كشفت الدكتورة هنادي الحمد - قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الإستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل رئيس قسم طب الشيخوخة والرعاية المطولة بمؤسسة حمد الطبية، النقاب عن أنَّ مركز (دعم) قام بتوسيع نطاق خدماته لتشمل إضافة أسرّة خاصة بتزويد المرضى بالعلاج التنفسي عبر أجهزة التنفس الاصطناعي، كما قام بإضافة سريرين مخصصين لمرضى الغسيل الكلوي لتمكين هؤلاء المرضى من الحصول على هذا النوع من الرعاية الصحية داخل المركز دون الحاجة إلى نقلهم لمراكز غسيل الكلى التابعة لمؤسسة حمد الطبية، لافتة إلى أنَّ مركز (دعم) من المراكز التخصصية في مجال رعاية المرضى من المواطنين من الجنسين الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً وبحاجة للرعاية المطولة. وأعلنت الدكتورة هنادي الحمد في حوار لـالشرق استفادة ما يزيد على 6000 مراجع من كبار السن عام 2021 لمختلف العيادات، وأكثر من 3000 مراجع لوحدة العلاج العاجلة، إلى جانب خط الاستشارات الهاتفية العاجلة.. وإلى تفاصيل الحوار: * بداية ما هي الخدمات العلاجية والوقائية المقدمة لفئة كبار السن؟ - تقدم خدمات رعاية كبار السن في مؤسسة حمد الطبية على كافة المستويات بداية من قسم الطوارئ؛ ففي مستشفى حمد العام يتواجد في قسم الطوارئ أطباء متخصصون من قسم كبار السن وطب الشيخوخة للتعامل مع حالات كبار السن، كما يتواجد فريق خاص بالمرضى الداخليين من كبار السن للتعامل مع الحالات الحادة، إلى جانب فريق آخر من أطباء الشيخوخة يتعامل مع حالات الكسور لكبار السن بالتعاون مع أطباء قسم العظام. كما تتوفر خدمات كبار السن في مستشفى الرميلة قسم العيادة الخارجية من خلال العيادات الاستشارية التخصصية التي يتواجد فيها استشاريون على درجة عالية من الخبرة الطبية في هذا المجال، وهذه العيادات هي: عيادة عدم الاتزان والسقوط، عيادة الذاكرة، عيادة الشيخوخة العامة، كما يتواجد خط الاستشارات العاجلة لكبار السن. كما يوفر مستشفى الرميلة خدمات تخصصية لكبار السن ممن يحتاجون إلى الإقامة المطولة بالمستشفى مثل حالات التنفس الاصطناعي وحالات الغيبوبة وحالات التنفس عن طريق فتحة في القصبة الهوائية، كذلك يوجد فريق طبي متكامل ومتخصص للعناية بهذه الحالات وتلبية احتياجاتها الصحية والاجتماعية. كما يقدم مركز قطر لإعادة التأهيل خدمات رعاية تأهيلية والعلاج الطبيعي لحالات كبار السن التي يتم تحويلها لتلقي تلك البرامج العلاجية بالمركز. ** الأولويات الإستراتيجية * كيف تعززون خدمات كبار السن؟ وهل هذا يقع ضمن الإستراتيجة الوطنية للصحة 2018 - 2022؟ - تولي دولة قطر اهتماماً كبيراً بتوفير الرعاية اللازمة لفئة كبار السن في جميع المجالات، وتأتي الرعاية الصحية المقدمة لهذه الفئة ضمن أولويات الإستراتيجية الوطنية للصحة 2018 - 2022، حيث جاءت أولوية شيخوخة صحية ضمن سبع فئات ركزت عليهم الإستراتيجية الوطنية للصحة، حيث تسعى إلى زيادة معدلات أعمار السكان فوق الخامسة والستين بمقدار سنة واحدة وذلك عام 2022م من خلال توفير الرعاية الصحية اللازمة لفئة كبار السن وفقاً لمستويات جودة عالمية تحقق هذا الهدف. ولذا فإن مبادرات شيخوخه صحية التي يتم تنفيذها ضمن الإستراتيجية الوطنية للصحة تعتمد على إجراء دراسات استقصائية لفهم الأمراض التي تصيب السكان المسنين في الدولة، تعزيز الوعي الصحي (محو الأمية الصحية)، تقديم الخدمات والبرامج التي تعزز الشيخوخة الصحية النشطة وتحسن قدرة المسنين على الحركة، تقديم رعاية متكاملة لكبار السن عبر النظام الصحي بما في ذلك الخدمات المجتمعية والرعاية طويلة الأجل، تطوير خدمات رعاية منزلية منسقة ومتكاملة على المستوى الوطني، ورصد وتلبية احتياجات السكان من ذوي الإعاقة الإدراكية. كما تمّ تأسيس وحدة الرعاية الصحية العاجلة لكبار السن في مستشفى الرميلة في صيف عام 2020 وذلك بهدف تسهيل وصول مرضى أمراض الشيخوخة من ذوي الحالات العاجلة والتي لا تشكّل خطراً على الحياة إلى خدمات الرعاية الصحية الآمنة التي يحتاجونها، كما تمّ في مركز قطر لإعادة التأهيل افتتاح أول عيادة لصحة ومعافاة كبار السن في يناير 2021، والهدف من هذه العيادة تقديم خدمات طبية وتأهيلية ونفسية متكاملة لكبار السن. * مواجهة الجائحة * ما هو عدد المستفيدين من خدمات كبار السن في العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ؟ - هناك ما يزيد على 6000 مراجع عام 2021 لمختلف العيادات، وأكثر من 3000 مراجع لوحدة العلاج العاجلة كما يعمل خط الاستشارات الهاتفية العاجلة بصفة يومية ويتلقى عددا كبيرا من الاتصالات يوميا. * خلال ذروة جائحة فيروس كورونا قدمتم خدمات إضافية لكبار السن.. ما هو تأثيرها للحد من إصابة هذه الفئة بالفيروس؟ - تم العمل لمواجهة جائحة كورونا وفق خطة عمل وطنية للاستجابة تعتمد منهجاً متعدد التخصصات ومتعدد القطاعات لضمان حماية صحة وعافية سكان دولة قطر ومن بينها فئة المسنين، وتم تكثيف التوعية المجتمعية لتعريف أفراد المجتمع بالإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وأسرهم من الإصابة بالفيروس، وباستخدام كافة وسائل الإعلام التقليدية والمجتمعية، ووسائل الاتصال الأخرى لإيصال رسائل توعية مبسطة وبلغات متعددة، وفي هذا الإطار تم تكثيف التوعية للأسر وذوي كبار السن بضرورة الحفاظ على وقاية كبار السن من العدوى من خلال التقليل من الاختلاط بالآخرين قدر الإمكان، ومتابعة أي تطور يطرأ على الحالة الصحية للمسن وأي أعراض للإصابة والتوجه لتلقي العلاج فورا. كما نفذنا وبنجاح كبير حملة لتطعيم كبار السن ضد كوفيد- 19 من خلال أماكن التطعيم في المراكز الصحية وحملات التطعيم لفئة كبار السن في المنازل مع الإشارة إلى أنه تم إعطاء الأولوية في تلقي التطعيم لمن تبلغ أعمارهم 65 عاما على الأقل، ومن ثم تم تخفيض الأعمار ذات الأولوية تدريجيا مع تطور حملات التطعيم مع الحفاظ على منح الأولوية لفئة كبار السن. كما أطلقت مؤسسة حمد الطبية برنامج المساعدة الوطني للصحة النفسية خلال جائحة كورونا حيث تم تخصيص دعم نفسي وإرشادي لكبار السن وأسرهم خلال هذه الجائحة، وقد حققت هذه الجهود بالفعل ثمارها في تسجيل عدد من إصابات كورونا بين كبار السن ضمن الحد الأدنى بالمقارنة بدول العالم الأخرى وكذلك تسجيل نسب قليلة من الوفيات بالمقارنة بالإحصاءات العالمية. * خطة وطنية للخرف * نعلم أن هناك خطة وطنية حول الخرف.. هل لكم الحديث عنها؟ وما هي الغاية من هذه الخطة الوطنية؟ - تم إطلاق خطة قطر الوطنية للخرف، بدعم من سعادة الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة، والتي ترتكز على الأركان السبعة للخطة الإجرائية الشاملة لمنظمة الصحة العالمية حول الاستجابة لاحتياجات الرعاية الصحية للخرف 2017 – 2025، والمتمثلة في اعتبار الخرف كأولوية صحية عامة، الوعي باضطرابات الخرف والتعاطف مع من يعانون منها، التقليل من مخاطر الإصابة بالخرف، تشخيص ومعالجة مرضى الخرف وتقديم الدعم لهم، تقديم الدعم للقائمين على رعاية مرضى الخرف، ووضع توصيات النظم المعلوماتية الخاصة باضطرابات الخرف، الاهتمام بالأبحاث والابتكار في معالجة الخرف. وبصفتها عضوا في المرصد العالمي للخرف التابع لمنظمة الصحة العالمية فإن دولة قطر تعمل بصورة حثيثة على رصد وتحليل البيانات والتي ترتكز عليها سياسات وإجراءات خدمات الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الخرف، وضمن محددات هذه الخطة نعمل على تعزيز الوعي الصحي حول صحة كبار السن للوقاية من الإصابة بالخرف، وفي هذا الإطار فقد تم إصدار الدليل الوطني لشيخوخة صحية، وعقد دورات تدريبية معتمدة بنقاط للتطوير المهني في مجال رعاية الشيخوخة لغير العاملين بهذا المجال، وتم نشر دليل إرشادي للمهنيين حول كيفية تقديم المعلومات الصحية بشكل فعال لكبار السن، وتنظيم برنامج تدريبي دولي لمقدمي الرعاية لمرضى الزهايمر. وفي إطار التوعية الصحية لكبار السن، نعمل على إعداد المواد التوعوية والتثقيفية في مجال تعزيز ورعاية صحة كبار السن والوقاية من الخرف، ونشر دليل للمعلومات الصحية بحيث يتواجد في جميع المراكز الصحية والمستشفيات الكبرى، إلى جانب كتيب معلومات للتعريف عن الشيخوخة الصحية المتقدمة، وإطلاق موقع إلكتروني صحي حول الشيخوخة الصحية والحالات السريرية الشائعة لدى كبار السن. وقد قام قسم أمراض الشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية بإجراء عدد من البحوث في مجال جمع البيانات المتصلة بالوراثيات والوبائيات الخاصة بالخرف بهدف تحسين مستوى أبحاث اضطرابات الخرف في دولة قطر والتي تدعم جهودنا الرامية إلى تطوير الخيارات العلاجية لهذا المرض، وأشير هنا إلى أن من أهم عوامل مخاطر الإصابة باضطرابات الخرف ارتفاع ضغط الدم، تدني المستوى التعليمي والدخل المادّي، واستخدام التبغ ومشتقاته، والسمنة، والإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب والشرايين. * كم عدد المصابين بالخرف؟ - ما زالت عمليتا المسح والإحصاء جاريتين فمع زيادة الوعي بالمرض نكتشف العديد من الحالات. ** عيادات للذاكرة * ورد في الخطة الخاصة بالخرف أن هناك تحديات تتعلق بالكوادر المدربة.. كيف يسير هذا الأمر؟ - إنَّ خطة التدريب مستمرة ويتم تدريب الأطباء والتمريض على التعرف على الأمراض الشائعة لكبار السن من خلال دورات تعليمية، كما نستمر في برنامج الزمالة المتخصصة لكبار السن لمواجهة ازدياد الحاجة لتلك الكوادر المدربة. * كم يبلغ عدد العيادات الخاصة بالذاكرة؟ وهل هناك تعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية؟ - توجد عيادة الذاكرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، ومستشفى الرميلة، كما يوجد خط المساعدة الخاص بتقديم خدمات ضعف الذاكرة والزهايمر (راحة) الذي يقدم الرعاية بسرية تامة لمرضى الزهايمر والأمراض الأخرى المرتبطة بالخرف ويقدم الدعم لأسرهم، ولقد تم تفعيل خدمة خط المساعدة ضمن الخدمات الجديدة التي قدمت للمرضى المسنين خلال فترة تفشي فيروس كورونا (كوفيد- 19) تتاح الخدمة بالاتصال على الرقم 40262222 من الساعة 8 صباحاً حتى 3 بعد الظهر من الأحد إلى الخميس. وتقوم عيادة الذاكرة بالاكتشاف والعلاج المبكرين لأسباب ضعف الذاكرة، كما نقدم برنامجا علاجيا خاصا لكل مريض يشمل علاجا دوائيا وغير دوائي وخطة شاملة للعلاج ومتابعة دورية لمعرفة تطورات المرض، كما تقدم برامج تدريبية مخصصة لذوي المريض، ولتجنب التعرض لمشكلات ضعف الذاكرة مع التقدم في العمر فنحن نهدف إلى تشجيع الجمهور على تبني نمط حياة صحية في الصغر للحد من التأثير السلبي للتقدم في العمر، حيث إنَّ هناك الكثير من السلوكيات التي يمكن للفرد القيام بها في وقت مبكر مثل، الحفاظ على مستوى النشاط الجسدي وتناول الغذاء الصحي والاعتناء بالصحتين الجسدية والنفسية وكل ذلك يسهم في الحفاظ على وزن مناسب وجسد صحي سليم مع تقدم السن. * مراكز عناية ودعم * ما هي الخدمات المقدمة للمسنين في مراكز عناية ومراكز دعم التابعة لمؤسسة حمد الطبية؟ وعدد المستفيدين؟ - مركز الرعاية الصحية التخصصية (عناية) يقدم الرعاية المستمرة لكافة المرضى بأهمية فائقة، وتشمل من يحتاجون للرعاية المؤقتة أو طويلة الأمد خارج المستشفى، ولقد تم توسيع مركز عناية للرعاية المستمرة، حيث يقدم خدمات الرعاية الصحية لمرضى الاحتياجات الخاصة في بيئة أشبه بالمنزل، وقد حصل مركز الرعاية الصحية التخصصية (عناية) في العام 2021 على اعتماد مؤسسة بلينتري (Planetree) الدولية كمراكز تميّز في تقديم الرعاية الصحية القائمة على المريض في دولة قطر. أما عن مركز (دعم) فهو يقدم خدمات تخصصية في مجال رعاية المرضى للمرضى القطريين من الجنسين الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً ويكونون بحاجة للرعاية المطوّلة، وقد قام المركز بتوسيع نطاق خدماته لتشمل إضافة أسرّة خاصة بتزويد المرضى بالعلاج التنفسي عبر أجهزة التنفس الاصطناعي، كما قام بإضافة سريرين مخصصين لمرضى الغسيل الكلوي لتمكين هؤلاء المرضى من الحصول على هذا النوع من الرعاية الصحية داخل المركز دون الحاجة للانتقال إلى مراكز غسيل الكلى، ويربط مركز (دعم) للعناية التخصصية بمركز (عناية) جسر علوي يهدف إلى الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والأجهزة والمعدات في كلا المركزين، ولقد تمّ تصميم مركز دعم للعناية التخصصية بحيث يساعد المرضى في الانتقال من بيئة أقسام المرضى الداخليين في المستشفيات إلى مرفق طبي آمن والبقاء تحت الملاحظة الطبية والاستمرار في تلقي الرعاية طيلة الفترة التي يحتاجون خلالها للحصول على الرعاية الصحية التخصصية اللازمة دون التقيّد بقواعد ونظم المستشفيات. وعلى الرغم من أن مركز (دعم) يختصّ بصورة أساسية بالعناية بالمرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية المطوّلة إلا أنه يقوم أيضاً بتوفير العلاج للمرضى الذين يكونون بحاجة للرعاية لفترات قصيرة، حيث يتم العمل مع المرضى وأفراد أسرهم وتمكينهم من استرداد عافيتهم وتعزيز الثقة بالنفس لديهم بحيث يكونوا قادرين على العودة إلى منازلهم في نهاية المطاف، وإدراكاً من إدارة مركز(دعم) لبقاء النزلاء في المركز لفترات طويلة، قامت بإضافة العديد من المرافق التي من شأنها توفير المزيد من الراحة لهؤلاء النزلاء، ومن بين هذه المرافق غرفة مجلس وصالة رياضية لتشجيع المرضى على التواصل الاجتماعي وممارسة النشاطات البدنية ضمن الاشتراطات والإجراءات المتبعة للوقاية من تفشّي فيروس كورونا (كوفيد– 19). وقد استفاد ما يقارب 500 مريض من خدمات المركز التأهيلية والتمريضية، وإعادة دمج المرضى في المجتمع مع أسرهم.

أكدت الدكتورة هنادي الحمد المدير الطبي لمستشفى الرميلة والمدير الطبي لمركز قطر لإعادة التأهيل بمؤسسة حمد الطبية أن متحور دلتا لفيروس كورونا «كوفيد - 19» من أخطر المتحورات على الصحة العامة، وعلى صحة كبار السن بصورة خاصة، على اعتباره من المتحورات الأسرع انتشاراً عن متحورات سبقته، مشددة في هذا السياق على أهمية حصولهم على الجرعة الثالثة المعززة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا «كوفيد - 19». وحول مدى فعالية اللقاحات المعتمدة في الدولة، أوضحت الدكتورة هنادي الحمد قائلة: «إنه لم يتم اكتشاف لقاح تصل فعاليته 100%، إلا أنَّ اللقاحين فايزر –بينتك وموديرنا يشكلان نسبة حماية تصل إلى 95 % خاصة لكبار السن حيال الفيروس وحيال متحوراته، لذا من المهم الحصول على الجرعة الثالثة للإبقاء على معدل مناعة مرتفع، خاصة أن الدراسات السريرية أكدت أن المناعة تبدأ بالانخفاض بعد 8 أشهر من الجرعة الثانية، لذا ننصح كبار السن الذين لم يحصلوا على الجرعة المعززة أن يقوموا بتحديد موعد والحصول عليها لحمايتهم من حدة الأعراض المصاحبة في حال الإصابة بفيروس كورونا». وأكدت الدكتورة هنادي الحمد في حديث لها عبر الهاتف خلال برنامج المسافة الاجتماعية الذي يعرض على تلفزيون قطر، وقنوات الريان وإذاعة قطر، وقناة الكأس أمس، قائلة «إنَّ الآثار الناتجة عن الجرعة الثالثة هي ذات الأعراض الناتجة عن الجرعة الأولى من اللقاح، ونحن لم نسجل أي أعراض مختلفة على كبار السن الذين حصلوا على الجرعة الثالثة». وعرجت الدكتورة هنادي الحمد على أن أهمية حصول كبار السن على الجرعة المعززة لأسباب هي إصابتهم بالأمراض المزمنة، وبعض الأمراض المناعية بسبب بعض الأدوية، لذا من المهم الحصول على الجرعة الثالثة لتعزيز المناعة لديهم، مشيرة إلى أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا لا يتعارض مع أي نوع من الأدوية التي يتناولها كبير السن. ونصحت الدكتورة الحمد في ختام حديثها كبار السن بالحصول على الجرعة الثالثة للمحافظة على المناعة، لحماية أنفسهم وحماية المحيطين بهم.

أوضحت الدكتورة هنادي الحمد المدير الطبي لمستشفى الرميلة وقائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة، أن خدمة برنامج طمأنة كبار السن بدأ من أول بداية الجائحة، فقد أثر بشكل مباشر في ارتفاع نسبة تطعيم كبار السن، حيث تم تلقيح أكثر من 9 من كل 10 أشخاص تجاوزت أعمارهم 65 عاماً وما فوق. وقالت في لقاء لبرنامج المسافة الاجتماعية بتلفزيون قطر إن برنامج طمأنة كبار السن أطلقته إدارة كبار السن بمؤسسة حمد الطبية، ويهدف لمساعدة كبار السن على أخذ التطعيم وإزالة مخاوفهم وتسهيل مواعيدهم والرد على استفساراتهم، وقد حقق الفريق المكلف بالمتابعة نجاحاً. وبدأت تردنا حالات للتطعيم، وزادت نسبة تطعيم كبار السن ولا تزال الجهود مستمرة إلى يومنا هذا. ونوهت أن نسبة التطعيم حققت نجاحاً وهناك نسبة كبيرة لم تأخذ التطعيم وجاري مساعدة هؤلاء من خلال خدمة طمأنة كبار السن لأخذ اللقاح وسيكون ذلك بمشاركة أسرهم وسيقيهم من المتحور الجديد دلتا. وأضافت أنه يتم التعامل مع كبير السن غير المقتنع بأخذ التطعيم، بالتشجيع على اللقاح وكذلك مساعدة أسرهم لدفع كبار السن على الحصول على التطعيم لأنه وقاية لهم وعودة للحياة الطبيعية وتقيهم من أضرار مضاعفات قد تكون صعبة لا قدر الله. وأكدت أن دور الأسر هو تحفيز كبار السن وإقناعهم من خلال بعض كبار السن ممن أخذوا التطعيم ليكونوا قدوة لهم، منوهة أن كل من تلقى التطعيم من كبار السن بصحة جيدة ولا توجد مضاعفات والحمد لله. ونوهت أن التوعية لها دور كبير جداً في تشجيع كبار السن والمحيطين بهم على أخذ اللقاح، إضافة إلى تنظيم حملة إعلامية نظمت عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأهمية التطعيم لفئة كبار السن. وأشارت إلى أن الفترة التي شهدتها قيود الجائحة والتباعد الاجتماعي تسببت لكبار السن بالعزلة التي ترتب عليها نقص الذاكرة لديهم إذ إن العزلة غير محببة لكبار السن والخوف من تعرضهم لأعراض الجائحة أو مخاطر استمرارية الأعراض حتى بعد شفائهم من كوفيد 19، لذلك سيكون التطعيم سبباً في التخفيف عليهم من التعرض لمثل تلك المؤثرات. وحثت الجميع على تشجيع فئات كبار السن لديهم على أخذ التطعيم لحمايتهم من الوباء.

أكدت الدكتورة هنادي الحمد المدير الطبي لمستشفى الرميلة بمؤسسة حمد الطبية، قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة أن التطعيم ضد كورونا ليس له مضاعفات.. ولكن له آثار جانبية للتطعيم مثل أي تطعيم في العالم . وأوضحت الحمد – في مقابلة مع قناة الريان اليوم الاثنين – أن الآثار الجانبية للتطعيم ضد كورونا نعد آثاراً جانبية طفيفة ومنها ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وألم في مكان التطعيم وإعياء عام ولا تكون أكثر من 48 إلى 72 ساعة بعد التطعيم . وحثت الدكتورة هنادي الحمد كبار السن من المواطنين والمقيمين على أخذ اللقاح للوقاية من المرض . وكانت المدير الطبي لمستشفى الرميلة بمؤسسة حمد الطبية قد أكدت أن أعراض كورونا تستمر لعدة أسابيع أو عدة أشهر لدى كبار السن، وتشمل الضيق في التنفس والتعب والإرهاق الشديد غير المفسر، ومشاكل في الذاكرة والتركيز، موضحة أن أخذ اللقاح يساعد في حماية هؤلاء الأشخاص لفترات طويلة من هذه الأعراض . وأضافت أن لقاح كورونا يستهدف ما فوق الـ 60 لأسباب منها ضعف جهاز المناعة لديهم ولوجود أمراض مزمنة مصاحبة لديهم، كما أن مضاعفات للوباء على هذه الفئة خطيرة وقد تسبب الوفاة. وأكدت أن اللقاح معتمد وفعال، وفرصة كبيرة للحماية من خطر هذا الفيروس، منوهة إلى أن اللقاح عبارة عن جرعتين لزيادة مناعة الجسم .

أكدت الدكتورة هنادي الحمد - قائد أولوية الشيخوخة ومدير طبي مستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل التابع لمؤسسة حمد الطبية- أن كبار السن أكثر عرضة لخطر الأعراض المصاحبة للإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، عازية الأمر لأسباب تتعلق بالتقدم في العمر المصحوب بضعف في جهاز المناعة، إلى جانب ضعف في أجهزة الجسم بصورة عامة كالجهاز التنفسي، والقلب والكليتين، فضلا عن إصابتهم بالأمراض غير الانتقالية كارتفاع ضغط الدم والسكري، لافتة إلى أن هذه الأسباب مجتمعة وراء ارتفاع الإصابات بين كبار السن، سيما وأن خلال الفترة الماضية أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل وفاة أربعة أشخاص تزيد أعمارهم عن 60 عاما. وفي هذا السياق دعت الدكتورة الحمد جميع المواطنين والمقيمين من تجاوزت أعمارهم 60 عاما الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، سيما وأن بناء على الملاحظات على مدار عام منذ بدء الجائحة أن العمر يشكل أكبر عامل خطر، فالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما لديهم مخاطر أعلى بشكل ملحوظ للإصابة بمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة بسبب الإصابة بالفيروس، موضحة أن اللقاح يتيح مستوى حماية والعيش بعيدا عن الخطر، خاصة بعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية كالتباعد الجسدي، وغسل اليدين، واستخدام أقنعة الوجه الواقية. *مضاعفات طفيفة وحول المضاعفات التي قد تصيب الشخص بعد حصوله على اللقاح، أوضحت الدكتورة الحمد، في تصريحات للشرق، قائلة: إن الشخص الذي يحصل على اللقاح قد يشعر بألم موضع الحقنة، إلى جانب ارتفاع طفيف في درجة الحرارة تزول خلال 48 ساعة، وهذه تتشابه مع الأعراض التي تصاحب حصول الشخص على أي لقاح وليس تحديدا اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، حيث عقب عملية التطعيم تتم مراقبة المريض لمدة 15 دقيقة للتحقق من عدم ظهور أية آثار جانبية للقاح ومراقبة وتوثيق جميع الخطوات والمراحل ذات العلاقة وبعد الانتهاء من هذه العملية يتم تزويد المريض ببطاقة التطعيم التي تتضمن معلومات حول الجرعة الثانية وموعدها والتي غالباً ما تكون بعد 21 يوماً من تاريخ الجرعة الأولى. *خدمات كبار السن وعرجت الدكتورة الحمد على الخدمات المقدمة لكبار السن قائلة إنَّ من بين الخدمات المقدمة لكبار السن بصورة خاصة، هو تخصيص 3 مراكز لرعاية كبار السن، وهي مركز عناية (1و2) الواقعان بمدينة حمد الطبية واللذان يوفران بيئة شبيهة بالمنزل، إلى جانب البرامج المقدمة من قبل أطباء شيخوخة، حيث يقوم الأطباء بإعداد خطة علاجية وتأهيلية لكل نزيل، وفي شهر يناير2020 تم افتتاح مركز دعم للعناية التخصصية وهو صرح طبي كبير مخصص لكبار السن فقط لمن هم فوق الـ 60 عاماً، والذي يقوم بتوفير كامل الاحتياجات لكبار السن في بيئة مريحة جدا، وأشير إلى أنَّ المباني جميعها تقع في مدينة حمد الطبية ويربطها جسر زجاجي لتسهيل التواصل، ونقل الأجهزة والمرضى. ولفتت الدكتورة الحمد إلى أنه تم إنشاء وحدة رعاية نهارية لكبار السن في مستشفى الرميلة مؤخرا، مصممة لتوفير الرعاية للحالات غير الطارئة والتي لا تشكل تهديدا على الحياة في بيئة أكثر ملاءمة لكبار السن، حيث يمكن للفرق الطبية الالتزام بقواعد السلامة المتعلقة بالمسافة الآمنة، لافتة إلى الموقع الإلكتروني الجديد الذي قامت مؤسسة حمد الطبية بتدشينه لبث معلومات موجهة لكبار السن وذويهم، قائلة: إنه في اليوم العالمي لكبار السن تم إطلاق الموقع الإلكتروني، والموقع مخصص لكبار السن، ويتضمن إرشادات ومعلومات متنوعة لكبار السن وذويهم، ويتضمن الموقع معلومات متنوعة حول الشيخوخة الصحية. وحول توصيل الأدوية للمنازل، أشارت الدكتورة الحمد إلى أن الخدمة لا تزال مستمرة، إلى جانب الاستشارات عبر الهاتف وهي خط راحة (40262222) وهو خط ساخن لدعم أهالي مرضى الزهايمر وضعف الذاكرة، حيث يتم تلقي المكالمات بكل سرية، والخدمة متوفرة يوميا من الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصرا، إلى جانب الخط الساخن المجاني 16000 وطلب خدمة كبار السن، الى جانب خدمة الرعاية النهارية لكبار السن والتي تستهدف الاشخاص البالغين من العمر 60 عاما وما فوق والذين يعانون من مشكلات طبية غير خطيرة ولا تشكل تهديدا على الحياة ولكنها تحتاج إلى عناية وتعمل الخدمة من السابعة صباحا وحتى العاشرة مساء في مستشفى الرميلة.

يقوم العاملون بمركز قطر لإعادة التأهيل في مؤسسة حمد الطبية بتطبيق مبادرة لتعزيز والتأكيد على أهمية نمط الحياة الصحي تحت عنوان العودة إلى المسار الأصلي لكافة فئات المجتمع بشكل عام وخاصة المرضى الذين يتعافون من إصابات الحبل الشوكي، وتهدف هذه المبادرة إلى التأكيد على أهمية النشاط البدني والحفاظ على القامة السليمة والأداء الصحيح لأعضاء الجسم والظروف الصحية للعمل من أجل الحفاظ على صحة الحبل الشوكي. في هذا السياق قالت الدكتورة هنادي الحمد - المدير الطبي لمركز قطر لإعادة التأهيل في مؤسسة حمد الطبية والقيادية بالاستراتيجية الوطنية للصحة فيما يتعلق برعاية الشيخوخة - إن مبادرة العودة إلى المسار الأصلي قد تم إطلاقها بهدف تعزيز ثقافة النمط الحياتي النشط وتشجيع كافة أفراد المجتمع، بمن فيهم المرضى، على ممارسة حياتهم بصورة نشطة مع التركيز على صحة العمود الفقري والحبل الشوكي، حيث تعد إصابات الحبل الشوكي احدى أهم المشكلات الصحية التي يتم تشخيصها لدى المريض والتي تستدعي إدخاله إلى مركز قطر لإعادة التأهيل، وحوالي 25% من الحالات المرضية من إجمالي مرضى العمود الفقري والحبل الشوكي الذين يتم إدخالهم إلى المركز ليست ناجمة عن إصابات بل عن إهمال العناية بالعمود الفقري. وتتسبب إصابة الحبل الشوكي وما ينجم عنها من شلل في آثار مدمرة على الحالة الجسدية، النفسية، الاجتماعية، والوظيفية على المريض المصاب، كما أن إصابة الحبل الشوكي تثقل كاهل المصاب ومن يقومون على رعايته بأعباء مالية كبيرة. وأوضحت الدكتورة هنادي الحمد قائلة: إن الهدف من إعادة تأهيل المرضى هو تمكين المريض من الاستقلالية في تدبير شؤونه والمشاركة بصورة فاعلة في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، والتقليل إلى أدنى حد ممكن من الألم والمعاناة التي يتعرض لها هذا المريض ومن يقومون على رعايته، وخلال حرصنا على إعادة تأهيل المرضى نسعى إلى تمكين مرضانا من استرجاع ما فقدوه من قدرات جسدية وحسية ونفسية، ويحرص فريق إعادة التأهيل على التأكد من دمج هؤلاء المرضى في المجتمع من خلال برنامج تم تصميمه لهذه الغاية ويعمل على تعزيز قدرة المريض على المشاركة بصورة فاعلة في المجتمع. من جانبه قال الدكتور شرف الدين فيلان قائد الفريق متعدد التخصصات الطبية لرعاية مرضى إصابات الحبل الشوكي في مركز قطر لإعادة التأهيل: يهدف برنامج الرعاية الصحية الشاملة والمبني على منهجية الرعاية التي تتمحور حول المريض إلى تحسين القدرات الجسدية والوظائفية والنفسية للمرضى الذين يتعرضون لإصابات بالغة في الحبل الشوكي، ويقوم الفريق متعدد التخصصات الطبية الذي يضم اختصاصي العلاج الطبيعي، والعلاج الوظائفي، والكوادر التمريضية المتخصصة في إعادة التأهيل، وعلاج النطق، وأطباء إعادة التأهيل، واختصاصيي الأطراف الصناعية والضغط الانتصابي، والتغذية العلاجية، بالإضافة إلى الاختصاصيين الاجتماعيين، ومجموعة من الإداريين والمنسقين بالعمل على مساعدة المرضى في العودة إلى المسار الأصلي. وأضاف الدكتور شرف الدين فيلان قائلاً: يحرص فريق مركز قطر لإعادة التأهيل دوماً على ترسيخ ثقافة السلامة أولاً لدى المرضى وعلى تبني نمط حياتي نشط وصحي، ونقوم في مركز قطر لإعادة التأهيل بمعالجة الحالات المرضية للحبل الشوكي سواء الناجمة عن الإصابات أو غيرها، وننصح المرضى باتخاذ الإجراءات الوقائية الموضوعة وتبني أنماط حياتية صحية ونشطة، وممارسة التمارين البدنية، وتجنب الجلوس لفترات طويلة، والوقوف والمشي كل 30-40 دقيقة، وتجنب حمل الأشياء الثقيلة بمفردهم، واتباع الأساليب الصحيحة لحمل الأجسام الثقيلة. الجدير بالذكر أن مبادرة العودة إلى المسار الأصلي قد تم إطلاقها بهدف تقديم الدعم للمرضى الذين تعرضوا لإصابات في الحبل الشوكي وقد بدأت هذه المبادرة مع افتتاح مؤسسة حمد الطبية لمركز قطر لإعادة التأهيل عام 2017، وفي كل شهر ينضم ما بين خمسة إلى ثمانية مرضى جدد ممن تجاوزوا الرابعة عشرة من العمر من الجنسين إلى هذا البرنامج في المركز، ويستقبل مركز قطر لإعادة التأهيل المرضى المحولين من العيادات الخارجية وأقسام المرضى الداخليين في مختلف مرافق مؤسسة حمد الطبية.

كشفت خطة قطر الوطنية للخرف 2018-2022، النقاب عن جملة من المسارات التي تبنتها، التي ستنفذ على مدار 4 سنوات، بهدف تحسين مستوى الخدمات إقرارا لما جاء بالاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022، وترمي الخطة ضمن أولوياتها في السنتين الأولى والثانية من تنفيذ الخطة إلى تخصيص ميزانية للبرامج والحملات الوطنية الرامية لنشر الوعي حول هذا المرض، إلى جانب طرح برامج تثقيفية وتدريبية حول الخرف للعاملين في قطاعي الرعاية الصحية والاجتماعية، والشروع في إنشاء مركز متعدد التخصصات لتقييم الذاكرة، فضلا عن تطوير قاعدة بيانات وطنية للخرف.. وإنشاء جمعية أو رابطة قطرية للقائمين على رعاية المصابين بالخرف، إطلاق برنامج الحد من خطورة الإصابة بالخرف بالتوافق مع استراتيجيات الحد من مخاطر الأمراض غير الانتقالية، إيجاد وحدات بالقسم الداخلي بالمستشفيات مجهزة ومتخصصة في التعامل مع مرضى الخرف، إنشاء مراكز لرعاية مرضى الخرف وإطلاق البرامج الصديقة للخرف بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وقياس التقدم المحرز، أما في السنتين الثالثة والرابعة فستتم متابعة استكمال إنشاء مركز متعدد التخصصات لتقييم الذاكرة، تشريع إطار قانوني لدعم وحماية الأشخاص المصابين بالخرف، إنشاء مراكز لتقييم القدرة على القيادة، تصميم وإجراء تقييم شامل للشيخوخة لكافة المسنين في مرافق الرعاية الصحية، الدفع بالخرف لجعله من أولويات البحث العلمي في الدولة. وجاءت الخطة الوطنية كمن يضع الأصبع على الجرح من خلال حصر نقاط الضعف، وبيان نقاط القوة، والمخاطر المتعلقة بالخرف في الدولة، فكانت نقاط الضعف تتركز حول تشخيص الخرف والوصمة المحيطة به، إلى جانب عدم توافر أي معلومات عن معدلات الإصابة بالخرف وانتشاره وكيفية استخدام الخدمات ومستوى الطلبات التي لم تتم تلبيتها، وكشفت الخطة عن أنه تتوافر فقط عيادة واحدة متخصصة باضطرابات الذاكرة، في حين أن إدارات أخرى لمؤسسة حمد الطبية وبعض مزودي القطاع الخاص يقدمون خدمات تشخيص للخرف إلا أنها تفتقر للتنسيق والتوحيد، إلى جانب عدم توافر الخدمات الداعمة للمرضى وأسرهم والمتمثلة في مراكز الرعاية النهارية لمرضى الخرف، فيما تركزت نقاط القوة في الالتزام الوطني بتصميم خطة وطنية حول الخرف وتنفيذها، توافق وطني على ضرورة وضع مسار فعال ومنظم لرعاية مرضى الخرف، وجود مجموعة عمل معنية بالخرف على درجة عالية من الكفاءة والتحفيز. *منهج منسق وفي هذا السياق كانت قد أوضحت الدكتورة هنادي الحمد - رئيس قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية قائد أولوية شيخوخة صحية ضمن الإستراتيحية الوطنية للصحة 2018-2022، أن الاستراتيجية الوطنية للصحة تقر بأهمية توفير الرعاية لفئة المسنين الذين يعانون من اضطرابات في قدراتهم الإدراكية والمعرفية حيث أدرجت مجالاً مخصصاً لتغطية الصحة الإدراكية تحت مبادرة الشيخوخة الصحية، لافتة إلى أنَّ خطة قطر الوطنية للخرف تأتي استجابة لضرورة معالجة مسألة التكاليف المتزايدة التي تتصل بهذه الحالة المرضية على الصعيدين الإنساني والاقتصادي مع تسليط الضوء على أهمية إدراج الخرف بين أولويات الصحة العامة في البلاد. وأكدت د. الحمد في تصريحات سابقة أنَّه إذا لم تتم معالجة مشكلة انتشار مرض الخرف، فستترتب عن ذلك تبعات جسيمة على الدولة، مثمنة دعم القطاعين الحكومي والخاص لإنجاز خطة قطر الوطنية لضمان استعداد الدولة لمواجهة تحدي مرض الخرف من خلال اعتماد نهج منسق، ومركز لتوفير الرعاية لمرضى الخرف وإجراء البحوث المتصلة، مشيرة إلى أنَّ ما يزيد على أربعة آلاف شخص يعانون حالياً من الخرف، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم عشرة أضعاف خلال الثلاثين عاما القادمة، وهناك احتمال كبير أن يكون لدينا أكثر من 40 ألف شخص يعيشون مع هذا الوضع بحلول عام 2050، لذا فإن إطلاق خطة قطر الوطنية للخرف، والتي تعتبر إحدى الخطط الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تمثل التزام القطاع الصحي الراسخ بضمان استعدادنا الكامل لدعم فئة المسنين في المجتمع القطري.. كما أنَّ الخطة توفر إطار عمل يحدد مجالات التركيز السبعة التي من شأنها تحسين جوانب رعاية مرضى الخرف بما يسهم في الارتقاء بجودة الرعاية وتجربة المرضى، والمجالات ستركز على ضمان إدراج الخرف ضمن أولويات الصحة العامة في دولة قطر، من خلال تشجيع التوعية بمرض الخرف وأهمية توفير الدعم لتحسين آلية تشخيص مرضى الخرف وعلاجهم ورعايتهم ودعمهم، فضلاً عن تشجيع الوقاية من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف وتطوير نظم المعلومات المرتبطة بالخرف، وتعزيز موارد الدعم المتوافرة للأهل القائمين على رعاية مرضاهم، فضلاً عن دعم البحوث والابتكارات المتصلة بالخرف. وتوضح المؤشرات العالمية أنَّ جميع دول العالم بما فيها قطر تشهد تزايداً مطرداً في أعداد المسنين، ولا شك أن هذا ينطوي على إيجابيات ولاسيما مساهمة فئة المسنين في إثراء المجتمعات كما ينطوي على تحديات نتيجة ارتفاع الطلب على الخدمات المتخصصة على مستوى قطاع الرعاية الصحية. وكانت وزارة الصحة العامة بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية قد أطلقت الخطة الوطنية للخرف في نوفمبر الماضي، والتي تمثّل أول إطار عمل شامل لتطوير خدمات الرعاية المقدمة للأشخاص الذين يتعايشون مع مرض الخرف، حيث تعتبر خطة قطر الوطنية للخرف الخطوة الأولى في تحقيق الهدف الوطني لأولوية شيخوخة صحية ضمن الاستراتيجية الصحية الوطنية 2018-2022 والمتمثل في زيادة سنوات العمر الصحية للسكان فوق 65 عاماً بمقدار سنة واحدة حيث تمثل الخطة رؤية دولة قطر الرامية إلى تطوير الخدمات المقدمة إلى المصابين بالخرف وتوسعتها مستقبلاً. *مسح عالمي ولابد من الإشارة إلى أنَّ دولة قطر تشارك في أكبر مسح دولي لمعرفة مواقف الأفراد من مرض الخرف والذي تقوده المنظمة الدولية لمرض الزهايمر، ويستهدف المسح أربع مجموعات رئيسية وهي: الجمهور، والمختصون في الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يعانون من الخرف، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتولون رعايتهم، كما يحتوي المسح على أسئلة متعددة الخيارات ولا يتعين على الأشخاص الكشف عن هويتهم عند الإجابة عليها، ويتوافر المسح على شبكة الإنترنت وخارج الشبكة أيضا وبعدة لغات من بينها اللغة العربية.