تسود حال من الغضب العنيف أوساط الفلسطينيين في القدس المحتلة بعد بث هيئات مدافعة عن حقوق الإنسان شريطاً مصوراً يظهر جنديين إسرائيليين وهم يكيلون الضربات لفتى فلسطيني خلال الاشتباكات التي اندلعت في حي شعفاط شمالي القدس على خلفية مقتل الفتى محمد أبو خضير، والتمثيل بجثته. ويحمل الفتى، الذي يتعرض للضرب في الفيديو، الجنسية الأمريكية ويدعى طارق أبو خضير، وهو ابن عم الفتى القتيل، وجاء مع والديه إلى القدس لقضاء شهر رمضان مع أسرتهم هناك. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن أحد مواطنيها معتقل حالياً لدى السلطات الإسرائيلية، معربة عن انزعاجها البالغ حيال الاستخدام المفرط للقوة ضد هذا الفتى، كما يبدو في الفيديو. من جانبه قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، إن الفيديو قد تم اجتزاؤه من سياقه، إذ لم يعرض ما حدث قبل ضرب الفتى، مشيراً إلى أن رجال الشرطة الإسرائيليين تعرضوا لهجمات من قبل المتظاهرين قبل الواقعة. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعربت في وقت سابق عن قلقها البالغ حيال الأنباء عن استخدام الشرطة الإسرائيلية للعنف المفرط حيال "أحد المواطنين الأمريكيين" مطالبة بتحقيق موسع في هذا الموضوع. وطالبت الولايات المتحدة بإجراء تحقيق سريع في الحادث الذي وقع أثناء احتجاجات في القدس الشرقية الأسبوع الماضي. وتواصلت مساء السبت الاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وشبان فلسطينيين في أحياء عدة في القدس الشرقية، بينما خففت السلطات الإسرائيلية من الإغلاق الذي كانت تفرضه على مدينة الخليل. يأتي هذا فيما تتوارد أنباء عن احتمال الإعلان عن تهدئة قريباً في جنوب إسرائيل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن جهوداً مصرية مكثفة تبذل حالياً لوقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل ووقف الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة. لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيتي جانتر حذر، خلال تفقده لقواته شمالي القطاع، من أن استمرار إطلاق الصواريخ سيؤدي إلى رد عنيف من القوات الإسرائيلية. غير أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد قراراً واضحاً بشأن الرد على إطلاق الصواريخ وعلى مقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة بعد أن وضعتها أحداث العنف الأخيرة في القدس المحتلة في موقف صعب بسبب الإدانة الدولية واسعة النطاق لمقتل الفتى محمد أبو خضير.