رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
مركز دراسات التشريع.. رؤية قطرية للإصلاح

يطمح مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق إلى الريادة في إصلاح وتجديد الفكر التشريعي والأخلاقي الإسلامي، من خلال الإسهام في صياغة منهجية أخلاقية راسخة، وقادرة على مواجهة التحديات العالمية المعاصرة. ويسعى المركز إلى تحقيق هذه الغاية بابتكار ونشر وتقديم فكر وسلوك أخلاقي إسلامي، وذلك عبْـر الجمع بين علماء النص والتراث وعلماء السياق والواقع، لبناء صرح مدرسة أخلاقية تحقق الإصلاح الجذري. تأسس المركز عام 2012 وهو عضو في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمَد بن خليفة في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وينصبُّ اهتمام المركز على التشريع الإسلامي والأخلاق، مع تركيز خاص على الأخلاق التطبيقية في المجالات الآتية: المنهجية و الفن والبيئة والاقتصاد و التربية و التغذية و قضايا الرجل والمرأة و الإعلام. و الأخلاق الطبية والحيوية و الهجرة وحقوق الإنسان و السياسة و علم النفس . وأكد د. طارق رمضان مدير المركز أن المركز يدرك جيداً حتمية أن يكون لدى المسلمين نقاشاتهم ومباحثاتهم الداخلية، "ومع ذلك فإننا حريصون كل الحرص على التواصل مع أصحاب الديانات والفلسفات والقيم الروحانية الأخرى ممن يهتمون بالقضايا الأخلاقية ولديهم الرغبة في الإسهام معنا في هذا الصدد". وأضاف ان المركز سوف يعالج القضايا المعاصرة من خلال الاستعانة بعلماء النصوص وعلماء الواقع وتنظيم الندوات العلمية المتخصصة المغلقة التي تجمعهم ليتسنى لهم مدارسة القضايا والتشاور فيها والتركيز على الأسئلة الحساسة والدقيقة. ويهدف المركز إلى تعزيز البحث العلمي لدى الطلاب المتخصصين في هذه المجالات البحثية – من خلال نشر البحوث والكتب التي من شأنها أن تسهم في استيعاب أفضل لآلية تطبيق الأخلاقيات الإسلامية المعاصرة في واقعنا المعاصر. كما يسعى المركز إلى التوسع والانتشار حتى تصبح جميع هذه المعلومات متاحة أمام المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والفلسفات الأخرى؛ وبهذا يسلّط المركز الضوء على الحركة الفكرية في الثقافة الإسلامية.

276

| 17 نوفمبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
طارق رمضان للشرق: الحرب ضد الإرهاب لا تكون بقصف الدول وإنما بتصحيح المفاهيم الخاطئة

الإرهابيون مسلمون ولكنهم يرتكبون أعمالاً ليست إسلاميةتجب معرفة دوافع الإرهاب ومحاربته عبر التعليمالإسلام الحقيقي يمثل خطراً على "داعش"كدت أموت في جزيرة موريشيوسلسنا أقلية ولكن أصحاب حقوق في أوروبا وأمريكا المفكر الإسلامي الدكتور طارق رمضان؛ حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وهو أستاذ الدراسات الإسلاميّة المعاصرة وأستاذ الأديان وحوار الأديان في قسم الدراسات اللاهوتيّة في جامعة أوكسفورد، كذلك يعمل أستاذًا زائرًا في كلية الدراسات الإسلاميّة بدولة قطر، وفي الجامعة الماليزيّة "بيرليز"، وباحثًا في جامعة دوشيشا باليابان. كما يرأس مركز الدراسات التشريعيّة والأخلاق بالدوحة. وهو مستشار رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون للشؤون الدينية؛ حصل على درجة الماجستير في الفلسفة والأدب الفرنسي، ودرجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية والعربية من جامعة جنيف بسويسرا. كما تلقى تدريبا مكثفا في النصوص الإسلامية التراثية ومنهج قراءتها على الطريقة التقليدية من أساتذة ومشايخ جامعة الأزهر الشريف في القاهرة وقد أجازوه فيها بسندها. وهو أيضا رئيس المركز الأوروبي للأبحاث المعروفة بالشبكة الإسلامية الأوروبية "EMN" في بروكسل، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. يسعى رمضان لإسلام أوروبي خال من أي نفوذ أجنبي، كما يدعو الحكومات إلى اتباع سياسات تعزز المساواة الاجتماعية واعتماد قوانين مكافحة التمييز لمنع التطرف الديني من التجذر بين الفئات المجتمعية. ويشجع المسلمين الفرنسيين على التفكير، والكلام، والعمل والتفاعل كمواطنين بصفة كاملة، والخروج من خانة الضحية التي يستسهلها البعض كمبرر لأوضاعهم المتردية. ولما برز نجمه كمثقف إسلامي راق يصحح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والقضايا العربية أصبح هدفا للهجمات الشرسة للوبي الصهيوني في فرنسا. آراء المفكر رمضان طرحها في هذا الحوار مع "الشرق": اللافت للنظر أنك تخيف الطبقة السياسية الفرنسية رغم أنك رجل فكر وسلام؛ فمازلنا نذكر مناظرتك مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ومناظراتك الناجحة مع البرلمانيين وحتى انتقاد الآن جوبيه مرشح الحزب الديجولي المحتمل للرئاسة الفرنسية لعام 2017 بأنك تملك ازدواجية في الخطاب؟أعتقد أن الأحزاب السياسية الفرنسية تغذي هذا الخوف من أجل خلق انقسامات داخل المجتمع. كلما أثرنا المزيد من الخوف، أهملنا القضايا السياسية الحقيقية. فالنقاش السياسي في فرنسا في حالة انهيار في ظل ربط كل قضية بالإسلام الآن. ومن خلال القيام بذلك، يتم خلق الخوف الذي يمكن أن يؤدي إلى العنصرية. ومع ذلك، يمكننا التغلب على هذا الخوف من خلال الثقة.أنا لا أملك إلا خطابا واحدا واضحا وضوح الشمس؛ وليراجعوا تصريحاتي وخطبي وكتبي ليتأكدوا أنني لم أتغير منذ 30 عاما وأملك نفس المبادئ والقيم؛ القول بأنني متناقض في حديثي يثبت وجهة نظري. يتجاوز الساسة القضايا الحقيقية الاجتماعية من خلال الإشارة إلى جدي، الذي أسس جماعة الإخوان المسلمين، أو أخي، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس المركز الإسلامي في جنيف أما ساركوزي بصراحة ضحك علي، حينما كان وزيرا للداخلية قيل لي إنني مدعو إلى برنامج للحديث عن ظاهرة الحجاب والقانون الذي سنه ساركوزي بمنع الحجاب في فرنسا؛ ولما أتيت اكتشفت أنه غير الموضوع وركز البرنامج على أسئلة استخباراتية، وأظهر عداء شديدا لي ولأخي وأقواله وكان مجهزا لي بعض أقوالي القديمة من ملفات متنوعة، وهذا أسلوبه لكي يهرب من المواجهة من صلب الموضوع وهي قضية الحجاب في بلد يعيش فيه مواطنون فرنسيون مسلمون لهم نفس الحقوق في بلد الحريات وحقوق الإنسان؛ أما الان جوبيه وبقية الطبقة السياسية، فتستخدم الحيل نفسها، ليتم تشويه الموضوع الأساسي. وكأنهم يختبئون خلف ستار دخاني. الموضوع هنا هو الإسلام. إذا لم يعد يتحدث الساسة في فرنسا عن الإسلام، فهم يعرفون أنهم سيضطرون إلى التحدث عن شيء آخر، وهو ما يسلط الضوء على عدم كفاءتهم. حيث يتوجب عليهم الحديث عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية المحلية، ويتوجب عليهم تبرير سياستهم الخارجية، وهي أمور هم بحاجة إلى تجنبها بأي ثمن. منعوك مؤخرا من إلقاء محاضرات في الأماكن العامة في مدينتي باريس وبيزييه الفرنسيتين. وفي مدينة أورليان، عارض مناصرو الحزب الاشتراكي بشدة قدومك لإلقاء محاضرة. كما سعى رئيس بلدية بوردو، ألان جوبيه، جاهداً كي يمنعك من إلقاء محاضرة في المدينة؛ لماذا يهاجمونك في فرنسا بالتحديد؟أتعرض لهجوم في فرنسا وقليلا في بلجيكا، وأحمد الله أن هناك علماء وفلاسفة ومفكرين فرنسيين وبلجيكيين يساندوني، وفي المقابل لم يذكر لي أحد آخر في بقية بلدان العالم شيئاً عن ازدواجية الخطاب. بل بالعكس، دوماً ما أعتبر كصوت حكمة واعتدال. لكن في فرنسا يكيلون لي التهم بحجة أن ما أقوله لا يعكس أساساً ما أفكر فيه. إنهم لا يستطيعون مواجهتي أو على الأقل محاججة ما أقول. وجهت عدة أسئلة جريئة إلى المجتمع الفرنسي عن مشاكل فرنسا مع ماضيها الاستعماري. لم يتم حل قضية الجزائر بعد، ولديهم مشكل مع كل ما هو ديني. لديهم مشاكل اجتماعية لم تحل، وعوض حلها، عزوا أسبابها إلى الإسلام. أنا مصدر إزعاج لهم، لأنني أدافع عن القضية الفلسطينية، وكما هو معروف فإن فرنسا تقع تحت قبضة لوبي صهيوني قوي يساند إسرائيل؛ لكن هذا العداء من السياسيين الفرنسيين ضدي يعاود الظهور غالباً قبل الانتخابات. فيتم تصويري على أنني شخص خطير تجب محاربته وذلك بفضل أفكارهم. برأيي، هذه المناورات أخطاء سياسية فادحة. كيف يمكن لشخص مثل آلان جوبيه أن يزعم أنني لم أستنكر هجمات باريس وبروكسل، رغم أنني فعلت ذلك بالفعل. يدرك جزء من الطبقة السياسية الفرنسية أن هناك عددًا كبيرًا من المسلمين القادمين من الأحياء المعزولة، يريدون إسماع صوتهم في الساحة السياسية، وخاصة حول قضايا السياسة الخارجية. وزنهم الانتخابي يمكن أن يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وهذا ما يزعج البعض. ماذا تقول للذين يهاجمونك في فرنسا ويهاجمون نجاح قطر؟ صبر جميل والله المستعان عما يصفون. لك مواقف مشرفة وقت المحن التي تعرضت لها فرنسا وبلجيكا خلال موجات الإرهاب التي ضربتهما ومع هذا انتقدوك رغم وقوفك مع ضحايا شارلي إيبدو؟أدنت هذه الأحداث إدانة شديدة ولا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، وأعربت عن غضبي الشديد مما أقدم عليه هؤلاء القتلة باسم الإسلام واعتبرت الاعتداء الذي تعرض له مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة وخلف 12 قتيلاً ليس انتقاماً للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل خيانة وتلطيخا للمبادئ الإسلامية، وعبرت عن تضامني مع عائلات الضحايا. لكنهم هاجموني لأني انتقدت سياسة "الكيل بمكيالين" من قبل المجلة، ولإقالتها في الماضي لرسام كاريكاتيري سينيه الذي سخِر من إمكانية اعتناق نجل ساركوزي للديانة اليهودية، بينما في نفس الوقت تطالب هذه المجلة بحرية تعبير مطلقة ودون قيود حين يتعلق الأمر بالسخرية من الإسلام أو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- انتقاد أعتبره وساما لي لأنه في غير محله أردت إبراز أن المشكلة في بعض المسلمين وليس الإسلام. "داعش" ليس صناعة إسرائيليةهل تعتقد أن تنظيمي القاعدة وداعش تم تأسيسهما من قبل إسرائيل وأمريكا لضرب الإسلام الذي بات العدو الأول في البنتاجون بعد سقوط الشيوعية وأتوا بغير المسلمين لهدم الإسلام عبر عمليات إرهابية؟أنا لا أعتقد أن هذا الطرح صحيحا؛ فهناك مسلمون يقومون بأعمال غير إسلامية ويجب الاعتراف بذلك؛ ففي داخل الجاليات الإسلامية في الغرب وفي الشرق توجد مجموعات تمتلك أفكارا متطرفة وجد صعبة ولا يجب تجاهل ذلك أو تكفيرهم كما يفعلون هم بتكفيرنا؛ أنا أقول إنهم مسلمون ويرتكبون جرائم بشعة ويظنون أنها باسم الإسلام وهي بريئة من الإسلام، و"داعش" ليس بالدولة الإسلامية ولا علاقة له بمقوماتها، ولكن الآن داخل المجتمعات الإسلامية في الغرب توجد آراء متطرفة انبثق منها إرهابيون.وقد يكون هناك دول أو أجهزة استخباراتية أجنبية تدعم هذه الجماعات الإسلامية المتشددة من وراء الستار وتقوم بتحريكها أو تستعملها لاتجاه سياسي معين؛ في الواقع إن أسباب ظهور تنظيم داعش أراها سياسية. فبعضهم انتمى إليه بسبب سياسات الغرب في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى اختفاء بعض الدول مثل العراق وزعزعة الاستقرار بشكل نهائي مثل سوريا وليبيا. ويفقد الناس الثقة بالحكومات ويجدون الملجأ في تفسير مبسط لتعاليم الإسلام، على غرار التفسير الذي يعتمد عليه "داعش". ولاحظوا التطورات الأخيرة بأنها "تسير بسيناريو غريب جدا"، لافتا إلى القضايا التي تظهر في الدول الغنية بالنفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى، مثل العراق وليبيا وأفغانستان واليمن والنيجر. أليس غريبا أن "داعش" يظهر فقط في الدول التي لديها ما يمكن بيعه؛ فتنظيم "داعش" يستغل الإسلام كستار من أجل التحكم بالناس وتحقيق أهدافه السياسية. وفي الوقت نفسه لا مفر من الاعتراف بالطابع الإسلامي لهذا التنظيم، على الرغم من تخليه عن جزء هائل من مخزون المعارف الإسلامية وجوهر الدين الذي تراكم جراء جهود العلماء المسلمين على مدى القرون.إن ما يجري في سوريا والعراق وفي نيجيريا مع بوكو حرام من كوارث يحتاج منا إلى وقفة عقلية فعندما نجد أمراء أو رجل يقول "إني باسم الإسلام يمكن أن أقتل الأبرياء" لا يجب أن نكفره كما يكفرني فهو مسلم ولكن في طريق خاطئ وعليّ واجب أخلاقي وديني لابد أن أقول له إنه لا يقوم بتعاليم الإسلام، ولا يجب أن أكتفي بإعلان بأنه غير مسلم ولا علاقة له بالإسلام وأتفادى لب القضية فهو مسلم لكن ما يقوم به ليس من شيم الإسلام. الخلل ليس في المنظومة وإنما في بعض المسلمين؛ أعتقد أننا من الداخل لابد من أن نشخص الخطأ الموجود داخل بعض مجتمعاتنا ولابد من أن نأتي بكلام واضح ورؤية واضحة، وأن نقول إن هذا عمل غير إسلامي خارج من ناس مسلمين.لابد من تحمل المسؤولية والدفاع عن العلماء وعن روح النص القرآني وأن نصحح الأخطاء والمفاهيم الرائجة فلا توجد حرب ناجحة ضد الإرهاب بدون أن نحارب أسباب العنف والأصولية المتجذرة، فللأسف هؤلاء يكفرون علماء الإسلام والمراجع الدينية والمفكرين والدعاة، ويعزلون أنفسهم في بوتقة ثم نرى كيف يشوهون الإسلام، وكيف يفسرون النص القرآني وكيف يخطئون، فيجب أن نرد على حججهم بالحجج الساطعة من القرآن والسنة الشريفة فلا يجب أن نرد عليهم بنفس الأسلوب القتالي، بل يجب فهم حججهم والعمل على قراءة أسباب ارتكابهم أعمالا إرهابية ونعالجها. هل تعرضت كعالم مستنير إلى هجوم القوى الإسلامية المتشددة إلى جوار هجوم اللوبي الصهيوني؟أحكي لكم قصتين حدثتا معي، فقد كنت في التسعينات في الصعيد بجنوب مصر وحاولت أن أفهم لماذا وصل البعض إلى مرتبة الإرهاب؛ والتقيت بأصوليين معروفين بالتطرف الشديد، وكنت أقود حملة للتحاور مع السلطات وقبول إخواننا الأقباط، وبينما أنا أشرح لهم في قاعة المسجد؛ دخل علي شاب متطرف وقال لي أنت تدعونا إلى حوار مع السلطات والسماح للإخوة المصريين الأقباط بالعيش معنا بكل سلام، وأبلغني بأنهم قاموا بأكثر من هذا؛ حيث طالب إمامهم بقسمة المسجد إلى نصفين وخصص النصف الآخر للإخوة المسيحيين حتى يتم بناء كنيسة لهم ولكن دخلت قوات الشرطة إلى المسجد بأحذيتهم وقتلوا الشيخ أمام أعينهم، فقال لي الشاب مع من نتحاور يا أستاذ وهم استهتروا بنا وبديننا وبقدسية مسجدنا وبسماحة شيخنا، وكانت هناك حملة اعتقالات في المساجد وفي البيوت لأئمة المساجد، ومنذ ذلك الوقت وهم في صراع مع السلطة المصرية التي لم تفكر في الاستماع إليهم واحتوائهم ولا تبحث في سبب عدائهم. أما القصة الثانية فكنت في زيارة إلى جزيرة موريشيوس لإلقاء محاضرة هناك وتفاجأت بإمام مسجد الجزيرة يقول عاليا في خطبة الجمعة إن طارق رمضان مرتد وكافر ويحل دمه، وكان كل من في المسجد بإمكانه قتلي؛ فتوجهت إليه بعد نهاية الخطبة وجادلته بالتي هي أحسن وصححت مفاهيمه الخاطئة عني ولم أرد عليه بلغة التشنج والعنف، ولولا أن المصلين يعرفون أفكاري وتاريخي وقرأوا عني لكانوا قتلوني هناك.إذن الجهل هو طريق الإرهاب والذي يجب أن نبحث في دوافعه الإنسانية البحتة فلم يأت الإرهاب والتطرف من العدم ولا من الخارج كما يذاع؛ وعلينا أن نفهم ما يقولون حتى نحاربهم بالحجج والفهم السليم وبالتالي الحرب ضد الإرهاب ليس بالدبابات والقتل وقصف الطائرات واحتلال الدول بل بالتعليم بالمنهج السوي وتصحيح الفهم الخاطئ في تفسير بعض آيات القرآن. كيف تحارب أعداءك متطرفي السياسة والدين؟طارق رمضان: أحاربهم بالخط الواضح والرؤية الواضحة وبالالتزام بالمبادئ الإسلامية والأخلاقية التي تكون أعم من القيم الإسلامية ونتعامل مع المجتمعات في كل المجالات المختلفة، ونحن عندنا مسلمون في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والفنية وهم نماذج ناجحة وإضافات للمجتمعات الغربية لابد وأن يكون لدينا وجود مع القيم المشتركة .وعندما تنعدم المشاكل داخل الأسر، نجد العديد منها في الخارج، خصوصا بالنسبة للمسلمين الذين يمارسون شعائرهم، فالمشاكل عديدة فيما يخص الاندماج في المدارس، والتمييز في ميدان الشغل، كما أنه من غير الممكن بل من المستحيل المشاركة في المجتمع في ظل هذه الظروف القاتمة. إن اندماج المواطنين المسلمين في المجتمعات الغربية يشكو من غياب المبادرات، كما تعوزنا النظرة الإيجابية للمستقبل. إن خطابات النوايا الحسنة لن تغير من هذا الواقع شيئا. حوار الطرشان ألا تعتقد أن حوارك مع هذه القوى بمثابة حوار الطرشان، وأنهم مصرون على انتهاج سياسة معادية للإسلام؟بالرغم من كل ما نفعله سيستمر حوار الطرشان، هم يريدون مونولوج وليس حوارا من طرفين ولكن في التكرار إفادة، يجب أن نكرر ما نقوم به من عمل تثقيفي لكي نصل إلى ما نصبو إليه؛ فما نعيشه هي حقبة زمنية ولابد وأن تنقضي ويجب أن نعرف الهدف والمسائل المهمة التي تهم حقوق الأقليات المسلمة في أوروبا وهم جزء من النسيج القومي الأوروبي ولهم حقوق تكفلها المواطنة التي يتمتعون بها، ففي أوروبا حينما نتحدث عن المواطنة لا يمكن أن نضع أنفسنا كأقلية، لا بل نحن مواطنون وندخل في المساواة فلا يجب أن نقع في فخ الأقليات المضطهدة وإنما ندخل في المواطنة، ما نراه الآن حقيقة تتخطى الحدود القومية وهو ما يتعلق بألمانيا وبلجيكا وبفرنسا، ففي فرنسا حزب الجبهة الوطنية المعادية للمسلمين والمهاجرين وحتى في بريطانيا نراه مع تصاعد مد حزب يوكيب المعادي للمهاجرين والمسلمين فهو يعتبر أن الإسلام غريب عن القارة الأوروبية. موقفي مغاير لهذا وهو أن الإسلام ديانة عالمية وبالتالي أوروبا والغرب معنيون ويجب علينا مواجهة هذه الحقيقة وبناء مستقبلنا مع بعض.يجب أن نحترم القوانين الغربية دون تقديم تنازلات، فلا يجب أن نقول في الغرب على كل شيء حلال حتى يقبلونا، نحن لن نذوب في المجتمع الغربي ذوبانا كاملا ونختفي، فلنا شخصيتنا وتقاليدنا ونحن نشكل جزءا من النسيج الأوروبي كمواطنين.

983

| 28 يونيو 2016