قدم السيد راجح بادي الناطق باسم الحكومة اليمنية العزاء لقطر أميرا وحكومة وشعباً ولأسرة الشهيد الجندي محمد حامد سليمان الذي إستشهد في اليمن وهو يدافع إلى جانب إخوانه من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي عن الأمن والاستقرار وعودة الشرعية إلى اليمن .وعبر المتحدث الرسمي عن خالص العزاء لدولة قطر ولأسرة وأقارب الشهيد البطل الجندي محمد حامد سائلاً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان . دعم قطر الإغاثي والعسكري متواصل لليمنيين في المناطق المتضررة من الحرب والأعاصير وأشاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة راجح بادي في تصريحات ل "الشرق" بالمواقف التاريخية والنبيلة لدولة قطر من خلال وقوفها إلى جانب أبناء الشعب اليمني في مثل هذه الظروف الاستثنائية وتقديم الدعم والمساندة للتغلب على الأوضاع المأساوية جراء أعمال الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على عدد من المدن والمحافظات اليمنية .وأشار بادي إلى أن المواقف التي جسدتها دولة قطر المشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ستظل خالدة في وجدان وذاكرة كافة اليمنيين .كما أكد أن اختلاط الدم القطري بالتراب اليمني يؤكد على عمق العلاقات التاريخية والأخوية والمصالح المشتركة بين اليمن ودول التحالف العربي والتي سجلت موقفاً مشرفاً في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار اليمن بعد أن تمادت عصابات الشر والانقلاب بقتل المدنيين الأبرياء ودمرت البنى التحتية لفرض سياسة دخيلة على مجتمعنا اليمني خدمة منها لأطراف خارجية.وقال إن اليمنيين يذكرون المواقف الإنسانية والسياسية التاريخية لدولة قطر تجاه اليمن، وإن قطر لم تتخل في يوم من الأيام عن اليمن. وإن قطر كانت من أكثر الدول التي شعر المواطن اليمني أنها بجواره في كافة الأزمات التي تعرض لها اليمن وأن هذه المواقف سواء لسمو الأمير أو لسمو الأمير الوالد لن ينساها اليمنيون وستكون خالدة في وجدانهم وذاكرتهم يحملونها لأشقائهم في قطر .وأكد الحرص على العلاقات مع قطر في كافة المجالات مشددا على أن السياسة الخارجية القطرية لايهمها إلا أمن واستقرار ووحدة اليمن، منوها بدعم قطر في الجوانب الإغاثية والعسكرية وأن المواطن داخل المناطق اليمنية المتضررة من الحرب أو المنكوبة من الأعاصير التي ضربت اليمن يجد المساعدات الإنسانية والدوائية من الأشقاء في قطر ودائما قطر هي من أوائل المبادرين لململة الجرح اليمني . وعلى الصعيد السياسي قال راجح بادي إن الحكومة تدرك مسؤولياتها الوطنية عن كل المواطنين في مختلف المحافظات، وإن جهودها حثيثة للوصول إلى سلام يحقن الدماء في أقرب وقت ممكن، إلا أن تعنت الانقلابيين يحملهم المسؤولية الكاملة عن القتل والدمار الذي حل بهذا الوطن وأبنائه جميعا . ندرك مسؤوليتنا الوطنية وحريصون على المفاوضات وإنهاء الحرب التي فرضت علينا وقال إننا مستعدون للسلام وحريصون على إنجاح المفاوضات المزمع إجراؤها تحت إشراف الأمانة العامة للأمم المتحدة ومبعوثها الأممي السيد إسماعيل ولد الشيخ وإن هذه الحرب ظالمة فرضت علينا من قبل ميليشيات الحوثي وصالح وإننا نقوم بالدفاع عن النفس وإنهم إذا أرادوا السلام فعليهم أن يوقفوا الاعتداء فهم من قاموا بالاعتداء على تعز وعلى عدن وعلى الضالع وعلى البيضاء .وقال إن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 هو السبيل الأمثل والأوحد لإحلال السلام الدائم في اليمن وأن المشاورات التي ستجري ليست للبحث عن حل ولكن لكيفية تنفيذ الحل المتمثل في البنود الأربعة والعشرين للقرار 2216 وتنفيذها كمنظمة متكاملة شاملة دون اجتزاء.

أكدا والدا الشهيد محمد حامد سليمان، الذي أعلنت القوات المسلحة القطرية استشهاده اليوم أثناء تأدية الواجب ضمن قوات التحالف العربية المشاركة في عملية اعادة الأمل في اليمن، أن ابنهما فداء لقطر وشعبها وأميرها، وأنهم مستعدون تقديم "الغالي والنفيس لهذه الأرض الطيبة ". وروى السيد حامد سليمان أبو الشهيد لـ "بوابة الشرق" تفاصيل تلقيه خبر شهادة نجله، قائلا : اتصل بي أحد الضباط وقال لي " أبشر يا أبا الشهيد أبشر يا أبا البطل "، وعندها أعطاني الله القوة والصبر وتمالكت أعصابي، لأني أدركت بأن ابني استشهد وارتقى جسده الطاهر للقاء ربه شهيدا بطلا فداء لقطر ولأرض قطر. وأضاف " ابني فداء لقطر وشعبها وأميرها، ونحن مستعدون أن نقدم الغالي والنفيس لهذه الأرض الطيبة التي قدمت لنا الكثير". وتابع قائلا : " ابني الشهيد كان يحمل في داخله عزيمة قوية ومعنويات عالية ومرتفعة قبل الذهاب مع رفاقه الجنود في الجيش القطري للقتال في سبيل العقيدة والأمة الإسلامية"، موضحاً بأن أبنه كان يقول له من أرض المعركة " إننا في أرض القتال مستعدين أن نرمي أعدائنا بالحجر إذا دعا الداعي لذلك، ولن نسمح لهم بأن يتقدموا أو ينتصروا علينا لأننا نحن الحق والله معنا " . وأوضح السيد حامد سلمان أن الشهيد محمد من مواليد مسيعيد 12/7/1987 وكان على وشك أن يتزوج في الفترة القادمة ولكن نداء الوطن كان بالنسبة له أهم وأسمى، مضيفاً أن محمد كان يعشق الرياضة ويلعب في نادي الريان ألعاب قوى وقد حصل على عدد كبير من الميداليات الذهبية في مسيرته الرياضية، وكان يعشق السفر والمغامرات، بالإضافة لهوايات متعددة كالقراءة والرسم، مؤكداً بأن الشهيد كان محبوباً جداً من أصدقائة وأقاربه لأنه كان يحترم الجميع ويعطف على الصغير والكل في منطقتنا كان يحترمه ويحبه. وقالت أم الشهيد أن أول كلمة تلفظت بها عند ما سمعت بالخبر، " إنا لله وإن إليه راجعون " ، موضحة بان ابنها الشهيد كان دائما على تواصل معها، وكان يبلغها كل ما يحدث معه بالتفاصيل، وكان يحدثها عن العزيمة التي يتمتع بها هو ورفاقه الجنود المرابطين على الجبهة. وأكدت أم الشهيد أنها تشعر بالفخر والعزة لاستشهاد ابنها في سبيل الله وفي سبيل عزة المسلمين، وقالت "أنا مستعدة الآن لو طلب مني القتال فسأذهب وأقاتل في سبيل قطر التي ضمتنا وحمتنا وقدمت لنا الحياة الكريمة، فروحنا فداء لها وأبنائي كلهم فداء لها"، موجهة كلمة لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "أنني يا سمو الأمير أحبك في الله وروحي فداك وفدا الوطن". الجندي القطري الشهيد محمد حامد سليمان ومن جانبهم قال أخوات الشهيد أن محمد كان كل شيء جميل في حياتنا وكان نعم الأخ والصديق فقد كان حنون علينا ولطيف على كل من حوله. ويصل جثمان الشهيد محمد غداً إلى أرض الوطن ومن ثم سيتم دفنه في مدافن أم مسيمير بحضور عدد كبير من الأقارب والأصدقاء.