رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. عبدالله السبيعي وزيرًا للبلدية في التشكيل الوزاري الجديد

أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اليوم الأمر الأميري رقم ( 4 ) لسنة 2021 بتعديل تشكيل مجلس الوزراء. وبموجب التشكيل الوزاري الجديد، فقد تم تعيين سعادة د. عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزيرًا للبلدية. ووفق موقع وزارة البلدية، تم تعيين سعادة السيد عبدالله السبيعي وزيرًا للبلدية والبيئة في 4 نوفمبر 2018، وفي 17 يونيو الماضي عهد إلى سعادته القيام بأعمال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. شغل د. عبد الله السبيعي عدة مناصب منها، منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة سكك الحديد القطرية (الرّيل)، منذ مارس 2011، كما شغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة بروة، الشركة الرائدة في مجال التطوير العقاري والاستثمار في دولة قطر وذلك في الفترة ما بين أبريل 2011 وحتى مايو 2014 ، وقبل انضمامه إلى شركة بروة، تولى سعادته منصب الرئيس التنفيذي لسميت (SMEET) ، إحدى الشركات التابعة لمجموعة الديار القطرية، وعمل في الشركة منذ تأسيسها عام 2008 وحتى مارس 2011 . وقد تولى سعادته عدة مناصب عليا ووظائف قيادية في إدارة المشاريع منذ عام 1996 وحتى 2008 في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، حيث أدار مشاريع ضخمة للبنية التحتية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وسعادته حائز على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر عام 2021م، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) في عام 2006 ، وشهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية في عام 1996 من جامعة قطر.

4756

| 19 أكتوبر 2021

اقتصاد alsharq
عبدالله السبيعي: ملتزمون بدعم الخطوط القطرية لمواصلة خططها التوسعية

واصلت الهيئة العامة للطيران المدني خلال العام 2021 مسيرة الإنجازات النوعية إلى جانب جهودها الحثيثة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا كوفيد– 19 وتمكين حركة النقل الجوي من العودة إلى طبيعتها والتحضير لمرحلة ما بعد انتهاء الجائحة ولعبت إنجازات الهيئة العامة للطيران دورا كبيرا في دعم خطط وبرامج التنمية الشاملة في القطاع، حيث ساهمت في تعزيز العمليات التشغيلية للخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي بالتوازي مع تنفيذ العديد من المبادرات والشراكات التي أسهمت في دعم مكانة قطاع الطيران المدني القطري على الخريطة العالمية. وقال سعادة السيد عبد الله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لمجلة سماء قطر التي تصدرها الهيئة إن قطاع النقل الجوي في دولة قطر يشهد حركة متنامية في إطار استعدادات الدولة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وأكد أن الهيئة العامة للطيران المدني تواصل بنجاح تنفيذ خططها المنبثقة عن إستراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018 – 2022 وبما يتماشى مع الركائز الرئيسية لرؤية قطر الوطنية 2030. وأضاف سعادته على الرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا إلا أننا مستمرون في تنفيذ خطط تطوير مرافق الطيران المدني.. ونحن ملتزمون بدعم الخطوط الجوية القطرية ومساندتها لمواصلة خططها التوسعية، فضلا عن الاستمرار في تنفيذ مشاريع توسعة مطار حمد الدولي الرائد عالميا من أجل زيادة طاقته الاستيعابية بحلول المونديال وبالتوازي مع الاستعدادات الجارية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وباعتباره المطار الرسمي لهذا الحدث العالمي المنتظر يستمر مطار حمد الدولي في مشروع التوسعة وفق الجدول الزمني للمشروع ومن المقرر إنجاز المرحلة الأولى قبل انطلاق البطولة والتي ستزيد من القدرة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 58 مليون مسافر سنويا أما المرحلة الثانية من مشروع التوسعة فستنطلق بعد انتهاء البطولة لتساهم في رفع القدرة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 60 مليون مسافر سنويا. وقال السبيعي: وتواصل الهيئة العامة للطيران المدني عمليات تطوير العديد من المراكز الخاصة بالأرصاد الجوية في قطر لضمان خدمات أكثر حداثة تساهم في دقة عمليات التنبؤات الجوية ورصد عناصر الطقس بدقة أكثر مما هو متاح في الوقت الحالي.

3534

| 15 أكتوبر 2021

محليات alsharq
عبدالله السبيعي: السلامة ركيزة أساسية للطيران وقطر في الصدارة عالمياً

قال سعادة السيد عبدالله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني: يستقبل سوق السفر العام الجديد بحزمة من المحفزات التشجيعية والخطط الإستراتيجية التي تعتمد على المرونة والابتكار والتعاون مع الشركاء الدوليين؛ للتغلب على التأثيرات التي خلفتها جائحة كورونا كوفيد - 19. وقال سعادة السبيعي: ان صناعة الطيران استجمعت قواها خلال هذه الفترة للانطلاق في العام الجديد، وبناء صناعة مرنة تستقطب المزيد من الفرص من خلال التخطيط السليم والتعاون الدولى وتوفير خدمات متميزة، وأوضح السبيعي ان الهيئة العامة للطيران المدني حققت جملة من الانجازات النوعية خلال عام 2020 عززت بمقتضاها ترسيخ الاعمال التشغيلية للخطوط الجوية القطرية ولمطار حمد الدولى وحركة النقل الجوي في قطر بشكل عام، وهيأت العودة والتحضير للمرحلة المقبلة التي من المتوقع ان تشهد جملة من الانجازات النوعية التي تعزز مكانة قطاع الطيران المدني على الخريطة العالمية، وترسخت مسيرة نجاحات الطيران المدني بتوقيع عدد من اتفاقيات النقل الجوي والتي كان آخرها التوقيع النهائي على اتفاقية النقل الجوي مع جمهورية الاوروغواي، ليصبح عدد الاتفاقيات التي تم توقيعها حتى الآن 169 اتفاقية، أي ما يشكل 87.5% من دول العالم، كان أهمها توقيع دولة قطر بالأحرف الاولى على الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي مع الاتحاد الاوروبي، وبموجب هذه الاتفاقية التي تعد الأولى من نوعها بين دولة خليجية والاتحاد الأوروبي سيتم فتح الأجواء بين دولة قطر والدول الاعضاء في الاتحاد. رقم قياسي وقال السبيعي: من أبرز إنجازات الهيئة العامة للطيران المدني تمكنها في سابقة هي الأولى من نوعها من تحقيق رقم قياسي جديد في نتائج التدقيق الشامل على سلامة الطيران المدني وفق البرنامج العالمي للتدقيق على سلامة الطيران المدني، والذي أجرته المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) على الهيئة ومنظومة السلامة الجوية التابعة لها، حيث تم من خلاله التحقق من مدى توافق مقاييس السلامة الجوية للدول مع القواعد والمواصفات القياسية الدولية والواردة في معاهدة شيكاغو للطيران المدني الدولى وملاحقها. وقال السبيعي: إن توسعة مطار حمد ستزيد من سعة الركاب بالمطار من 30 إلى أكثر من 53 مليون مسافر في السنة، مؤكدا ان مطار حمد الدولى يواصل تقديم تجربة فريدة لجميع الزوار. مؤكدا ان الهيئة العامة للطيران تعمل بشكل حثيث على نمو وزيادة الخدمات الجوية وإبرام الاتفاقيات الثنائية مع العديد من دول العالم من أجل إنشاء المزيد من حقوق النقل، مما يزيد من عدد المسافرين عبر مطار حمد الدولي، مشيرا الى ان الهيئة العامة للطيران المدني تعززت علاقتها الاستراتيجية مع منظمة الطيران المدني الدولى ايكاو، لافتا إلى ان صناعة الطيران المدني بدولة قطر قوية جدا، وتتبوأ مكانة مرموقة عالميا، موضحا أن الطيران المدني لم يعد مجرد وسيلة مواصلات عادية بل أصبح صناعة مهمة لها تأثير كبير على اقتصادات الدول، وقال سعادة رئيس الهيئة العامة للطيران المدني اليوم تعد دولة قطر من الدول المتطورة جدا في هذه الصناعة وتتبوأ مكانة كبيرة عالميا لحداثة أنظمة السلامة الجوية بها وتزايد أعداد المسافرين عبرها. معايير السلامة قال السبيعي: انصب تركيزنا منذ فترة على تحديث جميع اللوائح الحالية لتعزيز معايير السلامة والأمن في مجال الطيران. مؤكدا ان السلامة هي ركيزة أساسية للطيران، ولهذا الغرض حققنا إنجازات مهمة مثل مذكرة التفاهم الموقعة مع الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، والتي تنفذ على الفور جميع التغييرات اللازمة المتعلقة بالنقل الجوي والسلامة الجوية وأنظمة الملاحة، وقياسات الأرصاد الجوية. واضاف سعادة السبيعي قائلا: تعتبر قطر أول دولة في الشرق الأوسط تطبق أنظمة سلامة الطيران الأوروبية الشاملة وتتصدر دولة قطر العالم بتطبيق المعايير الأمنية في الطيران المدني بنسبة 99.10%. وقال سعادة السبيعي: صناعة الطيران في قطر قوية، وتم تصنيف مطار حمد الدولى كمطار من فئة الخمس نجوم من قبل سكايتراكس . وأضاف قائلا نحن نعمل ايضا بجد لضمان أن يتمتع جميع زوار الدوحة خلال نهائيات كأس العالم بنفس الجودة العالية التي سيشاهدونها في المطار. وقال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في مؤشر واضح على فاعلية دور منظومة السلامة الجوية للطيران المدني بدولة قطر، قد حققت السلامة الجوية لمنظومة الطيران المدني ولأول مرة على مستوى العالم نسبة توافق 91.16٪ وفق المعايير الجديدة التي وضعتها إيكاو لتصبح بذلك دولة قطر الأولى التي تحصل على تلك النسبة من خلال نتائج التدقيق الشامل على جميع جوانب السلامة الجوية لمنظومة الطيران المدني. وقال السبيعي: إن نتائج هذا التدقيق لها أهمية كبرى لكونها تؤكد أن مطار حمد الدولى في مقدمة المطارات الأكثر أمنا في العالم. مبينا أن تحقيق هذه المكانة الرفيعة المتميزة في أمن الطيران من شأنه منح ميزة إضافية لشركة الخطوط الجوية القطرية لكونها تنطلق من مطار يمتاز بأنه من أكثر المطارات أمنا في العالم، وهو ما من شأنه أيضا تشجيع كبريات شركات الطيران العالمية على التشغيل لمطار حمد الدولي. نجاحات نوعية وقال السبيعي: إن قطاع الطيران المدني في أي دولة من دول العالم هو عصب وحجر الزاوية للاقتصاد، والقيادة الرشيدة في دولة قطر أولت هذا القطاع أهمية كبيرة وخصصت له موازنات ضخمة لتطويره وتعزيز مسيرة نموه، وقد حققنا نجاحات كبيرة وتبوأنا أعلى المراكز على الصعيد العالمي، مؤكدا ان الطيران المدني استطاع بكل فروعه وأنشطته تحقيق نجاحات نوعية ومتميزة. وقال لا تتوقف طموحاتنا على هذا التفوق النوعي والنجاح الكبير الذي يشهده قطاع الطيران المدني حاليا إنما مستمرون في تعزيز ودعم عجلة التطوير والنمو بمقاييس تواكب المعايير العالمية وتساير التطور الكبير لصناعة الطيران العالمي. وقال السبيعي: تعززت مكانة الهيئة العامة للطيران المدني على صعيد حماية البيئة بحصولها على عضوية لجنة حماية البيئة في مجال الطيران التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولى ايكاو، نظرا لاستخدامها أفضل الممارسات للحد من الآثار البيئية لصناعة الطيران ولتحقيق نظام طيران مستدام. واضاف لقد حققت دولة قطر ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني، إنجازا جديدا بحصولها على عضوية لجنة حماية البيئة في مجال الطيران التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولى ايكاو، وقال لقد حرصت الهيئة العامة للطيران المدني خلال سنوات عملها على حماية البيئة والتخفيف من الآثار البيئية الناجمة عن أنشطة صناعة الطيران المدني، مؤكدا إن الهيئة في سعي دائم للتعاون مع كافة المنظمات الدولية في هذا المجال، والتنسيق معها بما يساهم في تحقيق كافة الأهداف وتعزيز القدرات، بالإضافة إلى عملها بشكل مستمر على تطبيق معايير الملحق السادس عشر المتعلق بحماية البيئة، مما جعلها من بين الدول المتصدرة في هذا المجال على المستوى الدولي. حماية‭ ‬البيئة وقال السبيعي: لقد‭ ‬رسمت الهيئة العامة للطيران المدني ‬ سياستها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ ‬المدني‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬وخارجها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للعام‭ ‬2030‭ ‬ومخرجات‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬للمناخ‭ ‬لمواجهة‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وبما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬تطلعات‭ ‬وأهداف‭ ‬إيكاو ‬الطموحة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وبما‭ ‬يتوافق‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬قطر‭ ‬الوطنية‭ ‬،2030‭ ‬ وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تخفيف‭ ‬الآثار‭ ‬البيئية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬أنشطة‭ ‬الطيران‭ ‬المدني‭ ‬لتحقيق‭ ‬منظومة‭ ‬طيران‭ ‬مدني‭ ‬مستدام‭ ‬بدولة‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬الثلاثة‭:‬الاقتصاد‭ ‬والبيئة‭ ‬والمجتمع‭.‬ القدرة الاستيعابية وقال السبيعي: لقد قمنا خلال العام الماضي بتوقيع عقد مع شركة IBG السويدية الرائدة في مجالات الإدارة والاستشارات والتدريب والمتخصصة بقطاع الطيران، بهدف زيادة القدرة الاستيعابية للمجال الجوي القطري ولمطار حمد، لاستيعاب الزيادة المنتظرة خلال مونديال 2022 في قطر، وتوفير جميع المتطلبات اللازمة لاستضافة هذا الحدث. وأوضح السبيعي: ان الهيئة العامة للطيران المدني استضافت في العام الماضي الملتقى الخليجي للزلازل في نسخته الحادية عشرة بهدف الاستفادة من الأبحاث والتكنولوجيات الحديثة من أجل توفير التدابير اللازمة للحد من المخاطر الزلزالية والتخفيف من المعاناة البشرية والخسائر المادية الناجمة عن هذه المخاطر. وقال: للحد من مخاطر الزلازل لا بد من اعتماد أنظمة دقيقة للتنبؤ بها حول العالم، وأضاف أن إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني أنشأت الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية في عام 2014 لتشكل خطوة أولى نحو إنشاء مركز قطر للمعلومات الزلزالية.. مبينا ان الملتقى الخليجي للزلازل اتاح عرض الأبحاث العلمية والوقوف على كل ما هو جديد في مجال الزلازل والهندسة الزلزالية وإتاحة الفرصة للعاملين في هذا المجال لتبادل الأفكار والآراء من أجل تحقيق التعاون المستقبلى بين المشاركين لإجراء البحوث والدراسات المشتركة والاستفادة منها للتقليل من الآثار الكارثية والحد من الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن الزلازل. وقال السبيعي لقد عملت الهيئة العامة للطيران المدني على إنشاء الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية في عام 2014، بهدف رصد وتقييم وإدارة المخاطر الزلزالية المحتملة، وقد قامت منذ ذلك الحين بإنشاء وتركيب 9 محطات رصد زلزالى موزعة بشكل متوازن على كافة مناطق الدولة. بروتوكولات صحة وقال السبيعي: لقد سجل قطاع الطيران المدني إنجازاً جديداً يتمثل بحصول مطار حمد الدولى مؤخراً على شهادة اعتماد من المعهد البريطاني للمعايير (بي إس أي)، لتطبيقه بروتوكولات صحة وسلامة الطيران الخاصة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، وذلك بعد عمليات تدقيق ناجحة للامتثال للمعايير الموضوعة من قبل فريق إنعاش قطاع الطيران المدني إيكاو كارت، التابع لمنظمة الطيران المدني الدولى (إيكاو)، ليصبح مطار حمد الدولى الأول عالمياً في الحصول على هذا الاعتماد. وقال السبيعي: إن دولة قطر تصدرت دول الشرق الأوسط في الربط الجوي خلال أزمة كورونا (كوفيد - 19 )، وذلك وفقاً لبيانات ‪الاتحاد الدولى للنقل الجوي (إياتا) حول تأثير (كوفيد-19) على الربط الجوي بين دول العالم، حيث شهدت دول الشرق الأوسط انخفاضاً بنسبة 88٪، باستثناء دولة قطر التي أتاحت لمسافري (الترانزيت) المرور عبر مطار حمد الدولى خلال فترة الأزمة، بالإضافة لكونه مركزاً مهماً للشحن الجوي، مبينا ان إنجازات ونجاحات مطار حمد الدولى أساسها قوة وتطور قطاع الطيران في دولة قطر الذي يتبع أحدث الأساليب العالمية في المعايير والتشغيل، ويقوم في الوقت ذاته على بنية تحتية متطورة وذات مواصفات عالمية لتحقيق التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية قطر 2030 توقيع اتفاقيات وقال سعادة رئيس الهيئة العامة للطيران المدني: إن توقيع اتفاقيات النقل الجوي تأتي في إطار التطور الكبير الذي يشهده قطاع النقل الجوي وتشييد مطار حمد الدولى الذي يحقق إنجازات كبيرة، أولها مدخل قطر للعالم ومركز لصيانة الطائرات وزيادة معدلات الشحن، كما أنه أول مطار في العالم يتماشى مع العمليات غير المحدودة للطائرات التجارية التي تتضمن الإيرباص الجديدة، إضافة إلى أن المطار الجديد يساعد في ترسيخ قطر كمركز رئيسي لحركة الطيران الإقليمية والعالمية. وقال سعادة السبيعي: لقد حققت منظومة الطيران المدني المتكاملة قفزة نوعية في التعامل والتعاون مع المنظمات الدولية ابتداء من منظمة الطيران المدني الدولى إيكاو والمنظمات الأوروبية والمنظمات العالمية الأخرى، إضافة إلى المنظمات العربية، حيث تمكنت الهيئة العامة للطيران المدني في سابقة هي الأولى من نوعها من تحقيق رقم قياسي جديد في نتائج التدقيق الشامل على سلامة الطيران المدني وفق البرنامج العالمي للتدقيق على سلامة الطيران المدني والذي أجرته المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) على الهيئة ومنظومة السلامة الجوية التابعة لها. الأرصاد الجوية وقال السبيعي: تمتلك إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني أحدث أنظمة التنبؤ والرصد الجوي بما يتواكب مع التوجهات المستقبلية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حيث تقوم الإدارة بتشغيل نماذج تنبؤات عددية محلية عالية الدقة، كما تقوم بمراقبة حركة السحب والأمطار ومختلف الظواهر الجوية عبر أنظمة استشعار عن بعد متقدمة تشمل صور أقمار اصطناعية وصور رادار تتوفر على مدار الساعة.اضافة الى احدث محطة الرصد الجوي التي تعتمد في تشغيلها على الطاقة الشمسية والتي سيتم نشرها في انحاء الدولة لتعزيز عمليات الارصاد الجوية، ومن ضمن انجازات ادارة الارصاد الجوية افتتاح مركز مكينس للأرصاد الجوية، الذي يضم موقع رادار الطقس وهو الأول من نوعه في دولة قطر، حيث انضم إلى شبكة الرادارات العالمية ويقدم خدماته لجميع الفعاليات والأحداث الكبرى التي تستضيفها البلاد، وأبرزها هو الحدث الأهم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ويحتوي المركز كذلك على محطات للرصد الجوي والزلزالي، ليشكل إضافة نوعية في تحسين عمليات التنبؤات الجوية ورصد العديد من عناصر الطقس التي لم تكن متوافرة من قبل. كما تم تدشين التطبيق الإلكتروني للأرصاد الجوية الذي يتيح للمستخدمين الاطلاع على المعلومات المتعلقة بحالة الطقس والتنبؤات والتحذيرات الجوية بالإضافة إلى القراءات الخاصة لمختلف عناصر المناخ بشكل مباشر على مدار الساعة. وقال سعادة السبيعي إن الجمع المهم بين تدشين مركز مكينس للأرصاد الجوية وإطلاق تطبيق أرصاد قطر، يأتي في إطار تحقيق رؤية الهيئة العامة للطيران المدني في تقديم الخدمات اللازمة للجمهور في إطار عصري يحاكي التطور والتقدم اللذين تشهدهما دولة قطر على كافة المستويات، وتماشياً مع فعالية دور الأرصاد الجوية في مختلف مجالات الحياة واتساع دائرة الجهات المستفيدة من التنبؤات الجوية والمناخية. وقال: ما زالت عجلة ومسيرة الانجازات النوعية مستمرة في الارصاد الجوية حيث افتتحت الهيئة العامة للطيران المدني مركز الخليج البحري وهو الاول في المنطقة العربية وتشمل خدماته منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر العرب وخليج عدن. مكتب مونتريال وبخصوص مبادرة الهيئة العامة للطيران المدني الخاصة بافتتاح المكتب الدائم لدولة قطر في منظمة الطيران المدني الدولى إيكاو بمدينة مونتريال الكندية، قال السبيعي: ان افتتاح المكتب دلالة على أهمية الدور القطري في مجتمع الطيران المدني، اضافة الى القيمة والخدمة النوعية التى يقدمها هذا المكتب لصناعة الطيران المدنى فى دولة قطر من خلال المشاركة الدائمة والفعالة في كافة الفعاليات والمبادرات التى تقيمها منظمة الطيران المدني الدولي، بالإضافة إلى دوره في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع مختلف الدول الممثلة بمندوبين مقيمين فى مقر المنظمة بمونتريال. وقال: يضم المكتب الدائم لدولة قطر في الإيكاو نخبة من الخبراء فى مجال الطيران المدني.وقال السبيعي: ان دولة قطر هي اول دولة في الشرق الاوسط تقوم بإصدار المبادئ التوجيهية للأمن السيبراني في مجال الطيران المدني، اضافة الى فوزها بعضوية المجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني وتكريم دولة قطر من قبل منظمة الطيران المدني الدولى إيكاو خلال مشاركتها في اجتماعات الدورة الاربعين للجمعية العمومية للمنظمة، وذلك نظرا لانجازاتها في مجال سلامة وامن الطيران وتحسين التنفيذ الفعال للقواعد والتوصيات الدولية المتعلقة بهذا المجال.

2006

| 14 فبراير 2021

محليات alsharq
القرضاوي: السبيعى رائد نهضة التعليم الديني في قطر

الكتاب: "في وداع الأعلام" المؤلف: الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة : التاسعة إن أخطر شيء على حياة الأمة المعنوية، أن يذهب العلماء، ويبقى الجهال، الذين يلبسون لبوس العلماء، ويحملون ألقاب العلماء، وهم لا يستندون إلى علم ولا هدى ولا كتاب منير. فهم إذا أفتوا لا يفتون بعلم، وإذا قضوا لا يقضون بحق، وإذا دعوا لا يدعون على بصيرة، وهو الذي حذر منه الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمرو "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" (متفق عليه). ولعل هذا الشعور هو الذي دفعني في السنوات الأخيرة إلى أن أمسك بالقلم لأودع العلماء الكبار بكلمات رثاء، أبين فيها فضلهم، وأنوّه بمكانتهم، والفجيعة فيهم، حتى يترحم الناس عليهم، ويدعوا لهم، ويجتهدوا أن يهيئوا من الأجيال الصاعدة من يملأ فراغهم، وإلا كانت الكارثة. إن مما يؤسف له حقّاً أن يموت العالم الفقيه، أو العالم الداعية، أو العالم المفكر، فلا يكاد يشعر بموته أحد، على حين تهتز أجهزة الإعلام، وتمتلئ أنهار الصحف، وتهتم الإذاعات والتلفازات بموت ممثل أو ممثلة، أو مطرب أو مطربة أو لاعب كرة أو غير هؤلاء، ممن أمسوا (نجوم المجتمع)!. وأسف آخر أن العلمانيين والماركسيين وأشباههم إذا فقد واحد منهم، أثاروا ضجة بموته، وصنعوا له هالات مزورة، وتفننوا في الحديث عنه، واختراع الأمجاد له، وهكذا نراهم يزين بعضهم بعضاً، ويضخم بعضهم شأن بعض. على حين لا نرى الإسلاميين يفعلون ذلك مع أحيائهم ولا أمواتهم، وهذا ما شكا منه الأدباء والشعراء الأصلاء من قديم. وفي هذه الحلقة يتحدث الشيخ القرضاوي عن العالم الداعية عبدالله بن تركي السبيعي السبيعي.. أول مفتش للعلوم الشرعية في دولة قطر (1318 — 1388هـ = 1897 — 1968م) عبدالله بن تركي السبيعي، رائد من رواد النهضة التعليمية في دولة قطر، وعالم من علماء الشريعة المرموقين، وأحد العبادلة الثلاثة من أهل العلم الديني في قطر: أولهم عبدالله بن زيد آل محمود قاضي المحكمة الشرعية. وثانيهم: عبدالله الأنصاري، مدير مدرسة صلاح الدين، وهو ثالثهم. وكلهم كانوا يخطبون في المساجد، ويعلمون أحكام الشريعة، ومكارم الأخلاق. * رائد نهضة التعليم الديني قال الشيخ رحمه الله في مجلة الدوحة — وهي مجلة مدرسية صدرت في خمسينيات القرن الماضي — مبينا دوره في نهضة التعليم الديني في قطر: (لقد بدأت النهضة التعليمية في قطر منذ عشر سنوات، ولكنها لم تأخذ مجراها الطبيعي، وتؤدي ثمارها الطيبة، إلا منذ أن تولى زمامها وقيادتها سمو الشيخ خليفة بن حمد عام 1956م، وقد انتدبني سمو الشيخ خليفة لأشرف على النهضة، من حيث التعليم الديني. وحين قمت بجولة في المدارس، متفقدًا حالتها، ساءني أمر مناهج العلوم الشرعية، فلم تكن أمرًا ذا بال، وكانت من القِصَر والضيق بحيث لا تُعدُّ شيئًا يُذكر، فاستخرت الله، وقمت بإعداد منهج شامل، تُدرس فيه عقيدة السلف، وتفسير القرآن الكريم، ويتعرف الطالب في الوقت نفسه على سيرة النبي الكريم، وصحبه الأبرار، وطرف من الحديث النبوى الشريف، ويأخذ بعد ذلك الفقه الإسلامي من كتب مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه، ولم نقف عند هذا الحد، بل جئنا بالآداب الدينية والاجتماعية، ليكون الطالب على بصيرة من التقاليد الكريمة التي يجب اتباعها). وكان لابد للشيخ أن يوفر المعلمين المؤهلين الأكفاء القادرين على تعليم هذا المنهج، وبث روحه في تلاميذهم وعيًا وفكرًا وسلوكًا، فلم يجد سوى الأزهر الشريف المورد العذب لعلوم الشريعة عبر العصور، وبموافقة المسؤولين في الدولة، أُذن للشيخ أن يسافر للقاهرة. وكان من مآثر الشيخ ابن تركي أنه هو الذي سعى بجد وحرص لجلب علماء الأزهر من مصر لتدريس العلوم الشرعية، وكان يعتز بذلك ويفتخر به. * أول لقاء بيني وبين الشيخ ابن تركي: وفي عام 1957 وكنت أخطب في مسجد الزمالك، زار الشيخ عبدالله بن تركي السبيعي مصر، وكان وقتها مفتش العلوم الشرعية بوزارة المعارف، والمسؤول عن التعاقد مع علماء الأزهر وغيرهم لتدريس العلوم الشرعية في مدارس قطر. وكان يصحبه من أبناء الأزهر أخونا الشيخ يوسف عبد المقصود، الذي ذهب إلى قطر من قديم، وعمل في مدارسها، قبل أن يحصل على الشهادة العالمية. وقد اصطحب أخونا يوسف الشيخ ابن تركي، ليصلي الجمعة في مسجد الزمالك، واستمع إلى خطبتي، وأنا لا أعلم، وشاء الله أن يعجب بها، ثم صافحني بعد الصلاة، وعرفني به الأخ يوسف. وطلب مني أن أزوره في الفندق الذي يقيم فيه (جراند أوتيل) في وسط القاهرة. وقد زرت الشيخ، وتبادلنا الحديث في علوم الشرع، وعلم الإمامين ابن تيمية وابن القيم، وغير ذلك، مما شد الشيخ إليّ، وزاده ثقة بي، واطمئنانًا إليّ، وودعته، وشكرت له، وحييته. ولما رجع الشيخ إلى قطر، أرسل كتابًا إلى الشيخ الباقوري وزير الأوقاف يطلب منه إعارتي إلى قطر، ولم يعرف ابن تركي أن وزير الأوقاف لا يملك أن يعيرني إلى قطر؛ لأني لست موظَّفًا عاديًّا كسائر الناس، بل كنت مُعَيَّنًا على مسؤولية الباقوري استثناء. وحتى لو كنت موظفًا عاديًّا، فلابد أن تمر عليّ ثلاث سنوات حتى أعار إلى خارج مصر، فاعتذر وزير الأوقاف إليه. ولكن اسمي ظل محفورًا في ذاكرة الشيخ، حتى آن الأوان بعد ذلك لإعارتي إلى قطر. وبعد مضي السنوات الثلاث علينا في العمل أن نتقدم بطلب ليكون لنا حق الابتعاث أو الإعارة لبعض البلاد العربية التي تطلب مدرسين لمدارسها أو معاهدها. وما إن اكتملت لنا مدة السنوات الثلاث — منذ بدء تعيينا في الأوقاف — حتى تقدمنا بهذا الطلب، لنلحق بالمعارين إلى السعودية والكويت وغيرهما. وبخاصة أننا قد تأخرنا في التعيين، وفي حاجة ماسة إلى سند مادي يشد ظهرنا في مواجهة مطالب الحياة، وكل منا يريد أن يكون له بيت يملكه، لا مجرد شقة يستأجرها، وأن يكون له قدر من المال يدخره لمفاجآت الحياة. * امتحان شفهى ولأن عدد المتقدمين للإعارة يكون دائما أكبر من الفرص المتاحة، فكان الأزهر يجرى للمتقدمين (امتحانًا شفهيًّا) تقوم به لجنة من العلماء المرموقين، ويرشح منهم الناجحون الأول فالأول. ويسر الله سبحانه، وكنت أول المتقدمين من علماء الأزهر في هذا الامتحان. ومن ثَم كان من حقي أن أختار أي بلد أحب من البلاد التي يبعث إليها الأزهريون. وكان أفضل بلد يختاره الأزهريون عادة هو (الكويت) فقد كانت الكويت تعطي أعلى الرواتب للمعارين إليها. ولكني لم أختر الكويت، بل اخترت "قطر" ولم يكن لقطر شهرة في ذلك الوقت، ولا يرغب المعارون فيها كغيرها، فقد كانت تخطو الخطوات الأولى في سلم الترقي الحضاري، وكانت رواتبها أقل من غيرها. ولكن لأن الشيخ عبد الله بن تركي المسؤول عن العلوم الشرعية فيها كان قد طلبني من قبل من وزارة الأوقاف، ولا يزال حريصًا على استقدامي إلى قطر، فكان من الواجب أن أبادله ودًّا بود، وأقابل تحيته بمثلها أو أحسن منها. ومضينا نتخذ الإجراءات للبعثة، ونهيئ الأسباب للسفر القريب، واستخرجت جواز السفر لي وللعائلة، ولكني فوجئت بما لم يكن في الحسبان، فقد مضت أمور أخي العسال بلا عقبات ولا اعتراض من أحد، أما أنا فقالوا: إن جهات الأمن معترضة عليك. وسألنا عن سبب الاعتراض، فلم نجد جوابًا، وطلبت من الدكتور البهي أن يسأل مكتب السيد كمال رفعت، ومديره السيد علي إمبابي الذي كان دائم الصلة بمكتب الدكتور البهي، وكانت إشارته حكمًا، وطاعته غنمًا، وتوجيهاته لا ترد ولا تناقش، وكل هذا لم يجدِ شيئًا. وظل الشيخ عبد الله بن تركي يرسل البرقيات تلو البرقيات لتسهيل إعارتي إلى حكومة قطر، ولا من سميع أو مجيب. اللقاء الثاني: ولقد حضر إلى مصر في الإجازة الصيفية الشيخ عبد الله بن تركي من قطر، وقابلته أنا والأخ أحمد العسال، وكان لقاء علميًّا حيًّا، طرقنا فيه موضوعات في العقيدة والفقه والتربية، وسر به الشيخ ابن تركي، وطلبني رسميًّا من الأزهر. وفي خلال هذه السنة الدراسية (1960 — 1961) لم تنقطع رسائل وزارة المعارف في قطر عن طلبي من الحكومة المصرية، وبخاصة أن فضيلة الشيخ عبد الله بن تركي مسؤول العلوم الشرعية في المعارف، والمسؤول عن التعاقد مع علماء الأزهر في مصر، لم يكف عن إرسال البرقيات إلى الأزهر، وإلى السيد حسين الشافعي عضو مجلس الثورة، والمشرف على الأزهر في ذلك الوقت، يطلب فيها (فك الحظر) عني والسماح لي بالسفر إلى قطر. ونظرًا لكثرة البرقيات وإلحاحها: شرع مكتب حسين الشافعي يحقق في أمر منعي وأسبابه، وانتهى إلى إلغاء قرار المنع والسماح لي بالسفر إلى قطر، ابتداء من العام الدراسي 1961، 1962. وكان اتفاق الشيخ ابن تركي معي، على أن أتسلم إدارة المعهد الديني الثانوي في قطر، خلفا عن مديره السابق فضيلة الشيخ الدكتور عبد الغني الراجحي الذي تسلم إدارته لسنة واحدة، هي كل عمر المعهد الناشئ. كان الشيخ ابن تركي نعم العون لي كان الشيخ نعم العون لي في كل ما يخص المعهد الديني، وكانت أولى العقبات التي قابلتني في إدارتي للمعهد الديني بعيد وصولي لقطر، أني لم أجد طالبا واحدا تقدم للالتحاق بالصف الأول بالمعهد. كل ما هنالك أن طالبا لم يدخل الامتحان في العام الماضي فأعاد السنة، فهذا هو الاسم الوحيد الموجود على قائمة الصف الأول. ومر يوم واثنان وثلاثة، وبقية الأسبوع، فلم يتقدم إلينا أحد، ومعنى هذا: أن المعهد يصفي نفسه من أول يوم. إذا لا معنى لمعهد لا يأتيه طلاب جدد، والطلاب القدامى كأنما فُرضوا عليه، أو فُرض عليهم فرضا. وبدأت أتهيأ لمواجهة هذه المشكلة العاجلة. فكتبت نشرة توزع على نطاق واسع في المساجد، تبين أهمية الدراسة الدينية والتفقه في الدين، وأنه واجب على كل مجتمع أن يهيئ من أبنائه فئة تتفقه في الدين، حتى إذا سئلوا أفتوا بعلم، وإذا قضوا قضوا بحق، وإذا دعوا إلى الله دعوا على بصيرة، {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122]. وفي يوم الجمعة، تحدثت بعد خطبة الشيخ ابن تركي في الجامع الكبير المعروف باسم "جامع الشيوخ" حديثا عن طلب العلم، وأهمية علم الدين... إلخ.. فبدأ يجيئنا طالب بعد آخر، حتى اكتمل الصف الأول ثمانية طلاب، وقلنا: فيهم بركة، وربنا يبعث المزيد، وكان هذا أول درس ديني ألقيه في قطر. المشكلة الثانية: كان التلاميذ يأخذون جميعًا رواتب من الحكومة، ترغيبًا لهم في الالتحاق بالمدارس، وكان جميع التلاميذ يأخذون هذه الرواتب — أو المعاشات كما يسمونها — ولكن في السنة التي وصلت فيها: اتخذت الحكومة قرارًا جديدًا، وهو قصر الرواتب على التلاميذ القطريين وحدهم، أما غير القطريين فلا يصرف لهم شيء. وكان في المعهد الديني عدد من الطلاب من غير القطريين، بعضهم من الإمارات، مثل: الطالب أحمد عبد الله عسكر من خور فكَّان، والطالب محمد عبد الرحمن البكر من رأس الخيمة، والطالب محمود هزاع من اليمن، وغيرهم. وتحدثت مع الشيخ عبد الله بن تركي عن هذه القضية، وقلت له: يجب أن يستثنى طلاب المعهد الديني من قرار قصر الراتب على القطريين، تشجيعًا للتعليم الديني، فقال لي: إن هذا الأمر بيد الشيخ خليفة، وأنا أرى أن نذهب معًا لزيارته، ليتعرف عليك، ولتحدثه في هذا الأمر بنفسك، وأعتقد أنه سيقتنع بمنطقك. وفعلا ذهبت مع الشيخ ابن تركي إلى الشيخ خليفة، فحيَّاني الرجل، ورحَّب بي، وقال لي: سمعنا عنك قبل قدومك، وأرجو أن تجد في قطر وطنك الثاني. وشكرته على المجاملة الطيبة. وقلت له: يا طويل العمر، أريد أن أشرح لكم موقف المسلمين من العلم الديني طوال العصور الماضية، فقد وقفوا عليه الأوقاف، والصدقات الجارية، ليستمر علم الشرع موصولًا متوارثًا، جيلًا بعد جيل، فهو فرض كفاية على الأمة، إذا قام به عدد كاف يلبي الحاجة، رفع الحرج عن الأمة، وإلا أثمت الأمة كلها. وقد جرت عادة أهل الخير من المسلمين أن يخصوا الطلبة الغرباء بعناية أكبر من غيرهم، لشدة حاجتهم في غربتهم، وتشجيعًا لهم أن يتفقهوا في الدين، وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم. ونحن — طلبة الأزهر المصريين — في كلياتنا، لا يعطى لنا شيء، على حين يعطى طالب البعوث الإسلامية قدرًا من المعونة يساعده على معيشته، وبعضهم يأخذها رغم أنه يسكن في مدينة البعوث الإسلامية التي خصصها لهم الأزهر. وهذا امتداد لنظام الأروقة" الذي كان متبعا في الأزهر من قديم، فهناك في مباني الأزهر نفسه: رواق للمغاربة، ورواق للأكراد، ورواق للشوام، وهكذا. وأنا لا أطالب سموكم بإعطاء الطلبة الغرباء، وحرمان القطريين، بل أريد التسوية بين الجميع في ذلك، وتكون هذه ميزة لطلبة المعهد الديني. وتفهم الرجل قصدي، واستجاب له في الحال. بل ظلت هذه الميزة لطلاب المعهد مستمرة، حتى بعد أن ألغيت الرواتب من الطلاب القطريين أنفسهم بعد ذلك. ومما أعانني فيه الشيخ ابن تركي أنه قد بدا لي أن أقسم المعهد إلى مرحلتين: إعدادية وثانوية. كل مرحلة منهما ثلاث سنوات، مثل مراحل التعليم العام. يدرس الطالب في المرحلتين ما يدرسه الطالب في التعليم العام تقريبًا، إلا ما لا ضرورة إليه مما يوفِّر لنا بعض الحصص وتدرس نفس الكتب المقررة على الإعدادي والثانوي في العلوم والرياضيات والمواد الاجتماعية، واللغة الإنجليزية ونحوها وفي الثانوي تدرس مناهج القسم الأدبي على أن نزيد الجرعات التي يأخذها الطالب من العلوم الشرعية والعربية. وهنا لابد أن نبذل جهدا في تيسير هذه العلوم وتقريبها، بحيث لا نرهق الطالب بتعقيداتها. ولابد من تقرير الكتب المناسبة لذلك وقد يضطرنا هذا أن نزيد حصتين في الخطة الدراسية. ومعنى هذا أن علينا أن نهيئ الطالب في الصف الثالث بالمعهد هذا العام لامتحان الشهادة الإعدادية. وحصول الطالب على هذه الشهادة سيشعره بأنه قطع مرحلة دراسية مهمة، وحصل على شهادتها.. وكلمت الشيخ عبد الله بن تركي في هذا التغيير، ورحب به جدًّا، ووافقني عليه، وقال: علينا أن نقابل مدير المعارف وتقنعه بهذا الأمر. وكان مدير المعارف حينئذ، هو الأستاذ عبد الرحمن عطبة. وكان مفتشا للغة العربية، وأبدى نشاطًا ملحوظًا، فعيَّنه الشيخ قاسم مديرًا للمعارف، وكنت قد لقيته في القاهرة في الصيف لقاء عابرًا، وكان الأستاذ محمد المبارك أوصاه بي. فذهبت إليه، وشرحت له فكرتي، فشد على يدي، وشجعني على سرعة التنفيذ. سنن حسنة ومن السنن الحسنة التي سنها الشيخ ابن تركي في كل رمضان، أن يرسل العلماء الأزهريين الذين يدرِّسون العلوم الشرعية، إلى مساجد الدوحة وضواحيها، ومساجد القرى، ليلقوا فيها دروسًا، إما بعد العصر، وهو الغالب، أو بعد العشاء. ويوزع جدولًا في كل رمضان بالمدرسين ومساجدهم. ومن السنن الحميدة التي سنتها وزارة التربية والتعليم في قطر — باقتراح من فضيلة الشيخ عبد الله بن تركي رئيس تفتيش العلوم الشرعية — إقامة مسابقة في حفظ القرآن وتلاوته، مفتوحة لجميع الطلاب والطالبات في جميع مدارس قطر بالدوحة، وغيرها من مناطق قطر. وكان الفائزون الأوائل الثلاثة في كل فصل يأخذون جوائز نقدية تشجيعية، وكانت المدارس تتنافس في ذلك، كما يتنافس الأبناء والبنات في حفظ كتاب الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]. * حفظ القرأن وقد أدى ذلك إلى تسابق كثير من الطلاب والطالبات في حفظ القرآن، وأن تجد البيوت قبيل الامتحان مشغولة بالقرآن. كما فتحت الوزارة — جزاها الله خيرا — باب التسابق للطلاب ولغير الطلاب في حفظ القرآن كله، أو نصفه، أو أجزاء منه، ويعطَى الحافظ جائزة قيمة على قوة حفظه وحسن تلاوته. وكانت بناتي إلهام وسهام وعلا ثم أسماء بعد يدخلن كل عام هذه المسابقة ويفزن فيها، ويحصلن على جائزتها. بل دخلت إلهام هذه المسابقة في الأجزاء الخمسة الأخيرة، ونجحت فيها، وحصلت على جائزتها، ودخلت سهام في ثلاثة أجزاء، وأسماء في جزءين. ومن هذه السنن أيضا: (تعليم البنات)، فقد نادى الشيخ ابن تركي بحق الفتاة القطرية في التعليم، في وقت كان يرى فيه كثير من الناس أن تعليم الفتاة وصمة قد تنتهي بالفتاة إلى عزوف الرجال عن الزواج منها، بل إن بعض فئات المجتمع كانت تعد تعليم الفتاة منكرًا يحرمه الدين، ولكن الشيخ عبدالله سار متحملًا في ذلك العبء الأكبر، واستطاع بقوة منطقه، ورجاحة رأيه، وحسن فهمه لدينه: أن يقنع الكثيرين من المتحفظين المنكرين لتعليم الفتاة، ونادى الشيخ الجليل بهذا الرأي ضاربا المثل بما كانت عليه المسلمات الأوليات من فقه في الدين وعلم بشؤون الحياة وتفريق القرآن الكريم بين من يعملون ومن لا يعملون { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9] ودعوته إلى القرأءة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق} [العلق: 1]. وشجعه سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (ولي العهد إذاك)، فوضع بتوجيه من سموه لتعليم الفتاة نظاما وترتيبا يحافظ على صونها وعفافها، ويمنع اختلاطها بغيرها، وتم افتتاح مدارس البنات. ومن الغريب أن الشيخ عبد الله بن زيد ال محمود، صاحب الفتاوى الجريئة في الحج وغيره، كان في ذلك الوقت من أنصار التضييق والتشديد في تعليم المرأة، وإن كان قد تغير رأيه بعد ذلك، والحمد لله. وكان الشيخان: ابن تركي والأنصاري من القائلين بإتاحة الفرصة لتتعلم كل علم نافع تريده وتقدر عليه. وفاته: وبعد حياة مليئة بالحيوية والمعرفة، والكفاح في مجالي الدعوة والتعليم، توفي الشيخ يوم السبت العشرين من شهر رجب عام 1388 هـ الموافق 12 أكتوبر 1968م وشيعه إلى مثواه الأخير آلاف المحبين له، والعارفين بفضله، والمقدرين لجهاده في موكب مهيب. رحم الله الشيخ عبدالله بن تركي السبيعي، وجزاه على ما قدم من عمل نافع للعلوم الشرعية وتعليمها، خير ما يجزي به العاملين الصالحين من عباده.

2769

| 25 يونيو 2015

اقتصاد alsharq
طرح الأعمال الإنشائية لـ"قطار الخليج" في 2015

قال المهندس عبد الله السبيعي العضو المنتدب لشركة سكك الحديد القطرية (الريل)، إن الشركة لديها الآن ثلاثة مشاريع رئيسية، أولها مشروع مترو الدوحة ويتكون من 4 خطوط رئيسة، تحتوي المرحلة الأولى منها على 38 محطة مترو و3 خطوط وحوالي 85 كيلومتراً من المسار باتجاهين للقطار، منها 68 كيلومتراً تحت الأرض والباقي فوقها وعلى جسور معلقة، موضحاً أنه تم الانتهاء من حوالي 16% من المشروع. وأضاف خلال زيارته اليوم، الأحد، لجناح وزارة المواصلات في درب الساعي، أن المشروع الثاني هو مشروع قطار لوسيل "النقل الخفيف" الواقع بمدينة لوسيل، ويخدم حوالي 500 ألف نسمة عند اكتمال منشآت المدينة وجميع التطويرات العقارية فيها. وأوضح أنه تم إنجاز أعمال البنية التحتية تحت الأرض وتشتمل على نفق بطول 8 كيلومترات. كما تم إنجاز الأعمال المدنية بنسبة 100% ويجري العمل على تنفيذ الأعمال الكهربائية والميكانيكية وأنظمة القطارات والسكك الحديدية وتوريد القطارات وتشغيلها، منوهاً إلى أن المشروع يمتد لمسافة 32 كيلومتراً، وبه حوالي 35 محطة للترام. وحول المشروع الثالث.. قال السبيعي إنه يتعلق بقطار الربط مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيراً إلى أنه قطار لنقل البضائع والركاب وتم الانتهاء من التصميمات الأساسية للمشروع حالياً، وتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع بنهاية 2018، لكنه قال إن ذلك يرتبط بما أنجزته الدول الأخرى من المشروع. وأوضح أنه سيتم طرح الأعمال الإنشائية لهذا المشروع بعد الانتهاء من التصميمات في الربع الثاني من 2015.

653

| 14 ديسمبر 2014