رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
الأميرة دانا فراس: مكتبة قطر الوطنية صرح معماري ثقافي عربي وعالمي

د. حمد الكواري: قطر تولي التراث اهتماماً كبيراً وتعتبره ركيزة ثقافية مكتبة قطر الوطنية تعمل ليل نهار على حفظ التراث وتعزيز مكانته شددت صاحبة السمو الملكي الأميرة دانا فراس، سفيرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للنوايا الحسنة، ورئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على البترا، على ضرورة انتعاش التراث الثقافي وتعريز دوره من خلال وضع استراتيجيات وتشريعات للمحافظة عليه، لافتة إلى أن المحافظة على التراث هو المحافظة على الهوية، وعلى ذاكرة الشعوب. وأوضحت خلال الندوة النقاشية بعنوان التراث الثقافي ودوره في الحفاظ على التاريخ والهوية والإرث الثقافي التي نظمتها مكتبة قطر الوطنية مساء أمس بمناسبة مرور عام على افتتاحها الرسمي، أن المباني والمواقع التراثية تحمل الماضي والحاضر وتمثل رمزاً للتاريخ والحضارات على مر العصور، مؤكدة على ضرورة اتخاذ الإجراءات والمبادرات للحفاظ على التراث في المنطقة العربية، ومواجهة تحديات التركيز على التقاليد والثقافة في عالم حديث يزداد انفتاحًا كل يوم. وأشادت بمكتبة قطر الوطنية والتي تمثل صرحاً معمارياً ثقافياً معرفياً في الوطن العربي والعالم. وعبرت عن حزنها جراء ما تعرضت له كاتدرائية نوتردام التاريخية بباريس، موضحة أنه منذ الحرب العالمية الثانية والمنطقة العربية تشهد نزاعات وصراعات أدت إلى تدمير الكثير من المواقع التراثية والأثرية، الأمر الذي يترك في القلب ألما وغصة وهو نوع من التقهير الثقافي يمارسه الأعداء لتدمير تاريخ العرب والمسلمين. كما أوضحت أن الكوارث الطبيعية تؤثر أيضاً على التراث الثقافي، وأن الكثير من دول العالم تضررت آثارها وتراثها الثقافي بسبب هذه الكوارث، مشيرة إلى أن المحافظة على التراث هو المحافظة على الاقتصاد والسياحة.. وشددت على أهمية وضع استراتيجية للتراث الثقافي، ودمج التراث الإنساني في التنمية المستدامة، باعتبار هذا التراث مخزونا للقيم والتاريخ مؤكدة على دور التكنولوجيا في تعزيز التراث الثقافي، ودور الأفراد في تحمل مسؤولية المحافظة على هذا الأرث لنقله للأجيال القادمة. حفظ التراث بدوره، قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة: إن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تولي التراث جل اهتمامها وتنظر إليه كركيزة من ركائز العمل الثقافي انسجاما مع الرؤية الوطنية 2030، وأن مؤسساتنا الثقافية بما فيها مكتبة قطر الوطنية تعمل ليل نهار على حفظ التراث وتعزيز مكانته، موضحاً أن التراث أحد ركائز هوية الشعوب، وأن الدفاع عن التراث الثقافي ليس مجرد خطاب مؤقت بل هو قضية جوهرية لها صلة بوجود غيرنا من حضارات لاتصالها الوثيق بمسألة التعايش والسلام. ولفت إلى أن العالم مر بلحظات عصيبة حين قامت بعض الأيادي الآثمة بهدم وتخريب معالم تراثية لها مكانتها في تراث الإنسانية بهدف طمث الذاكرة البشرية وإشعال الكراهية بين الشعوب، موضحاً أن الإنسان لا يولد فقط في حضن الطبيعة بل في حضن الثقافة أيضاً لذلك تبقى السمة الثقافية مفروضه عليه، في حين أن الإنسان أيضاً يولد في حضن اللغة التي يتكلمها آباؤنا، وأن الانتماء الثقافي يمنح الإنسان هويته، كما وأن التراث الثقافي حاضر في كل هوية. وأشار إلى أن العولمة كان لها تجليات ثقافية أثرت على حياة الشعوب وخلقت لدى البعض منها أزمة الهوية، فالانتماء إلى أفق الإنسانية الأرحب لايمكن بأي حال من الأحوال أن يحول دون الانتماء إلى ثقافة مخصومة ودون التمسك بهويتنا، موضحاً بأن جميع الثقافات تحمل علامات التأثر والتأثير في بعضها البعض رغم محاولات بعض تيارات العولمة في تهميش الأقليات وعدم الاعتراف بغير نموذج واحد للثقافة المعاصرة، وموجها دعوة للدفاع عن قيم التنوع الثقافي من خلال احترام التراث الثقافي للشعوب والتي تمنح كل المجتمعات الإنسانية حقها في التعبير عن ثقافتها وتحفظها من الذوبان.

3010

| 17 أبريل 2019