين، والذين رفضوا الانضمام إلى عضوية الفرقتين الجديدتين وقتها، ومن بينهم الفنان علي حسن، فكان ذلك بداية للخلاف الذي استمر لنحو 25 عاماً، وباستحضاره وقت تكريمنا قبل أيام في فرقة قطر المسرحية، وجدت أن الخلاف لا يستحق كل هذه القطيعة، فأعلنت من فوق خشبة المسرح، طي صفحة الخلاف، متمنيًا للفنان الكبير علي حسن موفور الصحة والسعادة». آثار الماضي أما الفنان علي حسن، ففي حديثه لـ الشرق، يعرب عن أسفه لاستمرار الخلاف مع السيد موسى زينل كل هذه السنوات، «إلى أن طويت صفحاته، وأصبح عابرًا للزمن في يوم تكريمنا إلى غير رجعة، ليسود الود والتقدير بيننا، متمنيًا للسيد موسى زينل الصحة والعافية». ويفسر الفنان علي حسن سر غضبه من تكريم السيد موسى زينل في المهرجان المشار إليه بأنه «بالفعل غضبت كثيراً، وعبرت عن غضبي هذا بكل صراحة في العديد من اللقاءات الصحفية، وذكرت أن هناك آخرين ممن يستحقون التكريم من رواد الحركة المسرحية، وكنت أقصد شخصي من بينهم، إذ أؤيد كل تكريم يبني، وأرفض كل تكريم يهدم». أما الواقعة الثانية، بخصوص دمج الفرق المسرحية آنذاك، فيرجع الفنان علي حسن غضبه بسببها إلى وصفه لهذا القرار بأنه كان صادماً للفنانين، «إذ أننا عندما كنا نعتقد وقتها أن وجود السيد موسى زينل بالوزارة سيثري الحركة المسرحية، إذ بنا نُفاجَأ بمثل هذا القرار، والذي كانت له تداعياته على المنتسبين والمنتمين للمسرح حينها، إذ لم يعد لنا مكان نجتمع فيه، فكنا نلتقي بالمقاهي، ما شكل لنا معاناة فنية كبيرة، نتيجة لقرار دمج الفرق المسرحية آنذاك». تجنب الأهواء اللافت أنه عند حديث الشرق مع رائدي المسرح، جاءت تصريحاتهما متطابقة لطبيعة الخلاف بينهما، وظهر في حديثهما مدى الحرص على المصلحة الفنية العامة، وأن وجهة النظر التي كان يستند إليها كل طرف كانت بهذا الغرض، ولم تكن لأهواء أو لأسباب شخصية. كما أن الأبرز في تصريحاتهما أيضًا تلك الروح الأخوية التي سادت حديث كل طرف عن الآخر، بتقدير دوره في خدمة العمل الثقافي والفني، مع تمنياتهما لبعضهما بالصحة والسعادة، والتأكيد على أن العناق الأشهر بينهما على خشبة مسرح قطر الوطني، بداية لصفحة جديدة من صفحات الحب والتقدير المشترك، والرغبة في مساع جادة لاستعادة الحركة المسرحية إلى سابق تاريخها وازدهارها، وخاصة مع الخطوة الأولى لانتخابات الفرق المسرحية. تيسير عبدالله لـ الشرق: مشهد العناق تاريخي يعكس أخلاق الكبار الإعلامي تيسير عبدالله، والذي كان شاهداً على واقعة طي خلاف الماضي، وذلك أثناء تقديمه لانعقاد الجمعية العمومية لفرقة قطر المسرحية، يقول لـ الشرق إنه أثناء دعوته لتكريم السيد موسى زينل، طلب زينل تزويده بـ»الميكروفون» لإلقاء كلمة، وعندها فوجئ الجميع بقوله: إنه في هذا اليوم، يعلن طي صفحة الماضي مع الفنان علي حسن، وبدوره – كما يقول تيسير عبدالله- توجه الفنان علي حسن إلى خشبة المسرح، وعانق الأستاذ موسى زينل، في مشهد بكى فيه الجميع، وعكس في الوقت نفسه تلك الروح الأخوية بين رائدين كبيرين، ونجمين من نجوم المسرح المحلي، «وهذا المشهد عكس أخلاق الكبار، في يوم تاريخي، ارتبط بإجراء انتخابات فرقة قطر المسرحية».

4206

| 27 يناير 2021

ثقافة وفنون alsharq
علي حسن: "عيالنا على المسرح" تغرس الثقة في نفوس الطلاب

واصلت لليوم الثالث على التوالي ، فعالية عيالنا على المسرح ، والتي شهدت تفاعل كبير من جمهور وزوار درب الساعي الذين يحرصون على حضورها من مختلف الأعمار، وقد قدمت مدرسة الإخلاص النموذجية للبنين عمل مسرحي بعنوان دب في قرية القنافذ من تأليف شيخة الزيارة وإخراج فيصل رشيد، والتي تتحدث عن أهمية التعامل بأخلاق مع الجيران. من جانبه أشاد علي حسن عضو لجنة تحكيم فعالية المسرح وأحد مؤسسي الحركة المسرحية ، بالعروض التي تقدمها المدارس يوميا على مسرح درب الساعي ، معربا عن سعادته بعودة النشاط المسرحي مرة أخرى .. وتابع قائلا : سعيد برؤية جهود أبنائنا وأطفالنا، الذين يحاولون تقديم أفضل ماعندهم ، فالحركة المسرحية في السبعينيات والثمانينيات في قمتها ، حيث كان يشارك الطلاب على مستوى الوطن العربي ،لذلك نحاول مرة أخرى بناء المسرح ، وغرسه في نفوس الطلاب من خلال تجربة إيجابية وثرية تفيدهم في إعطائهم الكثير من المهارات وتساعدهم على الجرأة والثقة بالنفس ومواجهة الجمهور. واعتبر عضو لجنة التحكيم أن جميع الطلاب المشاركين يعتبرون فائزين، كونهم تذوقوا الفن المسرحي ، خاصة وان مشاركتهم في احتفالات اليوم الوطني وسام على صدورهم ، لافتا إلى أننا نطمح لتخريج أجيال مستقبلية تهوى المسرح ، من خلال توجيه طاقاتهم وحماسهم في اعمال فنية مفيدة. بدورها قالت شيرين شلبي مشرفة مدرسة الإخلاص النموذجية للبنين، إن هذه هى المشاركة الثانية للمدرسة، فالعام الماضي قد حصلت المدرسة على المركز الثاني في فعالية المسرح ، الأمر الذي ساهم في تشجيع وتحفيز عدد كبير من الطلاب على المشاركة هذا العام ، معربة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية الهامة ، خاصة وان المسرح يعد فنّا شاملاً لفنون متعددة وهو فن تربويّ يجمع عناصر الفنون المختلفة من تمثيل وكتابة وموسيقى ورسم وتأليف وتصوير. تدريبات مكثفة وأشارت إلى هناك 8 طلاب من المرحلة الابتدائية، يشاركون في تقديم مسرحية تحت عنوان دب في قرية القنافذ ، وذلك بعد توزيع النصوص على المدارس التي تأهلت للتصفيات النهائية، منوهة إلى انهم قد شهدوا تدريبات مكثفة منذ أكثر من شهرين بواقع 5 أيام أسبوعيا ، على أن تتراوح ساعات التدريب في اليوم الواحد ما بين ساعة إلى ساعتين متواصلة، معربة عن أملها في الفوز في التصفيات النهائية، خاصة وان الطلاب لديهم روح الحماس والتنافس، فضلا عن شعورهم بأن المشاركة في احتفالات اليوم الوطني للبلاد، يعد شرفا لهم ووساما على صدورهم .. وتابعت قائلة : وجدنا تشجيعا كبيرا ومساندة من أولياء الأمور ، خاصة بعد تعريفهم أهمية فعالية المسرح والذي يضيف للطلاب الكثير.

1000

| 12 ديسمبر 2017

ثقافة وفنون alsharq
مدينة سول الكورية تحتضن معرضا لفنانين قطريين

تحتضن مدينة سول الكورية معرضا فنيا مشتركا لثلاثة من الفنانين التشكيليين القطريين هم يوسف أحمد، وفرج دهام وعلي حسن حيث تعرض مجموعة من الأعمال الفنية المميزة التي تعكس الثقافة القطرية العريقة.ويضم المعرض الذي يتواصل حتى 11 من ديسمبر المقبل، وينظمه جاليري أسان بكوريا الجنوبية بالتعاون مع جاليري المرخية، قرابة 24 لوحة فنية تنتمي إلى مدارس تشكيلية مختلفة .ويهدف هذا المعرض إلى تعزيز التعاون الثقافي بين كل من قطر وكوريا ومد جسور التواصل بين الفنانين القطريين والكوريين، كما يسعى إلى التعريف بالفن التشكيلي القطري ونقله إلى الجمهور العالمي لتبادل الأفكار والرؤى الفنية المختلفة.ويقدم كل فنان في هذا المعرض 8 من أعماله المميزة التي تحمل مواضيع تتعلق بالتراث القطري والخليجي بشكل عام، حيث يعرض الفنان التشكيلي يوسف أحمد أبرز لوحاته التجريدية التي أبدعها الفنان باستخدام ورق نخيل قطر، وألوانه الخاصة المستلهمة من لون تراب الدوحة، في حين يستخدم التشكيلي فرج دهام في لوحاته المعروضة أساليب حديثة نسبيا في الفن التشكيلي، فهو يستلهم لوحاته من حداثة المدينة، مرتكزا على "الكولاج" في إظهار شواخص الشوارع وسلاسل الرافعات والإشارات الضوئية.أما الفنان التشكيلي علي حسن، فيعرض في جاليري أسان الكوري مجموعة من لوحاته المبتكرة التي يوثق فيها لأثر الإنسان في الدوحة، من حيث مكانه وزمانه وأسلوب حياته، حيث تضم مجموعته الفنية خلاصة بحث وتأمل في المكان والجدران وآثار الناس في مواقع متعددة في دولة قطر، خاصة المواقع القديمة منها التي تعكس التنوع الثقافي الذي تتمتع به دولة قطر.يذكر أن الفنان القطري يوسف أحمد يعد واحدا من أهم الفنانين القطريين التشكيليين، وقد اهتم بتسجيل وتوثيق تطور الفن القطري، علاوة على أنه مثل البلاد في كثير من المعارض والفعاليات الدولية، ويرجع الفضل في تميزه إلى طابعه الفني الفريد إلى جانب استخدامه طيف واسع من الأدوات الفنية كالرسم بالفحم وتشكيلات الخط العربي، والرسم بالزيت والرسم على ورق النخيل "السعف".أما فرج دهام، فيعد من أشهر الفنانين التشكيليين في قطر والعالم العربي ، وهو باحث وفنان قطري شارك في تأسيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية .ويعتبر الفنان علي حسن واحدا من كوكبة الفنانين التشكيليين الذين أخرجوا الفن التشكيلي القطري من الدائرة المحلية الى العربية والعالمية من خلال مشاركاته في المسابقات الإقليمية والدولية، تكمن ميزته الأساسية في تجربته الخاصة في الربط بين الحرف العربي والرسم التجريدي وتوظيف جماليات كل منهما لمصلحة الآخر.

425

| 16 نوفمبر 2015

ثقافة وفنون alsharq
علي حسن يعيد صياغة الماضي بروح العصر في معرض "أثير "

وصف سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث معرض "أثر " للفنان علي حسن الجابر بأنه انعكاس لنشاط الحركة الفنية على الساحة القطرية، وذلك في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام عقب رعايته للمعرض مساء أمس بجاليري "أنيما " باللؤلؤة. وأشاد سعادته بالأعمال المعروضة، مؤكدا أن مجال الفنون التشكيلية يشهد نهضة حقيقية بدأت تتشكل منذ احتفال الدوحة بتتويجها عاصمة للثقافة العربية عام 2010، وهو العام الذي اختارت الوزارة له شعاراً متميزاً من تصميم الفنان علي حسن الجابر، وجدد وزير الثقافة دعوته للقطاع الخاص لمواصلة القيام بدوره في الحركة التشكيلية، لافتاً إلى أن الثقافة "ليست حكرا على وزارة الثقافة أو المؤسسات الثقافية الحكومية"، واللافت في معرض "أثر " امتزاج ألوان الطبيعة والفصول مع الموروث الثقافي القطري من خلال عدد من اللوحات والمنحوتات التي صاغها الفنان علي حسن بأسلوب تجريدي متوخيا تقنيات الخط والرسم التقليدية. توثيق لأثر وأشار الفنان علي حسن في تصريحاته للصحفيين إلى أن معرض "أثر " توثيق لأثر الإنسان القطري في المكان والزمان وقال: تشكل الأعمال المعروضة خلاصة بحث وتأمل في المكان والجدران وأثر الإنسان القطري والمقيم في مواقع متعددة من الدولة، مضيفا: لم أذهب بعيداً عن الشكل الفني الذي اتسمت به إبداعاتي فعناصري مازالت موجودة، وتعتبر الأعمال الجديدة امتدادا لـ "قرية الشعراء "، و"خيول الصحراء "، فكل ما قدمته هو تراكمات حاولت أن أنقلها، وساعدني في ذلك "أنيما " جاليري بحكم العقد الذي أبرمناه سويا لتنفيذ أعمالي في ورش متخصصة، من جانبها أوضحت السيدة غادة شولي مديرة الجاليري أن ما تم تقديمه في معرض "أثر " يدخل في إطار التجديد والتنويع في المشهد التشكيلي، وأوضحت أن أهم ما تميز به الجابر في أعماله الحالية هو مزجه بين القديم بالحديث، بالإضافة إلى استعماله خامات متنوعة ومختلفة في اللوحة الواحدة ما أضفى أبعادا جمالية، أما الفنانة أمل العاثم فأشارت في تصريحات صحفية إلى أن أعمال الجابر التي أنجزها لهذا المعرض، تعبر عن الهوية القطرية، وقالت في هذا السياق: استطعنا من خلال هذا المعرض أن نكتشف قفزات سريعة للفنان علي حسن في عالم الفن التشكيلي.

410

| 16 فبراير 2015