بحث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخوه فخامة الرئيس رجب طيب اردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، آخر المستجدات على الساحتين العربية والدولية، ولاسيما تطورات الأوضاع في فلسطين في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك . وأكد الجانبان، خلال لقاء عمل عقد في قصر هوبر بمدينة اسطنبول صباح اليوم ، ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل اتخاذ موقف موحد وإيجاد حلول لدعم وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وحث المجتمع الدولي على وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة على مدينة القدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص . كما جرى استعراض علاقات التعاون الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك ومستجدات الأحداث في المنطقة خاصة اليمن وسوريا . حضر اللقاء أصحاب السعادة أعضاء الوفد المرافق لسمو الأمير. كما حضر اللقاء من الجانب التركي عدد من أصحاب الوزراء وكبار المسؤولين.

قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، اليوم الجمعة: "أتمنى أن تكون معارك جناق قلعة مثالاً لكافة المجتمعات، في تحوّل الآلام المشتركة إلى وسيلة للصداقة والمحبة والسلام، وليس لخلق عداوات جديدة، وينبغي على كافة البلدان والمؤسسات الدولية والمجتمعات أن تدعم أجواء التسامح والصداقة هنا؛ من أجل الاستقرار والازدهار العالمي، فالمشهد المتمثل هنا يعد عبرة للتيارات الإرهابية والعنصرية والإسلاموفوبيا وكافة أشكال الكراهية". جاء ذلك خلال كلمته في شبه جزيرة جاليبولي، بمناسبة الذكرى المئوية لانتصار العثمانيين على الحلفاء في معركة جناق قلعة. وأضاف أردوغان قائلاً : "أجدّدُ باسمنا جميعًا اعتزامنا على العمل؛ من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرفاه للعالم أجمع، أمام ذكرى مئات الآلاف من الشباب الأعزاء، الذين يرقدون في شبه الجزيرة الصغيرة هذه". كما أشار أردوغان إلى أن جناق قلعة؛ هي المكان الصائب لإعطاء رسالة سلام إلى العالم، معرباً عن شكره للزعماء وممثلي الدول - حضروا مراسم إحياء الذكرى المئوية لمعركة جناق قلعة - وذلك لمساهمتهم في إعطاء رسالة سلام قوية إلى العالم. وأردف الرئيس التركي قائلاً: "كل شاب سكب دماءه فوق هذا التراب، ليس ضيفنا فحسب، بل هو أحد أبناءنا، واليوم نحيي ذكرى جميع الجنود الذي فقدوا أرواحهم فوق هذا التراب، وأضرحتنا كافة ترمز لنصف مليون جندي فقدوا حياتهم هنا".

استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وفد لجنة السلم والاعتدال الدولية بحضور د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونائب رئيس اللجنة، تم خلال اللقاء بحث أوضاع الأمة الإسلامية وما آلت إليه من التفرق، والتمزق، والقتال المذهبي والطائفي، والتطرف القاتل، وقدّم القره داغي إلى الرئيس مشروع مؤتمر دولي حول منع الازدراء للأديان، يدعى إليه ممثلو جميع الأديان، والأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع الأهلي، والحقوقي والقانوني لصياغة اتفاقية تقدم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن خلالها إلى الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاقية دولية تمنع ازدراء الأديان دون المساس بالحريات العامة المعتبرة. وأضاف القره داغي أن هذا المشروع قدم إلى وزير العدل القطري آملاً أن يتم هذا المؤتمر برعاية قطر، وتركيا وقد رحب فخامة الرئيس بهذا المشروع ترحيباً شديداً، وقال: سنتبناه بالتنسيق مع دولة قطر.

وصل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا إلى الدوحة مساء اليوم ، وذلك في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين. وكان في استقبال فخامته والوفد المرافق له لدى وصوله مطار حمد الدولي سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة ، وسعادة السيد سالم مبارك آل شافي سفير دولة قطر لدى جمهورية تركيا ، وسعادة السيد أحمد ديمروك سفير الجمهورية التركية لدى الدولة. وأكد الرئيس أردوغان أن "رؤية تركيا وقطر للمسائل الإقليمية تتقاطع بشكل كبير، وشهدت علاقاتنا الثنائية تطوراً كبيراً للغاية في السنوات الأخيرة، كما أنها آخذة في الازدياد"، لافتاً أن زيارته لقطر هي ثالث زيارة له خارجياً عقب زيارته جمهورية قبرص التركية وأذربيجان، بعد توليه رئاسة الجمهورية. وقال أردوغان "عندما نأتي إلى التطورات المقلقة في المنطقة، فإن نهجنا بالقضاء عليها وحماية السلام، والاستقرار، هو نفسه مع قطر، كما أننا ننظر إلى علاقاتنا معها، ومع باقي دول الخليج العربي من منظور استراتيجي، ولدينا مواقفنا في هذه القضايا، وأمن، واستقرار الخليج، لا يقل أهمية عن أمن، واستقرار بلدنا". ولفت أردوغان إلى زيارته الأخيرة إلى قطر في ديسمبر العام الفائت، والتي أجراها عندما كان رئيساً للوزراء، مضيفاً: "زار تركيا أخي العزيز صاحب السمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أربع مرات، آخرها كما هو معروف لدى حضوره مراسم تسليمي رئاسة الجمهورية". ولفت أردوغان إلى أهمية المهام التي ستقوم بها الشركات التركية استعداداً لبطولة كأس العالم (2022) المزمع إقامتها في قطر، من عمليات بناء المنشآت، وغيرها من التحضيرات، كالملاعب، وخطوط المترو، والطرقات، مبيناً أنه "سيتطرق خلال الزيارة إلى العلاقات الثنائية مع قطر بكافة جوانبها، وخصوصاً القضايا الإقليمية". وأكد أردوغان على استمرار العلاقات الوثيقة مع قطر في ظل رئاسته للجمهورية كما كانت في فترة رئاسته للحكومة، لافتاً أنه "يتوجه في هذه الزيارة برفقة الوزراء، والنواب، وكله ثقة بأنهم سيتوصلون إلى نتائج فعالة، وبناءة". وحول موقف تركيا من المشاركة في الحرب على الإرهاب، قال أردوغان: "إن تركيا تعادي كل الحركات الإرهابية، وهي تحارب منظمات إرهابية في الداخل، كما تدرك المخاطر الناجمة عن المنظمات الإرهابية الأخرى خارج تركيا، ولفت إلى أن الموقف التركي هذا ينسحب على المقاتلين الأجانب، مؤكداً على "تواصل تضامن تركيا مع حلفائها، في هذا الإطار على الصعيدين الوطني، والدولي".

أشاد الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان لدى استقباله رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، والوفد المرافق الذي ضم الأمين العام الدكتور علي القره داغي، بمواقف دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا من قضايا الأمة. من جهته، قدم الوفد تهانيه لفخامة الرئيس باسم الاتحاد العالمي لعماء المسلمين. واعربوا عن شكر الاتحاد لتركيا حكومة وشعبا على مواقفهم من القضية الفلسطينية، ووقوفهم مع غزة، وتضحياتهم النبيلة في سبيل النازحين والمهجرين السوريين، ومع جميع قضايا الأمة. وأكد أردوغان وقوفه مع جميع قضايا الأمة، ودعمه للجهود الخيرة التي بذلها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان الحق، والمصالحة، وتوجيه الأمة الإسلامية نحو المنهج الوسط المعتدل وكشف المفرطين والمنحرفين والتكفيريين،على حد وصف البيان. وبحث أردوغان مع وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قضايا العالم الإسلامي وبخاصة قضية فلسطين، والقدس الشريف، والحرب الإسرائيلية على غزة، والجرائم التي ارتكبتها اسرائيل بحق الفلسطينيين والصمود والانجازات والبطولات التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها. وأفاد بيان اصدره الاتحاد أن اللقاء تطرق إلى "مأساة الشعب السوري وجرائم النظام ضدّ شعبه، وقضية العراق وما آل إليه الوضع السياسي، وكذلك ما ترتب على الانقلاب العسكري ضدّ الشرعية في مصر على مستوى العالم العربي، كما تطرق الحديث إلى إوضاع العالم الإسلامي ومآسيه في بورما وأفريقيا الوسطى، وغيرهما".

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات التركية رسمياً، على موقعها الالكتروني، بحسب النتائج النهائية فوز مرشح حزب العدالة والتنمية، "رجب طيب أردوغان"، بانتخابات رئاسة الجمهورية بحصوله على 51.79 % من نسبة أصوات المقترعين، متقدماً على منافسيه "أكمل الدين إحسان أوغلو"، الذي حصل على 38.44% من الأصوات، ومرشح حزب الشعب الديمقراطي "صلاح الدين دمير طاش" الذي نال 9.76% من الأصوات. وقدم رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية، "سعدي كوغان"، اليوم الجمعة، وثيقة فوز "أردوغان" بالانتخابات الرئاسية إلى رئيس البرلمان "جميل جيجك"، في مكتب الأخير بالبرلمان، التي تشير إلى فوز "أردوغان" بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في 10 أغسطس، ليغدو بذلك الرئيس الـ12 لتركيا. وأعرب جيجيك عن أمانيه في أن تعود هذه الانتخابات بالخير على البلد والشعب والدولة والديمقراطية وأردوغان، شاكراً اللجنة لإنجازها الانتخابات بكل نجاح. وكان غوفان قد أعلن في مؤتمر صحفي، سبق اللقاء، فوز " أردوغان" برئاسة الجمهورية، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من الأصوات في الانتخابات التي أجريت الأحد الفائت، والتي شهدت لأول مرة انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قبل الشعب.

أكد بشير أطلاي، نائب رئيس الوزراء التركي، تواصل الحوارات في إطار عملية السلام الداخلي، الرامية إلى إيجاد حل جذري لملف الإرهاب والقضية الكردية، نافيا دخول العملية في طريق مسدود. جاء ذلك في حديثه لإحدى محطات التلفزة المحلية، اليوم، حيث قال أطالاي: "عقدنا اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان) بتاريخ 19 مايو كان من أكثر الاجتماعات الحساسة في الآونة الأخيرة، وتقرر العمل على صياغة خارطة طريق جديدة، وملموسة أكثر، والإقدام على خطوات أسرع تصب نحو الوصول إلى نتيجة (بخصوص عملية السلام)". ولفت أطالاي إلى أن كافة مؤسسات الدولة تعمل بتنسيق كبير فيما بينها، وأنه لا يوجد أي تراخٍ في التدابير الأمنية، في المنطقة ( شرق وجنوب شرق البلاد)، منوها إلى أن قوات الجيش، ستواصل مهامها هناك حتى استكمال عملية السلام، وستتدخل عند بروز أي مشكلة أمنية. يشار إلى، أن الحكومة التركية دخلت في يناير عام 2013 في محادثات سلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي يقضى حكما بالسجن مدى الحياة في جزيرة "إمر إلى" بهدف حل المسألة الكردية في إطار عملية متكاملة لإحلال السلام بالبلاد.واعلن أوجلان في شهر اذار/مارس عام 2013 عن وقف إطلاق النار مع أنقرة ودعوته لعناصر الحزب بالانسحاب من تركيا إلى جبل قنديل على الحدود الإيرانية العراقية، على بعد تسعين كيلومتراً من المثلث الحدودي التركي العراقي الإيراني، وتتخذه عناصر حزب العمال الكردستاني "بي كيه كيه" مقراً لمعسكراتها الرئيسية.