لا شك أن أندرتيكر هو المصارع الأكثر شعبية لدى عشاق المصارعة على مر التاريخ، فالغموض الذي تفرضه شخصية أندرتيكر وتجسيده للشخصية الأكثر ظلامية على الإطلاق، جعلت منه بطلا لا يمكن تكراره. كل هذه الأسباب جعلت من الصعب أن يمر أحد عروض ريسلمانيا دون وجود أندرتيكر في أحد عروضها السنوية، حتى وإن أعتزل المصارعة فعليا، فما زال الجمهور ينتظر عروض ريسلمانيا كل عام من أجل رؤية أندرتيكر مرة أخرى. القصة مختلفة هذا العام، فعلى الرغم من الرغبة الشديدة لدى الجمهور لرؤية أندرتيكر على الحلبة مرة أخرى هذا العام لكن إدارة WWE عانت الأمرين للبحث عن أسباب لعودة أندرتيكر مرة أخرى خاصة بعد الهزيمة الغير متوقعة التي تعرض لها على يد بروك ليزنر في عرض ريسلمانيا العام الماضي. فالعامل الأساسي في شخصية أندرتيكر هو الفوز عام بعد عام في حدث ريسلمانيا، ولكن بعد ما حدث في ريسلمانيا الأخيرة اعتقد الكثيرين أن أسطورة أندرتيكر قد انتهت. الواضح من تحدي براي وايت لأندرتيكر الفترة الماضية أن السيناريو يعتمد فقط على الإيحاء بوجود أندرتيكر كل مرة في الجوار ليتلاعب بمنافسه وليس في الظهور علنا على حلبة رو كل أسبوع، فعدم ظهور أندرتيكر كل تلك الفترة سيعطي مذاقا خاصا لحضور أندرتيكر في ريسلمانيا ولكن أيضا سيضع غيابه عن عروض رو تأثيرا سلبيا عليها ويجعلها أقرب للمملة. إن رغبة الجمهور القوية في رؤية أندرتيكر هي من أهم أسباب الحيرة التي وقعت وتقع فيها WWE كل عام من أجل رسم سيناريو لظهور هذا المصارع الأسطورة المحبوب.

بعد الصدمة الكبيرة التي أصابت جمهور دبليو دبليو إي في ريسلمانيا 30 الماضية والتي انتهت بالهزيمة الأولى والغير متوقعة للمصارع الأسطورة أندرتيكر أمام الوحش بروك ليزنر، أصبح من المتوقع عدم مشاركة أندرتيكر في أي عروض مستقبلية. كان أندرتيكر ومنذ سنوات عديدا رمزا لعروض ريسلمانيا حتى عندما أعتبر رسميا معتزلا للمصارعة كان يشارك مرة واحدة في العام في مباراة ريسلمانيا ليزيد رقمه القياسي بالفوز المتتالي في عروض ريسلمانيا دون هزيمة حتى وصل هذا الرقم إلى 21 فوزا متتالي في 21 عاما هي مدة بقاء أندرتيكر في دبيلو دبيلو إي. وعندما تحددت مباراة ريسلمانيا العام الماضي للأندرتيكر أمام بروك ليزنر، ظن الجميع أن تلك المباراة لن تختلف عن ال 21 مباراة السابقة وستنتهي بفوز أندرتيكر. وحدثت المفاجئة وجاء فوز ليزنر ليحطم آمال الجماهير ببقاء أسطورة الأندرتيكر لسنوات قادمة حيث أنه من المعروف أن أندرتيكر اعتزل بالفعل المصارعة ويشارك فقط في ريسلمانيا، ولكن بعد تلك الهزيمة فكان من المستبعد أن يشارك مرة أخرى. ومع اقتراب عرض ريسلمانيا لهذا العام، أطلق المصارع الغامض براي وايت مجموعة من الرسائل والفيديوهات المبهمة عن شخصية أسطورية يود أن يلتقي بها في عرض ريسلمانيا، وسرعان ما كشف عن تلك الشخصية وأعلن أنه يتحدى أندرتيكر رسميا في ريسلمانيا القادمة. وكان هذا الإعلان بمثابة الأمل لجمهور دبيلو دبليو إي لرؤية المصارع الأسطورة أندرتيكر على الحلبة مرة أخرى. ولكن ربما يكون هذا الإعلان من جانب براي وايت ماهو إلا طريقة لزيادة شعبيته على حساب أندرتيكر والذي ووفق رواية بعد المقربين من المصارع الشهير يقولون أن حالته البدنية ليست كسابق عهدها، بما يفتح باب التكهنات على مصراعيها في شأن عودة أندرتيكر من عدمه خاصة أنه لا يحتاج لأن يثبت شيئا جديدا بتلك العودة حيث توقف رقمه القياسي بعدد المباريات دون هزيمة عند الرقم 21 عندما خسر العام الماضي امام ليزنر.

قد يعتقد البعض أن أيام جون سينا، بطل دبليو دبليو إي، خلال الـ13 سنة الماضية قد ولت، وأن الشركة تستعد فعليا لاستبداله بمجموعة النجوم الشباب الجدد، أمثال دانييل براين ورومان رينز وبراي وايت، وغيرهم من النجوم التي استطاعت خطف الأضواء من سينا في فترة وجيزة. ولكن الحقيقة أن الشركة مازالت تعد لسينا العديد من الخطط المستقبلية داخل عروض دبليو دبليو إي، حيث ترى أنه مازال يتمتع بشعبية جارفة خاصة لدى فئات الأطفال والنساء، وهي نسبة لا بأس بها من نسبة المشاهدة. والتزمت "دبليو دبليو إي" في الفترة الماضية بخطة ارتفاع أسهم المصارعين الشباب داخل الاتحاد على حساب النجوم الكبار، أمثال جون سينا، فرأينا في عدة مناسبات النجوم الشباب، أمثال براي وايت ودانييل براين، يخطفون فوزا مفاجئا من سينا، بالإضافة للاستهجان الدائم من الجمهور من فئة الشبان لسينا والذي أوحى بالنهاية أن أيام سينا قد ولت. وظهرت الحقيقة بعد ذلك عن طريق السيناريو الذي وضعته "دبليو دبيلو إي" أمام سينا، حيث إنه وبطريقة مفاجئة، تم وضعه في طريق المصارع الروسي روسيف. وقام روسيف ومنذ دخوله عالم "دبليو دبيلو إي" بسحق كل خصومه مهما بلغت قوتهم ولم يخسر مباراة واحدة حتى الآن. ومما زاد كره الجمهور الأمريكي له كونه دائم الإحضار لعلم روسيا معه إلى المباريات، بالإضافة لإهانته الجمهور الأمريكي أكثر من مرة ووصفه لهم بأن قدراتهم محدودة في مقابل الشعب الروسي. ومما زاد الطين بلة فوز روسيف بحزام بطولة الولايات المتحدة الأمريكية، بما تمثله من قيمة كبيرة للأمريكان. وجعلت كل تلك العوامل من خصم روسيف القادم بطلا محبوبا للجمهور دون معرفة اسمه. فكل ما يشغل جمهور "دبليو دبيلو إي" الآن هو خسارة روسيف للقب وحزام الولايات المتحدة أمام شخص أمريكي حتى يتم تلقينه درسا على هذا الغرور والتطاول. وعند وضع المباراة السابقة بين جون سينا وروسيف في عرض "فاست لين"، اعتقد الجميع أن الوقت قد حان لهزيمة روسيف أمام البطل الأمريكي جون سينا، ولكن كانت المفاجأة أيضا هي فوز روسيف ولكن مع اختلاف بسيط، هو أن الفوز كان بالخيانة ومغافلة الحكم عن طريق مساعدة روسيف ومترجمته لانا. وحضر سينا في اليوم التالي لعرض "فاست لين"، وطلب إعادة للمباراة في عرض ريسلمانيا القادم وهو ما قابله روسيف بالرفض ولكن كل المؤشرات تشير إلى أن المباراة قد تم تحديدها فعلا في ريسلمانيا ولكن هذه المرة لن يكون الفوز بجانب روسيف، ولكن ستشهد المباراة الفوز الذي انتظره الملايين من جمهور "دبليو دبليو إي" بفارغ الصبر. فالخطة الآن هي أن يعيد اكتشاف جون سينا نفسه مرة أخرى أمام جمهور دبليو دبيلو إي، وأن يعيد لهم حزام الولايات المتحدة مرة أخرى وبالتالي تعود له شهرته المعهودة في كافة أوساط جمهور "دبيلو دبيلو إي" ولعدة سنوات قادمة.