رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
انزعاج المصلين من صيانة المساجد خلال رمضان

كشفت صلاة التراويح وقيام الليل في بعض المساجد بالمناطق السكنية عن عدم قدرتها على استيعاب أعداد المصلين، كما يعاني عدد كبير من المواطنين في بعض المناطق التي تبعد عن العاصمة الدوحة التي تتوافر فيها مساجد وأخرى مساجد خشبية، من نفس المشكلة. وقال بعض المواطنين لـ الشرق: يفترض ان تقوم وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بتشكيل لجنة سنويا لتفقد المناطق وقياس حجم الكثافة السكانية وقدرة المساجد الموجودة على استيعاب المصلين، خاصة ان الدولة تستقبل سنويا نسبة كبيرة من الوافدين الامر الذي يساهم في ارتفاع عدد السكان في جميع المناطق مما يتطلب اعادة تأهيل المساجد الموجودة وتوسعتها. وقال احد المواطنين: تعاني بعض المناطق من تأخر اعمال الصيانة بالمساجد خاصة خلال شهر رمضان، مما يسبب ضغطا على المساجد المجاورة بالمنطقة، ولا ندري لماذا تصر وزارة الاوقاف على برمجة صيانة المساجد مع اقتراب الشهر الفضيل، ويفترض ان تنتهى من مثل هذه المشاريع قبل وقت كاف حتى نتفادي مثل هذه المشاكل اليومية بالمساجد. مؤكدا ان الوزارة لم تقصر في مجال الاهتمام بالمساجد وتأثيثها وصيانتها، لكن اعتقد أن المشكلة بالمقاولين لذلك اتمنى أن توكل مهمة تشييد المساجد وصيانتها لشركات كبيرة ذات خبرة وكفاءة. وقال ان عملية اغلاق المساجد لفترات طويلة ليس بالأمر السهل على سكان أي منطقة.

803

| 03 يوليو 2016

محليات alsharq
السعيد: الأعمال في خواتيمها ونبينا خير قدوة في علو الهمم

بدأت العشر الأواخر من رمضان لكي تحكي قصة "قرب الوداع" لهذا الشهر الكريم، الذي تتجلى فيه ليلة القدر، لعل النفوس تتنافس على الصالحات، من قيام وتلاوة قرآن، واعتكاف، فعلى الإنسان اغتنام ساعاته ودقائقه بل ثوانيه للتسابق للفوز بالفردوس ونعيمها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها وهو القدوة في علو الهمة، فأين المقتدون المهتدون؟ إنَّ الليالي العشر قد أذنت بالرحيل ولسان حالها "أدركني فإنما أنا ساعات"، وقد لا تدركني في أعوام قادمة إنها ليالي العابدين، وقرة عيون القانتين، وملتقى الخاشعين، ومحط المخبتين، ومأوى الصابرين، فيها يحلو الدعاء، ويكثر البكاء، إنها ليالٍ معدودة وساعات محدودة، فيا حرمان من لم يذق فيها لذة المناجاة! ويا خسارة من لم يضع جبهته لله ساجدًا فيها، فمن ترك أوله عليه أن يدرك آخره، ليكون في ركاب من شملتهم رحمة الله، وليفوز بالعتق من النار. لهذا الموضوع تشعبات، وأهمية لكل من يريد أن يدرك العشر بهمة عالية، همة تدنيه من الجنة، وتبعده عن النار، "الشرق" تحدثت مع الشيخ رمزي السعيد — داعية إسلامي —، حول هذا الموضوع، فقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي العشر الأواخر من رمضان، وفي هذا قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشدَّ مئزره"، فهذه دلالة على خير العشر، كما أنَّ فيها ليلة القدر لقوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، إذ يحتم على المسلم الفطن أن يغتنم العشر الأخيرة من شهر رمضان، وعليه أن لا يخرج من شهر رمضان إلا بجبال من الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون مصداقا لقول الله تعالى "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُون، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، لافتا فضيلته إلى أنَّ قيام الليل دائما مستحب ولكنه في رمضان أفضل وأكد، فهو شهر القيام كما أنه شهر الصيام، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ ليلة القدر إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وفي حديث آخر "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ"، والأحاديث في هذا كثيرة تؤكد على مشروعية قيام الليل في رمضان، وقيام الليل يحصل بصلاة التراويح في العشرين الأولى، ويحصل أيضا في التهجد مع صلاة التراويح في العشر الأواخر كما هو هدي السلف؛ بل هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا معنى قيام رمضان، وقيام رمضان يكون في المساجد هذا هو الأفضل لأنه شعيرة ظاهرة من شعائر الإسلام فتقام في المساجد، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه ليالي من رمضان، صلاها بهم ليلتين أو ثلاث ثم تأخر عنهم خشية أن تفرض عليهم فيعجزوا عنها، فاستمر الصحابة يصلونها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم جماعات وأفرداً في المساجد، إلى أن جاءت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرأى الناس يصلون جماعات متفرقين في المساجد، فرأى رضي الله عنه أن يجمعهم على إمام واحد كما كانوا صلوها خلف الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة واحدة، فأمر أبي بن كعب رضي الله عنه فصلى بهم في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين ركعة، الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في الغالب يصلي وحده، والنبي صلى الله عليه وسلم قال (أيكم أَمَّ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمْ الْكَبِيرَ وَالمريض وَذَا الْحَاجَةِ، ومن صَلَّى وَحْدَهُ فليطول ما شَاءَ)". وأشار الداعية رمزي السعيد إلى أنَّ الأعمال والعبادات في خواتيمها كالخيل الأصيل الذي ما أن يقترب من نهاية السباق إلى وأنه يجتهد، ويبذل قصارى جهده حتى يفوز بالسباق، وهكذا المسلم في شهر رمضان فعليه أن لاتفتر قواه ولا عزيمته، فالخواتيم إذا قُبلت قُبلت العباده، فعلى المسلم أن يكثر من العبادات في رمضان، من صلاة، واعتكاف وقراءة قرآن ليخرج بجبال من الحسنات لتثقل ميزانه يوم العرض العظيم. ولفت الداعية رمزي السعيد قبل أن يختم حديثه إلى ضرورة احترام خصوصية وقدسية المساجد، والمساجد بيوت الله، وجدت للعباده لقوله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، فلا يجوز من يلجأ للمسجد أن يقضي وقت فراغ في المسجد، أو أحاديث جانبية، فالملائكة تصلي على المسلم وهو في المسجد طالما لم يحدث — أي ينقض وضوءه —، فعلى الإنسان أن يغتنم وجوده في المسجد، فلا مانع من الاستراحة المصحوبة بالذكر، ولكن لا تتخذ للنوم أو للجلسات البعيدة عن ذكر الله.

806

| 26 يونيو 2016