يمثل العام الثقافي قطر - أمريكا 2021 محوراً من محاور الشراكة القوية بين قطر وأمريكا لتكون في أوج ترابطها في مختلف المجالات، وقد تم التأكيد على شعارات الثقافة من أجل خدمة الإنسانية- ونشر الوعي والمعرفة، ومن بين المبادرات العديدة التي يضمها برنامج التعاون الثقافي بين الدوحة وواشنطن تم توجيه فعاليات مميزة لرفع الوعي عن مرض التوحد. وقد عكفت الجبهات الدبلوماسية القطرية وبصورة متجددة عبر تاريخها الإيجابي من تخصيص فعاليات وحفلات خيرية تخصص لمنح جوائز للنشطاء البارزين والمتخصصين في مساعدة مرضى التوحد، كما تشارك قطر مع عدد من الجمعيات الإنسانية بأمريكا في تنظيم عدد من الندوات والحلقات النقاشية الميدانية والافتراضية لبحث سبل مساعدتهم ودعمهم، وذلك حسبما أكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، على الجهود الرائدة التي بذلتها قطر على مدار السنين لنشر الوعي والمعرفة عن التوحد ودعم المصابين بهذا الاضطراب وعائلاتهم، مذكراً بالدور الرئيسي الذي لعبته دولة قطر في تبني قرار بالأمم المتحدة من أجل اختيار يوم عالمي للتوعية بمرض التوحد. تعاون قطري أمريكي كما خصصت المبادرة تنسيقاً إيجابياً بين المؤسسات والجمعيات الإنسانية القطرية بتنظيم العديد من الفعاليات التوعوية والترفيهية وأيضاً حفلات التكريم والتي تسعى لتقدير جهود الجماعات المدافعة عن حقوق المصابين بمرض التوحد، وتشمل التكريمات جوائز تقديرية للعديد من الإنجازات التي حققها المصابون بالتوحد في مجالات مختلفة، وعدد من الأطباء والأكاديميين المتخصصين والذين قدموا أبحاثاً ودراسات أكاديمية مميزة في هذا المجال، كما تواصل المؤسسات الخيرية القطرية في مباشرة فعالياتها المهمة بأمريكا، فحرصت مؤسسة قطر الخيرية على دعم اللاجئين والمشردين عبر الرياضة، وهو ما تضمنته مناقشات الجمعية العامة في نيويورك، وذلك بالتعاون مع الصندوق القطري للتنمية (QFFD) والعديد من المنظمات الإنسانية الدولية. اتفاقيات تعاون كما اشتملت المبادرة على فقرة مخصصة تنقل التجربة القطرية في التعامل مع المرض؛ حيث تركز الدوحة على مساعدة المصابين بالتوحد المقدر نسبتهم بـ1.4% داخل البلاد، وذلك عبر عقد اتفاقيات تعاون مشتركة مع المنظمات والجمعيات الأمريكية؛ من أجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم وتلبية احتياجاتهم، كما تحرص الدوحة على إيفاد عدد من الأطباء المتخصصين في مرض التوحد الذين يتواجدون بصفة دائمة في المؤتمرات الطبية التي تستضيفها المدن الأمريكية، وذلك للوقوف على أبرز الدراسات الطبية الجديدة للتعامل مع المرضى سواء عبر الاتجاه الطبي العلاجي أو من خلال التعامل النفسي والسلوكي، والذي يقع عليه الدور الأكبر في معالجة أبعاد الشعور بالاغتراب والعزلة الداخلية واكتساب الثقة في التعبير عن الاحتياجات المباشرة وممارسة الحياة بصورة إيجابية، وبخاصة الأطفال المصابين من خلال السعي إلى تغيير نظرة المجتمع للطفل المصاب باضطراب طيف التوحد، ومراجعة آليات الكشف المبكر والتشخيص لاضطراب طيف التوحد، وتمكين الوصول للخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وتعزيز خدمات التدخل المبكر والتعليم الشامل لمصابي التوحد. تدريب الكوادر كما أكد سعادة السفير مشعل بن حمد آل ثاني على أهمية تدريب الكوادر القطرية في قطاعي الصحة والتعليم على التعامل مع حالات التوحد، وتغيير ثقافة المجتمع بشأن قبول ودمج طفل التوحد، فضلا عن تدريب الأسر التي تتعامل مع أطفال التوحد بإكسابها المهارات والخبرات المختلفة، واستعراض لتجربة التعديل السلوكي، وتأهيل اضطراب طيف التوحد، وكيفية التعامل مع الحالة النفسية لأسر اضطراب طيف التوحد، والتعامل مع الأطفال أثناء تلقي الخدمات الصحية، ويضاف إلى ذلك تدريبات التكامل الحسي لاضطراب طيف التوحد والتحديات السلوكية والجانب الانفعالي في شخصية اضطراب طيف التوحد وكيفية التعامل معه ومنهج تحليل السلوك التطبيقي المشترك.