تنطلق الأحد المقبل فعاليات الدورة الثانية لمهرجان المسرح الجامعي شبابنا على المسرح، والذي ينظمه مركز شؤون المسرح، برعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة. ويشهد المهرجان، عرض مسرحية مختل عقليا، التي تناقش عددا من القضايا الشبابية ذات الرسائل التوعوية، حيث يواصل فريق كلية المجتمع، عمل البروفات النهائية للمسرحية استعدادا لعرضها الاثنين المقبل، على خشبة مسرح قطر الوطني. قام بتأليف المسرحية الكاتب إبراهيم لاري، إخراج مريم المالكي، وتمثيل كل من عبدالرحمن المنصوري، كلثم المناعي، هيا الصالحي، العنود الخوري، عيسى الخزاعي، إلى جانب إبراهيم لاري، وسيشرف على العرض المسرحي د. سعيد الناجي، عضو هيئة التدريس بكلية المجتمع. تدور أحداث المسرحية في قالب ينتمي إلى المسرح التجريبي، حيث يقدم فريق كلية المجتمع محاكاة لمجموعة من الفنانين الذين يهتمون بتقديم عمل مسرحي يحمل الكثير من الرسائل التوعوية للجمهور، ولكن يتوقف هؤلاء المسرحيون عن العمل وغاصوا في منطقة الاستسلام بسبب تدخل المخرج المباشر دائما في العمل، والذي يمثل السلطة على العرض، بما يحمل من سلطة أخرى لا ترحب بأفكار الشباب الجديدة ويطلب منهم تقديم أشياء أخرى حتى يتوقف الممثلون عن الأداء وبالتالي تتوقف الأهداف التوعوية للجمهور. وأوضح الكاتب إبراهيم لاري، أن المسرحية مأخوذة عن رواية له تحمل اسم ظل آخر سيغطيني، حيث يتناول العرض المسرحي مجموعة من الرسائل التي توضح للشباب السلبيات الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كانت كتبت بطريقة غير مباشرة في إطار من التجريب المسرحي. وعن فريق العمل في المسرحية، قال إن مخرجة العمل مريم المالكي خريجة قسم الفنون المسرحية بكلية المجتمع وتعد هذه التجربة الإخراجية الأولى بالنسبة لها، وقال: أغلب الشباب لهم تجارب مسرحية وشاركوا في مسرحية الأطفال حلاق الأشجار ولكن في هذا العرض نقدم الزميل عيسى الخزاعي في أول تجربة له على المسرح حيث نحرص كفريق على ثقل الموهبة بالدراسة الأكاديمية، ولذا نرى الحرص من قسم الفنون المسرحية على نقل التجارب المسرحية ومعايشتها وممارسة الفعل المسرحي وليس مجرد نظريات فقط. وأضاف إن الفريق الذي ينتمي للقسم يتوافر فيه الاستعداد الجيد للعمل المسرحي لأنه يجمع بين الجانب النظري بالكلية والتطبيقي في ممارسات عملية بالمسرح، موضحا أن الفريق بدأ في الاستعداد وإجراء البروفات منذ شهر فبراير الماضي، معرباً عن شكر الفريق لمركز شؤون المسرح الذي دعم الفريق وحرص على أن يكون التدريب والبروفات وسط إجراءات احترازية وبحضور محدود كما شكر فرقة الدوحة المسرحية التي وفرت للفريق مقرا للتدريب في البداية، وقال كل هذا يجعلنا نخوض مهرجان المسرح الجامعي برؤية جديدة واستعداد للمنافسة وتقديم عرض ينال إعجاب الجمهور. وتتنافس خلال هذه الدورة التي تحمل اسم الفنان الراحل موسى عبدالرحمن، أربعة عروض مسرحية، من تأليف وإخراج طلاب كل من جامعة قطر الذين يشاركون بعرضين إلى جانب عرض لطلاب كلية شمال الأطلنطي، وعرض طلاب كلية المجتمع.

د. حنان قصاب: المهرجان نواة لتأسيس مسرح قائم على المعرفة والخبرة أحمد المفتاح: ينبغي للجامعات القطرية تبني المواهب المسرحية الرشيد أحمد عيسى: المهرجان يخلق بيئة مسرحية جديدة للواقع الثقافي الجامعي شعيل الكواري: أتمنى الاهتمام بالقضايا الإنسانية الملحة أشاد فنانون ونقاد مسرحيون بالعروض المسرحية التي تقدم في مهرجان المسرح الجامعي، مؤكدين أنها تتميز بأداء مسرحي مبهر لفنانين شباب استطاعوا أن يتعاملوا بذكاء مع مختلف عناصر وتقنيات العرض المسرحي. وأشار هؤلاء خلال حديثهم لـالشرق إلى أن المهرجان الذي يحمل شعار (شبابنا على المسرح) دورة الفنان الراحل عبد العزيز جاسم، يؤسس لحركة مسرحية جديدة تزخر بمواهب فنية واعدة وإمكانيات شبابية قوية . واعتبرت الدكتورة حنان قصاب عضو لجنة تحكيم مهرجان المسرح الجامعي الأول ، المهرجان حالة صحية جيدة لأنه يشكل نواة لتأسيس مسرح قائم على المعرفة والخبرة، وأضافت قائلة: رغم أن المهرجان الذي يستقطب شبابا جامعيين ليسوا مؤهلين لأن يكونوا ممثلين مسرحيين، إلا أننا شاهدنا مستويات جيدة من الأداء المسرحي لهؤلاء الفنانين الذين تعاملوا بذكاء مع عناصر العرض، بالإضافة إلى استغنائهم عن الديكور المبهر، والأزياء المكلفة ، والاكتفاء بالحركة والكلمة ، معربة عن سعادتها بالعروض التي قدمت على خشبة المسرح . وأشارت د. قصاب أن المسرح الذي يؤسس لحركة مسرحية جديدة بمواهب وامكانيات شبابية قوية ، ويترافق معه اطلاق موسم مسرحي وندوات تدور حول الاعمال المسرحية، سيساعد في جلب الجمهور للمسرح بعدما شهد هذا الفن احجاما في الآونة الاخيرة. نجاح المهرجان من جهته، أعرب الفنان أحمد المفتاح عن سعادته بإطلاق النسخة الأولى من مهرجان المسرح الجامعي في مثل هذا الوقت ، واستقطابه لهذا العدد من الفرق الطلابية الجامعية، بالإضافة إلى استضافته عرضا من سلطنة عمان ، وهو ما اعتبره نجاحا للمهرجان الذي كان مجرد أمنية تراود الكثير من الفنانين المسرحيين، والحمد لله قد تحققت اليوم. وأضاف أن الكرة الآن في ملعب الجامعات القطرية التي يقع على عاتقها تبني المواهب المسرحية ، ويتعهدوا صقلها بالخطط والبرامج السنوية التي ينبغي أن تشتمل على دورات وورش عمل ، واقامة مهرجانات اخرى محلية في إطار مبادرات جامعية ، مؤكدا أهمية الاستمرار في هذا الجانب والتجويد في العروض المسرحية. وأعرب المفتاح عن تمنياته بأن تتميز النسخ القادمة بمشاركة محلية ودولية ، أوسع وأكبر ، وأن يرافقها زخم اعلامي ، وأن تنطلق العروض من المسرح الجامعي إلى مسرح قطر الوطني ، لتحصل على بطاقة تعريف جيدة لهذا المهرجان ، ويكون له جمهوره ومشاهديه ، وأعمال ذات مستوى درامي وفني وتقني أفضل ، حتى يصل العمل المسرحي إلى المدى الذي يستحقه. بيئة مسرحية جديدة من جانبه، قال الفنان الرشيد أحمد عيسى إن مهرجان المسرح الجامعي هو منصة لاكتشاف المواهب وتقديم رؤى وأحلام وتطلعات هؤلاء الشباب الذين يمثلون النسبة الأكبر في وطننا العربي، لافتا إلى أن العروض المسرحية التي تقدم في المهرجان تعبر عن رؤى الشباب للواقع العربي ، مؤكدا أن الدوحة أصبحت منارة ثقافية تقدم كل الدعم للطاقات الشبابية في المؤسسات التعليمية التي تستقطب طلابا من مختلف أنحاء العالم ، وهو ما يسهم في إثراء المشهد الثقافي القطري وأضاف قائلا: الانطلاقة بدأت قوية جدا بأساليب تجريبية جديدة ، حيث شاهدنا عروضا تحمل ملامح فنية متنوعة لمسرح ينحو لأن يكون تفاعيلاً وتشاركياً، مؤكدا أن المسرح الجامعي سيساهم في توعية المشاهد العربي الذي يعول على الجيل الجديد بعملية التغيير، معربا عن اعتقاده بأن المنصة الجديدة والمهمة التي يشكلها المهرجان ستساهم في تغيير المناخ المسرحي وترفد الحركة المسرحية بالعديد من المواهب وتنشر الثقافة المسرحية في الأوساط الجامعية ، وتخلق بيئة ثقافية مسرحية جديدة في الواقع الثقافي الجامعي. قضايا إنسانية أما الفنان المسرحي شعيل الكواري فوصف مهرجان المسرح الجامعي الأول بأنه تظاهرة فنية ومسرحية رائعة افتقدها الوسط المسرحي منذ عام 2017 ، متمنيا استمرار هذا الملتقى واستعادة مهرجان المسرح الشبابي ، وأن تترافق هذه العودة مع اطلاق مسرح للطفل . وأشاد الكواري بما تميز به المهرجان من تنظيم وإعداد وإدارة ومواكبة إعلامية واستقطابه لنقاد من مختلف الوطن العربي، بالإضافة إلى ما يتميز به مسرح كلية شمال الأطلنطي من مواصفات فنية عالية، متمنيا أن تبتعد النصوص عن المعالجة السياسية للواقع العربي، وتهتم التجارب المسرحية الجديدة للفرق الجامعية بالبعد الاخراجي والأداء الحركي، وأن تناقش نصوصها القضايا الانسانية الملحة بالإضافة إلى الاهتمام الذي يضيء جوانب متنوعة من تراثنا المحلي والعربي.

انطلاقة حديثة ترفد الحركة المسرحية بإبداعات فنية شابة خمسة عروض مسرحية قطرية وعرض مستضاف من سلطنة عمان يشهد مسرح كلية شمال الأطلنطي غدا، انطلاق مهرجان المسرح الجامعي الأول تحت عنوان (شبابنا على المسرح) دورة الفنان الراحل عبدالعزيز جاسم، برعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، بالتزامن مع الموعد السنوي للاحتفال باليوم العالمي للمسرح، حيث يتضمن المهرجان ستة عروض مسرحية تقدمها فرق جامعية قطرية بينها عرض مسرحي مستضاف من سلطنة عمان. ويشكل الحدث الثقافي انطلاقة حديثة للمسرح الجامعي، مع حضور كثيف للجانب النسائي، من شأنه رفد الحركة المسرحية بمواهب فنية مسرحية شابة تنهض بالمسرح القطري، بالإضافة إلى نشر الوعي الثقافي والمعرفة المسرحية واحداث حراك ثقافي وابداعي في المحيط الجامعي. ومن المتوقع أن تطرح العروض المسرحية في المهرجان قضايا الشباب ومشكلاته، وفق رؤية تعكس الانتماء لقيم المجتمع، والارتقاء بالذوق الفني لطلاب الجامعات وتنمية قدراتهم في الخيال والتفكير، بهدف إحداث حراك ثقافي وابداعي في المحيط الجامعي، إلى جانب تحسين البيئة الجامعية وتطويرها على الاهتمام بالفنون باعتبارها أهم الوسائل في تنمية الانسان وترقيته. من جهة أخرى، أجرت الفرق المسرحية الجامعية بروفاتها النهائية استعدادا لتقديم عروضها المسرحية على خشبة مسرح كلية شمال الأطلنطي، حيث يفتتح المهرجان بالعرض المسرحي (22 بوصة) يقدمه فريق جامعة قطر غدا، فيما يقدم فريق معهد الدوحة للدراسات العليا، العرض المسرحي (بالتاء المربوطة) يوم الجمعة القادم، يليه عرض مسرحي مستضاف (المتراشقون) من تأليف الفنان غانم السليطي لفرقة كلية التقنيات العليا بسلطنة عمان يوم 23 مارس، فيما تشارك كلية المجتمع بعرض مسرحي بعنوان (نزهة في ميدان المعركة) يقدم يوم 24 مارس، أما كلية شمال الاطلنطي فتشارك بعرض يحمل عنوان (عابر سبيل) يوم 25 مارس، لتختتم العروض 26 مارس بمسرحية (شباب ولكن)، كما تعقد الندوات التطبيقية والمحاضرات بالقاعة رقم (2) بكلية شمال الاطلنطي، بمشاركة مجموعة من الفنانين والباحثين والمتخصصين بشؤون المسرح يدير ندوة اليوم عبد الله عبد الرسول ويعقب عليها د. حنان قصاب، أما ندوة اليوم الثاني فيديرها الفنان سعد بورشيد والمعقب د. سعيد ناجي، فيما يشهد اليوم الثالث محاضرة حول صناعة المسرحية القطرية يقدمها الفنان غانم السليطي، ليتواصل اليوم الرابع بندوة تطبيقية يديرها سعود الشمري والمعقب الطاهر الطويل، فيما يدير الندوة الرابعة الاعلامي صالح غريب والمعقب يوسف بعلوج، لتختتم بندوة يديرها ماجد العوفي والمعقب د. مرزوق بشير. ويستعد فريق عمل مسرحية 22 بوصة لتقديم العرض على خشبة مسرح كلية شمال الاطلنطي، ويتألف فريق العمل من المؤلفة والمخرجة إيمان المري ومخرج منفذ سائد أبوعفيفة، مسؤول الديكور محمد السعدي، الأزياء والجرافيك عبد الرحمن بهلول، تأليف واختيار كلمات الأغاني سائد أبو عفيفة، أزهار أبو الحسن، وإضاءة أحمد البشير، وتمثيل كوكبة من الفنانين الشباب. وتناقش مسرحية (22 بوصة) قضايا العالم العربي ورفع الوعي بهمومه، من خلال طرح عدد من الأفكار والرسائل، يتم تناولها من خلال الواقع والأحداث اليوميّة، وذلك بطريقة بسيطة ساخرة.