أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، أنها قررت فرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب فشلها في الوفاء بشروط وضعتها الولايات المتحدة على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال في إنجلترا. وقالت السيدة هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس اليوم أنها لم تكن قادرة على تأكيد أن روسيا امتثلت للشروط، الواردة في قانون أمريكي يعود إلى العام 1991 حول الأسلحة الكيميائية. ويتيح القانون فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، بعد سلسلة أولى فرضت عليها في أغسطس الماضي. واتهمت بريطانيا ضابطين في الاستخبارات العسكرية الروسية باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك في محاولة قتل الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية في مارس الماضي. وتعرض الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا لمحاولة اغتيال بمادة سامة في مدينة سالزبوري جنوبي انجلترا في 4 مارس الماضي.. واعتبرت بريطانيا أنه تم تسميم سكريبال وابنته بمادة نوفيتشوك روسية الصنع، ووجهت اتهامات إلى موسكو بالوقوف وراء ما وصفته باستخدام السلاح الكيميائي.. ورفضت موسكو الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى أن لندن لم تقدم أي أدلة تدعم ادعاءاتها. وتسببت محاولة اغتيال سكريبال في تدهور العلاقات الدبلوماسية بين لندن وموسكو، وأدت إلى طرد بريطانيا لـ23 دبلوماسياً روسياً، وردت روسيا بطرد 23 دبلوماسياً بريطانياً.. كما قامت 18 دولة في الاتحاد الأوروبي بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس على خلفية الحادث.

دعت روسيا إلى وضع حد لما وصفته بـ الألعاب الطفولية التي عقبت محاولة تصفية العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في انجلترا وما تلاها من طرد دبلوماسيين روس من عدد من الدول الأوروبية والغربية ومن حلف شمال الأطلسي الناتو. وأوضح السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، في تصريحات اليوم، أن المدى الذي يمكن أن تبلغه الخلافات بين بلاده والعواصم الأوروبية والغربية التي قامت بطرد دبلوماسيين روس على خلفية أزمة سكريبال لا يعتمد على موسكو، مبيناً أنه في قواعد الدبلوماسية، يوجد مبدأ المعاملة بالمثل الذي مازال سارياً لدى الإدارة الروسية التي تعمل به باستمرار. ودعا الدول الغربية إلى وضع حد وإنهاء ما وصفه بـ الألعاب الطفولية على خلفية أزمة تسميم سكريبال، مشيراً إلى أن موسكو لا تريد الحذو حذوهم بلعب مثل هذه الألعاب الطفولية، لكن في الوقت الراهن شركاءها ينتهجون خصيصا هذا النهج. ووصف لافروف الوضع العام الذي تتسم به العلاقات الروسية الغربية عقب حادثة سكريبال بأنه أسوأ من الحرب الباردة، لافتاً إلى أنه كانت هنالك بعض القواعد والآداب في التعامل بين أقطاب تلك الحرب. كما قال في السياق ذاته إننا نرى اليوم شركاءنا الغربيين، وأنا أشير في المقام الأول إلى بريطانيا والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، وقد تركوا آدابهم جانباً ولجؤوا إلى أكاذيب وأخبار زائفة، مشيراً إلى أن ردود فعل موسكو على كل هذا التصعيد إلى حد الآن هادئة ومتزنة، لأنها ما زالت تصر على وجوب دعم جميع الاتهامات والادعاءات بالحقائق. وأكد السيد سيرغي لافروف أن الغرب لجؤوا لطرد الدبلوماسيين الروس في ظل غياب الحقائق، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يحد من فرص الحوار. وفي السياق ذاته، رجّح لافروف أن تكون بريطانيا وراء حادثة تسميم العميل المزدوج، مبيناً أن هذه التفسيرات توصل إليها الخبراء لاسيما بعد أن باتت حكومة لندن في موقف محرج بعد عدم تمكنها من الوفاء بوعودها أمام الناخبين بشأن شروط خروجها من الاتحاد الأوروبي. واعتبر أيضاً أن المطالبة الغربية لموسكو بالاعتراف بأن قيادتها أمرت بتسميم سكريبال، يعد أمراً مرفوضاً وغير لائق، معرباً عن استيائه لتجاهل أو رفض الجانب البريطاني كافة مطالب موسكو بشأن منح إمكانية وصول الموظفين القنصليين الروس إلى سكريبال وابنته. وذكر أن أسئلة كثيرة تحوم حول حادثة تسميم سكريبال وابنته، معتبراً أنه في حال عجز البريطانيين عن الرد عليها فذلك يعني أن الأمر كله افتراء واستفزاز فظ. يذكر أن نحو 25 دولة غربية، غالبيتها من الاتحاد الأوروبي، كانت قد أعلنت قبل أيام طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، تضامناً مع بريطانيا التي تتهم روسيا بالوقوف وراء عملية تسميم سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس الماضي في مدينة سالزبري بجنوب غربي انجلترا باستخدام غاز الأعصاب، وهو ما تنفيه موسكو بشدة.

أعلنت لجنة التحقيق الروسية اليوم أنها أرسلت طلباً رسمياً إلى بريطانيا للحصول منها على مساعدة قانونية في القضية الجنائية التي تتعلق بشأن حادثة تسميم يوليا ابنة العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال. وقالت السيدة سفيتلانا بيترينكو المتحدثة باسم اللجنة: أرسلنا إلى الهيئات البريطانية المختصة طلباً للحصول على الدعم القانوني اللازم في القضية الجنائية، التي فتحت للتحقيق في تسميم الروسية يوليا سكريبال في مدينة سالزبوري البريطانية. وأوضحت أن الجانب الروسي طلب من البريطانيين تنفيذ عدد من الإجراءات التي تهدف إلى تحديد ملابسات الجريمة، بالإضافة إلى تقديم نسخ من مواد التحقيق الجنائي، ونتائج فحص المكان الذي عثر فيه على يوليا سكريبال فاقدة للوعي، ونتائج فحوصاتها الطبية والتحاليل. وتم العثور على سكريبال وابنته يوليا في 4 مارس الجاري، وهما بحالة غيبوبة، على أحد المقاعد في حديقة عامة بمدينة سالزبوري إثر تسميمهما عن طريق استخدام غاز الأعصاب. يذكر أن الحكومة البريطانية اتهمت روسيا صراحة بالوقوف وراء حادثة تسميم الجاسوس المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته.. ورغم نفي روسيا المتكرر لأي تورط لها في الحادثة، إلا أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهما أكدوا تضامنهم الكامل مع بريطانيا في هذه القضية. وقد قررت الحكومة البريطانية، على إثر هذه الأزمة، طرد 23 دبلوماسياً روسياً.. وفي المقابل، ردت روسيا بطرد 23 دبلوماسياً بريطانياً، في أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ سنوات طويلة..كما قررت أكثر من 24 دولة غربية طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، تأكيداً منها على قناعتها بأن لموسكو علاقة بحادثة تسميم العميل الروسي السابق سكريبال وابنته.

أكدت روسيا اليوم أنها تعول على المنطق والحكمة السياسية للدول الأوروبية، في حال حاولت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إقناعهم باتخاذ تدابير ضد روسيا على خلفية ما يعرف بقضية سكريبال، في إشارة إلى العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال الذي تعرض هو وابنته يوليا لعملية تسميم في انجلترا، وتتهم لندن موسكو بالمسؤولية عن تنفيذ هذه العملية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، في تصريحات صحفية، على أية حال، نحن نعول على المنطق السياسي الرئيسي وحكمة نظرائنا الأوربيين في هذه القضية. وأضاف بيسكوف إننا نلاحظ استمرار الاتجاه المتشدد للجانب البريطاني، ونلاحظ باستمرار أيضا احجام بريطانيا عن التفاعل العملي في التحقيق بهذه القضية لمعرفة حقيقة من يقف وراءها. وتابع كما نلاحظ باستمرار إحجام بريطانيا عن توفير المعلومات على الأقل، ونحيط علما بكل التصريحات والبيانات التي يتم الإدلاء بها في هذا الصدد ولا أساس لها من الصحة تماما وتفتقر لأي دليل وغالبا ما تجافي المنطق الأساسي. وأردف نحن نأمل، بكل تأكيد، أن يأخذ شركاؤنا البريطانيون بعين الاعتبار كل هذه الجوانب، على أقل تقدير. وفيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، قال المتحدث الروسي إنها معقدة إلى حد ما. ومن المقرر ان تخاطب السيدة تيريزا ماي قادة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لمحاولة إقناعهم بتكثيف الضغط على موسكو، على خلفية قضية سكريبال. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعرب عن تضامنه الكامل مع بريطانيا في هذه القضية. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إن الأمر يجب ألا يتوقف عند حد التحقيق الجاري لتحديد مسؤولية موسكو في الحادث، بل إنه ينبه إلى أهمية تعزيز قدرة دول الاتحاد إزاء المخاطر الكيميائية البيولوجية الإشعاعية والنووية، بما في ذلك توثيق التعاون بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. واتهمت لندن صراحة موسكو بالوقوف خلف عملية تسميم العميل الروسي المزدوج سكريبال وابنته في الرابع من شهر مارس الجاري، وهو ما تنفيه موسكو بشدة. وقد تبادل الجانبان طرد عدد كبير من الدبلوماسيين، في واحدة من أسوأ الأزمات الروسية الغربية في الآونة الأخيرة.