وقعت مكتبة قطر الوطنية مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، اتفاقًا يمهد الطريق لانضمام المكتبة إلى اتحاد الكتب المُيسّرة بصيغ ملائمة لذوي الإعاقة البصرية، ومن ثم تمكين المكتبة من تبادل الكتب المُيسرة مع بقية الجهات والكيانات الأعضاء في خدمة الكتب العالمية التابعة للاتحاد، وتمكين المستخدمين ممن لديهم إعاقات بصرية من الوصول لأكثر من 540 ألف كتاب بـ 76 لغة مختلفة. يتيح توقيع الاتفاقية للمكتبة استخدام الفهرس الإلكتروني لخدمة الكتب العالمية التابعة لاتحاد الكتب المُيسّرة، حيث يدعم هذا الفهرس المكتبات والمؤسسات الأعضاء التي لديها مستفيدون من المكفوفين وضعاف البصر أو لديهم إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات ويمكّنهم من الوصول بسهولة للمحتوى الملائم لاحتياجاتهم. تستطيع المكتبة في إطار هذا الاتفاق طلب الكتب المُيسرة من المكتبات والمؤسسات الأخرى المشاركة في الاتحاد بمقتضى معاهدة مراكش، ومن ثم توفير المزيد من الكتب الرقمية الميسّرة المتاحة لذوي الإعاقة البصرية. كما سيتمكن رواد المكتبة الذين لديهم صعوبات في قراءة المطبوعات أو من ينوب عنهم من الوصول لمجموعة واسعة من الكتب الرقمية المُيسّرة بلغات مختلفة. وأوضحت الدكتورة سهير وسطاوي المدير التنفيذي للمكتبة، في تصريح اليوم، أن الاتفاق يعزز التزام مكتبة قطر الوطنية بإتاحة المعرفة وتوسيع نطاق الوصول للمعلومات للجميع. حيث يقع على عاتق المؤسسات الوطنية مثل المكتبة مسؤولية تقديم قدوة يُحتذى بها في احتضان الجميع ودمج ذوي الإعاقة وإتاحة الفرص المتكافئة لهم للوصول إلى المعرفة. وأشارت إلى أن المكتبة ستستفيد من الفرص التي يتيحها لها هذا الاتفاق لضمان تزويد جميع رواد المكتبة بموارد التعلم ومصادر المعلومات التي تمكّنهم من ممارسة حقوقهم كأعضاء فاعلين في المجتمع. وتحقق مبادرة خدمة الكتب العالمية التابعة لاتحاد الكتب المُيسرة أهداف معاهدة مراكش التي تشرف عليها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في كونها تتيح للجهات والمؤسسات المفوضة مثل المكتبات الوطنية التبادل الدولي للكتب المُيسرة من خلال الفهرس الإلكتروني العالمي الذي يضم 540 ألف عنوان من الكتب المُيسّرة المتاحة لذوي الإعاقة البصرية بأكثر من 70 لغة. من جهتها، أشارت السيدة مونيكا هاليل لفبلاد رئيس اتحاد الكتب المُيسرة، إلى أنه بانضمام مكتبة قطر الوطنية لخدمة الكتب العالمية التابعة للاتحاد، فإن ذلك من شأنه أن يمكن ضعاف البصر والمكفوفين من الاستفادة من مجموعة الكتب المُيسرة بأكثر من 76 لغة، معربة عن أملها في استقبال الكتب المُيسرة باللغة العربية من مكتبة قطر الوطنية، في ضوء الاهتمام المتزايد بالتراث الأدبي العريق للعالم العربي. جدير بالذكر، أن المجموعة الرئيسية في المكتبة تحتوي العديد من الكتب المُيسرة الملائمة لذوي الإعاقة البصرية ما بين كتب بمقاسات وأحجام خطوط كبيرة، وكتب صوتية مسموعة، وكتب بطريقة برايل باللغتين العربية والإنجليزية، كما توفر المكتبة قاعة خاصة مجهزة بأحدث الوسائل المساعدة وأدوات التكنولوجيا والبرمجيات المتطورة التي تمكن ذوي الإعاقة من الوصول للمعلومات والاطلاع على مواد المكتبة، منها المصدر الإلكتروني Bookshare الذي يضم أكثر من 500 ألف كتاب صوتي ومطبوع بطريقة برايل باللغتين العربية والإنجليزية للمكفوفين أو أي شخص آخر لديه إعاقة تحول دون قراءة الكتب المطبوعة. وتعاونت المكتبة عن قرب مع حكومة قطر لدعم انضمام دولة قطر إلى معاهدة مراكش، وقد تحقق ذلك في يناير 2019. يشار إلى أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهي إحدى الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، قد أنشأت اتحاد الكتب المُيسرة في 2014 لتفعيل بنود معاهدة مراكش لتيسر إتاحة الكتب والمصنفات المنشورة للمكفوفين وذوي الإعاقة البصرية ومن لديهم إعاقة تحول دون قراءة الكتب المطبوعة. وتنص معاهدة مراكش على إنتاج الكتب المُيسرة لذوي الإعاقة وجعلها عابرة للحدود على أساس غير ربحي من خلال وضع استثناءات للقوانين التقليدية لحقوق النسخ والنشر.

كرمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أعضاء المشروع الفائز بالدورة الثانية من جائزة أخلاقنا، الذي حمل عنوان مبصرون، وهو عبارة عن تطبيق للهواتف الجوّالة معتمد على الصوت كليا، يُمكّن المكفوفين وضعاف البصر من طلب الوجبات من المطاعم واستعراض مكوناتها ومقارنة أسعارها دون طلب المساعدة من أحد. وتم تطوير المشروع الفائز الذي يحمل اسم مبصرون من قبل ثلاث طالبات هنّ نوال الكربي، والمزون المري، وأمل الغرينيق، وهو عبارة عن تطبيق للهواتف الجوالة معتمد على الصوت كليا، يمكّن المكفوفين وضعاف البصر من طلب الوجبات من المطاعم واستعراض مكوناتها ومقارنة أسعارها دون طلب المساعدة من أحد، وذلك بالاستفادة من خصائص تيسر الوصول على الهواتف الذكية الحديثة. وجاءت فكرة المشروع من الإيمان بأنه من حقّ كل إنسان أن يعيش حياة كريمة ومستقلة وأن يحصل على فرص متساوية للمشاركة في المجتمع. وأعربت عضوات فريق المشروع الفائز بالدورة الثانية من جائزة أخلاقنا، عن سعادتهن وشعورهن بالفخر بعد استلامهن جائزتهن من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وذلك خلال حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر لدفعة 2019، في المدينة التعليمية، مساء أمس. وتهدف جائزة أخلاقنا إلى تسليط الضوء على الأخلاق العالمية التي تحلّى بها الرسول محمّد (صلى الله عليه وسلم)، والذي يعدّ مثالًا يحتذى بخلقه الكريم، ومرشدا للقيم التي تتبنّاها هذه الجائزة، والتي نسعى جميعا إلى الاقتداء بها. وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، قد أعلنت عن إطلاق جائزة أخلاقنا لأول مرة خلال حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر 2017. وهذا العام، يتم تنظيم الدورة الثانية من الجائزة. وأعربت نوال الكربي، قائدة مبادرة مبصرون الفائزة بجائزة أخلاقنا لعام 2019، عن سرورها بهذا التتويج، وبالتجربة التي حظيت بها مع زميلاتها والتي وصفتها بأنها تجربة مذهلة لا يمكن نسيانها، قائلة: إنه لفخر عظيم لي أن يفوز مشروع مبصرون في مسابقة مرموقة بحجم جائزة أخلاقنا، لم أكن لأحقق هذا الإنجاز الكبير لولا مساعدة زميلتي في المشروع، وبالطبع الدعم الكبير الذي تقدمه مؤسسة قطر لهذه المبادرة والذي ينبع من قناعتها الراسخة بقدرات الشباب وإيمانها بأن أفكارهم لها تأثير حقيقي وملموس على حياة الآخرين. ومن جانبها قالت المزون عبدالمحسن المري، نائب قائدة مبادرة مبصرون: لكل إنسان الحق في عيش حياة كريمة ومستقلة، ومن هذا المنطلق ابتكرنا فكرة المشروع، وهو تطبيق للهواتف الجوالة، ونأمل من خلال هذه المبادرة الإنسانية أن نقدّم خدمة فعلية لمساعدة جميع المكفوفين وضعاف البصر في دولة قطر وجميع أنحاء العالم. وقالت أمل الغرينيق المسؤول الإعلامي لمبادرة مبصرون: لقد منحتني المشاركة بجائزة أخلاقنا هذا العام، الثقة للسعي وراء أفكارنا بلا تردد، واختبار حدود قدراتي بثقة وإقدام، ووجهت رسالة لكل من يمتلك فكرة بأن يسعى لها والعمل على تطويرها، لأن العمل بجد واجتهاد هو خير وسيلة لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. وفي هذه المناسبة، قالت السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر: يسرنا أن نعلن عن فوز مشروع مبصرون بجائزة أخلاقنا لهذا العام، هذه الجائزة التي تهدف بشكل أساسي إلى تكريم النشء والشباب الذين يجسدون مثالًا يحتذى بأخلاقهم العالية، والذين يلهمون الآخرين لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.

أكد أصحاب مبادرات شبابية أنّ الإرادة والعزيمة تصنعان أفكاراً يمكن تطبيقها في الواقع، وتوفران بدائل مريحة من خلال التقنية والبيئة والعلوم، مضيفين إنّ مشروعاتهم البحثية ومبادراتهم استقطبت آخرين، وجذبتهم للانضمام إلى المبادرات كمتطوعين فاعلين. وقالوا في لقاءات لـ الشرق: إنّ الابتكارات والمبادرات تمّ تنفيذها بجهود ذاتية، ومن خلال مجموعات الأصدقاء أو طلاب المدارس الذين جمعتهم الفكرة والهدف، فمنها تطبيقات إلكترونية لضعاف البصر والتحفيز على قراءة القصص والتعريف بمعالم الدوحة ونهضتها السياحية. وقد نفذت فتيات قطريات مبادرة صفر نفايات، وهي فكرة بيئية تهدف للتوعية بأهمية الحفاظ على الشواطئ والأماكن العامة. سارة التميمي: تطبيق إلكتروني للتعريف بمعالم الدوحة قالت الآنسة سارة خالد التميمي: لقد اشتركت مع زميلاتي في مشروع تعريفي بالمعالم السياحية في قطر، من خلال التكنولوجيا بهدف تعريف السياح على نهضة الدولة، وزيارتها لمشاهدة معالمها الجميلة.وتمّ عمل تطبيق إلكتروني في (آبل ستور) يمكن الزوار في زيارة كل الأماكن في الدوحة. وأضافت إنها قدمت مع مجموعة من صديقاتها اللواتي يدرنّ معها الموقع الإلكتروني نبذة بسيطة عن الحياة الاجتماعية، والسياحة الداخلية، واللهجة القطرية، وأشارت إلى أنّ الموقع يتابعه اليوم أكثر من 600 متابع والعدد في تزايد. مريم محمد: مبادرة بيئية للوصول إلى (صفر نفايات) قالت الآنسة مريم محمد: لقد أسست مع 5 من زميلاتي خريجات جامعة قطر، مبادرة بيئية بعنوان (فسيلة) التي تحمل فلسفة (صفر ـ نفايات) بهدف تثقيف المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة، وحل المشكلات التي تعتريها، وتنمية ثقافة المسؤولية تجاه البيئة لدى الأفراد. وأوضحت أنّ الفكرة ولدت عندما سافرت مع زميلاتي في رحلة لدولة النيبال العام الماضي، وشاهدت بعض المدن تعاني من التلوث، وعدم قدرة البعض على تجميع النفايات، وبدأت مع صديقاتي عمل المشروع وتنفيذه على أرض الواقع. وأشارت إلى أنّ المبادرة قدمت ورشاً ومشاركات في الجامعات والمدارس والفعاليات بهدف رفع الوعي المجتمعي بالبيئة. وقالت: نسعى للتوسع في الفكرة، ونحن اليوم نخرج في حملات بيئية لتنظيف الشواطئ، للتوعية بمجال عملنا بصورة أشمل، مضيفة إنّ المبادرة تسعى لتحقيق رؤية الدولة في الاستدامة. حمد النعيمي: تشجيع الشباب على قراءة الكتب والقصص قال الطالب حمد عبد العزيز النعيمي: لقد شاركت مع 6 من زملائي في تأسيس مبادرة لقراءة القصص والاطلاع، وقدمناها في المدارس للتعريف بالفكرة، وتحفيز الطلاب للإقبال عليها. وأضاف إنّ الفكرة جاءت من خلال ما لمسته من ضعف إقبال الطلاب والشباب على الاطلاع، وعدم قدرة البعض على تقديم مع اطلعوا عليه من قصص وكتب. وقد عرضت عدداً من القصص والمغامرات خلال تقديمي مع زملائي الفكرة في المدارس، واخترت الروايات والمغامرات القريبة من عمر الطلاب، مشيراً إلى أنّ المبادرة اليوم استقطبت أكثر من 418 طالباً مشاركاً فيها. عبد العزيز المهندي: برمجة الحاسوب تفتح أمامي آفاق الحلم قال الطالب عبد العزيز المهندي: أحلم بتخصص برمجة الحاسوب لأنه لغة العصر، والتحقت بمدرسة العلوم والتكنولوجيا لأتمكن من تحقيق حلمي. وأسعى من خلال التطبيقات الإلكترونية للتعرف على عالم جديد متنوع. سعيد العجمي: بحثي في عمليات الإنقاذ والإسعافات قال الطالب سعيد العجمي من مدرسة ديبيكي الثانوية للمهن الصحية: أحلم بدراسة علم التحاليل الطبية، واجتهد في دراستي لأحقق درجات متقدمة في التخصص. فقد عملت بحثاً في طريقة إرجاع الهواء داخل رئتيّ الإنسان من خلال التطبيق العملي في برنامج الإنقاذ والإسعافات الأولية حيث يستهويني هذا المجال. نوال الكربي: مشروع يساعد ضعاف البصر على اختيار وجبات الطعام قالت الآنسة نوال الكربي قائدة فريق مبادرة مبصرون: إنّ الفكرة عبارة عن مشروع ابتكاري يسهل لضعاف البصر أو فاقديه اختيار وجبات الطعام من خلال الاستماع بصيغة صوتية تيسر عليهم طلب الأطعمة.وأضافت إنّ التكنولوجيا تمنح فاقدي البصر قوة في التعرف على الأشياء، وتساعدهم من خلال الانتشار الواسع للهواتف. عبدالله السبيعي: مشروعي في زراعة الخس بدون شمس قال الطالب عبد الله السبيعي: أبحث في المعارض الطلابية على جامعات مناسبة لميولي، فأنا أميل لدراسة شؤون دولية وقانون. أما مشروعي فقد نفذت مشروعاً وهو زراعة الخس بدون شمس، والذي استغرق مني فترات طويلة لأراقب مدى نجاحه، وفزت بمركز متقدم على مستوى المدارس.

فريق متكامل من المدرسين والأخصائيين لمتابعة الطلاب المكفوفين بمدارس الدمج احتفل معهد النور للمكفوفين صباح أمس، بتخريج الدفعة التاسعة عشرة من الطلاب المكفوفين وضعاف البصر بالصف السادس الابتدائي المنتقلين إلى إحدى مدارس الدمج بالمرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى طلاب التمهيدي المنتقلين إلى الصف الأول الابتدائي، وسط أجواء من الفرحة بين أولياء الأمور والطلاب. وبهذه المناسبة قالت الدكتورة أمل البوعينين مدير عام معهد النور: إن هذا اليوم من كل عام يمثل تتويجاً لجهود سنوات من العمل الجاد والانتماء، من جانب الطلاب والمعلمين، من أجل هدف واحد وهو تربية وتنشئة أجيال من فئة المكفوفين، وضعاف البصر بقدرات علمية ومهارات يستطيعون من خلالها مساعدة وخدمة مجتمعهم، قائلة "إنني أنتهز هذه الفرصة لأهنئ أولادي الخريجين وأتمنى لهم التوفيق، وكذلك الشكر موصول لأولياء الأمور الذين لولا متابعتُهم المستمرة، لما وصلنا إلى هذه النتيجة، وإلى الكادر الوظيفي على جهودهم المخلصة لهذه الفئة ". لافتة إلى أن عدد الخريجين هذا العام 8 طلاب وطالبات. دمج المكفوفين بالمدارس وأضافت أن معهد النور هو من أول من قام بتأسيس الدمج لذوي الإعاقة البصرية بالمدارس، مؤكدة أن هناك فريقا متكاملا من مدرسي المواد العلمية والأدبية، بالإضافة إلى الخدمات المساندة مثل أخصائيين العلاج الطبيعي، ومعلمو برايل في مدارس الدمج لمساعدة الطلاب. كما أشارت إلى أن المعهد يؤهل الطفل ليكون مستقلا بذاته في مرحلة الدمج، حتى لا يكون متواكلاً، مع وجود زيارات ميدانية متواصلة للطلاب بالمدارس. ونوهت البوعينين في تصريحات لـ "الشرق"، أن المعهد يقدم خدماته التعليمية والصحية والتأهيلية إلى أكثر من 225 طالبا وطالبة من ضعاف البصر والمكفوفين، موضحة أن المعهد يحرص على تقديم أفضل الخدمات لكافة الطلاب من منتسبي المعهد، حيث انه يعمل على توفير أخصائيين ذوي مهارات عالية، بالإضافة إلى طاقم وظيفي متكامل، وممرضين لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية، مؤكدة أن المعهد يتطلع إلى تعليم ذوي الإعاقة والمكفوفين والاستفادة منهم في المستقبل، وأن هدف المعهد لا يقتصر على أن يكون أكاديميا فقط، بل يسعى إلى توفير أجواء العمل المناسبة للطلاب فيما بعد. وأكدت على أن هناك موظفين يعملون على التواصل مع أولياء الأمور بشكل دائم للتخلص من كافة المشاكل التي تواجههم أو تواجه أبناءهم الطلاب لدى معهد النور، وكذلك في حال احتياج أولياء الأمور لأي دورات تثقيفية وتوعوية حول كيفية التعامل مع الأبناء المكفوفين وذوي الإعاقة يتم تدريبهم على كافة تلك الأمور على أيدي أمهر الأخصائيين والطاقم الوظيفي لدى المعهد. برامج تأهيلية للخريجين لدمجهم مع الطلاب المبصرين وقال السيد خالد الشعيبي مدير العلاقات العامة والاتصال بمعهد النور: إن المعهد يقدم خدماته لفئتي المكفوفين وضعاف البصر منذ 19 عاماً، وهذا دليل على النجاح والتميز، مضيفاً أن الطلاب سينتقلون إلى مرحلة جديدة كلياً لدمجهم مع الطلاب المبصرين وتكوين صداقات معهم ضمن استراتيجية الدمج التي تعتمدها الدولة لفئة ذوي الإعاقة بكافة فئاتها. كما أكد أن معهد النور لا يترك أبناءه في هذه المرحلة، بل يقوم بمتابعتهم، وتجهيز الصفوف بالمدارس لتناسب احتياجاتهم، مع تأهيلهم نفسياً لتقبل الوضع الجديد. وأضاف أن معهد النور لن يتوانى عن تطوير خدماته التعليمية والعلاجية لمنتسبيه، من أجل تقديم خدمة مميزة لهذه الفئة الغالية، متمنياً التوفيق للطلاب الخريجين، وأن يواصلوا مسيرة تفوقهم وتميزهم العلمي، حتى ينفعوا بعلمهم وطنهم ومجتمعهم. مستعد لاستكمال تعليمي مع الطلاب المبصرين قال الطالب معاذ سليمان الجابري أحد الخريجين: إن هذا اليوم يعتبر بداية لحياته ومستقبله، إذ تغمره السعادة باجتيازه هذه المرحلة، والانتقال إلى مرحلة جديدة، وذلك بفضل جهود معهد النور، والقائمين عليه، ومساندتهم له ولجميع زملائه منذ اللحظة الأولى، مشيراً إلى أن جميع الطلاب يشعرون برضا تام عن ما يقدمه المعهد من خدمات للطلاب المكفوفين، تجعلهم مؤهلين للانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة، مؤكداً أنه لا يرهب الانتقال إلى مدارس الدمج، بل إنه على العكس متشوق لخوض تجربة التعلم وسط الطلاب المبصرين وإثبات أن كونه كفيفاً لا يعني أنه أقل من غيره علماً وذكاءً. أتعهد بمواصلة تفوقي في المراحل الدراسية المقبلة فيما أعرب الطالب عمر حسين العقيدي، عن سعادته بتخريجه وانتقاله إلى المرحلة الإعدادية بأحد مدارس الدمج، مؤكداً أنها يمكن أن تكون تجربة صعبة وشاقة في البداية، ولكن معهد النور علم أبناءه التحدي والمثابرة وتحقيق الذات تحت أي ظروف، موجهاً الشكر إلى معلميه الذين لولا جهودهم لم يكن ليصل إلى لحظة التكريم. كما تعهد بأنه سيواصل تفوقه الدراسي ليرد الجميل إلى معلميه والمعهد لما قدموه من خدمات جعلته يتجاوز أية صعوبات واجهته بسبب ضعف بصره.

تأمل منظمة بولندية غير هادفة للربح، إلى مساعدة المكفوفين وضعاف البصر عن طريق خطط لصنع وتوزيع ما تقول إنها ستكون أول نظارة ذكية مجانية في العالم. وطورت منظمة بارسي نموذجاً أولياً للنظارة التي تعمل بالبطاريات ولها إطار مصنع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومزودة بكاميرا متصلة بالإنترنت وبها سماعة أذن. وبالضغط على زر موجود في إطار النظارة يلتقط المستخدمون صوراً للشيء المواجه لهم ثم ترسل الكاميرا الصور إلى تطبيق على الهاتف المحمول، ويقوم التطبيق بالتعرف على الأشكال والألوان والنصوص المكتوبة وكذلك الوجوه ويرسل التفاصيل المتعلقة بالصور في بث صوتي عبر السماعة. وقال بارتوش ستشينسكي مدير المشروعات في بارسي: "تساعد الكفيف وضعيف البصر في حياته اليومية مثل قراءة الصحف وشرب العصير". وبدأت بارسي التي انطلقت في بادئ الأمر كمشروع عائلي لمساعدة أحد الأقارب، في جمع التمويل وتطمح في الحصول على 25 ألف دولار لاستكمال البحث وتطوير نموذج أكثر انسيابية للنظارة. ولا يزال المشروع في مراحله الأولى قبل أن يحقق أهدافه على المدى الطويل، وهي إنتاج النظارة على نطاق واسع وتوزيعها مجاناً. وتبلغ تكلفة إنتاج النظارة الواحدة حالياً 300 دولار، وهو المبلغ الذي تهدف بارسي إلى خفضه فور حصولها على التمويل وبدء الطلب والإنتاج، وهناك مشروعات تكنولوجية متقدمة مشابهة يجري العمل عليها بأماكن أخرى.

طور باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، جهازا بماسح ضوئي يقرأ النصوص المطبوعة ويحولها إلى صوت، ما يمنح الأمل بإمكانية الاستمتاع بالقراءة للملايين من ذوي الإعاقة البصرية حول العالم. وقال القائمون على المشروع إنه تم تطوير "الأصبع القارئ" باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، وهو مزود بكاميرا تقوم بمسح النصوص ضوئيا، بينما يتحرك الأصبع فوقها، في حين تتولى برامج محوسبة تتبع حركته لتحول النصوص إلى صوت. وقال كبير الباحثين في معهد ماساتشوستس روي شيلكروت، إن الجهاز يتمتع بمحركات تصدر اهتزازات لتنبيه المستخدمين في حال أخفقوا في وضعه فوق الخطوط النصية قبل قراءتها. وأوضح الباحثون أن بإمكان الجهاز أيضا ترجمة الكتب، والمجلات، وقوائم المطاعم، وأدلة التعليمات، وغيرها من النصوص. وما زال الجهاز يخضع للتجريب، ولم يصل بعد مرحلة التسويق التجاري. ويبلغ عدد الذين يعانون ضعفا في البصر حول العالم 300 مليون شخص، من بينهم 14% مكفوفين، و86% يصنفون على أنهم ضعاف البصر، وفق منظمة الصحة العالمية.

نظم مركز التكنولوجيا المساعدة "مدى" أول مؤتمر قمة للتكنولوجيا في المنطقة العربية تعنى بالأشخاص المكفوفين وضعاف البصر. ودعا المجتمعون خلال القمة التي انعقدت بالدوحة إلى بذل جهود أكبر لزيادة فرص الوصول إلى الوسائط الرقمية ومضاعفة الاهتمام بالأبحاث والتنمية في هذا المجال. واطلع المكفوفون على التطورات الحديثة والحلول والخطط المبتكرة في مجال التكنولوجيا في العالم فضلا عن المشاركة بأفكارهم حول بعض الأولويات التي من شأنها أن تنعكس عليهم في المستقبل. وأكد المشاركون في ختام أعمال قمتهم على أهمية تنويع المصادر التكنولوجية المتاحة قدر الإمكان وذلك حتى يتمكن المكفوفون من استخدام التكنولوجيا الحديثة بالطريقة المثلى، مشددين على ضرورة ان تبذل مؤسسات القطاعين العام والخاص المزيد من الجهد لجعل مواقعها الالكترونية متاحة بشكل كامل للأشخاص ذوي الإعاقة. كما أشاروا إلى ان مواقع التعليم الإلكتروني التي لا يمكن النفاذ إليها تشكل عائقا أمام فرص التعلم لذوي الإعاقة، مؤكدين على ضرورة اهتمام الباحثين أكثر بطريقة برايل للقراءة باللغة العربية والاهتمام بنصوص التخاطب مفتوحة المصادر. وأكدوا أيضا على ان المكفوفين هم أكثر الناس خبرة ومعرفة باحتياجاتهم وعلى استعداد لاغتنام كل فرصة للتواصل مع المطورين وإبداء ملاحظاتهم حول المنتجات التكنولوجية. من جهتها، أكدت شركات التكنولوجيا المشاركة دعمها للمجتمع وعرضت إمكانية إتاحة مواد التدريب والدعم الداخلي للجمهور في قطر من خلال مركز مدى. جدير بالذكر، أن مركز مدى تأسس بهدف ربط الأشخاص ذوي الإعاقة بالتكنولوجيا حيث يختص بتشجيع الابتكار والتكنولوجيات الجديدة لتحقيق هذا الهدف.