من المطار القديم، كانت الشرق في ضيافة مجلس المحامي عبدالرحمن بن محمد الجفيري، وهو رياضي من الزمن الجميل لعب في نادي الأحرار، أشهر ناد في قطر خلال فترة الستينيات، ثم انتقل إلى نادي الجسرة ولعب هناك كمهاجم، ثم سافر للخارج ودرس القانون، كما عمل في مجلس الشورى لفترة طويلة، وكان من سكان براحة الجفيري التي يقع فيها نادي الوحدة، ثم انتقل إلى الدوحة الجديدة ثم المطار القديم، ونجح في ترشيحه وانتخابه في أول مجلس بلدي في قطر. عبدالرحمن الجفيري: ما زال عالقاً بذهني غرشة النامليت في البداية تحدث عبدالرحمن الجفيري عن رمضان قديماً، قائلا: كانت المعيشة أيام زمان صعبة، وكانت توضع على المائدة بعض الأكلات مثل الثريد والهريس الذي كان في بعض الأحيان يطبخ في البيت والبعض يأتي من الجيران حيث يكثر توزيع وتبادل الأطباق مع الجيران، وكنا نحن الذين نبلغ من العمر عشر سنوات نقوم بتوزيع تلك الأطباق مثل اللقيمات والساقو والنشا والثريد وكنا في قمة السعادة.. كان الناس متجانسين ومتكاتفين. وأضاف: كنا نسبح من الجليب (البئر) في البيت وكان الماء خريج (مالح) ونستحم بالماء العذب يوم الجمعة فقط للذهاب للصلاة، فكانت تواجهنا موجة حر قوية أتعبتنا في الصيام ولكن انتهت تلك الفترة الزمنية الصعبة ومرت بسلام. وتابع: ولكن رغم ذلك فإن أهل قطر يستقبلون رمضان استقبالا عظيما لما لهذا الشهر من فضائل فهو شهر الخير والبركات وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والإكثار من قراءة القرآن وعمل الختمات، والإكثار من الطاعات وعمل الخير، وصلة الرحم بين الأقارب، فترى المساجد عامرة بالمصلين من كبار وصغار وبخاصة في صلاة التراويح، وبعد التراويح يذهبون للمجالس، لأنها تعتبر تعليما للصغار والشباب وكانوا يقولون دائماً المجالس مدارس لما فيها من استفادة كبيرة وتعاليم للأخلاق واحترام الكبير. جدي كان في لجنة سالفة البحر كما أعاد الجفيري ذكرياته مع جده، الذي كان أحد أعضاء ما يسمى بـسالفة البحر، قائلاً: كان مجلس جدي محمد بن إبراهيم الجفيري عامرا بالرواد وكبار السن والوجهاء والنواخذة، ويأتيه الرواد من كل حدب وصوب، وكان لديه سفن غوص كثيرة أذكر منها الطالبي والمقديم والدانة كبيرة الحجم، كما كان جدي عضوا ضمن لجنة (سالفة البحر)، وهو مجلس يشبه المجلس القضائي لأهل البحر، أمر بتشكيلها الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في الأربعينيات من القرن الماضي، ويتكون من أهل الغوص والبحر أذكر منهم راشد بن خليفة الهتمي ومحمد بن راشد العسيري ومحمد بن خالد الغانم، وشخص آخر عائلة البدر لا يحضرني اسمه. وعن نشاطاته الرمضانية بعد الإفطار، أضاف: كان يقام ملتقى في سوق واقف حيث تباع مختلف أصناف البضائع، وأنا ما زال عالقاً بذهني غرشة النامليت بوتيله وطعم العصير فيها جميل ولذيذ، وكنا نأكل الكباب المشوي على الفحم رغم قلته في تلك الأيام، وكانت مصاريفنا بسيطة جداً، وأذكر كنا نأكل الجراد ونضعه في جيوبنا ونتلذذ بأكله، وكذلك نصطاد الطيور بطريقة الحبال بالفخ، ونلعب الألعاب الشعبية المعروفة، فكانت الحياة بسيطة في تلك الفترة، ولم تكن هناك سيارات كثيرة، بل كنا نذهب للفرجان سيراً على الأقدام كمجموعة أطفال وشباب. أما عن البراحة، فتحدث قائلاً: كانت هي ملتقى لأهل الغوص والنواخذة وأهل البحر، وذلك قبل استعدادهم للدهشة في البحر قبل الغوص وتجهيز السفن وكل ما يحتاجه الغوص خاصة أنهم يدخلون الغوص في فترة تتراوح بين الشهرين وأكثر من ذلك، ويذهبون للمغاصات والهيرات المعروفة في أعالي بحار قطر. واختتم: أذكر كانت الدوحة صغيرة بمناطقها، التي كانت تشمل منطقة شرق، حيث كان فريج الهتمي والسلطة والنصر والخليفات والبدر، والجسرة والبدع، ومشيرب، والبحارنة، والناس كانت في مودة ومحبة وتواصل. خليل الجفيري: شارع الكهرباء كان وجهتنا المفضلة في رمضان تحدث الكاتب الصحفي والتربوي خليل الجفيري، قائلا: مظاهر رمضان تختلف من جيل إلى جيل، فكانت أيامنا جميلة رغم البساطة، فأذكر كان الأهل يعطونا الملات الزرقاء ويضعون فيها الهريس واللقيمات والساقو، والنشا والثريد والعيش واللحم وما يتوفر في البيت وذلك لتبادل الأطباق بين الجيران. وتابع: كنا نتبادل الأطباق مع الجيران، وكانت وظيفة الشباب البحث عن البيوت وإرسال الأطباق لهم، وكذلك نحضر بعض الأطعمة منهم، فكان الطعام القادم من الجيران له مذاق خاص، وعندما كنا صغارا كنا نأكل ما تبقى في مضرابة الهريس وكانت الوالدة تنهرنا. أما ليلة القرنقعوه كنا نتجهز لها بشكل خاص، وكانت فرحتنا كبيرة آنذاك، وكنت أتنافس مع محمد الجفيري على من يحصل أكثر على الحلويات والمكسرات، وكان بيت الدرويش هم من يوزعون القرنقعوه، ويضعون لنا الأربع آنات ونصف الروبية وكنا نفرح بذلك. وأضاف خليل الجفيري: كان شارع الكهرباء في ستينيات القرن الماضي يعج بالحركة والنشاط في ليالي رمضان فكثر الرواد يأتون من كل حدب وصوب من مناطق قطر، ويأتون خصيصا للمشي وملاقاة الأصدقاء والأحباب وأكل الكباب وسندويتشات الفلافل والقطايف والبسبوسة وغيرها وكانت هذه الأطعمة نراها لأول مرة مع توافد أهل الشام ولبنان للدوحة، وكانت هناك مطاعم كثيرة ومحلات جديدة، وكان الكل يحرص على المشي في الشارع. وتحدث خليل عن قصة طريفة، قائلاً: بالصدفة وأنا في الطائرة التقيت بأحد العاملين العرب وتناقشنا عن شارع الكهرباء وذكر أنه كان صاحب مطعم فلافل في شارع الكهرباء، وكان يضع مع خلطة الفلافل صرة جت (البرسيم) بدلا من البقدونس لتكون خضراء، وكما نعرف أن البرسيم يعطى كعلف للحيوانات، لأكتشف من صاحب المحل أنه كان يطعمنا (جت). وأكمل: ومن الطرائف التي حدثت لي في البراحة، عندما طلب مني عبدالرحمن الجفيري أن أعطيه ماء وكنا على سطح البيت وكنت ناويا أن أقفز إلى بيت جاسم المفتاح، وسقطت في ليحله وكان فيها ماء وكدت أصاب بإصابات خطيرة وأنقذوني. وتابع خليل قائلا: كنت رياضيا ولعبت في نادي الوحدة في فريق الناشئين في مركز الهجوم، وأذكر كان حارس المرمى الفنان علي عبدالستار، ومعنا اللواء الدكتور عبدالله المال وفرج مفتاح رحمه الله، وعبدالله أبوسيول، وماجد الصايغ ومحسن ذياب (رحمه الله) وغيرهم، كما شاركت في الدورات الرمضانية الجميلة التي تقام في الفرجان، وكنا نستفيد من أضواء كشافات الشارع، وكانت الدورات تفرز مواهب كروية وتضمها الأندية. محمد الجفيري: في دخان كانت الحياة متطورة عن الدوحة تحدث الأديب والشاعر محمد بن محمد الجفيري، قائلا: الذاكرة تحتوي على أجمل صور الماضي الجميل، أتذكر عندما كنا أطفالا صغارا كنت أحب أن أرى صورة مدفع رمضان وذلك عندما يطلق الواردة ويظهر منها ضوء أحمر يحمل براشوت، وكنا نتسابق ونجري بسرعة من أجل الحصول على هذا البراشوت وهذه قمة المتعة، وصورة توزيع الأطباق في رمضان على الجيران، وكنا نصلي صلاة التراويح في المسجد وكذلك القيام، ثم نذهب للنوم حتى موعد الغبقة ثم يوقظوننا من النوم ونأكل عيش البرنيوش والسمك، وبخاصة سمك الصافي هذا الغالب، أو المجبوس على السمك، كما أذكر كان المسحر فيروز يسحر في فريج براحة الجفيري وصوته جميل. وأضاف: كنت أذهب لقضاء إجازتي في دخان، حيث كانت مدينة دخان مختلفة عن الدوحة وتنبض بالحركة والنشاط والبيوت كانت منظمة، فكنا هناك نذهب إلى الميز ونأكل بعض الوجبات التي أسعارها رمزية، وكذلك نشتري برخصة من الكانتين من الشركة الذي يحتوي على أصناف مختلفة من البضائع التي كانت تأتي معظمها من لندن، كما شاهدت الأفلام في سينما دخان المفتوحة في الهواء الطلق، وكان عمي أحمد الجفيري عندما ينزل الدوحة يحضر لنا أجود أنواع الحلويات والشوكولاتة والأجبان ونحن نستأنس ونأكلها بتلذذ. واختتم محمد الجفيري حديثه عن معرض الكتاب واقبال الشباب على التأليف قائلا: وزارة الثقافة دعمت وشجعت الشباب القطري وحفزتهم وأشعلت حماسهم على الاقبال على التأليف، وكانت قد اقامت معرض الكتاب في رمضان وحظي بإقبال كبيراً، وقد ألفت العديد من الكتب منها ديوان وهج الشوق، الخمسون، صور من الذاكرة، وكان آخر اصدار لي رواية 1972 صدفة خير من ألف ميعاد، ونتمنى مواصلة الدعم من الوزارة. علي الجفيري: الجمعية التعاونية كان لها دور اجتماعي مهم قال السيد علي الجفيري مدير إدارة التعاون بوزارة العمل سابقاً: كنا في السابق مشرفين على كل الجمعيات التعاونية في قطر وكان الهدف خدمة أهل قطر والمقيمين، وهو توفير متطلبات المواطنين بأسعار أفضل من السوق وتكون إدارتها بواسطة المساهمين، وكان لها دور كبير في تخفيض الأسعار وجودتها، كما استفاد المساهمون من عائد على المشتريات بالإضافة إلى أرباح سنوية، وفي شهر رمضان كانوا يوزعون عليهم تمويلا شاملا منوعا من الجمعية ويوفر عليهم الكثير، وليس كما حدث الآن أصبحت شركة الميرة، وأذكر في الجمعية العمومية لم يوافق أغلب المساهمين وأنا كنت معترضا على تحويلها إلى شركة تجارية وربحية ولها مجلس إدارة مختلف وأصبح مديروها أجانب لأنها شركة ربحية وليست خاصة بالقطريين، واليوم أصحاب أكبر عدد من الأسهم هم من يتحكم في الأسعار. أحمد الجفيري: الحوادث والمخالفات تقل كثيراً في رمضان كان من ضمن الحاضرين في مجلس عبدالرحمن الجفيري العميد متقاعد بوزارة الداخلية أحمد بن جاسم الجفيري الذي تحدث عن العمل في وزارة الداخلية قائلا: نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك قبله بفترة وذلك لضمان إجراء ترتيبات مسبقة ونكون جاهزين، حيث نكثف العمل وتنشط الدوريات في الليل على جميع الأماكن وخاصة الهامة والحيوية وكذلك المناسبات مثل القرنقعوه، وكذلك العشر الأواخر حيث يستعد الجميع لشراء لوازم العيد والتحضير له. وأضاف: كانت إدارة العلاقات تقوم بتوجيه المواطنين عبر البرامج سواء في الإذاعة والتلفزيون، وكذلك كنا بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وبعض المواطنين من أهل الخير نقوم بالمشاركة بتوزيع بعض الحاجات الخفيفة مثل التمر واللبن والماء وذلك لإفطار السائقين من الصائمين القادمين للدوحة والخارجين منها على مداخل الدوحة والخور والرويس وغيرها. وتابع: الحوادث والسرقات تخف كثيراً في شهر رمضان عن بقية الشهور، كما أن الشرطة المجتمعية بعد تكوينها ووجود كفاءات متخصصة لديها مؤهل عال قد قربت التواصل بينهم وبين المواطنين في مختلف الأحياء، وتوفير مساعدات مالية واجتماعية وتنسق مع الأسر على حل المشاكل المحلية قبل ذهابهم إلى المحاكم، وكنا سعداء بالتواصل مع المواطنين. وأكمل حديثه: أذكر من القضايا التي حققت فيها ونجحت في النهاية من حل المشكلة حيث جاءت امرأة قطرية تريد مقابلتي وقالت أنقذوني وتحدثت عن طلاق ابنتها ولا تستطيع ارجاع المهر وعندها باقي يومين محكمة والقاضي أمر بتوفير المبلغ عاجلا، وهي لا تملك الأموال لأنها سرقت كما ذكرت، وقالت شغلنا طباخ لا نعرف اسمه وليس لدينا اثباتات ولا رقم هاتفه، وقالت البنت لقد رأيته يتحدث مع عامل النظافة وربما يعرف مكانه، فاتصلنا بقسم النظافة وطلبنا الشخص وبالفعل تعاونوا معنا، واعترف العامل وأعطانا الاسم إذ كان لديه أخ موقوف بشرطة العاصمة، وتتبعنا القضية ونجحنا في إخراجه من التوقيف بالعاصمة، وتمكنا من معرفة مكان أخيه، وأخذنا إذنا من النيابة للتفتيش وفي الليل وهو نائم داهمنا الشقة ووجدناه، واعترف بالسرقة، وكانت النقود محفوظة لديه وقد صرف منها حوالي ألفي ريال، وأبلغنا العمليات بما حدث، وطلبنا من وكيل الادعاء العام طلب تسليم المبلغ لهم، وكانت المهمة صعبة لأنها لابد من إنجازها في وقت قصير وأنقذنا العائلة القطرية وأدخلنا السرور عليهم.

نواصل حديثنا في الجزء الثاني مع ضيف مجلس الشرق راشد بن حصين الرمزاني النعيمي وهو يتابع حديثه عن ذكريات الزمن الجميل، ونتطرق لعدة مواضيع مختلفة منها عمله في البلدية ثم تعيينه مديراً لمكتب وزير الكهرباء والماء ومشواره الطويل مع الرياضة. كان الشراء في كانتين الشركة الذي يبيع أفضل الأصناف من المواد الغذائية المختلفة والبضائع التي استوردت خصيصا من بريطانيا وتباع بأسعار رمزية والبيع مقصوراً فقط على الموظفين الأجانب (الأوروبيين)، وممنوع بيع تلك الأصناف للموظفين القطريين. شغل وقت الفراغ إما بالزيارات أو الذهاب للسينما أذكر كنا نشغل وقت فراغنا بعد نهاية الدوام الرسمي وخاصة بالليل سواء بالزيارات والمرور على الأصدقاء والمعارف أو الذهاب للسينما، أو في النادي أو الاستماع لحفلات السمر مع الأصدقاء كانت حياة بسيطة رغم صعوبتها، وعشناها بحلوها ومرها، وللأمانة استفدنا، نحن القطريين العاملين بالشركة، من تعليم اللغة الإنجليزية وكذلك دراسة اللغة العربية والاحتكاك بخبرات وثقافات مختلفة زادت من رصيدنا المعرفي، وساهمت في تطورنا في أعمالنا وساهمنا في بداية النهضة في قطر. نادي دخان أول نادٍ تأسس في قطر نظراً لتواجد ثقافات مختلفة فقد تأسس أول نادٍ رياضي في منطقة دخان كان ذلك في عام 1948 وأطلق عليه (نادي دخان الرياضي) وكان أغلب لاعبيه ومنتسبيه من الإنجليز والهنود ثم بدأ تدريجيا دخول أعضاء ولاعبين من الشباب القطري والعربي العاملين بالشركة. بعد فترة تم تقسيم الأندية إلى ثلاث فئات فهناك نادي دخان للموظفين الشهريين، ونادي اتحاد العرب للموظفين اليوميين الذي كان يضم أغلب لاعبيه من قطر والعرب وكانت شهرته كبيرة، وهناك نادٍ خاص مع المارينا وهو مخصص لكبار موظفي الشركة من الأوروبيين الأجانب فقط. كما يوجد في منطقة امسيعيد نادي امسيعيد للموظفين الشهريين واتحاد العرب لليوميين وقد ترأست نادي اتحاد العرب في امسيعيد قبل ترقيتي لمصاف الشهريين. وفي دخان كنت أحب العمل التطوعي وقد ترأست نادي اتحاد العرب الرياضي عبر انتخابات الجمعية العمومية للنادي، كان النادي عبارة عن مبنى إداري مقدم من الشركة، ويمارس فيه النشاط الاجتماعي مثل البليارد، والكيرم، والدامة، وغيره من الألعاب الداخلية، والنشاط الثقافي الذي انطلقت شرارته الأولى من دخان وكان لدينا مجلة المشعل الشهرية ومكتبة مزودة بمختلف الكتب، ومن أنشطتنا الاجتماعية كنا نقوم برحلات برية وبحرية، كما نقيم حفلات خاصة للموظفين تتخللها أمسية فنية جميلة، وكنا نستقبل ضيوف الشركة من أندية خارج قطر من الكويت والعراق والبحرين وأبوظبي وغيرها ونتبادل الزيارات ونلعب المباريات في كرة القدم وكرة الطائرة ولعبة الهوكي، وكنا دائما متعاونين ونشيطين، وكان هناك ملعب كرة قدم من الطين مرشوش عليه نوع من مشتقات البترول تقام عليه المباريات والتمارين ويقع النادي في منطقة العمال يسار مدخل دخان. كان النادي يقيم مهرجانات كل عام منذ أواخر الخمسينيات، ويدعو لها بعض الأندية التابعة للشركة وتقام مباريات في مختلف الألعاب ويحضر هذه المباريات كبار الشخصيات والجماهير التي تعشق كرة القدم. وكان يضم نخبة مميّزة من لاعبي كرة القدم في تلك الفترة، أذكر منهم إدريس سلمان السليطي، جاسم علي، حمد بن منصور الهاجري وناصر بن منصور، سعيد بن مرشد المهندي، أحمد العثمان، ومحمد العثمان، وسالم رزق، وأحمد صالح المهندي، وبلال الهتمي، وسعد ربيعة، ومحمد عيد، دخيل مسعود، يحيى بلاونه وغيرهم. كما ترأست الهيئة الإدارية بنادي دخان الرياضي بعد ترقيتي لمصاف الموظفين الشهريين عبر انتخابات الجمعية العمومية للنادي بتاريخ 4/‏11/‏1964 وهذا عمل تطوعي وكنت أحب العمل التطوعي لخدمة بلادي في كل مكان رغم المسؤولية الكبيرة ألا أنني نجحت في أداء مهمتي بنجاح، وهذا يختلف عن نادي اتحاد العرب من ناحية المبنى والإمكانيات والأجهزة والأدوات وفيه بركة سباحة وغيره من وسائل الترفيه للموظفين، كانت تقام فيه ندوات ثقافية وبرامج ترفيهية، وبرامج رياضية وبرامج اجتماعية، ومكتبة ثقافية متنوعة ويوجد بها جرائد ومجلات عربية وأجنبية وقد استفدنا وزادت ثقافتنا من المكتبات بدخان. انتهاء علاقتي بالشركة عام 1968 بعد صدور قانون التقاعد حاولت استغلال الفرصة وطلبت من الشركة أنني مؤهل لمنصب رئيس العلاقات العامة بعد استقالة الرئيس وبقي المنصب شاغراً، وأنني قطري ومؤهل لهذا المنصب حيث لديَّ الشهادة الثانوية وكذلك لديَّ إلمام كامل باللغة الإنجليزية قراءة وكتابة، وخبرة في مجال العمل الإداري واحتكاكي بمديرين سابقين، أو أقدم استقالتي وأتقاعد وأعطوني حقوقي، فكانت الإجابة بأنني لا أستحق المنصب وما زلت صغير السن على التقاعد، حاولت التفاهم معهم ولكن أوصدت جميع الأبواب في وجهي وقررت مقابلة نائب الحاكم في تلك الفترة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وطرحت عليه المشكلة وشرحت تفاصيلها، وأمر سموه السيد سعيد المسحال المنسق العام وحلقة الوصل بين الشركة والحكومة بإرسال كتاب للشركة إما تعيينه في إحدى الوظائف الشاغرة أو إعطاؤه حقوقه وإحالته للتقاعد حسب طلبه، بعد الكتاب أعطوني حقوقي من قبل الشركة وغادرتها نهائياً في عام 1968م، وكان آخر راتب تقاضيته هو (1600) ريال، وكان في ذلك الوقت ممتازا، حتى بعض الموظفين الأجانب كانوا يتقاضون رواتب شهرية في حدود بين ( 1800 ريال – 2500 ريال). عُينت مدير مكتب وزير الكهرباء والماء أذكر قصة تعييني في وزارة الكهرباء والماء، عندما علمت أن وزير الكهرباء والماء يبحث عن مدير مكتب، فقد قررت مقابلته، وبالفعل ذهبت أنا ومعي راشد بن ناصر الجبر النعيمي إلى منطقة الثقب بالشمال حيث إن الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني وزير الكهرباء والماء كان في رحلة برية، وهناك قابلناه وكلمناه بأنك أنت في حاجة لمدير مكتب وعرفته باسمي وخبرتي وإجادتي اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة من خلال عملي الطويل بالشركة بالإضافة إلى خبرتي العملية في البلدية والشركة ورغبتي في الالتحاق بالعمل معكم والأمر لكم، قال لي وصلت خير، تعشوا معنا وغداً في الصباح راجعني في الوزارة، اعتذرنا بلباقة ولكنه أصر علينا بتناول العشاء معهم. وفي اليوم الثاني ومنذ الصباح الباكر وحسب الموعد كنت متواجداً في مكتبه بالوزارة، وأعطاني كتابا موجها إلى سعادة عيسى بن غانم الكواري مدير مكتب سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وتمت الموافقة على تعييني مديرا لمكتب سعادة وزير الكهرباء والماء الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، كان ذلك عام 1972م بدرجة كبار الموظفين (سنيرستاف) واستمررت في أداء عملي بهمة ونشاط وإخلاص وأمانة طوال فترة عملي وشاركت في العديد من المؤتمرات ورافقت الوزير في بعض المهمات الرسمية التي تتعلق بعمل الوزارة واستمررت في العمل حتى تقاعدت في عام 1989م. في مباراة نادي قطر والمحرق البحريني بالبحرين في الستينيات الوزير عمل على زيادة قوة الكهرباء وإنشاء محطات جديدة وكنت شاهدا على عمل الوزارة خلال فترة عملي بها حيث كانت محطة الكهرباء التي في مشيرب تشتغل على الديزل ولا تكفي حاجة البلاد ودائماً تتعرض للانقطاع وخاصة خلال فترة الصيف بسبب الضغط الشديد، وكذلك محطة رأس أبوعبود، وقد بذل سعادة الوزير جاسم بن محمد آل ثاني جهوداً كبيرة من أجل تطوير وزيادة قوة الكهرباء في المحطات الموجودة، والعمل على إنشاء العديد من المحطات مثل رأس أبوفنطاس وامسيعيد وغيرها، وكان يتنقل في المناطق لاختيار المنطقة التي تصلح لبناء محطة عليها، وتم عمل البنية التحتية في كل المناطق، كما بذل الجهد من أجل بناء محطات المياه وحفر العديد من الآبار في مختلف مناطق قطر وتوصيلها إلى جميع مناطق قطر عبر التمديدات. كما عمل على جذب الكوادر المؤهلة من المهندسين القطريين للعمل في الوزارة فقد عيّن المهندس محمد يوسف العالي مديراً لإدارة الكهرباء، وعيّن المهندس أحمد عيسى الجتال مديرا لإدارة المياه، وزاد عدد المهندسين في الوزارة سواء في إدارة المياه أو الكهرباء. قصتي مع الرياضة كنت شغوفاً بالرياضة وبدأت العمل في مجال الرياضة في مدينة دخان وامسيعيد من خلال عملي في نادي اتحاد العرب في امسيعيد حيث كنت سكرتيراً ثم رئيساً، وهذا النادي مخصص للعاملين اليوميين من القطريين والأجانب، أما نادي دخان فهو مخصص للموظفين الشهريين، وقد استفدت خبرة كبيرة في مجال العمل الإداري بالأندية من خلال احتكاكي بالكثير من الخبرات الإدارية، وأذكر كان نادي اتحاد العرب بدخان قد شارك في دوري كرة القدم، ولكن بعد ذلك تم إصدار قرار يمنع مشاركة أندية الشركات في الدوري القطري من قبل اللجنة الرياضية، بعد ذلك قررنا كمجموعة الانتقال في أوائل الستينيات والانضمام إلى نادي قطر كإداريين ولاعبين وأصبحت من أعضاء النادي، ثم ترأست النادي الذي كان يقع بين البدع والرميلة في فترة من الفترات خلال حقبة ستينيات القرن الماضي كما أذكر ترأس النادي محمد بن ناصر النعيمي وعلي بن ربيعة الكواري وأحمد بن راشد الكواري وعلي السويدي، كنا كأعضاء ندفع الاشتراك، ونتساعد في دفع بعض مصاريف النادي وتكريم اللاعبين ودعوتهم للعشاء.بعد دمج ناديي قطر والعروبة تحت مسمى الاستقلال في عام 1972م وأنا من طرح هذا الاسم، كنت عضوا في الإدارة، وتم ترشيحي لعضوية الاتحاد القطري لكرة القدم في عام 1972 والذي ترأسه الشيخ/‏ جاسم بن حمد آل ثاني وزير التربية والتعليم وذلك عندما تم إنشاء رعاية الشباب. **في إيطاليا مع وزير الكهرباء والماء الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في أوائل الثمانينيات عملي في اللجنة الأولمبية القطرية قفزة نوعية أما بالنسبة للنقلة النوعية في حياتي الرياضية، فقد كان ذلك عندما أنشئت اللجنة الأولمبية القطرية بتاريخ 14 مارس 1979، حيث تم تعييني مدير مكتب رئيس اللجنة، وأمين عام اللجنة، ثم تم تعييني نائب رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، كانت فترة صعبة وواجهتنا العديد من التحديات لكننا بجهود وإخلاص المسؤولين نجحنا في تخطيها وحققنا قفزة نوعية منها تشكيل ستة اتحادات أذكر منها كرة القدم وكرة الطائرة وتنس الطاولة وكرة اليد وكرة السلة وألعاب القوى، وأول ما قمنا به هو إصدار قرار بتفريغ اللاعبين للمنتخبات ومعاملتهم وكأنهم على رأس عملهم وذلك من أجل تحقيق الإنجازات، وتم التعاقد وجلب أفضل المدربين للأندية والاتحادات والاهتمام بالمراحل السنية المختلفة، وتخصيص ميزانية الاتحادات والأندية الرياضية، إنشاء الملاعب، وإنشاء مقار الأندية النموذجية بالتعاون مع المجلس الأعلى لرعاية الشباب الذي كان يشرف على الرياضة في تلك الفترة برئاسة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كذلك الانضمام للجنة الأولمبية الدولية والاتحادات القارية والدولية، وتأهيل الكوادر القطرية للاتحادات والأندية، والمشاركات الخارجية للفرق والأندية ونجحنا في تواجد المنتخبات القطرية في أغلب البطولات ثم بالتخطيط السليم نجحنا في تحقيق الإنجازات العربية والقارية والعالمية، وأول إنجاز في بناء المنشآت تم بناء صالة خليفة الرياضية بمواصفات دولية لألعاب اليد والسلة والطائرة. وبصفتي نائب الرئيس شاركت في العديد من الاجتماعات الدولية المتعلقة باللجنة الأولمبية الدولية، واللجان الوطنية الأولمبية (الأكنو) واللجان الرياضية العربية، وترأست العديد من البعثات القطرية، وكان أولها المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية عام 1982 م بالهند، كما ترأست بعثة قطر إلى أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 وحقق منتخب قطر في كرة القدم نتائج جيدة بالإضافة إلى اتحاد ألعاب القوى وكانت مشاركة ناجحة. **حوار مع اخوان انطونيو سمرانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سابقا أسعدنا إسناد تنظيم بلادنا قطر الغالية لمونديال 2022، وذلك عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم في 2010، ونظراً لصغر مساحة قطر وقلة عدد سكانها، لكنها تفوقت على دول كبيرة وذلك بفضل أفعال وعقول رجالها، وخطفت منهم تنظيم كأس العالم، لقد كانت مفخرة كبيرة لأبناء قطر والدول العربية بأن ينظم المونديال ولأول مرة في دولة عربية وشرق أوسطية وسيخدم ذلك البلدان العربية، كانت هناك عقول تخطط من أجل استضافة قطر لهذا المونديال، وهناك من ينفذ من قبل كوكبة من المهندسين القطريين، لقد كانت الاستعدادات كبيرة وكانت الإرادة القطرية قوية ودارت عجلة العمل ليل نهار من أجل بناء المنشآت الرياضية والبنية التحتية والجسور والطرق والأنفاق، وتشييد الفنادق وغيرها من المرافق الخاصة باستضافة المونديال. لقد أبدعت العقول القطرية في الأفكار المستوحاة للملاعب، فهناك استاد البيت الذي يقع في مدينة الخور وصمم وشيّد على هيئة (بيت الشعر) القطري العربي وهذا يجسد العراقة والتراث والتاريخ العريق للأمة العربية، ويوجد به فندق لمشاهدة المباراة، وهو صديق للبيئة وستقام عليه مباراة افتتاح منتخبنا القطري، وهناك استاد الثمامة المستوحى من (القحفية) القطرية، واستاد 974 برأس أبوعبود، واستاد لوسيل المستوحى من إناء عربي بزخرفة عربية وإسلامية وستقام عليه المباراة النهائية، بالإضافة لاستاد خليفة الدولي واستاد أحمد بن علي بأم الأفاعي وجوهرة الصحراء استاد المدينة التعليمية، واستاد الجنوب بالوكرة المستوحى من البيئة البحرية، وتتميّز قطر، وهذا هو المهم، بقرب الملاعب من بعضها وسهولة الوصول لها في وقت قصير وبيسر وأمان من خلال قطارات الأنفاق (المترو) وتوفير المواصلات، وشبكة الطرق والأنفاق التي تصلك بكل الملاعب في أسرع وقت ممكن، وأتمنى النجاح للمونديال في قطر والتوفيق للعاملين فيه. وبما أنني رياضي ونائب رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، فإنني أتمنى أن يطيل الله في عمري وسأشهد حضور مباراة الافتتاح التي يلعب فيها منتخب قطر وسأكون في مقدمة الحاضرين مع الجماهير في هذا الحدث العالمي، وأهنئ قطر بنجاح تنظيم النسخة العاشرة الاستثنائية من كأس العرب واعتراف الفيفا بها وكانت تجربة مفيدة قبل انطلاق المونديال بسنة والمركز الثالث الذي حققه منتخب قطر جيد، حيث تفوّق على منتخبات عربية عريقة. **وفد اللجنة الأولمبية رشحوني للدراسة الجامعية في لبنان لقد تم ترشيحي وابتعاثي للدراسة في الجامعة بمدينة بيروت اللبنانية، وقد فكرت بالموضوع في تلك الفترة وذهبت هناك للدراسة، ولكن لم يعجبني الوضع في بيروت ولظروف خاصة لم أكمل الدراسة الجامعية ورجعت للدوحة. اشتغلت رئيس كتبة بالبلدية بعد العودة من بيروت تقدمت للعمل في البلدية، وهناك عينني رئيس البلدية محمد درويش بوظيفة رئيس الكتبة، واستمررت في العمل هناك حوالي سنتين، وبعدها انتقلت من البلدية. **في افتتاح الألعاب الآسيوية بالهند 1982 محمود عباس وضع نظام التقاعد بالشركة يحسب للسيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أنه أول من أوجد وصاغ قانون التقاعد وأجبر الشركة على تطبيق نظام التقاعد وإعطاء الموظفين والعمال حقوقهم بعد التقاعد، لأنه مفتش عام العمل من قبل الحكومة، وكان دائماً يساعد الموظفين والعمال القطريين ويستمع لمشاكلهم ويحاول إيجاد الحلول المناسبة التي تكون في صالحهم، وأذكر أن هذا القانون جاء في صالحي، وأصررت على الشركة أن يعطوني منصب مسؤول في العلاقات العامة بعد استقالة الرئيس السابق أو يعطوني حقوقي وأغادر الشركة لكنهم رفضوا. اقرأ أيضا: راشد النعيمي لمجلس الشرق: ممنوع دخول القطريين نادي الأوروبيين **راشد حصين النعيمي نائب رئيس اللجنة الأولمبية- 1979

اعاد مركز قطر للتراث والهوية -التابع للحي الثقافي كتارا- الجمهور إلى ذكريات الزمن الجميل من خلال الكثير من الفعاليات التراثية المتنوعة التي قدمت لهم عبر جناح متكامل، وذلك بكورنيش كتارا، احتفاءً باليوم الوطني. وقد ركز المركز على إحياء التراث والهوية وتأصيل القيم القطرية من خلال ابراز الهوية الوطنية وتعزيزها لدى الناشئة والشباب وغرس الحس الوطني لديهم، فضلاً عن تسليط الضوء على اصول الهوية القطرية وتاريخها والتوعية المجتمعية من خلال اظهار العادات والتقاليد القديمة، والتعريف باهمية الهوية التاريخية والحفاظ عليها واظهار المزج بين الماضي والحاضر ومدى ارتباطهم بالهوية والتعريف بها للاجيال الجديدة مثل حياة البر والبحر والحكايات الشعبية والعمارة وغيرها.. وقام المركز صباح اليوم بعرض معلومات من خلال شاشات عرض يتخللها بعض الصور المعبرة عن المواضيع المطروحة ومعلومات مفيدة تصل إلى شتى الاعمار منهم الناشئة وطلاب المدارس والكبار مواطنين ومقيمين بحيث تعبر المواد المعروضة عن الهوية القطرية واهمية الانتماء والولاء للوطن، وقدم اعماله المتميزة وفقراته الجماهيرية المتنوعة من خلال التعاون الناجح مع متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ومدرسة النهضة الابتدائية النموذجية للبنات حيث تم تقديم فن المراداة وهي رقصة شعبية تقوم بها النساء قديما في وقت الافراح والاعياد والمناسبات السعيدة وعودة الغواصين من رحلة الغوص"الردة" للتعبير عن فرحتهم واشتياقهم للاهل بعد غياب يدوم شهور طويلة، وقد تراوحت اعداد المشاركين في فن المراداه بين 15 الى 20 فتاة قاموا بتادية رقصات عفوية ناتجة عن هويتهم البيئية ،والمراداة لا تصحبها اي آلات موسيقية وتعتمد على حركة الارجل وتردد الصوت الجماعي للنساء والفتيات تجسيدا للمجتمع الواحد المتماسك المتلاحم... التراث القطري وفي هذا الإطار أكد الدكتور خالد يوسف الملا،مديرعام مركز قطر للتراث والهوية، ان الهدف من هذه الاحتفالات هو احياء التراث القطرى وترسيخ هذه العادات لدى الاطفال لتكون حاضرة عندا لجميع، موضحاً أن جميع الفقرات عكست الصورة التراثية الحضارية خلال الهوية الوطنية والملابس التقليدية وهو ما جذب الجمهور من الكبار والصغار لزيارة هذا الجناح والتقاط الصور التذكارية فيه. ولفت د.الملا إلى أن هناك ايضا العديد من الفعاليات التي حازت اعجاب الجمهور والزوار منها مسابقة وطني هويتي وهي مسابقة تفاعلية تطرح مباشرة على الجمهور والهدف منها هو حث المواطنين من جميع الشرائح على التعبير عن حبهم وولائهم للوطن من خلال رسائلهم الموجهه لوطنهم، وكذلك الحال بالنسبة لقصة وطن وهي عبارة عن مسرحية لشخصين من التراث القطري "ام احمد وابو احمد" يجسدان خلالها الحياة القطرية القديمة واللهجة ويتحدثان عن الماضي وما له من دور في المجتمع القطري ويتم استنتاج اسئلة من خلال حوارهم تم طرحها على الجمهور الذي تفاعل وشارك بقوة وايجابية". إحياء التراث هذا وشهدت الفعاليات احتفالية خاصة بدق الحب وهو حب الهريس والهدف منه ابراز التكاتف الاجتماعي واحياء الجانب التراثي والروحي وتعزيز العلاقات الاجتماعية حيث كانت من اجمل العادات التى كانت سائدة عند اهل قطر وتمثل اروع صورة للتعاون بين اهل الفريج الواحد لاستقبال شهر رمضان المبارك، وكانت الاسر المتماسكة المتلاحمة في المجتمع الصغير من خلال الفريج او المنطقة السكنية خلال شهر شعبان يبدأون في الاستعداد لتوفير وتجهيز المواد الاساسية الخاصة بتحضير الاكلات الشعبية للشهر الفضيل وتتضمن دق وطحن الحب وهو من اهم الوجبات الرئيسية التى تقدم على مائدة رمضان، ومن بين هذه الاكلات الخبيص والعصيدة وخبز الرقاق والثريد والهريس.. وقد تمكن جناح مركز قطر للتراث والهوية من جذب جمهور كتارا في فعاليات اليوم الوطني بفضل الجهود الرائدة التي قامت بها الشيخة نورة بنت ناصر آل ثاني مدير ادارة التراث والهوية بالمركز والمشرف العام على العاليات فيما تالق خالد المهندي مذيع ومقدم الحفل في ادارة الفقرات والجناح في تادية كل الادوار المطلوبة منه ووضح ايضا دور لحدان المهندي مدير المكتب الفني في المركز والذي قدم الدعم اللوجستي المطلوب لانجاح الفعاليات في كل اركان الجناح وايضا دور العكاس الذي قام به حمد البرديني ولاقى صدى رائع عن الاطفال والاهالي وهم يقومون بالتصوير في جناحي البر والبحر .