رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
سوبيا رحمان لـ الشرق: الاستخدام المفرط للإنترنت وراء تراجع الإبداع

قالت سوبيا رحمان، أخصائية علم النفس في وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر إن الإنسان المعاصر يعيش حياة شديدة الاتصال بالإنترنت وفي بيئة بالغة التعقيد ومليئة بالضغوط، حيث يستقبل الدماغ البشري يوميًا كما هائلا من المعلومات والبيانات السريعة، بحيث يصعب تمييز المهم منها والثانوي. وأضافت قائلة: باغتتنا الجائحة وتبعاتها بكل ما تحمله من ضغوط جسدية ونفسية، فبتنا نعيش في حالة من التوتر والقلق والإرهاق الشديد طوال الوقت، مما يؤثر بشكل سلبي على صحتنا الجسدية والنفسية. وفي السياق تشير دراسة بحثية أجرتها شركة مايكروسوفت أن فترة انتباه الدماغ البشري قد أصبحت أقصر بمرور السنين، حيث انخفضت من 12 ثانية إلى 8 ثوانٍ من عام 2000 إلى عام 2015، ويعود ذلك إلى عدة أسباب أهمها التكنولوجيا والإنترنت. وسلطت سوبيا الضوء على تأثير الواقع التكنولوجي والاتصال الدائم بالإنترنت على انتباهنا وإبداعنا ورفاهنا النفسي، وتستشهد بما قالته عالمة النفس الشهيرة عالميًا ميهالي تشيكسينتميهالي، بأن عقولنا محاطة دائمًا بما يقرب من مليوني معلومة في الثانية، لكن أنظمتنا العصبية يمكنها فقط معالجة حوالي 134 معلومة فقط في الثانية الواحدة، فتقول: بالنظر إلى هذه المعادلة البسيطة، إذا تساءلنا كيف يمكننا أن نتعامل مع حجم وسرعة المعلومات التي نتعرض لها يوميًا، وإلى أي مدى يمكن لأدمغتنا معالجتها بالفعل؟ فالجواب هو أننا لا نتعامل مع هذا الضغط بشكل جيد. وأضافت: إذا ركزنا كل قدراتنا الإدراكية بهدف الانتباه إلى كل ما نتعرض له طوال الوقت، فسنواجه صعوبة فيما يتعلق بقدراتنا الإبداعية، وقد نعاني حتى في أداء مهام حياتنا اليومية. الإدمان وعن الاستنزاف العاطفي الذي تسببه وسائل التواصل الاجتماعي، أوضحت سوبيا أن البشر يحتاجون إلى التواصل الاجتماعي، وأن أدمغتهم تفرز هرمون الدوبامين عندما يتحقق هذا التواصل، وقد تبيّن أن ذلك هو النهج الذي صممت عليه وسائل التواصل الاجتماعي، ألا وهو إدمان استخدام هذه الوسائل من خلال الحفاظ على ارتفاع مستوى هرمون الدوبامين لدى مستخدميها. وقالت: نسعى دائمًا للحصول على هذا الشعور على حساب صحتنا النفسية، ثم عندما نخرج من ذلك العالم الافتراضي، يتحتم على أدمغتنا أن تتأقلم من جديد مع المستوى الطبيعي من الدوبامين الذي تتلقاه بدون وسائل التواصل الاجتماعي. ويؤدي هذا في كثير من الأحيان إلى أعراض تشبه أعراض الانسحاب من المواد المخدرة، وقد رأينا أمثلة كثيرة يتحول فيها الأمر إلى إدمان حقيقي يصعب معالجته. التشتت الذهني وبما أن التشتت الذهني يمكن أن يمثل تحديًا معقدًا وحتى مزمنًا لدى بعض الناس، فقد اقترحت بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في إعادة عقولنا إلى المسار الصحيح وتحسين صحتنا النفسية، مثل ممارسة تمارين التأمل يوميًا للمساعدة في فهم مشاعرنا، والتركيز على ما هو مهم، وتدريب عقولنا على التخلص من الضوضاء الإضافية، وتحديد الأهداف والقيم التي نحيا بها كل يوم، وأخذ فترات للنقاهة بعيدًا عن العالم الرقمي.

4284

| 18 فبراير 2022