دعا شينزو آبيه رئيس الوزراء الياباني القيادة العسكرية في بلاده وجميع المسؤولين للبقاء على أهبة الاستعداد تحسبا لأي عمل يمكن أن يصدر من كوريا الشمالية ويهدد الأرخبيل، لاسيما عقب التجربة الصاروخية الجديدة لبيونج يانج اليوم. وأفاد راديو اليابان نقلا عن يوشيهيديه سوغا وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني بأن آبي شدد على قادة الجيش بضرورة البقاء على أتم الاستعداد لرصد آخر تطورات الملف الكوري الشمالي.. مؤكدا أن الصواريخ قصيرة المدى الثلاثة التي أطلقتها بيونج يانج في وقت مبكر اليوم "لم يكن لها أي تأثير مباشر على أمن اليابان". وأضاف أن الصواريخ الكورية لم تصل إلى المياه الإقليمية اليابانية أو منطقة المنفعة الاقتصادية الحصرية للبلاد. ويتوقع مسؤولون حكوميون في اليابان أن تقوم كوريا الشمالية بالمزيد من "التحركات الاستفزازية"، خاصة وأنها أبدت رد فعل حاد على التدريبات العسكرية الجارية بين القوات الأمريكية والكورية الجنوبية. وكانت بيونج يانج قد أطلقت في وقت مبكر اليوم ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى.

يتعرض رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبيه، لانتقادات حادة داخل مجلس النواب في بلاده بسبب فضيحة متعلقة بمزاعم إساءة استغلال للسلطة، لكنه نفى مرارا أي علاقة له بهذا الأمر. ويزعم بعض الأطراف أن مكتب آبيه استغل نفوذه في عملية اختيار مؤسسة مشغلة لإحدى الكليات في البلاد التي يديرها صديق مقرب من رئيس الوزراء وسميت على اسمه أيضا. وقال نائب من الحزب الليبرالي الديمقراطي، إيتسونوري أونوديرا، في تصريحات اليوم الإثنين، إن الكثير من الناس في اليابان تساورهم شكوك حيال طبيعة العلاقة بين رئيس الوزراء وكوتارو كاكيه رئيس مؤسسة "كاكيه" التعليمية لاسيما عقب اختيار هذه المؤسسة لتصبح الجهة المشغلة للموقع الذي تثار حوله التساؤلات. من جانبه، أفاد شينزو آبيه، في تصريحات، بأنه لم يحاول أبدا استغلال منصبه أو مكانته لإتمام أي شيء، وأنه يود أن يشدد على أن صديقه لم يطلب منه أي شيء لصالح تأسيس الكلية الجديدة، فيما يصر نائب وزير التعليم السابق، كيهي مايكاوا، على أن مكتب رئيس الوزراء تدخل في عملية الاختيار. يشار إلى أن اتهامات بسوء استغلال السلطة كانت قد أطاحت برئيسة كوريا الجنوبية، بارك كون هيه، من منصبها في شهر مارس الماضي، وجعلتها محل متابعة قضائية إلى حد الآن.

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إقالة وزيرة الدفاع تومومي إينادا في إطار تعديل وزاري مرتقب على حكومته. وذكرت الإذاعة اليابانية أن آبي قرر الإبقاء على كل من نائب رئيس الوزراء ووزير المالية تارو أسو ورئيس شؤون مجلس الوزراء يوشيهيديه سوجا، ولكنه يعتزم إقالة مساعدته المقربة إينادا عقب الخسارة القاسية التي تكبدها حزبه الأسبوع الماضي في انتخابات مجلس إدارة العاصمة طوكيو. وقد تعرضت إينادا لانتقادات حادة بسبب تصريحات أدلت بها أمام أحد التجمعات خلال الحملة الانتخابية، فقد طلبت من المواطنين كوزيرة للدفاع أن يدعموا مرشحاً عن الحزب الليبرالي الديمقراطي بالنيابة عن وزارتها وقوات الدفاع الذاتي والحزب وفيما بعد تراجعت عن هذه التصريحات، ولكن أحزاباً معارضة تطالب آبي بإقالة إينادا قائلين إنها حاولت أن تستغل قوات الدفاع الذاتي سياسياً لصالح الحزب الحاكم. وكان رئيس الوزراء الياباني قد أعلن أمس عن عزمه إجراء تعديل وزاري على حكومته وقيادة حزبه في أوائل شهر أغسطس القادم، ومن المرجح أن يتم التعديل في الثالث من أغسطس.

أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عن عزمه تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الجديد بشأن توسيع العقوبات ضد كوريا الشمالية. وقال آبي، في تصريح له نقله راديو اليابان، إنه يرحب بهذه الخطوة، مؤكدا أنه من غير المقبول أن تستمر كوريا الشمالية في استفزازاتها متحدية التحذيرات المتكررة من قبل المجتمع الدولي. وأضاف أن اليابان تطالب كوريا الشمالية بأن تأخذ الدعوات الدولية بشكل جدي وأن تلتزم بجميع قرارات الأمم المتحدة بشكل كامل وصارم، كما حث بيونج يانج على وقف جميع استفزازاتها بما في ذلك إطلاقاتها الصاروخية وتجاربها النووية. وأشار إلى أن اليابان ملتزمة بتطبيق القرار الجديد بشكل راسخ وستعمل عن كثب مع الدول الأخرى لممارسة المزيد من الضغط على كوريا الشمالية. وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج، حيث تم التصويت بالإجماع على قرار بفرض حظر على السفر وتجميد الأصول على قائمة جديدة تضم 14 مسؤولا و4 شركات في كوريا الشمالية، ما يمنعهم من السفر إلى كافة دول العالم وتجميد ممتلكاتهم.

تعهد رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبيه، بمواصلة بناء القدرات الدفاعية لبلاده وسط تدهور البيئة الأمنية في منطقة شرق آسيا. وقال آبيه، في تصريحات له الليلة الماضية، إن التطوير النووي والصاروخي الذي تنتهجه كوريا الشمالية "أصبح أكثر خطورة"، لافتا في الوقت ذاته إلى تزايد عدد الطائرات العسكرية الأجنبية التي تقترب من المجال الجوي لليابان. كما ذكر أنه يتعين على اليابان "مواجهة حقيقة أن التهديدات الإرهابية آخذة في التنوع والانتشار في أرجاء العالم"، مبينا أنه "لا أحد يحمي بلدا ليس له مقومات رئيسية لحماية نفسه". وفي جانب آخر من تصريحاته، أكد رئيس الوزراء الياباني مواصلة مساهمة بلاده في أنشطة حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة. يشار إلى أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بحث خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في طوكيو، الخميس الماضي، سبل تعزيز التحالف بين البلدين للتصدي لاستفزازات كوريا الشمالية لجيرانها، وقيامها بالرفع من حدة التوترات في شرق آسيا في الأشهر الأخيرة لاسيما عقب إطلاقها لسلسلة من الصواريخ الباليستية.