الإبداع لا يتولد إلا بالانسجام داخل بيئة العمل توظيف اللغة كان التحدي الأبرز لأعمالي ترجمة "قطعة من السلام" بالعربية وإصداره قريبًا للمرة الثانية، تطل الكاتبة الدكتورة شروق المالكي، على المتلقين بكتاب جديد، وباللغة نفسها التي كتبت بها مؤلفها الأول، وهي اللغة الإنجليزية، ليضاف الكتاب الجديد "قصة خليتين"، إلى الأول "قطعة من السلام". وحول سر كتابتها، بلغة غير اللغة الأم، التقت "الشرق" د.شروق المالكي، للوقوف على هذا الأمر، علاوة على سر انحيازها لمزج الإدارة بلغة أدبية، في كتابها الأخير، علاوة على جوانب أخرى، جاءت في الحوار التالي: في كتابك الأخير، هل يمكن القول إن لغة الإدارة كانت هي الغالبة على إبداعاتك؟ بلا شك، فالإدارة هي النواة الأولى التي لمستها عمليًا ووجدت فيها نقاط القوة والضعف، وكيفية معالجة العثرات التي قد تسبب ضعف الإدارة أو سلبياتها أو كيفية الاستفادة من الإيجابيات التي قد تكون موجودة دون استثماراتها، وهذا هو الذي حفزني على أن اتخذ قرار التخصص في علم النفس الإداري. ومنه ركزت على العمل في تعزيز مفهوم الإدارة وترجمة ما ولدت في من أفكار على أسس علمية وعملية. ولعلنا نجزم بأن بيئة العمل الصحية والقيم المؤسسية هما العاملان الرئيسين في زيادة إنتاجية المؤسسة والعكس صحيح. رؤية قطر وإلى أي حد أفادتك الإدارة في توظيف مفرداتك؟ الإبداع لا يأتي إلا بوجود حب للعمل الذي تقوم به، فإن لم تكن راغبًا في عمل ما فلن تبدع فيه. لذا فإن الإبداع لا يتولد إلا بوجود حب الشيء أولا، ثم الإيمان برؤيته ورسالته وأهدافه والحلم على تحقيقها بكل إصرار وعزيمة. لذلك من المهم الاهتمام بخلق بيئة عمل ناجحة في الإدارة، وأن تكون قائمة على استثمار كثير من الطاقة الموجودة لدينا، والتي قد تكون غائبة عن أذهاننا وهي بحاجه فقط وبكل بساطة إلى توظيف الإدارة بشكل سلمي، فبناء الموظف يشمل كذلك بناء ذلك الفرد الذي هو أب أو أم أو أخ أو أخت أو ابن أو ابنة أو صديق أو صديقة في الوقت ذاته، وذلك يعد صميم الاستثمار في العنصر البشري بما يحقق رؤية قطر 2030. إشارات إدارية ما الإشارات التي حملها كتابك الأخير "قصة خليتين"؟ الكتاب تناول قصة خليتين رؤيةً جديدةً في مجال التطوير المؤسسي من ناحية التآلف بين الموظفين والقيم المؤسسية، وقد اخترت سرد الحكاية بأسلوب رمزي يرمز إلى بيئة العمل اليومية في مؤسسات العمل بأسلوب شائق. وتحاكي هذه القصة كل مسؤول في المؤسسات حول كيفية زيادة إنتاجية المؤسسة عن طريق واقع إشراك الموظفين في آلية العمل وكذلك الثبات على القيم المؤسسية التي بنيت لبيئة العمل. كما تقدم أيضًا التدابير الفنية لإدارة ثقافة العمل في المنظمة، وتسليط الضوء حول كيفية تغيير الأشياء حولنا من خلال خلق ثقافة المشاركة في العمل التي تحقق الرضا والإخلاص والأرباح التي تسعى المؤسسة للوصول إليها. وما دور الكاتب العالمي جيستر ألتون في هذا العمل؟ الكتاب حظي بدعم من قبل الكاتب العالمي جيستر ألتون مؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا "مبدأ الجزرة"، وكان له أكبر الأثر في تقديم العمل الذي يبدأ بقصة خليتي نحل، بعدما وقع على اختيارها لتكون فكرة توضح كيف يمكن أن نصبح قادة أفضل، إذ تساعد هذه القصة الماتعة على تقييم الموظفين بطريقه إيجابية ومثيرة ومحفزة للتفكير. مخرجات "قصة خليتين" وما المخرجات التي يمكن أن تعود على القارئ جراء هذا الكتاب؟ القصة تبين احتياجات المنظمة لمستوى عال من كسب ولاء الموظف نفسه والذي يكون ولائه وجداني نحو المنظمة وأهدافها، وولاؤه يعني مدى اهتمامه بالعمل، فالهدف من العمل لا يعني الحصول على المال أو الترقية، ولكن هو لمصلحة المنظمة والعاملين بها. إضافة إلى ذلك، فإن مشاركة الموظف لها أهمية كبيرة، إذ إن العمل الذي يشغله الموظفون النشطاء يؤدي إلى الحصول على أرباح عالية بما ينعكس على مصلحة المؤسسة أو المنظومة الوظيفية، حيث توصل الباحثون بعد إجراء العديد من الدراسات إلى أن العمل مع الموظفين الأكثر التزامًا سيعود بإنتاجية وإيرادات أكبر للمساهمين، وعليه يتفوق الموظفون الأكثر ألفة بكونهم يتحلون بالثقة في إدارة المنظمة أكثر من الأقل ألفة نحو بيئة العمل. وتعلمنا القصة أيضًا كيفية التحدي لمواجهة مصاعب الحياة المؤسسية والارتقاء لبيئة عمل أفضل، ولن أكمل حتى لا أفسد على القارئ متعة الوصول للنتائج والمفاجآت في القصة التي حملتها طيات الكتاب. الإدارة بأسلوب أدبي برأيك هل تناول الإدارة بأسلوب أدبي غير اللغه الأم كان بمثابة تحدٍ لك؟ لم يكن التحدي مرتبط باللغة، لأن اللغه يمكن لأي انسان تعلمها، وإنما التحدي هو كيفية توظيف هذه اللغة بحيث تكون لغة تعبرعما يلج في ذهنك ، التحدي هو أن تحاول أن تكوّن أفكاراً فرضيتها تنجح بحيث تصبح نظرية في يوم ما، وكذلك التحدي هو أن تدخل عالم معين من منظوره الغائب وتجد الجديد فيه هذا ما حاولت وأحاول الوصول إليه، وأتمنى أن أكون قد وفقت فيه.

شهد جناح "دار الشرق" بالمعرض توقيع الكاتبة الدكتورة شروق المالكي كتابها الثاني باللغة الإنجليزية، والمعنون "ATALE OF TWO BEEHIVES"، وترجمته بالعربية "قصة خليتين". وقالت المؤلفة إن الكتاب يدور حول شخصية "نحلة"، تدعى "آدم"، وهو الاسم المتداول عربياً وغربياً. لافتة إلى أن هذه "النحلة تمثل موظفا يتنقل بين مؤسسات مختلفة، ويواجه فيها العديد من الجوانب الإيجابية، والأخرى السلبية". وخلال تنقلاته هذه، يواجه آدم بجملة من التحديات، والتي تتعامل معها الكاتبة، بحلول تراها مجانية عبر مؤلفها، والذي تنطلق في رؤيتها من إصداره إلى ضرورة الحفاظ على القيم المؤسسية. وحول الرسالة التي يحملها الكتاب. ردت د. شروق المالكي بأنها رسائل إدارية بالأساس، "كون الإدارة عالما مفتوحا، لغته السائدة هي الإنجليزية"، ولذلك اختارت إصدار مؤلفها بهذه اللغة، ولكونها المتداولة في عالم الأعمال والإدارة. ولفتت إلى أن الفئة المستهدفة من كتابها هم المدراء والتنفيذيون، "لأن قيمة العمل المؤسسي وقواعده، تبدأ عادة من الأعلى، مما يجعل المدراء هم من يقومون بوضع الخطط والإستراتيجيات".