قالت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الجمعة، إن استمرار العدوان من قبل روسيا سيدفع حلف شمال الأطلسي للرد إضافة لتواجد أكبر في شرق أوروبا. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض "ما نريد أن نوضحه هو أنه إذا واصلت روسيا هذا النوع من السلوك العدائي، فسيكون هناك رد وسيكون هناك وجود أكبر في شرق أوروبا". وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو "سنقوم بكل ما هو ضروري للدفاع عن الحلف وأعضائه من دول شرق أوروبا".

أكد وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين، أن بلاده تريد الحصول على ضمانات خلال القمة التي يعقدها الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، بأنها مرشحة مناسبة لعضوية الاتحاد، وأن مواطنيها سيمكنهم السفر بحرية دون استصدار تأشيرات إلى دول الاتحاد العام المقبل. ويجتمع مسؤولون من الاتحاد ومن الدول الأعضاء مع 6 دول في شرق أوروبا من بينها أوكرانيا في ريجا عاصمة لاتفيا اليوم الخميس، وغدا الجمعة، وسيتصدر جدول الأعمال الحل السياسي للصراع الدائر في أوكرانيا، ووافق الاتحاد الأوروبي بالفعل على اتفاق للتجارة الحرة مع أوكرانيا ينفذ من العام القادم. وقال وزير الخارجية الأوكراني للصحيفة الألمانية دي فيلت "نريد الآن ضمانات ملموسة في ريجا بأن اوكرانيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي مستقبلا، ولديها الفرصة لان تكون مرشحة للانضمام مستقبلا". وأضاف كليمكين "نريد أن نرى الضوء في نهاية النفق"، وقال إن بلاده تنتظر أيضا الحصول على التزام في القمة بأن يتمتع مواطنوها بحرية السفر إلى الدول الأعضاء اعتبارا من العام القادم.

قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن بريطانيا سترسل ألف جندي إضافي للمشاركة في مناورات في شرق أوروبا هذا العام في إطار جهود طمأنة حلفائها في حلف شمال الأطلسي. وأثارت الحرب في أوكرانيا، قلق بعض جيران روسيا الآخرين الذين يسعون إلى الحصول على ضمانات أكبر لدفاعهم من حلف شمال الأطلسي. وقال كاميرون، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بعد لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن "روسيا اختارت تمزيق كتاب القانون الدولي وأن تدوس على شؤون دولة ذات سيادة، لا يمكننا تجاهل ذلك. "سنسهم بألف جندي إضافي للمناورات في شرق أوروبا هذا العام". وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، إن هذا سيؤدي إلى رفع إسهام بريطانيا المزمع خلال 2015 لأكثر من 3200 فرد، وسيشمل هذا مناورات في دول البلطيق وألمانيا ورومانيا، في حين سيشارك نحو ألف جندي في مناورة ضخمة في بولندا في سبتمبر المقبل. وقالت الوزارة، إن البحرية الملكية سترسل قوة عمل إلى البلطيق في وقت لاحق من العام الجاري من أجل مناورة بحرية.

وصلت قوات أمريكية، اليوم السبت، إلى ليتوانيا ضمن مجموعة من 600 عنصر أرسلوا إلى المنطقة لطمأنة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي وسط تصعيد الأزمة في أوكرانيا. ورحبت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايت بالقوات الأمريكية معتبرة أنها "إجراء للردع" في المنطقة حيث يسود القلق إزاء دور روسيا في أوكرانيا. وقالت غريبوسكايت، في تصريحات للصحفيين، "في مثل هذه الأوضاع نعلم من هم أصدقاؤنا الحقيقيون وأنهم أتوا للمساعدة"، وذلك بعد وصول قرابة 150 عنصرا من اللواء ال173 المجوقل إلى قاعدة سيولياي الجوية. وأضافت "إذا أصيب أي من ضيوفنا بجروح فهذا معناه مواجهة مفتوحة ليس مع ليتوانيا بل مع الولايات المتحدة". ومن المفترض أن تشارك القوات الأمريكية في مجموعة من المناورات خلال العام الجاري، بحسب وزارة الدفاع الليتوانية. ووصلت مجموعة أخرى من الجنود الأمريكيين إلى بولندا، الأربعاء الماضي، وإلى لاتفيا، الجمعة الماضي، ومن المفترض أن تصل مجموعة من 150 عنصرا من الجيش الأمريكي إلى استونيا، بعد غد. وكانت واشنطن أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنها سترسل 600 جندي إلى المنطقة لتعزيز انتشارها وطمأنة شركائها في الحلف الأطلسي.

قالت دراسة سنوية شاملة إن التسلل الإلكتروني لأغراض التجسس، يتزايد بشكل حاد، فيما تلعب جماعات وحكومات من شرق أوروبا دورا متناميا. وقالت شركة فيريزون للاتصالات في تقريرها السنوي عن سرقة البيانات، إن التسلل بهدف التجسس في عام 2013، يعود إلى مقيمين في الصين وغيرها من دول شرق آسيا بنسبة 49%، لكن دولا في شرق أوروبا لا سيما الدول الناطقة باللغة الروسية، يعتقد أنها كانت وراء 21% من الانتهاكات. وقال التقرير إن نحو 25% من حوادث التجسس، لم يتسن إرجاعها إلى أي متسللين بأية دولة. وأرجع محققون من فيريزون وشركتي مكافي وكاسبرسكي وشركات خاصة أخرى ووكالات عامة، 11% من هجمات التجسس إلى جرائم منظمة، و87% إلى حكومات. وفي بعض الحالات كانت العصابات الإجرامية ربما تتطلع إلى بيع ما عثرت عليه إلى حكومات أو منافسين للضحايا.

يعتزم حلف شمال الأطلسي (الناتو) تعزيز وجوده العسكري، في دوله الأعضاء الواقعة شرق أوروبا، على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال الأمين العام للحلف أنديرس فوج راسموسن اليوم الأربعاء في بروكسل، إنه سيجرى الاستعانة بمزيد من الطائرات والسفن وإرسال جنود أيضا. وفي شأن متصل، أعلن الحلف إنه سينشر قوات جوية وبحرية وبرية إضافية في غرب أوروبا، ردا على تأزم الأوضاع في أوكرانيا. وبعد اجتماع لسفراء الدول الأعضاء الـ28 في بروكسل قال راسموسن: "اتفقنا اليوم على حزمة من الإجراءات العسكرية"، مضيفا: "ستكون لدينا طائرات أكثر وسفن أكثر واستعدادات أكثر على الأرض"، كما سيتم "تعزيز ومراجعة" خطط الحلف الدفاعية.