رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
جعجع يعلن استقالة وزراء "القوات اللبنانية" الأربعة من الحكومة.. والمتظاهرون يرحبون

أعلن السيد سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية ، استقالة وزراء الحزب ، الأربعة ، من الحكومة اللبنانية. وقال جعجع، في تصريح له بثته وسائل الاعلام اللبنانية الليلة، إن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تستوجب منا ظروفا استثنائية..مضيفا لم نلمس أي نية جدية من المسؤولين اللبنانيين لمعالجة الأزمات الحالية. ولفت إلى أن القوات اللبنانية كانت الحزب الوحيد الذي صوت ضدّ مشروع موازنة 2019 .. وقال إن الناس في الشارع يجسّدون تطلّعات جميع اللبنانيين .. مؤكدا أن حزبه حذر من التدهور الذي تشهده البلاد. واكد جعجع حرصه على الاستقرار في لبنان ، مشيدا بالجيش اللبناني على الدور الحضاري الذي لعبه. والوزراء الأربعة هم السادة: كميل أبو سليمان (وزير عمل)، ومي شدياق (وزيرة دولة لشؤون التنمية الادارية)، وغسان حاصباني (نائب رئيس حكومة)، و ريشارد قيومجيان (وزير الشؤون الاجتماعية). وفي سياق ذي صلة، سادت أجواء من الارتياح والترحيب بين المتظاهرين في لبنان الليلة، بعد اعلان حزب القوات اللبنانية استقالة وزرائه الأربعة من الحكومة . وطالب المحتجون الذين تجمعوا في وسط بيروت ومناطق مختلفة في لبنان وفاق عددهم الآلاف، باقي الوزراء في الحكومة بأن يحذوا حذو القوات اللبنانية من اجل سقوط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة..وأكدوا البقاء في الساحات حتى ساعات الصباح الأولى، والاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم. وتشهد العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق مختلفة في لبنان لليوم الثالث على التوالي تظاهرات احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد ..وتجمع عدد من المحتجين في ساحة رياض الصلح بالقرب من مقر مجلس النواب والسراي الحكومي في بيروت.

1507

| 20 أكتوبر 2019

تقارير وحوارات alsharq
أهالي الأسرى اللبنانيين.. عائلة كبيرة تجمعهم المصيبة

تحولت "ساحة رياض الصلح" في وسط بيروت إلى "قرية صغيرة" تمثّل لبنان بمصائبه وتعقيداته الأمنية والسياسية والطائفية، بعدما نصب فيها أهالي العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى كل من تنظيمي "النصرة" و"داعش" منذ أغسطس الماضي خيامهم على بعد أمتار من مقر الحكومة للضغط على السلطات لتأمين عودة أبنائهم سالمين. الملفت أن هؤلاء الآتين من كل مناطق لبنان وطوائفه، شيعة وسنة ودروز ومسيحيين، باتوا يشكلون عائلة كبيرة تجمعهم "المصيبة" من دون أن ينعكس قلقهم على فلذات أكبادهم المهددين بالقتل في كل لحظة، عنفا في تحركهم أو طائفية في تصريحاتهم لوسائل الإعلام التي حولتهم إلى قوتها اليومي في نشراتها المسائية. يجتمع أهالي العسكريين الأسرى، الذين بدأوا اعتصاما مفتوحا منذ 8 أكتوبر الماضي، على طاولة واحدة نصبوها على الرصيف حول ركوة القهوة الصباحية التي تعدها عادة آمنة زكريا، والدة العسكري الأسير لدى "داعش" حسين عمار من منطقة عكار شمال لبنان. جمعتهم المصيبة ويبدأ اليوم بتبادل آخر المعلومات حول مستجدات قضية أولادهم الأسرى ليناقشوا الخطوات التالية، وإذا حضر أي مسؤول سياسي لتفقد أحوالهم، تراهم يتحلقون حوله ليسألونه بحرقة "هل من أخبار مبشّرة عن أولادنا؟" و"هل من ايجابية جديدة في الملف؟"، فيعودون بخيبة من أجوبة مكررة لا تشي بأي لقاء قريب مع الأحبة. "فرقنا السياسيون، وجمعتنا المصيبة"، هكذا يختصر أحد الأهالي المعتصمين واقع حالهم، لافتا إلى الألفة التي تكرست بينهم لأن مصيبتهم "أكبر بكثير من أي حسابات فئوية ضيقة". ينعكس ذلك جليّا في صور الأسرى المعلقة على كل الخيم دون تمييز، كل عائلة لديها خيمتها الخاصة، لكن الصور المرفوعة عليها لا تقتصر على ابنها الأسير بل تتضمن صور زملاءه الأسرى الآخرين على اختلاف طوائفهم. أهالي الأسرى أصبحوا اليوم "أكثر من عائلة"، بحسب آمنة، والدة العسكري الأسير حسين عمار، فهي تشتاق لـ"جيرانها الجدد" كلما اضطرت لعودة إلى بلدتها في شمال لبنان للاطمئنان على زوجها وأولادها الست. في مكان الاعتصام، هم يتشاركون الخبز والطعام وحتى وسائل التنظيف، كما تروي آمنة المصرة على أن "الشعب اللبناني يريد العيش بسلام وما يحكى عن حرب سنية شيعية غير صحيح...نحن كأهالي ليس بيننا أي بغض أو حقد". كسر حواجز الاختلاف ويشاركها الرأي أهالي الأسرى الآخرين، الذين شددوا على أن حدة الخطابات السياسية والمذهبية أحيانا بين الفرقاء السياسيين، لم تنعكس عليهم، وهم المنتمون لمختلف الطوائف والاتجاهات السياسية، لأن قضيتهم الإنسانية "كسرت كل حواجز الاختلاف". ويختصر الشيخ عمر حيدر، مسؤول العلاقات العامة في لجنة متابعة قضية العسكريين المخطوفين، المشهد اليومي والتضامن بين أهالي الأسرى، بالقول إن مكان اعتصامهم تحول إلى ما يشبه "القرية الصغيرة". وروى حيدر، كيف أن الأهالي هبوا لنجدة وإسعاف والدة العسكري الأسير خالد حسن، من بلدة فنيدق في عكار شمال لبنان والمحتجز لدى "داعش"، عندما حاولت أن تضرم النار في نفسها أواخر الشهر الماضي، وقال "الكل قدم المساعدة من دون السؤال عن طائفتها .... هذا مثال وعلى السياسيين اللبنانيين أن يشعروا بالخجل إزاء الرقي الذي يتصرف به الأهالي". وكانت والدة حسن حاولت إضرام النار بجسدها بسبب تعثر المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح الأسرى، الذين لا تزال جبهة "النصرة" تحتجز17 منهم و"داعش" 7 آخرين منذ المعارك التي خاضها التنظيمان مع الجيش في منطقة عرسال اللبنانية الحدودية أوائل أغسطس الماضي، وقد اعدم 3 منهم، اثنين ذبحا وثالث بإطلاق النار على رأسه. وحين تنتهي أزمة العسكريين الأسرى، يؤكد حيدر أن الأهالي لن ينسوا "الدموع التي ذرفناها سويا ولا الخبز والملح الذي أكلناه معا". هذا التآخي عززه قيام والد الرقيب في الجيش علي السيد، من منطقة عكار الشمالية ذات الغالبية السنية، وهو كان أول عسكري ذبح على أيدي "داعش" في 28 أغسطس الماضي، بزيارة والد الجندي عباس مدلج في مدينة بعلبك ذات الغالبية الشيعية في شرقي لبنان، وهو العسكري الثاني الذي أعدمه "داعش" ذبحا أيضا في 6 سبتمبر الماضي، حيث أدى الوالدان المفجوعان الصلاة سويا للتأكيد على "حرمة الدم والعيش المشترك بين اللبنانيين". من جانبه، أعرب شقيق أحد الجنود الأسرى الذي رفض الظهور أمام الكاميرا، عن خوفه من أن انتهاء الأزمة والاعتصام سيجعل السياسيين يعودون إلى بث الخلافات بين الناس، مضيفا "نحن فقراء من قرى محرومة، نجلس "اليوم" مع بعضنا البعض ونتشارك الوجع، لكن الخوف حين تنتهي الأزمة، فنعود إلى بيوتنا وطائفيتنا وكرهنا للآخر لأننا شعب مخدر بالطائفية". منذ شهر يعتصم الأهالي من دون تعب ولا كلل وكل همهم أن يحافظوا على تحركهم وهم عائلة واحدة جمعها الإهمال والفقر والمصيبة، ويبقى الخوف من أن لا يتحولوا وأولادهم الأسرى إلى قضية منسية أو مجرد خبر عادي من يوميات الإعلام اللبناني.

489

| 10 نوفمبر 2014