افتتح سعادة الدكتور الشيخ فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، اليوم، موقع كهف دحل المسفر في جنوب غرب دولة قطر، والذي يعد من أهم المواقع السياحية البيئية لجذب الجمهور، وذلك بعد الانتهاء من بحث جيولوجي تفصيلي يعد الأول من نوعه للموقع، بالتعاون مع هيئة متاحف قطر وإكسون موبيل للأبحاث. وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور الشيخ فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي إنه تنفيذا لاستراتيجية الوزارة، وضمن مبادرة السياحة البيئية في دولة قطر، يسرني اليوم، أن أعلن عن افتتاح دحل المسفر بعد الانتهاء من نتائج الدراسة التي أجراها مركز إكسون موبيل للأبحاث في قطر بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، والتي بينت الطبيعة الجيولوجية المميزة لكهف المسفر. وشكر سعادته كلا من إكسون موبيل وهيئة متاحف قطر على الجهود التي بذلوها في سبيل دراسة وتأهيل الموقع ليكون آمنا للزوار، علما بأن الموقع جاهز لاستقبال الجمهور خلال فتره النهار فقط، مع ضرورة الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة عند زيارتهم للدحل. ومن جهته أعرب السيد دومينيك جينيتي الرئيس والمدير العام لإكسون موبيل قطر، عن سعادته بدعم إكسون موبيل قطر لخطط وزارة البيئة والتغير المناخي لإتاحة وصول عشاق الطبيعة إلى كهف دحل المسفر، مؤكدا اعتماد علماء وباحثي المركز على تقنيات مبتكرة لإحراز تقدم كبير على صعيد معرفة وفهم المعالم الطبيعية الخلابة، في إطار من التعاون البناء والحرص المشترك على تبادل الخبرات مع كوادر الوزارة. وقال تتمتع قطر ببيئة طبيعية جميلة وفريدة تستحق أن يستمتع بها الجميع وأن يشاركوا في العناية بها. ونحن ممتنون للشراكة المثمرة والدعم الكبير الذي نتلقاه من شركائنا المهمين مثل وزارة البيئة والتغير المناخي الذين يدعمون جهودنا البيئية وعملنا البحثي لتحقيق إنجازات أفضل وأعمق تأثيرا. يشار إلى أن وزارة البيئة والتغير المناخي تتعاون مع إكسون موبيل في تنفيذ العديد من البرامج، والتي تشمل مشاريع بحثية للمحافظة على حيوانات أبقار البحر في قطر، فيما كان أحدث ثمارها تبادل خريطة الموائل القاعية القريبة من السواحل القطرية. وتم خلال الأشهر الستة الماضية، إجراء دراسة تفصيلية للكهف من قبل فريق إكسون موبيل للأبحاث بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي لعمل لافتة معلوماتية توضع خارطة الكهف، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ رسوم ثلاثية الأبعاد يمكن للزوار الوصول إليها من خلال رمز الاستجابة السريعة (QR Code) الموجود على اللافتة، فيما اعتمد الفريق في إنجاز هاتين الأداتين على تقنيات المسح الأرضي ورسم الخرائط، إلى جانب التقنية الرقمية الجديدة (LiDAR)، والتي تتيح الحصول على قياسات دقيقة وتصميم عروض مرئية تفصيلية للكهف تشمل صورا بانورامية لمعالمه الداخلية بزاوية 360 درجة. كما تم وضع تصميم لافتة معلوماتية موجهة للجمهور باستخدام تقنيات مبتكرة، وعمل صفحة إلكترونية على موقع الوزارة تشمل جميع البيانات والمعلومات الخاصة بالدحل، وجرى تأهيل الموقع لاستقبال الزوار، فيما قامت متاحف قطر بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي بتأهيل موقع دحل المسفر لتسهيل دخول الزوار للدحل، وعمل مسارات آمنة وحواجز ومظلات. وفي الختام، قام سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، بتكريم الجهات والمشاركين في الدراسة وتأهيل الموقع. جدير بالذكر أن كهف دحل المسفر يقع جنوب منطقة روضة راشد، على بعد 40 كيلومترا من العاصمة الدوحة، ويبلغ عمقه 35 مترا، ولا يعرف عمر الكهف على وجه الدقة، غير أن الباحثين يعتقدون أن فترة تكوين الكهف كانت أقل من عمر الصخور المحيطة به، والتي يقدر أنها تشكلت قبل مدة تتراوح بين 40 و50 مليون سنة استنادا إلى الرواسب الموجودة فيها.

سلط موقع CNN الضوء على كهف المسفر أكبر وأعمق كهف في قطر، مشيراً إلى أنه يعد أعجوبة طبيعية من عجائب الصحراء، وأحد أكثر المواقع الطبيعية إثارة في قطر. وذكر الموقع – في تقرير له – أن كهف دحل المسفر يقع في منطقة روضة راشد، على بعد 40 كيلومترًا من العاصمة القطرية الدوحة. ويتلألأ هذا الكهف الذي يبلغ عمقه نحو 150 متراً ببريق فوسفوري يتميز بمنظر رائع لا مثيل له يشبه ضوء القمر، ويُصدر هذا البريق من الترسبات الجبسية الموجودة في وسط شبه الجزيرة، وهي ظاهرة تُعرف جيولوجيًا باسم ورود الصحراء، إذ تتخذ المجموعات المتراكمة من بلورات الجبس شكل الورود تقريبًا، وفقًا لمركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية. ووفق موقع Visit Qatar، فقد تشكل كهف دحل المسفر منذ 325 إلى 500 ألف عام خلال العصر البليستوسيني الأوسط. ووثقت عدسة المصور المقيم في قطر أمير عبد الرزاق، المشهد داخل كهف دحل المسفر خلال زيارته الأخيرة. ويقول عبد الرزاق لموقع CNN إن كهف دحل المسفر يُعد إحدى العجائب الجيولوجية في مناظر قطر الطبيعية، لافتًا إلى أن الكهف، الذي يقع وسط التضاريس الصحراوية، سيرضي الأشخاص الذين يبحثون عن المغامرة والاستكشاف. يضيف: بمجرد الدخول إلى الكهف خلال فتحته الصغيرة نسبيًا، والتكيّف مع ظلمته، سترى غرفة كبيرة تنفتح وتمتد أدناه، ويمكن رؤية تشكيلات صخرية مذهلة، وطيور معششة، وآثار لثدييات صغيرة. ويشير عبد الرزاق إلى أن القاع المرئي يبلغ عمقه حوالي 100 متر، ويتكونّ من طبقات مختلفة من الصخور والرواسب. ويوفر الكهف تجربة مميزة منذ اللحظة التي تدخل فيها، خاصًة خلال وقت الصيف الحار، إذ يمكنك أن تشعر على الفور بالتغيّر في درجة الحرارة، وكلما هبطت أكثر تشعر باتساع الكهف، بحسب ما ذكره. وينصح عبد الرزاق بزيارة الكهف خلال النهار، وارتداء الأحذية المناسبة للسير لمسافات طويلة، حيث يتألف الكهف من صخور قد تكون زلقة، كما ينصح بإحضار مصدر ضوء في حال أراد الشخص الدخول إلى عمق الكهف.