رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
أحمد العلي لـ الشرق: الشباب القطري نموذج للعطاء وخدمة المحتاجين

بناء قرى كاملة للاجئين السوريين والمحتاجين بتبرعات أهل قطر تعلمت أن الابتسامة تكسر كافة الحواجز مع مختلف الأشخاص في جيبوتي يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام للبحث عن الماء أحمد محسن العلي طالب خدمة اجتماعية بجامعة قطر، ولاعب في المنتخب القطري للرماية، لديه بعض التجارب التطوعية داخل قطر، وسافر إلى اللاجئين السوريين بالأردن وجيبوتي ومهتم بالعمل التطوعي وحريص على المشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والتطوعية التى تخدم المجتمع. "الشرق " التقته للتعرف على رحلاته التطوعية وجهوده في مجال العمل التطوعي. * أول رحلة متى وأين كانت أول مرة سافرت خارج قطر؟ أول مرة سافرت فيها خارج قطر، كانت إلى دولة جيبوتي، وكان ذلك أثناء دراستي المرحلة الثانوية، رأينا فيها أنا وزملائي فارقا كبير ا في المستوى المعيشي والاقتصادي بين هنا وهناك، زرنا مجمع أيتام اسمه الرحمة، للاستفادة ورؤية تلك التجربة الناجحة، خاصة أنه مجمع متطور ويخرج طلابا جامعيين متميزين، وبعد إعجاب فريق رحماء التابع لقطر الخيرية بتلك التجربة، من هنا جاءت فكرة بناء قرية رحماء في جيبوتي، وأيضا خلال الرحلة سافرنا إلى القرى البعيدة لتوزيع سلال ومواد غذائية. حب العمل التطوعي حدثنا عن كيفية اتجاهك للسفر في رحلات تطوعية؟ أود التأكيد على أن الشباب القطري يعتبر نموذجاً للعطاء وخدمة المحتاجين ولدي حب للعمل التطوعي منذ صغرى، وأهلى شجعوني على السفر في رحلات تطوعية، والدى كان دائما يخبرني إذا وجدت فرصة للعمل الإنساني أذهب فورا، كما أننى قد نشأت على ثقافة التبرع منذ الصغر، وأيضا شاركت في عمل زيارات للمرضى كبار السن الذين ليس لديهم أهل، ويقيمون في مستشفى حمد، كمتطوع للقيام بإنشاد الأناشيد الدينية، وأيضا شاركت في زيارات للأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، وكنت أنشد لهم بعض الأناشيد الجميلة، كنوع من الترفيه وإدخال السرور عليهم. أما عن فكرة السفر خارج قطر، فكان فريق القادة بأكاديمية اسباير قد أعلن في المدرسة عن رحلة تطوعية إنسانية، فقررت أن أخوض تلك التجربة، التي بالفعل غيرت فكرى تماما، ففي الوقت الحالي أصبحت أقارن نفسي بالأشخاص المساكين الذين رأيتهم في تلك البلدان الفقيرة، كما أنني أصبحت أقدر النعم التي أنعم بها رب العالمين عليّ، واكتشفت ان مشاكلي مهما كانت كبيرة، فهي مقارنة بوضع هؤلاء الأشخاص بسيطة جدا. مواقف مؤثرة ما هي أبرز المواقف المؤثرة التي صادفتك؟ أكثر شيء مؤثر في جيبوتى هو رؤية بيوتهم الصغيرة جدا، ومصنوعة من القش، كما أن الدولة عبارة عن أراض بركانية جافة، فالأشخاص هناك يضطرون للسير مسافات طويلة على الأقدام للحصول على الماء، وأيضا تأثرت برؤية مجمع الرحمة، الذي تم تشييده من التبرعات، ولكن القائمين عليه استطاعوا تعليم الأطفال والجميع به الاعتماد على النفس، حيث يوجد بداخله مخبز ومنجرة ومركز لخياطة الملابس، وهنا عرفنا معنى المشاريع المستدامة. أما في الأردن فهناك موقف قد أثر في جميع أعضاء الفريق، حيث زرنا امرأة مسنة تعيش مع زوجات ابنائها فقط، ولا يوجد رجل واحد يعيش معهم، وكان المرأة مريضة جدا، وشبه قعيدة، وعندما دخلنا عليها لتفقد أحوالها، من شدة فرحتها قامت وجلست رغم شدة مرضها، من شدة الموقف بكى جميع الشباب. وأيضا في إحدى القرى، رأينا طفلة صغيرة عمرها 3 سنوات تقريبا، كانت جميلة جدا، ولكنها تمشي دون ارتداء حذاء وملابسها مقطعة، وكانت الأرض غير مستوية وبها حجارة وأشواك عشبية، ورغم انني كنت أرتدى حذائي إلا أن الشوك قد اخترقه، وسألت عن شعور تلك الطفلة البريئة. كما زرنا مجموعة من مصابي الحرب، رأينا حالات صعبة، منهم المبتورة يده أو رجله، وهناك أعمى نتيجة مرور رصاصة من أمام عينيه، ولكن كلامه كان مؤثرا جدا، وعنده حالة من الرضا بالقضاء والقدر، لدرجة ابكتنا جميعا، حتى الأطفال رغم البؤس الذى يعيشون فيه إلا أن اقل القليل كان يرضيهم ويفرحهم. رحلة الأردن ماذا عن رحلاتك للاجئين السوريين بالأردن؟ بعد السفرة الأولى، قررت السفر مرة أخرى مع نفس الفريق، ولكن هذه المرة مع مؤسسة "راف"، وعندما وصلنا رأينا وضعا مزريا وصعبا جدا، وأغلب العوائل التي زرناها فيها أرامل وأطفال ونساء وكبار السن، فمعظم الرجال والشباب، إما قتلوا أو أصيبوا، كما أن معظمهم يعانون من الأمراض، وليست لديهم القدرة على معالجة أنفسهم، فقد رأيت رجلا لديه طفلة صغيرة ذات عام واحد تقريبا، وكانت مريضة وأبوها عليه دين كبير، ولا يستطيع توفير العلاج لها، لذلك قام البعض من الشباب بالتبرع له لسداد دينه، وعلاج ابنته. كما ان بعض الناس الذين زرناهم في القرى، معظمهم كانوا يعانون من أمراض مختلفة، ولديهم تقارير طبية تثبت ذلك، وكانوا يسألوننا أن نساعدهم، وقمنا بتوزيع السلال الغذائية عليهم، وأيضا زرنا مجمعاً للأيتام، ورغم الظروف المعيشية الصعبة إلا أنه تم تخريج ما بين 300 و400 طفل حافظ للقرآن. صعوبات كثيرة هل هناك صعوبات واجهتك خلال رحلاتك التطوعية؟ نعم، في البداية كنت أشعر بالإحراج الشديد والخجل من نفسي، عندما أقوم بإعطاء أحد الاشخاص المحتاجين أو خلال المساهمة في توزيع المواد الغذائية أو العينية عليهم، وكان دائما لدي قلق وأسأل نفسي عن كيفية إعطائهم تلك التبرعات دون التسبب في إحراجهم أو ترك أثر نفسي سيئ عليهم، ووجدت أن الابتسامة مهمة جدا، تكسر كافة الحواجز، ثم احاول الحديث مع الشخص أو الطفل، بالسؤال عن أحوالهم أو ماذا يريدون مثلا. الصدقة أفضل الأعمال هل استفدت من تلك الرحلات؟ نعم استفدت الكثير من الرحلات التطوعية، فقد اكتشفت لماذا الصدقة هى أفضل الأعمال عند الله، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "ما نقص مال من صدقة " وإدخال السرور على قلب المسلم، فأصبحت أفرح عندما أرى فرحة هؤلاء الأشخاص المساكين، كما أن ردود أفعالهم تؤثر بنا جميعا، فبعضهم يقوم بالدعاء لنا. وأرى أنه ليس بالضرورة أن تكون كل رحلة او سفرة يقوم بها الشاب للرفاهية والسياحة فقط، فالرحلة التطوعية سوف تشعره بالراحة النفسية والطمأنينة وستجعله يشعر بالرضا عن كل أحواله، وعندما يشعر بالرضا سوف يرتاح في حياته أكثر ويبعد عن التذمر، فالمبلغ الصغير الذي قد يتبرع به الشخص قد يغير حياة أفراد كثيرين في بلدان أخرى، والحمد لله هناك جهود قطرية بارزة وقرى كاملة تم انشاؤها من التبرعات وغيرها الكثير من المشروعات الخيرية المختلفة.

1482

| 10 نوفمبر 2017

محليات alsharq
العتبي لـ الشرق: إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاجين جزء من الثقافة القطرية

روى تفاصيل رحلاته التطوعية والإنسانية... الشباب القطري لديهم روح المبادرة ويسعون لفعل الخير في كل مكان يجب تغيير النظرة السائدة عن العمل الانساني فرق كبير بين مساعدة المحتاجين وتنمية الناس وتطويرهم العمل الصالح أبوابه متعددة لا تنحصر في بناء مسجد وحفر بئر وكفالة يتيم بعض المنظمات الخيرية في قطر تبني قرى كاملة لزيادة أعداد المستفيدين محمد يوسف العتبي، يعمل فى قطاع الغاز والبترول، وله العديد من الأنشطة التطوعية، درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة الأمريكية مما ساهم فى تغيير نظرته إلى العمل الانسانى، حيث تعلم ان ينظر له بشكل يعتمد على الواقع بما ينمى الانسان ويطوره، سافر إلى المكسيك والنيجر وجيبوتى والهند وسيرلانكا وإلى اللاجئين السوريين فى تركيا والأردن، "الشرق " التقت به للتعرف على أبرز المواقف التى صادفته وما الذى تعلمه من هذه التجارب... كيف كانت البداية؟ البداية كانت بالصدفة، وكان العمل الانسانى واحدة من الأهداف التى رسمتها لنفسى لعيش حياة الطرف الآخر، باعتبارها جزءا من العرفان بنعم الله عز وجل علينا، ومحاولة الشعور بهم، تقديرا لذاتنا، خاصة مع السعادة التى نشعر به بعد مشاركتنا أو مساعدتنا للمحتاجين، فعلى صعيد الجامعة فى الولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك نشاط لمساعدة الأقليات المجتمعية المحتاجة، من منطلق الايمان بضرورة مساعدة الغير بغض النظر عن الديانة او الجنس، وكنا نقدم بعض المساعدات العينية فى الولايات المتحدة والمكسيك. جهود مبذولة ما الذى تعلمته من رحلاتك الكثيرة؟ رغم أن هناك جهودا قطرية مبذولة فى معظم بلدان العالم، إضافة إلى المنظمات الخيرية، والخليجية، وبالفعل نلامس تغييرات فى الكثير من البلدان، إلا انه يجب تغيير النظرة السائدة عن العمل الانسانى، بحيث أن يتم دراسة الواقع، ومعرفة احتياجات الشعوب، وأرى ان حاجتهم لا تقتصر على بناء مسجد او حفر بئر أو كفالة يتيم فقط، فالموضوع اشمل من ذلك بكثير، فالناس يستطيعون الصلاة فى اى مكان، ولكنهم لا يستطيعون التعلم فى اى مكان، فالمتبرع يدفع مبالغ مالية، ويعتقد انه يساهم فى تنمية احد الشعوب، ولكن الواقع مختلف، فهناك فرق بين مساعدة المحتاجين، وتنمية الناس وتطويرهم، اى المهم ثم الأهم. لذلك أرى ان الغرب مازال متفوقا علينا فى العمل الانسانى، فهناك دول منهم يزرعون فى المجتمع الولاء لهم بطريقة أو بأخرى، ويستقطبون أفضل الطلاب ليتم اخذهم لتلقى التعليم، وينتفعون بهم فى شتى المجالات بالدول الأوروبية، ويتخرجون أطباء ومهندسين، ويتدرجون للوصول لأعلى المناصب، لذلك فإنهم عندما يقدمون نموذجا للعمل الانسانى يترك انطباعا لا يمحى بسهولة. حدثنا عن رحلاتك التطوعية المختلفة؟ رزت مخيم الزعترى، وكانت اول مرة ازور مخيمات، كان 70 % منهم نساء وأطفال، فالنظام كان يستهدف قتل الرجال، ورأيت فى المستشفى شبابا أعمارهم ما بين الـ 17 و18 عاما مصابين فى العمود الفقرى، وكنا أحيانا نقوم بالتصوير الفوتوغرافى للتوثيق، وكان يصيبهم الذعر، لخوفهم من قيام النظام بتتبعهم وذبحهم. وأيضا زرت اللاجئين السوريين فى تركيا، وهناك وقع موقف أثر بي، وانزل الدمعة من عينى، فكنت دائما اسأل الأطفال أين يتعلمون؟ فأجابنى احد الآباء بأنهم منذ 4 أو 5 سنوات بدون تعليم، وسألنى من سيقود سوريا وأبناءها غير متعلمين، ويعيشون فى خيم وبورت كابن ولديهم مشاكل فى المياه، كما ان الأطفال يرتدون ملابس متهالكة. كما اننى زرت النيجر منذ عام ونصف العام، وذلك لعمل فيلم وثائقى لمدة أسبوع عن العمل الانسانى المستدام، وكنا نتنقل بين القرى والمناطق، ونحزن لرؤية مساجد مغلقة تماما، وعندما سألناهم عن السبب، اجابونا وقالوا انه لا يوجد كهرباء لإنارتها، ولا يوجد اناس يديرونها، كما ان الناس هناك بطبيعتها تصلى فى الشوارع، رأيت هناك معنى حياة القرون الوسطى، حياة بدائية والبيوت من العشش. مبادرات شبابية ماذا عن جيبوتي وسيرلانكا؟ سافرت إلى جيبوتى مع مبادرة "رحماء "، زرنا عدة أماكن هناك للإطلاع والاستفادة، منها مجمع الرحمة العالمي، وذلك للإطلاع على نموذج تمكين وتنمية الإنسان، والذى يخرج منه كل عام أكثر من 6 طلاب على مستوى الدولة لتمثيل بلادهم عالميا، وقدمنا مساعدات عينية للأسر الفقيرة، وزرنا احدى المناطق النائية واستغرق منا للوصول لها حوالى 4 ساعات بالسيارة، ومعظم سكان هذه المناطق هم أناس رحل لا يستقرون فى منطقة واحدة. وأيضا زرت دولة سيرلانكا، ضمن احدى المبادرات الشبابية، وذهبنا لمصنع لتعبئة الشاى، وأثناء خروجنا رأينا فتاة صغيرة اسمها فاطمة تبتسم لنا، وكانت تعيش فى بيت صغير جدا، منزل بدائى من الطابوق، والسقف من الشينكو، ويعيش به 7 أشخاص، طلبوا منا مساعدتهم في تصليح المنزل، والأب كانت لديه سيارة يعمل بها طلب منا مساعدته فى تصليحها، وعندما رجعنا الدوحة، جمعنا مبلغا ماليا وأرسلناه لهم، وبالفعل بعد انتهاء تلك الاعمال، أرسلوا لنا صورا للمنزل بعد تجديده وكانوا سعداء جدا. تطوير العمل الإنسانى من وجهه نظرك كيف يتم تغيير أو تطوير العمل الانسانى؟ العمل الانسانى بحاجة للتغيير سواء على مستوى الأفراد او المنظمات والمبادرات، واتمنى أن يتم تشكيل نظام قائم على دراسة الواقع في تنمية الإنسان، فالعمل الصالح أبوابه متعددة لا تنحصر في بناء مسجد أو حفر بئر أو كفالة يتيم، لذلك فإننى ارى أن عقلية المنظمات الخيرية بصفة عامة يجب أن تدار بعقلية الاكتفاء الذاتى. وبالفعل هنا في قطر بعض المنظمات الخيرية بدأت تنتهج هذا النهج فبدأت تنشر نظام القرى المتكاملة مثل دوحة الخير، واعتبر انها بداية جيدة ويجب ان يتم التخطيط لان يتم اعتماد هذه القرى أو الناس بها على انفسهم. رسالة للشباب كلمة أخيرة توجهها للشباب؟ هناك نماذج كثيرة من الشباب القطري المتميز، ممن لديهم روح المبادرة ويسعون لفعل الخير، فاليوم جزء من ثقافتنا فى قطر أصبح مساعدة الغير، وهذه هى احد المبادئ التى تم ترسيخها فى المجتمع سواء على صعيد حكومتنا او الافراد. إننا بحاجة للعمل الانسانى الذي يعتبر جزءا من تقدير نعم الله علينا وملاحظة ومعاينة حياة الناس في البلدان الأخرى، واجبنا أن نثبت لرب العالمين اننا اهل لهذه النعم وهذا تحد كبير، فالواجب يقع على عاتقنا خاصة ان العمل الانسانى أظهر امامى ان أبعاد العمل الصالح أبوابه أشمل ولا تنحصر على أشياء معينة وله تأثير إيجابي في الانسان.

3245

| 27 أكتوبر 2017