تحت عنوان "الطريق إلى السعادة الزوجية" واصلت عيد الخيرية برنامجها الدعوي الجماهيري "ربيع الدوحة" بحديقة دحل الحمام، حيث استضافت في ثاني لقاءاتها الشيخ الدكتور طارق بن عبدالرحمن الحواس الداعية السعودي، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالإحساء، وعضو هيئة علماء المسلمين، ما قدمت فرقة أمواج العديد من المسابقات والألعاب الحركية التي شارك فيها الجمهور وحظي الفائزون بجوائز قيمة. وأكد د. الحواس خلال اللقاء الذي ضم عشرات الأسر بمكوناتها من الرجال والنساء والشباب والفتيات والأطفال بساحة دحل الحمام أن الأسرة هي النواة الأولى واللبنة الأساسية في بناء المجتمع الإسلامي وإقامة الحياة المستقرة، فهي أساس المجتمعات، وفي ظلال الأسرة يتربى الأبناء ليصبح كل منهم فرد صالح في مجتمعه وتنمو المشاعر الدافئة في أحضان البيت الواحد مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة، ويتعلم الناس فيما بينهم التعاون على الخير والبر والبذل والعطاء في ظل الأسرة. وقال على الرغم من أن الأسرة وحدة اجتماعية صغيرة في حجمها إلى أنها أساس تكوين المجتمع وأقوى نظمه، ولذا تحرص جميع البلدان التي تطلب العزة والرقي على الاهتمام ببناء الأسر ودعم سبل ووسائل الحياة الزوجية السعيدة، حتى تستطيع هذه الأسر أن تساهم بشكل فاعل في بناء أجيال واعدة على أسس راسخة وقواعد متينة تبني المجتمع وتدعم نهضته ورقيه. وأوضح عدد من القواعد الذهبية في الحياة الزوجية وحث كل زوجين على الالتزام بها وإتباعها لتسير حياتهما على هدى من الهدى ويحققا المودة والوفاق وحسن العشرة فيما بينهم، فيما يعود على الأبناء بالخير والحب والتربية السليمة والنشأة المتوازنة التي تؤهلهم ليكونوا سواعد المستقبل وبناة التقدم والرقي الإنساني، ومن هذه القواعد التي ي ذكرها الشيخ: "صلا ما بينكما وبين الله لتكون الحياة كلها لله وليوفق الله الزوجين في حياتهما"، "تزوجا من جديد واجعلا الحياة بينكما في شوق دائم وتفاهم متبادل كما بدأت حياتكما"، "الحب المتبادل والمودة بين الزوجين من الأمور المعينة على السعادة وتخطي العقبات"، "حفظ الأسرار والأمور التي تدور بينكما تحفظ عليكم الستر"، "تصحيح الأخطاء بشكل مستمر ومعرفة أن الكمال عزيز وأن كل إنسان معرض للخطأ لكن علينا الاعتراف والمبادرة للتصحيح"، "كن صريحا تكن سعيدا لأن الصراحة كما يقال راحة وهي الصدق الذي حثنا الله عليه ونبينا الكريم في كثير من الآيات والأحاديث فالصدق منجاة"، "الغيرة المعتدلة وهي التي تزيد الحب والتآلف بين الزوجين وليست الغيرة التي تهدم الحياة بالشك". وبين د. طارق الحواس عدد من الأمور لإسعاد كلا الزوجين بعضهما البعض منها، الاستشارة فقد كان رسولنا الكريم محمد يستشير اصحابه ونسائه ولنا في صلح الحديبية واستشارة أم سلمة عبرة، الأسلوب الرقيق في التعامل والتلطف في الطلبات والأوامر، والرضا بما قسم الله لكما ولا تتطلع لما في أيدي الآخرين، توفير ما يحتاجه الآخر طالما كان مباحا ومتاحا، المزاح واللعب في حدود الشرع،. وفي ختام الفعالية قدمت عيد الخيرية الشكر لوزارة الثقافة والرياضة ووزارة البلدية والبيئة على التعاون في إقامة هذا المهرجان ودعم تنظيمه بشكل جيد.

تتواصل مساء غدا الجمعة بحديقة دحل الحمام ثاني فعاليات مهرجان ربيع الدوحة، الذي ينظمه مركز الشيخ عيد الثقافي بعيد الخيرية، ويستضيف الداعية السعودي الشيخ الدكتور طارق بن عبدالرحمن الحواس. وكان مهرجان ربيع الدوحة قد شهد خلال الفعالية الأولى التي استضافت كل من الداعيتين نايف الصحفي ومنصور السالمي حضورا جماهيريا كبيرا من فئات المجتمع وأفراد الأسر من الشباب والفتيات والرجال والنساء وكذلك الأطفال، كما قدمت فرقة أمواج العديد من المسابقات والألعاب الحركية التي شارك فيها الجمهور وحظي الفائزون بجوائز قيمة. وأوضح السيد عبدالرحمن المالكي مدير مركز الشيخ عيد الثقافي أن المهرجان يقام تحت شعار "ربيعك معنا له معنى"، وذلك كل جمعة خلال الفترة المسائية من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، بساحة حديقة دحل الحمام، ويستمر حتى 25 مارس 2015م ويستضيف كوكبة من الدعاة في أربعة لقاءات جماهيرية. وأشار المالكي إلى أن ربيع الدوحة مهرجان تثقيفي تربوي ترفيهي يستهدف جميع شرائح المجتمع وأفراد الأسرة من الشباب والفتيات والرجال والنساء، وكذلك الأطفال من البنين والبنات، حيث يشتمل على محاضرات دعوية تربوية، ومسابقات ثقافية، وبرامج تربوية، وألعاب حركية، وألعاب ترفيهية، مع فقرات إنشادية، ومشاركات للجمهور تقدم خلالها هدايات وجوائز قيمة.

قال فضيلة الشيخ طارق الحواس الداعية السعودي المعروف، خلال محاضرة بجامع المانع بمنطقة الوعب ، إن الرحمة من نعم الله على عباده، ونوه بفضل وعظمة ليلة القدر حيث يعتق الله بها عباده المؤمنين الصابرين المتقين والذين يواظبون على عبادته وعلى ذكره وعلى إقامة شعائره جعلنا الله وإياكم من أهلها . وذكر فضيلته ، قول النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة ان الله رحيم وان رحمته سبقت غضبه فقد قال الرسول عن رب العزة انه حجز تسعة وتسعين رحمة من رحماته ليوم القيامة ليرحم بها عباده. وبين الشيخ الحواس أسباب الرحمة ومنها حضور المسلمين للصلوات وقراءة القرآن يقول الله :"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" فكيف يكون الجن احرص من المسلمين على قراءة القرآن ، فالمؤمنون أولى بهذا القرآن فيجب أن تنشغل بكلام الله وتتدبر فيه لأنه كلام الله ملك الملوك يجب أن تستقبلها بعظمة وتنفذ ما فيها لان القرآن من أعظم أسباب الرحمة فشهر رمضان من أفضل الشهور لقراءة القرآن ولكن عندما يتنهي تهجر المصاحف والصحيح أن شهر رمضان يجدد عهد العبد بالله ويقوي الصلة يستمر على عبادة الله وعدم هجر القرآن . وقال فضيلته أن الإنسان مطالب برحم عباد الله فكل واحد منا في عمله أو بيته من يوجد تحت يده عمال أو خادمين وخلافه يجب عليه أن يرحمهم ويعفوا عنهم ويتجاوز ويصفح عنهم كما قيل عن رسول الله :" من لا َيرحم لا يُرحم " فلا تكن عنيفا ولا قاسيا فإذا تريد رحمة الله ارحم من في الأرض يرحمكم من في السماء ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زينب بنت جابر لرسول الله :" أن هلما فان ابني روحه تخرج " فذهب والدها لرسول الله فقال الرسول :" اذهب إليها وقل لها لله ما اخذ ولله ما أعطى وكل شيء بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب " فقالت :" إلا أن يأتي " فذهب رسول الله مع جابر فأعطته زينب ولدها فبدأت روحه تخرج وهو على يد رسول الله فبكى رسول الله فقال جابر ما هذا يا رسول الله فقال الرسول :" هذه رحمه يعطيها لمن شاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " . وفي ختام محاضرته تساءل الشيخ الحواس : كيف لا تتأثر بمن حولك وترحمهم وتريد أن يرحمك الله؟ وقال إن من أسباب الرحمة حضور مجالس الذكر ففي حديث الرسول :" ما اجتمع قوم على ذكر إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده " وفي رواية" يقول ما اجتمع قوم على ذكر إلا قيل لهم قوموا مغفور لكم".

شهدت نسائم الخير لعيد الخيرية استضافة الداعية السعودي د. طارق الحواس والمنشد جهاد اليافعي، في ثامن فعالياتها. وأكد د. الحواس في محاضرته "ومن أوفى بعهده من الله" أن الدوحة تتألق ببرامج إيمانية متعددة في رمضان عبر مؤسساتها الخيرية والدعوية، وقد أصبح لرمضان بريقا يتنوع فيه الخير، فهنيئا لأهل قطر هذا الخير وشكرا للمسؤولين فيها للتنافس في أعمال الخير والبر. أصلها ثابت وفرعها في السماء وقال إن مؤسسة عيد أصلها ثابت وفرعها في السماء بورك من سقاها، فمنذ سنوات لم يكن غير عيد الخيرية في الساحة الخيرية الداخلية بالدوحة التي امتلأت اليوم ولله الحمد بالمؤسسات التي تعمل على نشر قيم الخير في المجتمع والعالم وقد كان الناس في تلك الأيام لا تعرف سوى مؤسسة عيد الخيرية، فهي الرائدة وصاحبة السبق في هذا المضمار الذي ساهم بدور كبير في تطور العمل الخيري في عالمنا الإسلامي. بصمة واضحة وتحدث عن قضايا العمل الخيري ونظرة المجتمع له فقد انطبع في أذهان الكثير من المسلمين أن هنالك ارتباطا بين إغاثة الملهوف والتغذية والكساء ومعنى العمل الخيري التقليدي ولكن اتسع المعنى كثيرا ليسهم في ارتقاء المجتمعات وليترك بصمة واضحة في حياة الجميع ولتتنافس المؤسسات فيما بينها تنافسا حقيقيا في تقديم كل ما ينفع الناس سواء ماديا أو معنويا. عيد الخيرية.. عطاء لا ينضب وأوضح أن عطاء المؤسسة لا ينضب وما زال أمامها الكثير ونحن ننتظر منها الأكثر وخاصة أنها تنطلق هذه الأيام في بداية جديدة في هذا الصرح الرائع بمقرها الجديد الذي يليق بها وبما قدمته. الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم وبين أن الله لا يخلف الميعاد، وأنه سبحانه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، هذا البيع والشراء الذي تمت صفقته في السماء لتكون كلمة الله هي العليا، واستعرض الشيخ الحواس نماذج سلبية غير مؤمنة أفنت عمرها لنصرة قضايا فاسدة مثل أبو لهب وزوجته الذين لم يدخرا جهدا في محاربة الدين وفي نصرة الباطل ثم تطرق إلى تساؤل مهم وهو كم من مرة فكّرت أنت أيها المسلم وأنت على حق في مشروع ينصر هذا الدين؟ من يحمل شعلة النصر؟ ولماذا نفكر دائما فقط فيما يحقق لنا اللذة والمنفعة الذاتية والفورية في الدنيا؟ فها نحن قد بلغنا مليار وثلث المليار وما زلنا ننتظر من يحمل شعلة النصر؟ أليس من حقنا أن نتساءل من الذي يحمل هم الدين؟ ولتتحقق الآية الكريمة "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" وقد ذكرت الآية أن البعض هم من صدقوا وليس الجميع. الغرس والإنتاج ثم أشار الشيخ إلى أن مؤسسات العمل الخيري حينما نقرأ عنها في أوروبا وأمريكا نجدها بالملايين من الأشخاص الذين ينضوون تحت العمل الخيري والذين يقدمون أوقاتهم ومهاراتهم للعمل الإنساني وهم ليسوا مؤمنين، وهذا يجعلنا نحزن إذا حاولنا أن نقارن بين عالمنا العربي والإسلامي وبين هؤلاء الذين يعملون ويسعون وهم على باطل، نحزن حقيقة لأننا أمة الخير حتى أن رسولنا الكريم ورد عنه أنه قال إذا قامت القيامة وفي يدي أحدكم فسيلة فليغرسها حرصا على الغرس والإنتاج حتى وإن لم تكن تحصد أنت خيره، المهم أن تعمل وأجرك على الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا. فعلينا أن نبذل ونساهم بإيجابية في التعاطي مع العمل الخيري الإنساني. رمضان فرصة عظيمة ولفت الشيخ إلى أن شهر رمضان فرصة عظيمة لحصول الأجر والفضل من الله، ففي الحديث "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، إيمانا بوجوبه واحتسابا لله وإنما اقترب لله واحتسب، وقال سبحانه "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجرا عظيما".. وعندما نستعرض هذه الآيات فإننا نتأكد أن عندنا ضعف في اليقين بالله وفي أن وعد الله لا يتخلف وإنما يتحقق كما وعد، وهذا عمر بن الخطاب يقول "إنني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء"، حتى إنه تعجب رضي الله عنه وأعجب حينما سمع دعاء الإعرابي "اللهم إنك رزقتنا الإسلام دون أن ندعوك فارزقنا الجنة ونحن ندعوك"، كما ورد أيضا في سير الصالحين أنه توفي شاب فحلم به أباه فوجده في نعيم فقال له لقد غفر الله لي يا أبي بسبب دعاء صديقك فلان فذهب إليه وأخبره ماذا فعل لابنه فقال حين توفي ابنك رفعت يدي إلى السماء وقلت يا رب لو جاءني ضيف لأكرمته فها هو ضيفك الآن فيارب أكرمه واغفر له. وأكد الدكتور الحواس أننا لا نجرب الله في الدعاء بل نتيقن ونحن ندعوه أن الله مجيب وقريب. لله عتقاء في كل ليلة وذكر أننا يجب أن ننتبه إلى أن لله عتقاء في كل ليلة في رمضان وألا نظن بالله ظن السوء فباب الرحمة مفتوح ومشرع لكل راغب في المغفرة "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"، ولنا في قصة الرجل الذي قتل مائة نفس وكانت رحلته في طلب المغفرة وتحقق له ما أراد رغم أنه قتل وأزهق نفوس بريئة حتى أن ملائكة الرحمة والعذاب حين أتت لتقيس المسافة التي بينه وبين أهل العذاب وجدته قد نأى بصدره ليكون مع أهل التوبة فغفر الله له. ابدأ بنفسك وأصلحها واختتم الشيخ محاضرته بقوله إن الأمة اليوم تعاني من النفاق ومن الهزيمة وأننا يجب أن نبدأ بالخطوة الأولى ونبدأ بأنفسنا وإصلاحها وخاصة في هذا الشهر الكريم لأن ديننا ينتظر منا الكثير وأن ننصره ونساهم في رفع شأنه ونشره بين العالم أجمع. المنشد المتألق جهاد اليافعي وأنشودة "تفداك عيني" وفي فقرة إيمانية ألهبت مشاعر الجمهور قدم المنشد المتألق جهاد اليافعي أنشودة "تفداك عيني" حيث تفاعل معها الجمهور الكبير بشكل مؤثر وكانت كلماتها: تفداك عيني ومالي أمي وأبويا وعيالي وأي شيء ثمين وغـالي يا رسول الله، طيفك يداعب خيالي مزيون سيد الرجالي قدرك رفيع وعالي ونفــديك والله، يا الله يا ذا الجلال صـلي بعد الرمالي على بهـي جمالي نبيك يا الله، عالي وغالي وحالي أفديه في كل حالي والله ما يكفيني مقالي ما يكفي والله، هديه وفي كل جالي نوره سطوع الجبال في قلبي والله، واسمع يا عمي وخالي شايب شباب ويعيال هذا ابني المثالي قدوتك فله، سلم عليه الغزالي وناخت رقاب الجمال وصاح الجذع بانفعالي مشتاق والله، صابر ويوم النزال ثابت بقول وفعال صلب الجدا والنضال على عدو الله. كما قدم اليافعي فقرة إنشادية أخرى أهداها للأمهات بعنوان "مشتاق يا أمي"، ثم تلتها في ختام مهرجان الليلة فقرة المسابقات والسحوبات والجوائز التي توزع على الحضور والمشاركين.

تحدث فضيلة الشيخ طارق الحواس عن حرص صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على فعل الخير، وذلك ضمن محاضرات إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجامع موزة بنت فهد آل ثاني بمنطقة الدفنة. وتطرق فضيلته إلى مكانة أويس بن عامر القرني حيث كان من التابعين ولم يتيسر له لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بسبب بره بأمه وقيامه برعايتها، وقيل إنه حملها حاجاً من اليمن إلى مكة ولما رأى بن عباس قال له أتراني قد أديت حقها، قال ولا طلقه من طلقات الولادة، فأستحق أويس أن يبره الله لبره بأمه وهؤلاء في الأمة قليل ممن يصلون إلى هذه المرتبة. وكان أويس رثّ الثياب حتى لا يغتر الناس به ولا تلتفت إليه وكان يكسب من عمل يده وكان الصحابة يسارعون لفعل الخيرات فأصبحوا عظماء، وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كلما أتى مدد من اليمن إلى المدينة لبعث يسألهم عمر أفيكم أويس بن عامر القرني، فيقولون لا حتى سأل رجل مرة فقال أفيكم أويس قال لا تركناه باليمن فسأل كيف هو قال رث الثياب فقير الحال منشغل بأمه فلا زال يسأل المؤمنين حتى أخبر أن مدد من اليمن جاء وفيهم أويس.. فدعاه فقال أنت أويس قال نعم قال أكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم قال نعم قال أرني إياه فكشف عنه فوجد في يده دائرة من البرص لم تذهب من المرض، قال ألك أم قال نعم، قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: (يأتيكم أمداد من أهل اليمن فيهم رجل يقال أويس بن عامر من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له أم هو بها بار لو أقسم على الله لأبره، فمن استطاع منكم أن يستغفر له فليستغفر له)، فقال له عمر استغفر لي يا أويس فقال أويس استغفر الله أنا استغفر لأمير المؤمنين عمر.. أنا أولى لاستغفارك لي من استغفاري لك، أنت من أنت وأنا من أنا. قال دعك من هذا أوصانا رسول الله صل الله عليه وسلم أن من لقيك واستطاع أن تستغفر له أن تستغفر له وأنا اطلب منك أن تستغفر لي فاستغفر له. ثم قال عمر اسأل حاجتك ماذا تريد قال أريد في أمداد أهل الكوفة، قال أكتب إلى عامل الكوفة ليصلح شأنك ويهتم بك فقال لا يا أمير المؤمنين، أكون في غبراء الناس أولى وأفضل قال ثم اختفى بين الناس. وأوضح الشيخ الحواس الدروس والعبر المستقاة من قصة أويس القرني منها: حرص الصحابة على إدراك الأجر والفضل أي كان، وهذا الذي ينبغي عليه خاصة في مثل هذه الليالي من شهر رمضان أن تكون حريص على إدراك الأجر أي كان، بدرس في المسجد، أو قراءة القرآن، أو الاستغفار، أو السعي على أرملة أو مسكين كل من رأى باب سعى له لأن الإنسان لا يدرى أي الأعمال يقبل منها هذا العمل وأي من لك العمل يكون سبب لمغفرة ذنبه وقبوله عند الله فضلاً عن حرص الجيل الأول من الصحابة والتابعين على الخروج في سبيل الله. وبيّن أن أويس قال عن حرصه على أن يسال ربه أن يشفيه من المرض البرص إلا موضع درهم: "حتى إذا رأيت بقية المرض أدركت نعمه الله على بشفائي منه فلا أزال أشكره واحمده على نعمته". وأشار الشيخ الحواس إلى الإنسان تأتيه نعم كثيرة وينساها ويحتاج أن يتذكر النعم، ومع شعوره بالصحة والقوه والاستقرار، ربما يزهد وهو لا يدري أنه في نعم يغفل عنها، وربما يستعظم على الله طاعة يؤديها ويستكثر على الله وينسى ما هو به من نعمه صحة واستقرار وزوجه وولد لكن الإنسان إذا فقدها عرف كيف كان هو في نعمه. نصح الحواس الجميع بحمد الله مهما كان لدى الإنسان من نقص فاختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك.

تتواصل الدروس الدعوية لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مساجد قطر العامرة حيث قدم فضيلة الشيخ الدكتور حسن الشافعي الداعية المعروف ضيف الوزارة درساً عن فضائل الشهر المبارك في جامع المانع بمنطقة الوعب خلال صلاة التراويح، أكّد فيه على فضل قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك. د. حسن الشافعيوأبرز فضيلته عدد من مزايا وفضائل شهر رمضان المبارك، وأنه شهر مغفرة ورحمة على البشرية عامة والأمة الإسلامية خاصة، مذكراً بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السيرة النبوية الشريفة للتأكيد على فضائل الشهر المبارك.ودعا فضيلته إلى استغلال الوقت في الشهر الفضيل في أداء العبادات والدعاء. وقال إنه ينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء والعبادات وتلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر.جدير بالذكر أن دروس ضيوف الوزارة تتواصل إلى نهاية هذا الشهر المبارك في إطار حرص إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على زيادة الحصيلة العلمية والفقهية لدى رواد مساجد قطر العامرة بذكر الله تعالى خلال هذه الأيام المباركة.العشر الاواخرومن ناحية اخرى تناول فضيلة الشيخ الدكتور طارق الحواس حسن الخاتمة والعشر الأواخر من رمضان هذه الأيام الفاضلة التي فضلت بليلة القدر والتي جعلها الله خير من ألف شهر ، مبينا كيف يستغل المسلم هذه الأيام مشيرا إلى ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الإنسان إذا جاء إلى فراشه يقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان له اختم بشر ، لذا فختم الأشياء بالخير ليس فقط في اليوم أو في العمر ، بل كلما ختمت بخير كانت العاقبة ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " والذي نفس محمد بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها د. الحواس خلال محاضرة بجامع عمر بن الخطاب وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .جاء ذلك خلال محاضرة لفضيلته بجامع عمر بن الخطاب ضمن محاضرات ودروس إدارة الدعوة الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لضيوف البلاد من الدعاة والمشايخ والعلماء بمساجد قطر العامرة .وقال الشيخ الحواس على المسلم أن يتذكر كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختم شهر رمضان الفضيل فقد كان يكثر العمل والعبادة لله فمن هذه النقطة على كل فرد أن يذكر نفسه بكثرة الخير و العبادة فبقدر الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان يعوضك الله خيرا عن تقصيرك في أول الشهر فالإنسان يبدأ اليوم بانشغاله في أعماله وأمور الدنيا وينسى أن يختم يومه بخير فيجب علينا أن نختم يومنا بصلاة أو استغفار أو دعاء أو طاعة فيجعل الله لنا يوما مباركا ورزقاً مباركاً . حضور كبير لدروس "الدعوة" بمختلف مساجد قطر ودعا الشيخ الحواس، إلى أن يختم المرء المجالس بخير مذكرا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا كان الإنسان في مجلس وأراد أن ينهيه فعليه فقال سبحانك الله وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا كفر الله عنه ما كان في هذا المجلس " وعلى المسلم أن يتمنى أن يكون ختامه كالمسك رائحته طيبة وان يكون أول المستفيدين ، وشدد فضيلته على ضرورة ختم شهر رمضان بالخير والحرص على الصلاة والدعاء.

أعرب فضيلة الدكتور طارق الحواس الداعية السعودي المعروف، عن ارتياحه البالغ لفعاليات "بشائر الرحمة"، التي نظمتها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" خلال الأيام الماضية من الشهر الفضيل. ووصف الفعاليات التي تمت بأنها "شيء يسر الخاطر ويشرح النفس ويدل على حسن التنظيم وجودة البرامج، وقال إن الفعاليات تدل على التعاون التام بين المؤسسات الأكاديمية وبين مؤسسة راف. وقال د . الحواس إن مؤسسة راف بذلت جهودا إعلامية كبيرة من أجل إيصال بشائر الرحمة وما تتضمنها من برامج متميزة، مضيفاً: "لقد سررت ببرامج "بشائر الرحمة" التي جاءت في وقت الناس فيه أحوج ما يكونون إلى أن يتذكروا رحمة ربهم وما أجمله من شعار وما أجمله من أثر تتركه هذه البشائر في كل من يحضر الأمسيات. وأكد د. طارق أن "راف" نجحت من خلال بشائر الرحمة في تذكير المسلمين بواجبهم تجاه إخوانهم المنكوبين والفقراء والمساكين وتعاضد الأمة في ما بينها، مبينا أن البشائر تأتي في وقت يتعرض فيه إخواننا في غزة لعدوان مجرم من الصهاينة المعتدين، لافتا إلى ان البشائر جاءت لتذكر الناس ما يحدث لإخوانهم في غزة وتذكرهم بقضاياهم. قطر سباقة للخير وقال الحواس "إن الجهود التي تبذلها قطر في مجالات الخير يشهد به القاصي والداني"، مُضيفاً: "قد تكون شهادتي مجروحة في العمل الخيري في قطر، وأنا الذي أتشرف بالمشاركة في فعالياته، والحق ما شهدت به الأعداء، فدولة قطر تقوم بجهد جبار شهد به كل متابع لمسيرة العمل الخيري، حتى أصبحت المؤسسات القطرية الخيرية تنافس نظيرتها الكبرى في العالم وأصحبت جهات معترفا بها ومقرا بها وكل يرى آثارها في المناطق المنكوبة، ومن يتابع الإعلام المرئي والمقروء يجد شهادة الناس في المناطق المنكوبة بوصول الجمعيات القطرية إلى تلك المناطق. وقال إن الجمعيات الخيرية القطرية هي الأسرع وصولاً إلى مناطق البؤر الساخنة، وأكد في هذه الأثناء أن العمل الخيري في قطر ينمو ويتزايد ويتم تنفيذه بطريقة أكثر إتقانا وإبداعا ويحاول أن يكون عمله على أسرع مستويات التقنية والعمل المنظم الذي يضمن وصول المساعدات إلى أهلها في أسرع وقت. "راف" ولدت واقفة وقال إن مؤسسة راف على وجه الخصوص على الرغم من أنها حديثة الولادة، إلا أنها ولدت واقفة على رجليها، حيث استطاعت أن تنجز خلال سنوات معدودة ما لم تستطعه بعض المؤسسات التي ظلت تعمل منذ سنين، مبينا أن لدى راف كادرا مميزا معدا إعدادا جيدا، وحريصة على أن تستفيد من التقنية الحديثة، كما أنها حريصة على أن تسارع إلى العمل في كل المناطق المنكوبة وأن تكون من أوائل المنظمين للعمل الخيري فيها، وفوق هذا وذاك تحرص أن يكون عملها منظما قائما على الاستمرارية وليس على العمل المؤقت. وزاد "على الرغم من حداثة عمر المؤسسة وأثر عملها، يقول إنها تعمل منذ سنين طويلة، وهذا يدل على العمل المنظم المتقن القائم على التشاور والوصول إلى أحدث الوسائل التي توصل التبرعات إلى أهلها. أفضل أعمال الخير وبشأن إن كان هناك نوع معين من أعمال الخير هو أفضل من بعضه ويمكن أن يفيد الإنسانية، قال د .طارق الحواس: "إن أفضل عمل خيري هو ما يحتاجه الناس في كل أرض وفي كل مكان، فلا يمكن أن تأتي إلى بلد مليء بالمياه وتضيع الوقت في حفر الآبار لاستخراج المياه التي لا يحتاجونها ولا يمكن أن تقدم إعانات من الطعام في بلد غني بالزراعة، وهكذا نقيس على ذلك والضابط في ذلك هي الحاجة الحقيقية لأهل البلد أي بلد". وتساءل د . الحواس: "هل من الحكمة أن آتي إلى قوم يموتون من الجوع ومن المرض وأقول لهم أريد أن أبني لكم مسجدا وهم حالهم هكذا، ففي هذه الحالة المسجد ليس هو الأفضل لهم، بل الأفضل لهم هو إغاثتهم ومساعدتهم على الحياة، لأن حفظ النفس ضرورة مهمة". ورأى طارق الحواس أن جميع أعمال الخير لا تتساوى في الأجر، وإنما يعظم أجر العمل بحسب الحاجة إليه وزاد "إذا أتيت إلى أناس يتعرضون لمجاعة وإلى جفاف يكون حفر الآبار أفضل من بناء المساجد في هذه المنطقة ويختلف حجم العمل بحسب الحاجة القائمة في المكان. وعلق د . الحواس عن توجه الكثير من المؤسسات الخيرية لإعادة الإعمار بعد الانتهاء من الإغاثات الطارئة، قال إن المؤسسات الخيرية عندما تعمل في المناطق المنكوبة لا تلتفت إلى الإعمار إلا في وقت متأخر، حيث تبدأ أولا بالنجدة القائمة وإنقاذ الأرواح أو قد يكون في الأرض حرب دائرة تؤخر من قيام عمل خاص بالتعمير. وفي رده عن سؤال إن كان العمل الخيري في الخليج وفي العالم العربي على مستوى التطلعات وعلى مستوى الحاجة إليه، قال "الحواس" "إن العمل الخيري لا يزال هو في بداياته وأعظم صور الإخفاق فيه قلة المشاركين فيه من الشعوب أنفسهم وقلة من الناس تقوم به، ولا بد من الوصول إلى مستوى نجعل فيه العمل الخيري ذا قيمة عند كل مواطن في البلد، بحيث يتمنى أن يكون هو من الذين يعملون فيه ويدفع من حياته وعندما يكون العاملون في العمل الخيري بالملايين، هنا نرضى عن مسيرة العمل الخيري، ونقول أنه وصل إلى الهدف المنشود.

ثمن فضيلة الشيخ الدكتور طارق الحواس الداعية الإسلامي السعودي دور قطر وموقفها البطولي تجاه العدوان على غزة وقال إن قطر سعت من أجل غزة عالمياً لوقف العدوان الإسرائيلي وساندتها تركيا والغيورون على الإسلام والمسلمين في ظل تخاذل وصمت عربي واضح بل تقف بعض الدول العربية مع ضربات قوات الاحتلال .وكان فضيلته في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بالدعاء على الظالمين ومناصرة المسلمين في شتى بقاع الأرض، ثم تحدث عن فضل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك داعيا جميع المسلمين أن يتقربوا من الله أكثر خلال هذه الأيام المباركة مثلما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.صفة العبادة في العشر وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام الليل طوال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، فكان يحيي ليله كله بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والاعتكاف بالمسجد مع الصحابة حتى تأخذ الأمة فيما بعد أفعاله، مشيراً إلى أن هذه الأيام المباركة لن تعوض أبداً ففيها ليلة القدر الذي أنزل فيها القرآن الكريم وفيها تغفر الذنوب، مطالبا المصلين أن يصفوا ذهنهم خلال هذه الأيام من أجل الاجتهاد في عبادة الله عز وجل.وتابع: أن ليلة القدر ليلة عظيمة وأنزل فيها القرآن الكريم فيجب علينا جميعا أن نتلذذ فيها برحمة الله عز وجل، فهي ليلة خير من ألف شهر وتسمى عند أهل العلم بـ«الكتابة السنوية» لأنها تأتي مرة واحدة فيجب أن نجتهد فيها كثيرا بالصلاة وذكر الله والتسبيح وقيام الليل، مضيفا أن من فضائل هذه الليلة أن الله عز وجل لا يسقط فيها نجم ولا يتسلل فيها شيطان ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وأن الله يضاعف فيها الأجور ويعتق فيها الرقاب.وتحدث فضيلته عن العدوان الإسرائيلي على أهل ،قائلا: «إنها صورة متجددة من عدوان الصهاينة على إخواننا هناك وإنها ليست الأخيرة فهي حلقة من حلقات عديدة، والناس صيام وقيام ، والعدو يفتك بأبناء هذه الأمة ، فتوفي الكثير وأصيب الأكثر وكانت الضحايا أغلبهم من النساء والأطفال».وأكد أن هذا العدوان يأتي في صورة خذلان عربي واضح خلال هذه المرة فيوجد صمت غريب بل الأقبح أنه يوجد تحالف مع العدوان لقتل إخواننا في غزة، داعيا الله عز وجل أن يقف بجوار أهل غزة ضد العدوان الصهيوني.وطالب الأمة العربية جميعا بأن يكفوا عن صمتهم ويقفوا بجوار أهل غزة الذين يقتلون ويذبحون على يد الصهاينة، وأن يروا الحقيقة الواضحة في غزة فلقد لقنت المقاومة هناك درسا قويا لدولة إسرائيل رغم ضعف الإمكانيات فهذه المرة الأولى الذي تتعطل كل مؤسسات إسرائيل الباطلة خوفا من مقاتلي المقاومة، متمنيا من الدول الموالية لضرب غزة أن تعدل عن صوابها فالأيام دول وعذاب الله قريب.

أشاد فضيلة الدكتور طارق الحواس بالجهود الكبيرة التي تقوم بها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" لنصرة أشقائنا المظلومين في غزة وتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين من العدوان الوحشي من قبل دولة الاحتلال الصهيوني الغاشم. أسأل الله أن تكون بشائر الرحمة هي بشرى للنصر وتفريج الكربوناشد د. الحواس في محاضرته بمهرجان بشائر الرحمة مساء أمس المحسنين في قطر دعم الحملة الإغاثية التي أطلقتها مؤسسة "راف" لنجدة وإغاثة المنكوبين في غزة، من الذين تهدمت بيوتهم أثناء القصف الإسرائيلي الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة، داعيا الله تعالى أن يخفف عن اشقائنا في غزة وأن يبارك في جهود "راف" وكل من أعانها على تقديم العون والمساعدة للمتضررين في غزة.كما عبر د. الحواس عن سعادته بالمشاركة في مهرجان بشائر الرحمة، الذي تنظمه مؤسسة راف بالشراكة مع مؤسسة أسباير زون لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك بالفعاليات الهادفة والتي تشمل جميع أفراد الأسرة، شاكرا "راف" في التنظيم وحسن الاستقبال، واهتمامها بقضايا المسلمين، وخاصة ما اصاب أهلنا في غزة من قصف وحشي وإجرام، وشكر هذا الجهد والبذل من العاملين في راف، داعيا الله أن تكون بشائر الرحمة هي بشرى للنصر وتفريج الكرب.وكان د. طارق الحواس قد ألقى محاضرة بعنوان " ليلة العمر"، فصل فيها المعاني الإيمانية ، والآيات الربانية في ليلة القدر،وأنها هي ليلة العمر الحقيقية فهي خير من ألف شهر، وعبادتها تعدل عبادة 83 عاما.وبين قول قال تعالى في سورة القدر : ( إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر )، وقوله : ( إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم ).وقال إن قيام ليلة القدر أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا ، ولو أصاب مسلم ليلة القدر فقامها لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثواب يزيد على من عبد الله ألفا وستمائة وستة وستين سنة، وهذا تعويضا لأمة محمد صلى الله عله وسلم عن قصر أعمارهم بالنسبة للأم الأخرى. ووضح سبب تسميتها بليلة القدر وذلك لعدة أسباب: أولا : من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرفثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، التقدير السنوي .ثالثا : لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه، وقوله جل في علاه " فيها يفرق كل أمر حكيم " .رابعا : التعظيم ، أي أنها ليلة ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل : القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها : إخفاؤها عن العلم بتعيينها ،أو لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة ، من ( القدر ) وهو التضييق ، قال تعالى : ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) سورة الفجر 16 ، أي ضيق عليه رزقه .فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة وتساءل متى ليلة القدر؟ مجيبا بحديث الني صلى الله عليه وسلم: : (( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))، القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها.ثم بين بعض علامات ليلة القدر التي ثبتت في السنة ومنها :1- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها ) .2- وهي ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }.3- معتدلة الحرارة: لما صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ) . ليلة القدر هي ليلة العمر وعبادتها تعدل عبادة 83 عاماوأكد الحواس أن هذه الليلة تحتاج إلى استعداد واجتهاد ومن ذلك الدعاء لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني )، وترك الانشغال بالأسواق وما لا يفيد، والاعتكاف كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومدارسة القرآن الذي أنزل فيها.وختم الحواس محاضرته القيمة بأن العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم ، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم .