قال عبد الله المري، وزير الاقتصاد والسياحة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، إن التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التكامل السياحي...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
وردتني تعليقات كثيرة على ما كتبته بشأن حق التصويت والحكم الديمقراطي. السيد غسان أيوب يسخر منا وبحق فيقول هذه هي صناديق الاقتراع التي ناديتم بها. ولكنكم بادرتم للاعتراض عليها حالما طبقت. فلماذا؟ أتريدون ديمقراطية في قالب مختلف؟ يا سيدي أنا شخصيا كررت باستمرار حصر حق التصويت بالمتعلمين، واعترضت باستمرار على إعطاء هذا الحق للأميين. فهذا سر تخبط الديمقراطية العربية وفشلها. وقد شاركني في هذا الرأي القارئ الفاضل عبد الله المستفن من فرنسا. ويشير السيد إياد إلى حقيقة تاريخية، فيقول إن الأحزاب الإسلامية كانت موجودة في العالم العربي منذ زمن طويل. فلماذا كل هذه الضجة الآن وكل هذا الاعتراض عليها؟ لم تكن هناك في الواقع أحزاب إسلامية سياسية، ربما باستثناء مصر التي ظهرت فيها حركة الإخوان المسلمين. كانت هناك على الأكثر منظمات ومؤسسات إسلامية كجمعية الإخوان المسلمين. ولكن معظم نشاطها انحصر في الميدان الثقافي والاجتماعي، مثل الاحتفال بالمناسبات، كإحياء ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وإلقاء المحاضرات، والمشاركة في الأعمال الخيرية. هكذا كان الأمر في العراق. لا اعتراض على أي من ذلك. ظهرت المشكلة عندما تأسست أحزاب الإسلام السياسي التي سعت إلى انتزاع الحكم وفرض برامجها بالقوة حتى على غير المسلمين. وراحت تتدخل في سلوك الناس وحياتهم. تكفر البعض وتحث على القتل وتمارس الإرهاب. هذه هي المشكلة. كنت قد خضت كثيرا في موضوع الربيع العربي في سوريا وسعي الأكثرية لاستعادة الحكم من أقلية طائفية. أيدت ذلك بحماس. بيد أن السيد جوزيف مطر كتب لنا من ألمانيا يعبر عن استغرابه من سكوتي في هذه الأيام وعدم الخوض في الموضوع. هذه ملاحظة قيمة منك يا أخانا جوزيف. وسكوتي أصبح جزءا من ظاهرة عالمية نلمسها في التردد الذي أصبح الآخرون، ولا سيما في الغرب، يشعرون به حيال الوضع في سوريا. هناك خوف حقيقي من وقوع الحكم في سوريا بيد إسلاميين متشددين بعد سقوط الأسد. وردت تقارير كثيرة عن نشاط «القاعدة» وسواها من المنظمات الإسلامية الإرهابية والجهادية وتدخلها بكثافة في الساحة السورية. يا ليتهم يعون ذلك ويرعوون عن زج أفكارهم وأساليبهم في الشأن السوري. لقد أصبح الإسلامويون شوكة في جسم النضال العربي من أجل التحرر والتقدم ومحاربة الفساد. أصبحنا نخشى فعلا من سقوط مستقبل الأمة بأيديهم ليعيدونا إلى القرون الوسطى، ويزجوا ببلادنا في شتى المشاكل مع الدول الأخرى، ويحولوا بلادنا إلى قاعدة للإرهاب العالمي، ويتسببوا بهجرة النخبة المتعلمة وأبناء الطوائف غير الإسلامية. من أجل سوريا عليهم ألا يزجوا بأنفسهم في أمورها. أصبحوا عقبة ضد التغيير والتقدم. كتب السيد شادو من أميركا يقول إنه أصبح يُسكت صوت التلفاز عندما يسمع المالكي وعزت الشابندر وسواهما من ساسة العراق يتكلمون. ويعود ويفتح الصوت عندما ينطلق من امرأة! نعم يا سيدي. هناك كثيرون يدعون لتسليم الحكم للنساء. على الأقل لديهن صوت رخيم. أنا شخصيا قلما أستمع لأي كلام من ساستنا ومعلقينا. أتابع فضائحهم وجرائمهم فقط. *نقلا عن الشرق الأوسط
449
| 10 سبتمبر 2013
هذا ما حصل لزميلنا الأديب والشاعر العراقي فاضل السلطاني. فهو مثال من أمثلة الأدباء العرب اللامنتمين، ولكنه لقي صنوه في الشاعر الإنجليزي المعاصر فيليب لاركن فانتمى إليه إلى حد تأليف كتاب عنه صدر مؤخرا باللغة الإنجليزية باسم «فيليب لاركن – شاعر لا منتمٍ». قد يتساءل القارئ لماذا يكلف شاعر عراقي نفسه في الكتابة عن شاعر أجنبي؟ هكذا بدأت حركة الشعر الحديث في الأدب العربي المعاصر، عندما انكب بدر شاكر السياب على دراسة شعر تي إس إليوت. كثيرا ما تغتني الحضارات وتتطور بفضل ما تتلقاه من التلقيح الأجنبي. هكذا ازدهرت الحضارة الرومانية بما تلقته من الحضارة الإغريقية، واغتنت الحضارة الإغريقية بما تعلمته من حضارة بابل. وقامت الحضارة العربية على أكتاف من دخلوا في ظل الحكم العربي الإسلامي من الأعاجم. لقد اعتدنا أن نذكر أفضال الأدب والفكر والفن الغربي علينا، ولكننا كثيرا ما ننسى مساهمات أدبائنا وفنانينا وعلمائنا في الحضارة الغربية المعاصرة. خذوا المعمارية العراقية زها حديد مثالا ناصعا لما أقول. أصبحت الآن أول امرأة تحتل الصدارة في فن العمارة العالمية وتبز سائر المعماريين من الرجال. وها هو فاضل السلطاني يقدم هذا الطرح الغني والفريد في أفكاره في دنيا الأدب الإنجليزي. وهي مساهمة مشكورة لعالم النقد الأدبي في الغرب تحمل في طياتها نكهات وأنفاسا جديدة من ذهنيات وأنفاس عالم الشرق الأوسط. لا عجب في أن يلتفت السلطاني إلى صفة اللاانتماء في حياة وشعر وأفكار فيليب لاركن. فالانتماء هو المشكلة الكبرى التي يواجهها الأديب العربي المغترب، بل وأصبح اليوم يشاركه فيها حتى الأديب العربي المقيم في وطنه. من أين له أن ينسجم ويتعايش مع الإخوان المسلمين والإسلامويين؟ وكانت الوجودية والتغرب واللاانتمائية من الأفكار والفلسفات التي اجتاحت عالمنا العربي في الأربعينات والخمسينات. انقرضت الوجودية الآن وماتت بموت مؤسسها جان بول سارتر. بيد أن هذا الأديب العراقي أعاد الحياة إليها في معالجته لشعر الشاعر الإنجليزي. واتخذها منطلقا لأفكاره في كتابه هذا الجديد. وفي اختياره الكتابة عن فيليب لاركن بالذات أراه يعبر عن شجون وضنون كثير من الأدباء المغتربين العرب، فالواحد منهم يعاني من الوحدة والتغرب والانفصال بشكل وجودي عن الآخرين، وقل الأخريات أيضا وبصورة خاصة، على نحو ما عبر عنه ذلك الشاعر. «الجحيم هو الآخرون» كما قال سارتر. وقد خصص فاضل السلطاني فصلا كاملا عن هلع واستنكار العلاقة الحميمية كما لاحت في أنظار لاركن وسجله في أشعاره بسخرية. وأعطانا المؤلف نماذج منها تعبر بعين الوقت عن ميل الشاعر إلى المفردات والعبارات العامية والحوشية التي لم يستسغها جمهور المتأدبين الإنجليز. وما العجب في أن لا ينتمي إليهم وهو الإنسان اللامنتمي. ويترامى وراء كل ذلك عنصر الحرمان الذي يبعث في نفسه التطلع للحرية والتحرر. *نقلا عن الشرق الأوسط
527
| 08 سبتمبر 2013
الظاهر أن كثيرا من القوم أخذوا يعتمدون في عيشهم وإعاشة أسرتهم على إصدار الفتاوى. والظاهر أيضا أن بعضهم امتلك حقا موهبة جيدة في الظرف والطرافة. هكذا أصبحنا نسمع عن شتى الفتاوى العجيبة. منها المر ومنها الحلو. فكان أن اضطر المسؤولون في السعودية إلى حصر مهمة الإفتاء بدار الإفتاء ليقوم بها فقهاء عقلانيون متخصصون يشعرون بأهمية المسؤولية. ولكن ظل البعض في ديار الإسلام يخوضون في هذا البحر من الفتاوى المرة والحلوة. كان منها ما أثار ضجة في العراق بقيام أحد «علماء» الدين بإصدار فتوى بسفك دم أي شيوعي وأي علماني. ويظهر أن هذا الشخص وجد أن كل هذه «القتولات» الجارية يوميا في العراق غير كافية فسعى إلى توسيع نطاقها. فالحزب الشيوعي العراقي يتكون من ألوف الأعضاء والأنصار. والعلمانيون هناك يشكلون كامل طقم النخبة المتعلمة التي أعطت هذا البلد نكهته من الوعي والعصرنة والتفكير الحر. يسعون الآن إلى مقاضاة هذا المفتي لقيامه بتحريض الجمهور على القتل. هذه واحدة من الفتاوى المرة. لكن في مصر، بلد الفكاهة والظرف، أصدر أحدهم قبل سنوات فتوى بتحريم بيع وشراء الخيار والكوسة. فتوى ظريفة ولكنها تحولت إلى فتوى مرة عندما هب الإخوانيون والسلفيون لمنع شرائها وهجموا على صغار باعة الخضراوات المساكين وسحقوا بأرجلهم ما كانوا يبيعونه. وأصدر شيخ آخر من حلب فتوى حلوة أخرى بتحريم صنع كعكة الكرواسان وبيعها وأكلها. الكرواسان تعني بالفرنسية «الهلال». قال الشيخ إنه رمز الإسلام. وابتكر الفرنسيون صنع كعكة على هذا الشكل ليشعروا بأنهم يسيئون لرمز الإسلام بأكله ومضغه بأسنانهم. وعليه فحرام على المسلمين في حلب وخارج حلب أن يأكلوا هذه الكعكة. لم أسمع بعد ما إذا كان الإخوانيون قد هجموا ودمروا المخابز التي تصنع الكرواسان وقتلوا من يخبزها. ماذا إذا ابتكر أحد الخبازين كعكة بشكل الدولار؟ هل سيجري تحريمها؟! ومن الفتاوى الحلوة التي سمعتها مؤخرا فتوى من «عالم» دين في بنغلاديش. تجيب الفتوى عن هذا السؤال الذي يخطر في ذهن سائر المسلمين. لماذا ينعم غير المسلمين بهذا العيش الرغيد والثروة والأمن ويعيش المسلمون في معظم الدول الإسلامية في فقر وحرمان ومجاعات واضطرابات، يقتلون بعضهم بعضا؟ أرجع الشيخ هذه الظاهرة لعمل الشيطان. قال: إن مهمته على الأرض أن يلقي ببني آدم في النار ويحرمهم من الجنة. ولما كان مصير غير المسلمين في النار على أي حال فلماذا يضيع وقته معهم؟ فتركهم يعيشون سعداء. فعل ذلك ليركز جهوده على المسلمين بإيقاعهم في المشاكل والمآسي ليجعلهم يكفرون بالله وبالتالي يقعون في نار جهنم. هكذا يلوح لهذا الشيخ أن كل ما نفعله ليس بإرادة الله عز وجل ولا بإرادتنا وإنما بإرادة الشيطان لعنه الله! جمع أحد الأدباء هذه الفتاوى الظريفة في كتاب ولكنني لم أسمع بعد أي فتوى بتكفيره. *نقلا عن الشرق الأوسط
442
| 17 سبتمبر 2013
مفيش كلام. وفي كل خصام، تخرج إسرائيل هي الفائزة. وهو ما حصل أخيرا في قضية سوريا. اتفق الروس والأميركان على الاكتفاء بقيام بشار الأسد بتسليم وإتلاف كل أسلحته الكيماوية التي استعملها ضد شعبه وكانت إسرائيل تتخوف من وجودها. مئات السوريين، أطفال ونساء وشيوخ، الذين قتلوا بها، ذهبت أرواحهم سدى ومن دون رد أو ثأر. ضحيات باردة. ومعهم ذهب ضحية باردة أيضا الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه. اتضح للجميع أن كلامه عن سوريا والخط الأحمر كله كلام اقرأ عليه السلام. من الفائز؟ اسمع أو اقرأ الأخبار. ما إن وقع جون كيري وزير الخارجية الأميركي، وسيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، على الاتفاق، حتى خف كيري وركب الطائرة على عجل من جنيف إلى تل أبيب ليتعشى هناك ويبشر نتنياهو بهذا الإنجاز الكبير. سيجري التخلص كليا من خطر الأسلحة الكيماوية على إسرائيل والتي حركت جمهورها إلى التسابق في شراء الكمامات الواقية من الغازات السامة. وجوابا عن كل من يسأل ماذا سيفعلون بهذه الكمامات الآن؟ أقول ماكو مشكلة، يبيعونها للعرب والكرد. فهم الوحيدون الذين تعرضوا لهذه الأسلحة وماتوا بها بالألوف، ألف في سوريا وخمسة آلاف في كردستان العراق. وبهذه المناسبة أنصح منظمة الصليب الأحمر وأوكسفام والعون المسيحي وغيرها من المؤسسات الخيرية الغربية أن تسعى للتبرع بكمامات لبعض الشعوب العربية بدلا من القمح والثياب والأدوية. فما الفائدة من الخبز والبنسلين إذا كان المواطنون معرضين للغازات السامة من حكوماتهم؟ وبعد أن طمأن كيري إسرائيل على نتائج اتفاقيته مع الروس، رحل إلى باريس ولندن ليطمئن فرنسا وبريطانيا، كدولتين ثانويتين على الهامش، بما فعل في جنيف. وهو أمر مهم كذلك بالنسبة لهما، ليستعدوا لبيع المزيد من هذه الأسلحة تعويضا عما صودر وأتلف منها. هذا ما أقوله دائما. ففي كل مشكلة ومصيبة نوقع أنفسنا بها، تخرج إسرائيل هي الفائز الوحيد منها. أليس هذا ما حصل في العراق؟ العراقيون تمزق بلدهم. والأميركان خسروا هيبتهم ومات أربعة آلاف من شبابهم، والإنجليز فشلوا في تصدير ديمقراطيتهم، والدول الغربية الدائنة للعراق شطبت ديونها. الفائز الوحيد مما حصل في العراق هو إسرائيل. لقد تحطمت القدرات العسكرية لهذا البلد وزال خطره كدولة من دول المواجهة مع إسرائيل. فما من دولة عربية يخشاها الإسرائيليون سيكولوجيا كالعراق، بلد سنحاريب ونبوخذنصر. نجاة حكومة بشار الأسد من الضربة التأديبية بادرة سيئة بالنسبة للسلام العالمي وأمن بني الإنسان ككل. إذا أفلت الأسد من العقاب، فما الذي سيمنع غيره من الحكومات المستبدة الطائشة والمنظمات الإرهابية العمياء من استعمال هذه الأسلحة ضد كل من يقف في طريقها، ولا سيما بعد أن أصبح الحصول على هذه الأسلحة أمرا متيسرا؟ *نقلا عن الشرق الأوسط
309
| 22 سبتمبر 2013
سوية مع فكرة التبشير المسيحي التي تبناها الغرب في القرن التاسع عشر، سارت فكرة التبشير السياسي التي قصد بها الغربيون، كما يدعون، مدننة الشعوب غير المتمدنة وإنقاذها من تخلفها وترويضها على الديمقراطية. نظرنا لكلتا الفكرتين كرأس جسر للاستعمار. قاومناهما حتى أفشلناهما بنجاح. طور الإنجليز والفرنسيون عبر «عصبة الأمم» بعد الحرب العالمية الأولى فكرة الانتداب التي طبقوها في سوريا وفلسطين والعراق لإدارة هذه الدول وتطويرها إلى الحد الذي يمكنها من إدارة شؤونها بنفسها. اعتبرناها صيغة أخرى للاستعمار فقاومناها. فقال الشاعر: للإنجليز مطامع ببلادكم - لا تنتهي إلا بأن تتبلشفوا! انتهى الانتداب في العراق فاستبدل الإنجليز به فكرة الاستشارة. انطلقنا للتنديد بها أيضا. فقال شاعر آخر: المستشار هو الذي شرب الطلى - فعلامَ يا هذا الوزير تعربد! أخيرا، انتهى هذا الدور كذلك بثورة 1958. وألقينا بحبلنا على غاربنا، ننط من نكسة إلى نكسة حتى اضطر الغرب لتأديب العراق بضربه في 2003. وبه برزت للوجود فكرة دور الشرطة العالمية لتأديب أي دولة تسيء استقلالها إلى الحد الذي ترتكب فيه جرائم ضد شعبها أو تصبح خطرا على الآخرين، وأيضا محاربة أي منظمة تتبنى الإرهاب وتخرق حقوق الإنسان. جرى تطبيق ذلك في العراق وأفغانستان وأخيرا ليبيا. لاحظ الغربيون أخيرا أن هذا الدور غير المشكور أصبح يكلفهم آلاف القتلى من عساكرهم والمليارات من خزينتهم. يوما بعد يوم يرون جنازات أبنائهم ترد إليهم لتشييعها. ولم ينالوا من وراء كل ذلك غير الاتهامات والنقد ونكران الجميل. فضلا عن ذلك، وجدوا أنه لم يحقق الغرض المنشود ولم يأتِ بأي نتيجة إيجابية. حتى الديمقراطية فشلت حيثما جربت. راحوا يعتقدون أنها لا تصلح للعالم الإسلامي أساسا. أدار الرأي العام الغربي ظهره لفكرة التبشير بالمدننة. تبين ذلك من المشكلة مع سوريا. عارض ثلثاهم التدخل بشأنها. وصوت البرلمان البريطاني ضد سعي الحكومة للتدخل. الرأي الآن، اتركوا هذه الشعوب وشأنها. إذا شاءوا أن يقتلوا بعضهم بعضا بالغازات السامة فهذا شأنهم. أرادوا الاستقلال وطردونا ورفضوا أيدينا فليدبروا حالهم كما اختاروا. والآن وحبلنا على غاربنا، فماذا سنفعل؟ ما مصيرنا في هذه الدول الثورية؟ بل قل ما مصير العالم ككل؟ الدول الغربية ستثرى وتسمن وتوفر لنفسها كل هذا العناء والمصرف. تحصل منا على ما تريد بفلوسها وتبيع لنا من المنتجات والخبرات بأسعارها. بدلا من التفكير في أمن الأفغانيين والعراقيين والسوريين ستركز على توفير الأمن لمواطنيها. وليذهب الآخرون للجحيم. وأمام النعيم الذي يعيشه الغرب، ستواصل شعوبنا العيش في نعيمها الخاص، ترفل في أحلامها وأوهامها التي تنسيها مرارة عيشها، الإرهابيون منها يقتلون ويحرقون ويفجرون أنفسهم. ولكل خياره في هذه الدنيا. وأعود للسؤال: ما مستقبل معظم هذه البلدان الثورية؟ هل ينتهي الأمر بها إلى العودة للحكم العسكري والديكتاتورية؟ أم تقبل بحكم برلمانات جاهلة فاشلة ينتخبها ناخبون أميون؟ هل يؤول الأمر ببعضها للتشقق والانقسام والفوضى على نحو ما جرى في الصومال؟ كل هذه الطروحات واردة وقد أصبحت على كف عفريت. *نقلا عن الشرق الأوسط
627
| 29 سبتمبر 2013
نعرف جيدا النشاط التبشيري للبعثات المسيحية الغربية إلى عالمنا. كنا نتهمها دائما بأنها رأس رمح للإمبريالية. بيد أن نشاطا مشابها جرى على نطاق فردي للتبشير بالفكر الاشتراكي والشيوعي لم يعبأ بتسجيله المؤرخون لضعفه وقلة تأثيره. كان من ذلك عدد من الشيوعيين الذين بعثهم ستالين لمصر ولم يتركوا أي أثر ملموس. فقد نظروا إليهم نظرة شك ولا سيما بعد أن اكتشفوا أنهم كانوا من اليهود. فشلوا وعادوا إلى روسيا حيث صفاهم ستالين في الخمسينات، ربما لأنهم نصحوه بتأييد تقسيم فلسطين وإقامة إسرائيل. كان من الاشتراكيين البريطانيين المستر مكنزي الذي قصد بغداد وفتح فيها مكتبة في العشرينات، ربما اعتقادا منه بأن المعرفة خير وسيلة لنشر الاشتراكية. ولكن ما الفائدة وقد كانت كل مبيعاته بالإنجليزية. بيد أنني أتذكر أن المكتبة تحولت في الأربعينات والخمسينات إلى نقطة تجمع لليساريين العراقيين. المشكلة هي أن جمهورنا الساذج كان ينظر إليهم بنفس الشكوك التي لصقت بالمبشرين الدينيين. أتذكر من ذلك أن صديقي الراحل هيكل رياض كان يعمل مع كيميائي آخر إنجليزي. وكان هذا يحث صديقي هيكل على معارضة النظام القائم. كان يكرر، لماذا لا تثورون على هذه الحكومة الرجعية الفاسدة؟ اعتقد هيكل أن هذا الرجل جاسوس يريد أن يوقعه في مأزق. فظل يرده ويقاومه. وفي إحدى الجلسات في أحد المقاهي فقد أعصابه ومسك بتلابيب الخبير الإنجليزي: «لماذا تحثني ضد الحكومة؟» وتأهب لمهاجمته لولا تدخل الآخرين. التقاني هيكل مساء وقص عليّ ما جرى. «جاسوس خبيث يريد أن يوقعني». قلت له: عزيزي هيكل تذكر أن بين الإنجليز أيضا ثوريين أغبياء مثلنا. وكان هذا ما اكتشفه بعد سنوات في لندن. كان الرجل عضوا في الأممية الرابعة لتروتسكي. سعى الكثير من اليساريين الأوروبيين للعمل في الشرق أملا في نقل أفكارهم لنا ولكنهم لقوا دائما آذانا صماء. كان منهم أيضا صديقي إريك كيبن. كان من رجال المسرح ومخرجا في مسرح أليونتي اليساري. وجاء للتدريس في جامعة بغداد. أتذكر أنني حاولت أن أقدمه للعمل مع الفرق المسرحية بعد ثورة 1958. ولكن الزملاء أجابوا عليّ دائما: «تريدنا نتعامل مع واحد إنجليزي يتجسس علينا؟». أذن صماء وأدمغة مقفلة. وحكايات وحكايات. وكلها تذكرني بما جرى لبعثة تبشيرية أميركية في منطقة الأهوار المتخلفة في جنوب العراق. أنفقوا على الفلاحين بسخاء وكسبوا عددا منهم. جاء الأسقف المسؤول عن البعثة لزيارة المنطقة ومشاهدة منجزات البعثة. فجمع المبشر الجماعة التي كسبها للدين المسيحي. راح يعزف على البيانو ترانيم من الكتاب المقدس ثم وقف يعظ ويخطب فيهم عن حياة السيد المسيح عليه السلام ومعجزاته وكيف مشى على الماء وأحيا رجلا ميتا. ما إن أكمل حكايته حتى ردد الحاضرون بصوت واحد: «اللهم صلِ على محمد وآل محمد»! *نقلا عن الشرق الأوسط
311
| 24 سبتمبر 2013
مساحة إعلانية
قال عبد الله المري، وزير الاقتصاد والسياحة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، إن التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التكامل السياحي...
24788
| 06 أكتوبر 2025
أوضح سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي أن من أهم تعديلات قانون الموارد البشرية...
17962
| 07 أكتوبر 2025
كشف سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي عن مزايا جديدة في قانون الموارد البشرية...
17490
| 07 أكتوبر 2025
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم القانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون...
16242
| 07 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدرت وزارة التربية والتعليم، تعميماً لموظفي الوزارة والمدارس، بخصوص اعتماد الإجازات المرضية. ووفق القانون، أوضحت إدارة الموارد البشرية بالوزارة أنه يجب على الموظف...
10394
| 06 أكتوبر 2025
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، القانون رقم 22 لسنة 2025 بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة....
9928
| 05 أكتوبر 2025
أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، أن الحرص على الأسرة هو في صلب...
7006
| 07 أكتوبر 2025