رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
مفاوضات واشتباكات جنوب السودان إلى أين؟

أعلن جيش جنوب السودان اليوم الخميس، أنه يتقدم باتجاه مدينة بور الإستراتيجية لاستعادتها من قبضة المتمردين، فيما يتأخر بدء مفاوضات السلام بين وفدي الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار في أديس أبابا. وأعلن المتحدث باسم الجيش فيليب أغير "إننا نتقدم باتجاه بور.. غادرنا المدينة من ضمن عملية انسحاب تكتيكية لكننا الآن نتقدم من جديد نحو المدينة". وكان المتمردون سيطروا الثلاثاء على عاصمة ولاية جونقلي الواقعة على مسافة 200 كلم فقط شمال عاصمة جنوب السودان، وانتقلت السيطرة على المدينة ثلاث مرات من فريق إلى أخر منذ بدء المعارك في منتصف ديسمبر. وتزايدت التحذيرات من المنظمات الإنسانية منددة بتفاقم أوضاع المدنيين. وقال رئيس البعثة الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر، إن سكان بور باتوا يواجهون "وضعا يزداد كارثية.. المياه والطعام والأدوية بدأت تنفد والظروف الصحية تتدهور". صعوبة بدء المفاوضات ويجد وفدا الرئيس وخصمه الذي يتزعم حركة التمرد صعوبة في بدء مفاوضات السلام في أديس أبابا. وقال أحد مندوبي المتمردين يوهانيس موسى بوك "إننا مستعدون للمحادثات لكننا لن نلتقي الوفد الحكومي اليوم" في وقت يخيم الغموض على الجدول الزمني للمحادثات وآلياتها. وينزل الوفدان في الفندق نفسه لكن يبدو أن بعض الأعضاء لم يصلوا بعد إلى العاصمة الإثيوبية. وتهدف هذه المحادثات إلى وضع حد لنزاع أوقع آلاف القتلى في أكثر من 15 يوما في هذا البلد الذي استقل حديثا عن السودان عام 2011، والذي ينشط المتمردون بصورة خاصة في منطقته الشمالية النفطية وفي شرقه. وكان وزير الخارجية الإثيوبي تادروس ادانوم، الذي تشارك بلاده في وساطة إقليمية منذ بداية الأزمة، صرح، أن "محادثات غير رسمية" ستجري ابتداء من الخميس. حل الخلافات وأفادت السلطة الحكومية لتنمية شرق إفريقيا "إيجاد"، المنظمة الإقليمية التي ستشرف على المفاوضات بين الجانبين، أن هذه المحادثات ستتناول في مرحلة أولى طريقة تنفيذ وقف لإطلاق النار، ثم طريقة حل الخلافات السياسية التي "قادت إلى المواجهة الحالية". واندلعت المعارك في 15 ديسمبر حين اتهم كير خصمه مشار الذي أقيل من منصبه في يوليو 2013 بتدبير محاولة انقلاب. ورفض مشار هذه التهمة واتهم بدوره الرئيس بالسعي لتصفية خصومه. وكانت دول إيجاد وجهت إنذارا إلى الطرفين من أجل وقف الأعمال الحربية في مهلة أقصاها 31 ديسمبر. وأعلنت ممثلة الأمم المتحدة في جنوب السودان هيلدي جونسون الأربعاء، أن بور ومعظم بؤر العنف في الأيام الأخيرة في ولايتي الوحدة والنيل الأعلى "هادئة". لكن مشار الذي يرفض أي وقف لإطلاق النار وأي لقاء مباشر مع سلفاكير في الوقت الحاضر، أعلن الثلاثاء أن المتمردين يزحفون على العاصمة جوبا. نزاع قبلي وأوقع النزاع حتى الآن آلاف القتلى وتسبب بنزوح حوالي 200 ألف شخص. كما وردت معلومات حول عمليات اغتصاب وقتل ومجازر ذات طابع أثني. وفضلا عن الخصومة السياسية القديمة، يتخذ النزاع الأخير أيضا بعدا قبليا إذ أن الخصومة بين كير ومشار تندرج ضمن العداء بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، وتزيد من حدة هذه الخصومة. وأعلنت حكومة جنوب السودان الخميس أن الجيش سيفتح تحقيقا حول المجازر بحق المدنيين. وجاء في بيان، أن لجنة تم تشكيلها "ستحقق حول الأشخاص الضالعين في قتل أبرياء". كما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أنها باشرت جمع معطيات حول "فظاعات" ارتكبها الطرفان في البلاد. وأعرب الاتحاد الإفريقي عن "حزن إفريقيا وخيبة أملها لرؤية أحدث دولة في القارة تنحدر بهذه السرعة إلى أتون النزاعات الداخلية"، وحذر من "حرب أهلية شاملة تكون عواقبها وخيمة على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي".وانشق جنوب السودان عن السودان بعد حرب أهلية طويلة.

323

| 02 يناير 2014